الجزء ١٨
خلاص الثورة انتهت و قُمعت
و الناس دخلت بيوتها
و رؤوس الثورة
تم صلبهم و قتلهم
تخويفا و ردعا لباقي المتآمرين،،،،
طبعا لما تشوف قمع السلطة الطاغي
لأي ثورة عليها في الأزمنة دي
تقدر تعرف ان الي حصل في أيامنا
هو بالكتير تكرار للمأساة العريقة دي
بس بأسلحة اكثر فتكا
إنما الفتك و الدموية و الشراسة
اكيد كانت أشد
عند الأجداد الي بنحكي عنهم دول
،،،،،
الحكاية الشهيرة بتقول ان
الحُسَيَن عرف بالي حصل
بعد ما كان بدأ في السفر
و الذهاب لمعقل الثورة المؤيدة له
فيه هنا كذا حاجة غريبة،،،
اول حاجة::
ليه راح في جمع كبير
من أنصاره و أصدقاؤه؟؟
جيش صغير بالعشرات
و يتجاوز المئة مقاتل
من اولاده و اولاد اخوه و بنو عمومته
و اقاربه و ناس من العرب الي بيحبوه،،
اعتقد انه التخفي و السفر مع فرد او اتنين
كان أفيد و أسرع و اكثر كفاءة
لو كان المدد منتظره هناك
النبي نفسه هاجر بالطريقة دي
مع ابو بكر و الدليل بتاعهم و بس
،،
ده كان دليل علي انه
اما خائف من الطريق و الغدر فيه
او بيجهز نفسه
لوجود مقاومة عسكرية قوية
في الحالتين
المتوقع هو قدر كبير من الدماء
و معركة او معارك معتبرة،،
و ده يدينا انطباع
انه مكنش "سِلمي"
بالدرجة الي ممكن
ناس تكون معتقدة فيها،،
كان راجل طالع يقاتل و يقتل
و يحارب أعداؤه
حتي يفوز او يفني احدهما
دي اول نقطة حُطها في اعتبارك،،
،،،
تاني حاجة::
و دي معضلة كبيرة
اخد معاه زوجاته و اولاده و بناته!!!
و بكده القافلة دي كِبرت جدا
و بقت اكثر بُطئا بشدة
مما كان المفروض
في جماعة مقاتلة
مفترض انها تشد الرحال
بأسرع ما يمكن
للوصول لهدفها،،
طبعا غير ان الجماعة دي
بقت عاملة زي نقطة لبن
علي جلابية سودة
اي واحد من بعيييد
ممكن يشوفها بسهولة بدون مجهود،،،
يعني الجماعة المقاتلة دي
بقت بطيئة و مكشوفة و مترهلة بشدة،،
ليه العَملة الشنيعة دي؟؟
جايب العيال و الستات ليه؟؟
احتمال عشان
خائف علي مصيرهم و هو بعيد،،
شفتم الي حصل
مع عبيد الله بن عباس
و قتل اولاده علي يد بُسر،،
و الي كان هيحصل برده
لزياد في اولاده
علي يد بُسر برده،،
و شفتم خطبة زياد
الي بيَعد فيها
انه هياخد المقيم بالظاعن،،
يعني الي تحت أيده و في بيته
هياخده بجريمة قريبه
الي هربان و مسافر،،
واضح ان ده برده
كان بقي طبع الناس وقتها،،
،،،،،
و دي مشكلة انك تحارب الناس
معتقداً بكُفرهم
و بالتالي سوف تستحل
دماءهم و أعراضهم و أولادهم
طبعا مفروض فيه
ضوابط أخلاقية
بس الحقيقة
انهامش أكيدة او إلزامية،،
كل واحد ممكن يجيب لنفسه
حِجة من
اي موقف
لأي حد
في اي وقت
و تعددت المواقف و التصرفات سابقا
بدرجات متفاوتة جدا،،
مِن قتل الأسري
علي يد خالد بن الوليد
و الدخول بزوجة القتيل،،،
مباشرة بعد قتل زوجها
زي زوجة مالك بن نويرة
لقتل كل من أنبت شعر عانة
من الأطفال الي في الجيش المهزوم،،
يعني قتل اولاد
في سن الحادية او الثانية عشر
زي يهود بني قريظة
و توخي الغدر و استحلاله
زي ما حصل مع كعب بن الأشرف
علي يد محمد بن مسلمة
،،،،
و شفتم ازاي ناس وصل بيهم الامر
انهم فكروا
يأخذوا السيدة عائشة
كسَبية بعد موقعة الجمل
لأنهم شافوا انها بقت كافرة
و بتحارب الامام!!!
و احتاج الامر
تدخل الامام عَلِي و توضيحه،،
ان دول إخواننا و بغوا علينا
و مش كفار و لا حاجة
بس منين هـ تجيب أمثال الامام عَلِي
في كل مصيبة من دول
الي هتلاقيهم
هم أمثال "بُسر" و "جارية" و "زياد"
،،،،
أنا شخصيا شايف ان كتير من روايات
الدموية و سفك الدماء دي
مبالغ فيها او مكذوبة
و تم اختلاقها
او تضخيمها بشدة
لتبرير الفتك
و التصفية الدموية للأعداء
الي بقت سلوك طبيعي مع الوقت
زي ما انتوا شايفين كده،،
بس الحقيقة ان الفقهاء و الشيوخ
متمسكين بصحتها
و بينكروا اي تصحيح
ممكن حد يعمله فيها،،
و شايفين ده من صحيح الدين
بل و بيقدسوا الكلام ده
و بيعتبروه
دلائل للسلوك الديني القويم
يمكن هما ادري برده،،
،،،
خلونا نكمل
الحُسَين كان شايف
انه ممكن يتغدر بيه
و ممكن يحارب و يقاتل في اي وقت
و ممكن عائلته و اولاده
يتم التنكيل بهم و هو بعيد،،
فخرج في قافلة مسلحة
مع اولاده و حريمه،،
،،،،
هنا بقي نيجي للحاجة التالتة
الغريب في الروايات
انه قابل كذا واحد
جايين من الكوفة و معاهم أخبارها
و سألهم عن الأخبار و كلهم قالوله ارجع
الدنيا بايظة خالص
و مش بس كده
قرايبه و معارفه نصحوه
اخوه محمد بن الحنفية
قاله الحكاية دي مليانة لَبَش
و اقعد وسطنا احسن
مسمعش كلامه
عبد الله بن عباس،،
بلاش تطلع احسن
و سيب اهلك هنا و متخافش
احنا كفيلين بهم،،
و احنا عرفنا ان عبد الله بن عباس
كانت صلته كويسة بمعاوية و بالأمويين
و اتصالح معاهم تمام،،،
مرضيش
ابن عمه
عبد الله بن جعفر بن ابي طالب
قاله بلاش الحكاية دي
مسمعش الكلام
و بعد ما خرج من مكة
بعت له والي مكة
عمرو بن سعيد بن العاص
و ده راجل هادي زي ابوه
و قال له ارجع و متخافش
و اهلك في أماني و عهدتي
برده معجبوش الكلام،،،
،،
ليه الإصرار ده كله
علي الذهاب للمذبحة دي؟؟
يمكن كان لسه فاكر انه لو لحق
يوصل في الوقت المناسب
ممكن كل حاجة تتغير؟؟
بس في النهاية
لما قرب يوصل
طبعا و هو ماشي بالبطئ الهادي
مع القافلة العائلية دي
لقي الي قاله علي الي حصل
ل مسلم بن عقيل بن ابي طالب
و ان الثورة خلاص بَح
،،
هنا بقي فكر يرجع؟؟
قام أخوات مسلم رفضوا يرجعوا
و قالوا لازم نأخذ بتارنا !!؟؟
قام قالهم و أنا معاكم
و مش هسيبكم!!؟؟؟
" لا طيب في العيش بعدكم"
طيب ماشي
موقف رجولي و وفاء
خلي العيال و الستات تروح
ما كنت خلاص هتروح انت شخصيا،،
هو ايه التفكير الغريب ده؟؟
انت و اولاد عمك ناويين تروحوا
كتيبة كوماندوز
و تأخذوا بتار مسلم،،
أوكي ،،
طيب ناوي تعمل ايه في العيال دي؟؟
الحقيقة ان كل الأفعال دي
لا تقول الا ان الحسين
كان عايش في عالم تاني
و كونه يعتقد في نفسه التميز الشديد
منعه انه يسمع لكلام الكبار و المخلصين،،
و ظن خطئا طبعا
انه أذكي و اعلم منهم
و تصرفاته الغير مُبررة
كانت بِ تزداد سوءا مع الوقت
و في الاخر بقي معندوش اي اختيارات
او مساحة للمناورة و الحركة
،،،،
في الوقت ده
كان عبيد الله عرف
ان الحسين جاي يحاربه
و يثور علي يزيد
بمعاونة أنصاره في الكوفة،،
قام بعت له كتيبة
من ألفين او اكتر
بقيادة عُمر بن سعد بن ابي وقاص
و ده تابعي من رواة الأحاديث
و كان خالف ابوه سعد بن ابي وقاص
الي كان اعتزل الفتنة من أولها ،،
و قفل بابه عليه،،
بينما كان عُمر من الشباب المتوقد
مش عاجبه اعتزال المشايخ بتاع ابوه
و كان من الي اشتغلوا مع الامويين
عينه عبيد الله حاكم علي اقليم تابع ليه
و لما حصلت حكاية خروج الحسين و ثورته
استدعاه عبيد الله و قاله
اطلع علي رأس الجيش
بتاعك بكره
و روح قاتل الحسين
هو طبعا أتضايق
مش عايز يكون ليه دعوة بالحكاية دي
بس سمع الكلام
و التزم بأمر الوالي
و طلع علي راس الجيش المشئوم
الي رايح يقابل جيش الحسين
،،،،،
اللقاء الشنيع علي وشك الحدوث
تابعونا،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق