الجزء الثاني
وقفنا عند حديث
" إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ
وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ
بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ "
،،
الأهم من مبدأ
"النبؤة "
في الرواية دي
الي محدش عارفها و لا سمع بيها
من آلاف المسلمين الصحابة
و التابعين في الحرب دي
و لا حتي الحَسَن نفسه عارفها،،
و الراوي بس هو الي عارفها،،
الأهم ان الحديث ده
بينفي كون احد الفريقين
من أهل
" الفئة الباغية"
الي القرآن قال
لازم
" تقاتلوهم حتي يفيئوا الي امر الله"
و الي بالمبدأ ده:
" القتال- أمر الله"
اتحجج "المُحَكِمة "
الشهيرين بالخوارج
ان لا حكم الا لله
و مدام ربنا حكم بالقتال
محدش يغير حكم ربنا،،،
و ان الامام عَلِي كافر و منافق
للجؤه للهدنة
و قتلوه مُستحلين دمه
و حاولوا قتل الحَسَن برده بنفس المنطق
،،،
الرواية بتاعة الْحَسَن دي بتقول ان
الفئتين من المسلمين" عظيمتين"
يعني معاوية و جيشه عظيمين
مش فئة باغية و لا حاجة
يعني المسلمين ممكن يقتلوا بعض
و متعرفش مين الصح و مين الغلط
و يعني الآية القرآنية ليست مطلقة الحكم
و " أمر الله " الي الناس بتتحاكي عنه
مش واضح خالص هنا مع مين
و الأهم من القتال
هو حقن الدماء
حتي لو حاسس انك علي حق
عشان كده الرواية دي
محبوبة جداً من فقهاء أهل السنة
و ليها شروحات فقهية كبيرة
و نفس الفقهاء الي شايفين
ان معاوية و جيشه
كانوا الفئة الضالة في حرب عَلِي
هما الي شايفينه
فئة عظيمة في حرب الحَسَن
مفيش اي دماغ او توازن عقلي
فيه تلفيق و توفيق
حسب المقدس من النصوص
مع ان مصدر قداستها
ناس زيي و زيك
هما الي بيدوا ختم الجودة
و يخلوا كلام يبقي مقدس
و كلام تاني كلام فارغ
و في الاخر يتعبوا نفسهم
و يتعبونا في التلاعبات
البلاغية و اللفظية و اللغوية و النحوية
لإثبات ان المتعاكسات
هي في الحقيقة متطابقات
هل أنا ضد الصُلح و حقن الدماء؟؟
إطلاقا طبعا،،
بس أنا ضد
ان حد يفتكر نفسه أذكي مني
و بدل ما يقول
ان كذا أفيد و أنفع للناس
يقول ان كذا ده " أمر ربنا"
و مش بس كده
يمسك في اي واحد
يكشف زيف و تهافت منطقه
،،،
فتأمل و تعجب
،،،
انسحب الحَسَن من الميدان
الملئ بالخداع و الدم
و ذهب ليعتزل الجميع في المدينة
و ليستمتع براحة البال
و الحياة اللذيذة
فقد كان محباً للحياة
وسيماً رقيقا
صاحب قلب شاعري
جميل المُحيا كثير الأصدقاء
معسول اللسان و جذاب المنطق
مجلسه و حِكمته لا ينقطع عنها الشباب
و لا يكاد يتركها الشيوخ
زينة المجلس أينما حل
الجميل الرهيف الروح مثله بقي
اكيد يهفو قلبه للمِلاح و الحِسان
و قد كان فعلا
كثير الزواج
من جميلات و عقيلات العرب
و كان حلو المعشر و الشمائل
حتي انه كان
عندما يُطلِّق احدي زوجاته
و يُجزل لها العطاء و الصَداق
كانت تبكي بكاءً مراًً علي فراق
الرجل القوي الرقيق
ذو النسب الذي لا يضاهي
و كَثُر أولاده و أحفاده
بس رغم كده
الشيعة لا يرون احدهم إماما
مع انهم يرون الحَسَن نفسه إماما
و مع إن الإمامة تُورث زي المُلك كده
هو مش يحيي ورث زكريا؟
و سليمان ورث داوود؟
يبقي طبيعي ان ابن الامام
تنتقل ليه القبسة من النور الالهي
منطق برده
ولا ايه؟
طيب ليه اولاد الحسن
محدش منهم ورث الإمامة ؟
دي حاجة عندهم ليها تفسيرات
من الي بالي بالك كده
تلف تلف و ترجع مكانك
و تلاقي ال يقولك
شفت المشوار سهل ازاي
!!
الحقيقة ان الحَسَن بدأ في ترسيخ
الدعوة المعارِضة لمعاوية،،
بس كانت دعوته سِلمية
و قائمة علي الانتظار
و احراز النقط من اخطاء الخصم
بدون عناء الهجوم المريع النتائج
،،،،
قيل ان وفداً أتي الحَسَن
من الكوفة
يراجعونه و يلومونه
دانت كان حواليك رجالة و فلوس"
تسد عين الشمس
و ناس مستنية تموت تحت رجليك
تفرط في ده كده بالساهل؟؟
طبعاً هو عارف طق الحنك بتاع المجالس
و شاف الي حصل في ابوه من اصحاب
الطنطنة و الزنزنة و الهجص اياه
بس بحكمته و ذكاؤه
رد عليهم و قال:
أَنْتُمْ شِيعَتُنَا وَأَهْلُ مَوَدَّتِنَا ،
فَلَوْ كُنْتُ بِالْحَزْمِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا أَعْمَلُ ،
وَلِسُلْطَانِهَا أَرْبَضُ وَأَنْصَبُ
مَا كَانَ مُعَاوِيَةُ بِأَبْأَسِ مِنِّي بَأْسًا ،
وَلا أَشَدِّ شَكِيمَةً وَلا أَمْضَى عَزِيمَةً ،
وَلَكِنِّي أَرَى غَيْرَ مَا رَأَيْتُمْ ،
وَمَا أَرَدْتُ فِيمَا فَعَلْتُ إِلا حَقْنَ الدَّمِ ،
فَارْضَوْا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَسَلِّمُوا لأَمْرِهِ ،
وَالْزَمُوا بُيُوتَكُمْ وَأَمْسِكُوا ،
أَوْ قَالَ : كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ،
حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ، أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ " .
،،،،
حتي يستريح بَرُ او يُستراح من فاجر،،،
يعني باختصار:
اصبر علي جار السو
يا يرحل
يا تيجي مصيبة و تاخذه،،،،
بس قال ايه برده؟؟
أنتم
"شيعتنا"
من الكلمة دي
تمت تسمية
أنصار ولاية اولاد الامام عَلِي
"الشيعة"،،
و بدأت معارضتهم
الطويلة الأمد للسلطة الحاكمة
سواء كانت أموية
او عباسية،،
و عشان كده الحَسَن
بذكاؤه و طول باله
قدر يخلي الأعوان دول
في حالة تأهب دائمة لطاعة أوامره
و رأي ان الدعوة و المُلك
لن يتم الا بغزو القلوب
قبل إجبار الأجساد ،،،
و ان الوقت في صالحنا
نقدر بكره و لا بعده
نكبر أنفسنا و نزود أصدقاءنا
و ساعة الجد بقي
هتيجي بأسهل الطرق،،
و هو كقائد جميل
و شيك و صبور
و مُسالم كده،،
كان مش بيدي لمعاوية
اي حجة للبدء بالغلط
و ده أدي فرصة كويسة لأنصاره
انهم ينتشروا بدعوتهم
بين الناس ،،،
دعوة آل البيت
او رضا آل النبي
او الرضا من أل محمد،،،،
الي زي ما شفتوا بقت
كأنها تقريبا دين مشابه
مش مجرد مذهب تاني،،،،
،،،
بس مدام عمل كده
ليه مبقاش
هو و أولاده سلسلة الائمة ؟؟
طبعا هتلاقي إجابات
ان ده مكتوب في لوح الأزل
و ان النبي نفسه
أوصي للحسين و أولاده
او ان الحسين
كان علمه أكبر و ورثه أولاده
كل ده مش الحقيقة
الحقيقة ان الحسن كانت معارضته
شيك و عقلانية و لارچ و منطقية
اكثر بكثير
مما هو مفروض لشحذ الهمم
و تجنيد الناس بالعواطف،،،
الناس عايزة مصيبة
وتشبع فيها لطم
مش واحد فوتوجينيك
و جنتلمان أنيق
و لسانه حلو
،،،،
من المصايب و الكوارث الكبري
تنتعش روح الفداء و التضحية
و ده الي الحسين
قدمه لقضية الشيعة
مش الحسن،،،
قربنا نخلص حكاية الحسن مع معاوية
،،،،،
تابعونا،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق