الأحد، 17 يناير 2016

مُعاوِية و يَزِيد


الجزء ٢٤

أصبحت المدينة 
و اصبح أهلها علي غليان
و علي توقد 
و ثورة منقطعة النظير في تاريخها

حتي الثورة علي عُثْمٓانْ 
لم تكن بهذه  القوة
كان هناك وقتها معارضون
 و صامتون و محايدون
و استغرق الامر أياما طويلة 
كي تصل الامور لحد الانفجار
و محاصرة الخليفة المغدور و قتله

،،،
هنا بقي
 بمجرد ما رجع الوفد المذكور
من عند الخليفة يزيد

و بمجرد ما عبدالله بن حنظلة 
أدلي بشهادته
انفجر الناس 
و اشتعل فتيل الثورة
و ضربت كل منطق و عقل

فأحضر الناس دروعهم و سيوفهم
و تبايعوا علي العصيان و التمرد
و شق عصا الطاعة
 و خلع الخليفة

و هنا تتميز الثورة دي عن كل ما سبقها
بأنها ينطبق عليها فعلا
 نقض البيعة بشكل رسمي
و بحرية تامة و بدون إجبار

في المرة الأولي لما بُسر فاجئهم
و أخذهم علي حين غرة

بايعوا معاوية بيعة المستكرهين
و مقدروش يدافعوا عن نفسهم كويس

و يمكن مكانوش متأكدين
 ان قتال بُسر له شرعية

و يمكن كانوا فعلا
خلعوا الامام عَلِي في قلوبهم
 لما حدث من جيشه من مقاتل و مذابح

و ساعتها مكنش عَلِّي
واضح انه ليه سلطة
 علي الحجاز من اصله؟؟

انما المرة دي بقي
ده البيعة اولا
 تمت في عهد معاوية،،
و اتأكدت تاني ليزيد
 بعد توليه و بين إيديه 

و علي فكرة 
حجج الخمرة و النسناس
كانت قديمة و معروفة
من قبل ولايته بزمان 

و كون فيه الأفضل منه 
من ابناء الخلفاء
و القرشيين الاشراف
من جهة الخُلُق و السيرة،،

و  كمان خُلُوهُم من مَسَبة 
و مَعَرة " الطُلقاء"

كل ده كان معروف من زمان برده
يعني الحجة دي
-و كانت هي أساس الثورة
و مبررها الديني للجهاد و القتال-
كانت مجرد غطاء و راية
للقيام بالثورة

المرة دي
النبلاء و الاشراف من اهل المدينة
هم الثائرين،، 
مش بيت علي بن أبي طالب 

بس نفس الهدف موجود
السلطة و العِز و القوة

لو علي المبدأ،،
فبَِينّا انه لم يكن هناك جديد،،
الي قبلوه زمان من الخليفة
بيرفضوه دلوقتي

بعد سنتين و نصف من خلافة يزيد 
افتكروا انه بيرقص 
مع النسناس و هو مسطول!!!!؟؟؟
،،،

طيب ايه رأي الفقهاء كالعادة
في الخروج الصريح علي الامام
و نقض البيعة 
و الفتنة البواح
و الدعوة لسفك الدماء بلا مواربة؟؟

،،،
طبعا عارفين الاجابة 
ايوووه
تهويمات و تهويشات
و يمكن "اجتهادهم"
،،

بس فيه حاجة زيادة
بتظهر هنا
 لفداحة الخروج 
و كونه جاء من اهل المدينة

جيران النبي و أنصاره 
لمدة ١١ سنة متواصلة
و صعب تتهمهم بالجهل كجماعة

،،
هنا بقي بتظهر
 وجهة نظر تحبذ رد الامام الظالم؟؟؟؟
ايه ده هو فيه كده؟؟
،،،،،

وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ
هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) الشوري

و لمنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ
 فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41)

قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
 ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة 

"فإذَا جَاءَ وعْدُ أُولَاهُمَا
 بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا
 أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ
 فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ
 وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) الإسراء

 ( إنَّ الناس إذا رأوا الظالم
 فلم يأخذوا على يديه ،
 أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه )
 رواه احمد 

"ما من نبي بعثه الله قبلي
 إلاّ كان له من أمته حواريون ،
 وأصحاب يأخذون بسنته ، 
ويقتدون بأمره ،

ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف ،
 يقولون مالايفعلون ،
 ويفعلون ما لا يؤمرون ،

 فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ،
ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ،
ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ،
وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"
رواه مسلم

"سيلي أموركم بعدي رجال
 يطفئون السنّة ،
ويعملون بالبدعة ،
ويؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ،
 فقلت : يارسول الله إن أدركتهم كيف أفعل ؟
قال : تسألني يا ابن أمّ عبد ماذا تفعل ؟
 لا طاعـة لمن عصى الله )
رواه أحمد ، وابن ماجه ، 

"أعجزتم إذ بعثت رجلاً فلم يمض لأمري ،
 أن تجعلوا مكانه من يمضـي لأمري )
 رواه أبو داود ، 

  ( مثل القائم على حدود الله ،
 والواقع فيها ،
 كمثل قوم استهموا على سفينة ،
 فأصاب بعضهم أعلاها ،
 وبعضهم أسفلها ،

 فكان الذين في أسفلها ،
إذا استقوا من الماء ،
 مرُّوا على من فوقهم ،

 فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا
، ولم نؤذ من فوقنا ،
 فإن يتركوهم وما أرادوا
 هلكوا جميعا،
  وإن أخذوا على أيديهم
نجوا ونجوا جميعا )
 رواه البخاري 

الاخير ده رواه النعمان بن بشير 
احد ابطال القصة الكبار زي ماشفتم
،،،،،

و من النصوص دي و تأويلها
 يتضح بقي ايه للجماعة الثوريين؟؟

ان الخروج علي الحاكم الظالم ده 
حاجة جميلة
و جهاد كبير
و ثوابه عظيييم

؟؟؟؟!!!!!
لقد اتفشخ المنطق الحقيقة 

ده صحيح عِلم واضح و صريح
و كل حاجة بااايييناااة
و "الخلاف ليس الا في القشور،،"

قشور دي و لا مش قشور؟

لا يا مولانا
دي سفاسف الامور كمان،،
،،،

اذا حد دخل عليك 
بالجملة الاكلشيه 
بتاعة الطريق البَيَن
 و الشريعة الناصعة الوضوح 
  و الخلاف في القشور بس،،

انت عارف هتعمل فيه ايه،،
،،،،

نرجع للحكاية

اهل المدينة طبعا زي اي ثوار
بيحترموا نفسهم و ثورتهم

راحوا يطردوا الفلول
 من الارض الطاهرة،،
و يقتحموا مقر أمن الد،،،
يقتحموا بيت الحاكم الأموي  
و يطردوه 

و يحاصروا الامويين و اتباعهم
و يجبروهم علي الخروج من البلد

مفهوم طبعا
ده هما اهم سبب للثورة

زي سعيد و وليد و مروان كده
ايام عثمان
،،،

الامويين و ناسهم و رجالهم حوصروا
في قصر مروان بن الحكم 
و مُنع عنهم الماء و الطعام حتي يخرجوا 

استغاثوا بيزيد
قام طلعت جنونته
 و غضبه العربي البدوي

و عمل جيش حالا من عشرين الف مقاتل
و خلي أميرهم واحد من بني غطفان
اسمه مسلم بن عقبة المري

كان راجل عجوز
عمره تقريبا ٨٠ سنة
هل كان صحابي او لا؟

مش مؤكد الحقيقة
بس المنطقي انه عاصر النبي
علي الاقل كان شاب صغير وقتها 
مما يضعه في خانة التابعين علي الاقل،،

و كان بحكم وجوده في الشام
من رجال معاوية الأب
و حارب في صفين
و تولي الادارة و الإمارة لمعاوية
و من بعده يزيد
،،،

عبد الله بن جعفر بن ابي طالب 
اتوسط عند يزيد
انه يسيب الناس في حالها 
الجيش اتحرك متجها للمدينة

يزيد قاله عشان خاطرك يا خال بس
الجيش ده هدفه الاصلي 
يروح مكة يمسك المتمرد الاكبر 
عبد الله بن الزبير

بس هيعدي جنب المدينة
لو هما قصروا الشر
و اظهروا السلام،
و سابوا الجيش يعدي،،
هيسيبهم و ميعملهمش حاجة

بس و عليا النعمة 
لو عملوا اي حركة كده و لا كده
هيفرمهم و الله ،،

عبد الله قاله عداك العيب
و بعت جواب للناس الكبار في الثورة
و قالهم أقصروا الشر يا جماعة
ده جيش جاي ملوش آخر
،،،

بس طبعا حماس الثورة 
بيفقد العقول اتزانها
 و حكمها الواقعي 

قالوا احنا رجالة و 
هنقف وقفة رجالة
و مش هنطاطي مش هنطاطي
احنا كرهنا الصوت الواطي
،،،

و أرغموا الامويين برجالهم و ناسهم
انهم يخرجوا من المدينة
 بالهدوم الي عليهم 

عندهم حق برده
مينفعش تعمل ثورة و تبدأ حرب 
و تسيب قرايب العدو وسط صفوفك
،،،
خرج الامويين
 بقيادة مروان بن الحكم
مطرودين مُهَجرين
 تاركين مالهم و محتالهُم

و لم يشفع لهم بكاء الاهل و الأبناء 
و لم يرحم الثوار قرابة او رحماً

كل ثورة و ليها ضحايا
 انتوا عارفين طبعا،،
،،،
بس مين الضحايا بالظبط

عشان تعرفوا

تابعونا،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق