الأحد، 17 يناير 2016

مُعاوِية و يَزِيدْ


الجزء ٢٧

خرج مُسلم و جيشه من المدينة
و توجهوا لقتال المتمرد الأصلي
عبد الله بن الزبير

كان ابن الزبير بعد ما هزم الجيش
الي جاء يحاربه بقيادة اخوه عمرو

قد تملك مكة بحكم الواقع
و امتد ملكه شيئاً فشيئاً

حتي انه قيل ان 
بنو أسد بن عبد العُزي
-و دول قبيلة الزبير بن العوام-
الي كانوا في المدينة 
كانوا قد نشروا
 روح الثورة  و نفخوا فيها
دعما لابنهم و أخوهم 
عبد الله ابن الزبير

و قد اشتط مسلم بن عقبة في تعقُبهم
بعد فتح المدينة
 و هزيمة جيشها
و قصد الي
 استئصالهم و تصفيتهم
نظرا لشبهة تحالفهم
 مع ابن الزبير في مكة
و نشرهم للثورة في المدينة تعاطفاً معه

و من الممكن فعلا 
النظر للموضوع بالشكل ده
لان ابن الزبير كان 
بيدعو لنفسه بالخلافة
و بياخد البيعة علي كده من اهل مكة

و كان في الوقت ده
اتنين بيدَّعوا الخلافة
يزيد بن معاوية في الشام
 و مصر و العراق و المشرق

و عبد الله بن الزبير
في الحجاز ، مكة و ما حولها 
و ربما أيضاً المدينة

و لعل الاختبار
 الي عمله يزيد لأهل المدينة 
بانه قالهم 
لو سبتم الجيش يمشي جنبكم
و يوصل للمتمردين في مكة
 و علي رأسهم ابن الزبير

كان لامتحان نواياهم،
بيقولهم خليكم في حالكم 

و مدام أنتم متمردين في قلوبكم
بس مش هـتحاربوا الجيش بتاعي
و تسيبوني اضرب رأس التمرد
"المُلحد" ابن الزبير
-الامويين كانوا بيسموه كده-

يبقي خلاص
 أنتم مش متواطئين معاه
و هفترض أنكم لسه 
باقيين علي البيعة بتاعتي
و لم تبايعوا ابن الزبير
 او تشتركوا معاه في الثورة بتاعته

،،،،،

طيب فلاش باك،، 
و نرجع مع ابن الزبير في اول أمره ،،
كان ساعة حكايتنا دي
 راجل عنده فوق الستين سنة،،
و كان من يومه صاحب عزم و شدة،،

وقف مع الحَسَن 
يدافعوا عن باب عُثْمٓانْ و هما شباب
علي غير توافق  مع موقف ابويهما،،

و خرج بعدها مع ابوه و خالته
يطلبون عزل عَلِي و القصاص لعثمان
و هو الي أخرج
 خالته "عائشة" علي الجمل
بعد ان هُزِم جيشهم في المعركة 
عشان يحاول بأي طريقة يكسب المعركة،،

و حكينا علي مراوغته لمعاوية 
ساعة ما كان بياخد بيعة يزيد

دايما في صفوف الخلاف الاولي
رجل ليس بإمعة او ضعيف الهمة
بالعكس خالص
هو كمان شايف انه متميز
ومتفرد و من أصحاب الدين
و بالتبعية يبقي من اصحاب الملك

نفس الاشكالية
مين بالظبط الإمام
و مين معترض 
و ايه سبل حل الاعتراض؟؟

مفيش اي طريق
 غير حمل السلاح
والقتال حتي الموت

مشكلة أزلية في 
النظام السياسي المحلي
الي اتغير بعد رسالة النبي ،،

زمان كان زعيم القبيلة معروف
و ابنه أو اخوه بعده
او اقوي واحد في القبيلة،،

الي حصل بعد الاسلام
ان كل واحد
 بقي مقتنع انه زعيم القبيلة
او هو اقوي واحد في القبيلة
،،،،

عودة لابن الزبير

كان خرج مع الحسين من المدينة
بعد وفاة معاوية
و راحوا لمكة منكرين بيعة يزيد

و منها راح الحسين بعد شوية للكوفة
و قد عرفتم أمره ،،،

طيب ايه الي حصل بعد كده
للزبير في مكة
 
بعت له يزيد كذا رسالة و كذا شخص
من أشراف مكة و المدينة
يدعونه للدخول في البيعة 
و التوقف عن تأليب الناس
و فيه كلام عن وعد بولاية الحجاز،،

فرفض و أنكر
قام غضب يزيد و أزبد
و أقسم انه هو كمان
مش هيقبل بالبيعة 
من ابن الزبير الا و هو مذلول 

و لازم ييجي دمشق 
مذلولاً صاغراً
و هو أسير في القيود
و كصورة من صور السخرية
 من ابن الزبير،
الي كان غني و مِترَيِش،،
 
بعت قيد و سلسلة
 و كلابشات من دهب و فضة

وقتها ابنه معاوية بن يزيد
و كان شاب في العشرينيات
و من الصالحين العابدين

توسط لابن الزبير و قال لأبوه 
بس كده بهدلة و تهزيق جامد يا بابا
و الزبير نفسه عزيزة جداً
و مش هيرضي اكيد،،

أنا بقول نبعت 
عباية من حرير و مزركشة
و نغطيه بيها 
تقوم ال كلابشات متبانش يعني
و نحفظ يمينك الغالية
و نحافظ علي كرامته قدام الناس،،

قاله ماشي كلامك يا معاوية يابني،،
و دي اسمها حكاية
 " الجامِعَة الفضة"

الجامِعة هي تقييد الإيد بكلابشات
و ربطها في الرقبة بطوق
زي العبيد في الأفلام كده
،،
ايه الي خلي المعني ده
يسموا بيه 
أماكن تلقي العلم الحديث  في كُلياتنا؟
مش عارف الصراحة،،
،،،،

تفسيرات الناس دول 
لل "يمين " و "الكرامة"
لم تتغير عن ايام الجاهلية كتير
كلها مشتقة من النرجسية المفرطة
و الفخر و الحسب و النسب الرفيعين

تغلبت طبيعتهم 
البدوية الغاضبة علي حقيقة
 ان يمين الله لا تُتخذ لعباً
و لا ينبغي تعريضها للتلاعبات القانونية دي

اما ان تمتنع عنها و لا تذكرها إطلاقا
لأنك غالبا هـ ترجع فيها بعد زوال الغضب

و اما ان تكون هازلاً اساساً
 و دي يمين زائفة
زي عزومة المراكبية كده
 من باب تفخيم الكلام 
و مش محتاجة العباية
 و الحرير و القيد الفضة
 و الأفشخانات دي،،

المشكلة بقي
 ان أفعال الناس في الزمن ده
اشتق منها الفقهاء احكام

و المفروض اننا
 في زماننا الحالي نلتزم بأحكام
ناس كان اليمين عندهم
 معناه الفخر و الاعتزاز
قبل ان يكون معنيً
 مقدِساً لله مُعٓظما لجلالة قدره 
،،،

،،
حضر لمكة وفد من عند يزيد
و قالوا لابن الزبير بص بقي
 انت لو مسمعتش كلام الخليفة
هنقيدك و نقتلك!!!

قالهم أتحِلون الحرم البيت؟؟
أنا وسط الحرم المَكي، ح تهتكوا حرمته؟

قالوله أنما يُحله من "ألحَد"  فيه،،
يعني الي  عمل كده هو 
ال غَير فيه و بدل في حُرمته

لان الحُرمة تلزمك
 انك لا تبدأ بالعصيان
و بالحرب و الدعوة 
لقتال أمير المؤمنين

متعملش مُصيبة
 تكسر بيها قُدسية الحرم
و تيجي تتحامي
 في قُدسية نفس الحرم،،
انت الي
 خرقتها  و دنستها اصلاً
،،

و سُمي " المُلحِد" عشان كده 
  بمعني انه
 بدل و غير من قداسة الحرم
و عرضه لأذي و مهانة 
تتنافي مع مقام الحرم،،،
،،،،،

و دي كانت البداية الي بعدها
قدر يهزم الجيش الي جاله 
بقيادة اخوه
 عمرو بن الزبير،، 

بالخديعة و استغلال معرفة
 أصحابه بجغرافية مكة
المليئة بالجبال و الوديان
 و الشقوق و المدقات

التي تجعل أهلها 
يستطيعون التسلل اليها و منها
من طرق عديدة  بين الجبال
و في ذلك قيل
" اهل مكة ادري بشعابها"

فأجهز علي جيش عمرو أخوه
 المرابط بجوار جبالها،،

بأن تسللت
 بعض فصائل أنصاره  الصغيرة
و باغتت القوم علي غير استعداد
،،،،،

و في خلال السنتين  التاليتين
كان استقر أمره في الحجاز
و اصبح له شوري من مشاهير الصحابة
و مجلس و قضاء
 و حكم متكامل في البلد،،

و اول من حكم عليه
كان اخوه عمرو بعد أسره
فقضي بأن كل من له قصاص عنده
يأخذه منه

و كان عمرو ده قبلها
  صاحب شرطة - حكمدار-
 للوالي الأموي في المدينة

و عمد الي تعقب
 اصحاب الفتن و قمعهم
و بيت بنو أسد - أهله- 
كانوا ناشطين في الدعوة
 للثورة  في المدينة زي ما قلنا
فكان يضرب و يحبس
 كل من يدعون لابن الزبير،،

فضرب اخوه المنذر بن الزبير 
و ابن اخوه محمد بن المنذر

و ضرب ابن اخوه
 خبيب بن عبد الله بن الزبير
 حتي مات من الضرب

و ضرب عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام
و هو ابن عمه من بعيد شوية

كما ضرب محمد بن عمار بن ياسر ،،،

و كان مخلصا في القضاء علي فتنتهم،،

و الله راجل حقاني
و مبيدخلش الهزل في الشغل
و في القانون و الحق
معندوش عزيز و لا غالي
 
،،

فلما قبض عليه اخوه عبد الله
بعد ان انهزم جيشه في مكة
و عمرو هرب و استخبي
في بيت من البيوت

رفض تنفيذ الأمان
 الي كان أخوهم التالت
عُبيدة بن الزبير
 أعطاه ل عمرو
عشان يستسلم
و ميقتلوهوش لما لقوه مستخبي

- تكراراً لأمان محمد بن الأشعث 
ل عقيل بن ابي طالب 
الي رفض عبيد الله بن زياد تنفيذه- 
 
و أمر بعقابه علي يد
كل من سبق و أوذي منه
ييجوا يقتصوا منه
 و يأخذوا حقهم بدراعهم ،،

كلهم جُم 
و قعدوا يضربوا
  و يلطشوا و يطحنوا فيه
و ده كان الحقيقة
 حكم مش عارف ايه حُجِته،،

واضح انه مقصود بيه 
الإذلال و التشفي،،
لانه  مفروض يُحكم 
و يعاقب و خلاص

إنما شغل ضرب النشالين ده
و الرجالة تقول الله أكبر
 و الستات تزغرط،،
مشفتش بيه فتوي قبل كده،،

و قلنا انه بعد كده سابه شوية 
لغاية ما فاق من المعجنة دي
و بعدين  خلص عليه
و صلبه علي الخشبة
ليكون عبرة لمن لا يعتبر،،
،،

الصلب علي الخشبة
و قطع الرأس كانت
 ممارسات معتادة وقتها،، 

الشدة لازمة
 في المواقف الي زي دي

مطلوبة و ضرورية
لازم تسحق اعداءك الي اهانوك
و كانوا مفترض يكونوا
 اقرب أصدقاءك 
ده بيدي رسالة هامة
لكل الأقارب 
مش هـ رحم اي خائن مهما كان

،،،،
كان فيه ناس بيتكلموا
علي الصحابة 
و ميصحش نجيب في سيرتهم
و كلهم عدول و بتاع

ازي الصحة؟؟
خليكم معانا،،
،،،،،،

 وصل  الامر بعبد الله بن الزبير 
 زي ما قلنا
انه في موسم الحج عين امام للحج
هو اخوه مصعب بن الزبير،،

و لم يُصَلِ خلف والي المدينة
و أمير الحج من قِبٓل يزيد 
عمرو بن سعيد بن العاص
،،،
يعني مسألة إنكار الصلاة 
خلف ناس مخالفين في الحزبية 
كانت من زمان قوي

زي مانتم شايفين 
تقريبا كل ممارساتنا السيئة الحالية
ليها تأصيل و سبق
 عند السلف الصالح
،،،،

و في الآخر 
بعت يزيد الجيش بتاع مسلم بن عقبة
لما لقي الموضوع زاد عن حده
و بيستفحل و يزيد

و وصل الامر ان "المدينة"  تمردت 
بعد ما كان ابن الزبير استقل بمكة،،
و كان متردد قبل كده
 يبعت جيش ضخم يسحقه
خوفاً و تقديراً لمقام الحرم و مكانته،،

 الصبر اكتر من كده 
ممكن يولع المملكة كلها
،،،

هيييه
أسرار تتكشف لأول مرة
و لسه،،

تابعونا،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق