الجزء الثالث
وصلنا للحَسن و هو بيقود أنصاره
بحكمة و عقلانية و سِلمية
و بُعد نَظر و نُبل كبيرين
تقريبا قعد عشر سنين
يؤسس و ينشر الدعوة السلمية
لنصرة بيت النبي
في قضية ولاية امر المسلمين
و كل يوم مجالس و معارف و حبابيب
و فلوس تتوزع و أصدقاء جدد يكتسبهم
كان بصراحة ال ElMadina's sweetheart
حبيب قلب الناس كلها في المدينة
حتي مروان بن الحكم
الي كان والي المدينة في الوقت ده
من قِبٓل مُعاوِية
كان مش قادر يِغلس عليه جامد
او يضغط عليه قوي
كل ما كان يزود
في شغل البوليس و السلطة عليه
ميلاقيش غير الابتسامة و الوِد
و الحب يمكن كمان،،
و زي ما قلنا
مُعاوِية كان فعلا بيحب الحَسَن
و عارف انه كان فعلا زعلان علي الخليفة عُثْمٓانْ
و مكنش من الناس
الي حصروه
و حصبوه
و كَفروه
و منعوه الطعام
و الشراب و أهانوه
و تآمروا عليه
و خانوه و سلموه لأعدائه
و في النهاية ذبحوه و مثلوا بجثته
و دفنوه في مقبرة حقيرة كالمنبوذين
مفيش ثأر شخصي ضده
بل فيه رَحِم و صلة عائلية
بين الفرعين الثقلين
الهاشمي
و العبشمي" الأموي"
و كمان فيه عَهد و سلام و اتفاق
و لم يعان الحَسَن
من اي ضائقة مالية
في عهد مُعاوِية
رغم مصاريفه الكثيرة المتنوعة
و قلة إيراداته الرسمية
و استمر الربيع الجميل
ده بين مُعاوِية و الحَسَن
حتي جاءت اللحظة المُنتَظرة
اللحظة الي دايماً التاريخ بيتغير فيها
مين
الي يبقي الملك بعد الملك الحالي؟؟
ده حال الدنيا و العروش
و لم يسلم من ذلك أحد كما رأينا
في حكايتنا دي من أولها ،،
،،،
طول ما الملك الحالي موجود
الامور مستقرة عليه
بمجرد ما يموت
كل الطامعين في الحكم
بيطلعوا يطحنوا في بعض
و محدش عاجبه اي حد
غير نفسه يبقي الملك،،
مُعاوِية حاسس بالي بيحصل حواليه
و شايف ازاي الحَسَن
بينظم اتباعه ببطء و ثقة
و عارف ان الزمن في صالح الحَسَن
هو لسه في الأربعينات
و معاوية وصل الستين
و لو الاتفاق بينهم
الي كان قبل الهُدنة
اتنفذ
أكيد الحَسَن
هيبقي الخليفة بعد مُعاوِية
و طبعا المُلك بِيجيب أعداء كتير
و زوال المُلك بيسلم رقبتك لاعداءك
تسليم عبيد تقريبا،،،
حاجة كده
زي الي حصل للقذافي و اولاده
بعد زوال مُلكهم،،
و لو انت شايف
ان القذافي يستاهل الي جري له
و كان سفاح و مجنون،،
فيه ناس زيك كتير كانت شايفة
نفس الكلام عن مُعاوِية أيامها
و احنا حكينا جوانب
مما فعله من اجل المُلك
هو و أنصاره من الصحابة و التابعين،،،
و كُن علي ثقة
ان القذافي لم يقتل ناس
اكتر من الي ماتوا من تحت راس مُعاوِية ،،،
بس الحق يقال
هو اكيد مكنش لاسِع زي العقيد الفقيد
،،،،
طبعا فاكرين
"الجنود الي في العسل"
الي خلصوا علي الاشتر النخعي في مصر
"جنود " من " نفس الكتيبة"
راحوا و أتموا نفس المُهِمة
مع الحَسَن
،،،
أصيب بألم شديد
و كانت بطنه بتتفرتك:
قال :
ولقد سقيت السم
مراراًً ما شيء أشد من هذه المرة ،
وجاء الحسين فجلس عند رأسه
فقال : يا أخي ، من صاحبك ؟
- مين الي سَمِمَك؟-
، قال : تريد قتله ؟
قال : نعم ،
قال : لئن كان الذي أظن ،
لله أشد نقمة ،
وإن كان بريئاً
فما أحب أن يقتل بريء.
،،،،،،
الله الله
يا حفيد رسول الله
الحَسَن ده تحس انه
في الزمان الغلط
و مع الناس الغلط
بجد مش ممكن،،
ينفع
راجل تنظيمي في حزب طليعي
مُربي للكوادر الشابة
مخطط استراتيجي بعيد النظر
خطيب منمق
زينة السهرات الصيفية
الصديق المفضل للرجال
و الحبيب المختار لدي النساء
سلميته أراها
تفوق سِلمية غاندي
و تضحيته بنفسه
و بما يمكن ان يكون من حقه
لا يحضرني موقف مماثل له في التاريخ
،،،
رغم وجود الكثير من المهاويس
الي ممكن يقدموا ارواحهم
فداء لحقه في المُلك
و شايفين الحرب دي
قضية جهاد و عماد الدين
و مبرر أساسي لوجودهم،،
يعني معاه
المدفع و الذخيرة و العساكر
هو بس يشاور بإيده
و كل حاجة تولع
و لكنه يتمالك نفسه
و يراجعها
و لا يري في اي قضية،،
و ان كانت تبدو
أصلية و حقيقية و عاطفية
لا يري فيها ابداً
مبررا لسفك الدماء،،
فبعد زوال تأثير الحماس
و نشوة الحرب المؤقتة ،،
يبقي اليتامي بلا أب،،
و الأرامل بلا عائل،،
و الأمهات تبكين الليالي حتي الممات،،
و نار الثأر مستعرة تحت الرماد،،
تختبئ
لتتغذي بأجساد ضحايا المحرقة المنتهية
لتندلع بعد حين
تبتلع أبناءهم
و أحفادهم
و لا تكتفي أبدا
أبدا،،،
،،،،،
اعتقد ان ما فعله في نهاية حياته
و عفوه عن قاتله
هو سبب خفوت سيرته و صوته
لدي الشيعة،،
فالعفو عن قاتلك
يُنهي قضية الثأر للأبد
و هذا مضاد لكل الثورات و الحروب
التي لا تستمر و تتغذي
الا بالرغبة التي لا تنتهي في الثأر
،،،،،،
مين قتله؟؟
اعتقد ان فيه واحد بس في الدنيا
هو صاحب المصلحة في حاجة زي دي،،
انه يقتل الراجل الجميل
الي بيصاحب حتي أعداؤه ده
و كلنا عارفينه،،،
انه العرش و المُلك
دونه تهون التضحيات
و الدماء لدي الناس
،،،،
طبعا ،،،
معاوية ،،
عايز يضمن
استمرار العرش لأسرته و ابنه،،
الموضوع مبقاش فيه تهريج
المُلك
يا إما يُوَرث او يُغتصب
زي اي ملكية منظمة
و اكيد معاوية شايف
ان اي حل تاني
هيجيب مصايب و حروب و دماء
لا تنتهي
هو الناس مش عايشة كويس
و مبسوطة معايا؟؟
خلاص يبقي عشان يفضلوا مبسوطين
مفيش غير ابني الي من دمي
هو الي يحقق ده،،
و اي حد يقف
في طريق التوريث
لازم يختفي،،
لان اختفاؤه حل أفضل للجميع
أنا و ابني ،
او الطوفان
،،،،
للأسف دي حقيقة تاريخية
الزعيم القوي
غالبا يترك بعده فراغا
لا يستطيع ملؤه
الا ابنه او عائلته
و غير كده
بيكون فيه مجازر
للانتقال الي زعيم أقوي
و أسرة أحدث و أكثر فتوة،،
ممكن تبص للي عمله مُعاوِية
علي انه من ضرورات استقرار الدولة
من وجهة نظره طبعا في الأساس،،
بس مش يمكن تكون دي الحقيقة؟؟
هو اكيد ادري مننا
بعصره و ناسه و مجتمعه
بيننا و بينه مئات السنين،،
ازاي نقدر نحكم عليه بمعاييرنا؟؟
،،،،
" شعرة مُعاوِية الي لا تنقطع"
هي خير دليل علي ما نقول
أرخي الحَسَن الشعرة بشدة
فكان لا بد من شدها بقسوة و قوة
لان الشعرة دي بالذات
فيها المُلك و الحكم كله،،
شدها الي ان قطعها
و هو غير نادم
بل أراه ينام قرير العين
مطمئنا
لما دعمه من أساس المُلك لأسرته
علي قدر ما كان يظن بعلمه القاصر،،
،،،،،،
قيل ان عبد الله بن عباس
كان في القصر في ضيافة مُعاوِية
ساعة وصول خبر وفاة الحَسَن
فسمع تهليلا و فرحة
و وجد مُعاوِية مستبشراً
ينعي اليه وفاة الحَسَن
فقال:
أما والله يا معاوية
لا يزيد موته في عمرك،
ولا تسد حفرته حفرتك،
ولقد أصبنا بمن كان أعظم منه،
رسول الله
(ص)
فكفانا الله،
،،،،،
رحم الله الحَسَن
المقطوعة الموسيقية الشاعرية الجميلة
وسط كل هذه الأحزان و الدراما المُفزعة
جاء في زمن و وقت غير مناسب
لسمو روحه
و جلاء سريرته
،،،،
تابعونا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق