الجزء ١٩
خرج عُمر بن سعد
علي راس جيشه المحترف
و قابل الحسين
علي رأس جيشه الغريب الي وصفناه،،
و دار حوار بين القائدين
عُمر بيقوله انت رايح فين،
الثوار خلاص اتمسكوا
انت ايه الي جابك هنا
و الحسين
لسه عايش في وهم انه بيخاطب
أنصاره و أشياعه
قعد يخطب فيهم انه حفيد النبي
و انه من الاشراف العظام
و انهم لازم ميعملوش فيه كده
و انهم لازم يوقروه و يعظموه
و يسمعوا كلامه و يطيعوه
،،،،
فيه نقطة واجبة التوضيح
الحسين لا يري ابداً
انه بيطلب حاجة مش حقه
هو مؤمن أشد الإيمان و مقتنع
انه و اخوه و ابوه
اشرف و اكثر نُبلا
و احق بالمُلك و الخلافة
من معاوية و ابنه
وَ إذا كان ابوه مات،
و اخوه سالَم و غصبه علي السِلم،
فهو دلوقتي جه دوره في النهوض
لاسترداد حقه المسلوب،
و الفكرة دي مسيطرة عليه تماماً
و جزء من تكوينه الشخصي،،
انه سيد العرب و المسلمين
علي المستوي السياسي قبل المعنوي
يعني مش بس
مقامه كبير روحانيا
لا ، كمان لازم يبقي اكبر مقام في الدنيا
يبقي الخليفة و الامام و القائد
كأنه born to be a king
و كمان فيه حاجة تانية،،،
هو ملوش
في التفاهمات و الحركات القرعة
بتاعة الكلام المتداري
و الحركات مزدوجة المعني
ده راجل مستقيم جدا
و نبله و شرفه
يمنعه من الرجوع عن قراراته
او النكوص عن امر اعتزمه و بدأه
و الموت أهون عليه
من التذلل لأي خسيس،،
او حقير من الناس
اقل منه مقاما و شرفا،،
و يمكن ده الي خلاه
ياخد الخطوة المغامرة دي من اصله،،
مش هيقدر يعيش و يزيد خليفة
مش هيقدر ياخد منه
منحة او هدية يتعَيش منها
و مش هـ تطلع من بقه كلمة
" يا أمير المؤمنين"
و هو بيكلم يزيد ابدا
ممكن تجيله جلطة
لو حاول يقولها بالغصب،،
ازاي الأصيل يتذلل للخسيس؟؟
،،،
نرجع للجيش الي بيحاصره
طبعا الكلام مع الجيش المقاتل
مجابش نتيجة،،
الناس دي جاية تحارب الاعداء
و متعودين دايماً
انهم يدخلوا علي العدو
بقلب جامد
و يضربوا ضربا شديدا
حتي يقع العدو و يستسلم
و فيه كلام انهم كانوا رايحين قبلها
يقمعوا ثورة عملها ناس من الفُرس
و طبعا القمع بيتبعه سلب و نهب
و جواري و فلوس و مقتنيات ثمينة
دول جنود متسَستِمين علي كونهم
ماكينات قتل لا ترحم،،
و مكافأتهم بتكون بمقدار ما تستطيع
سيوفهم و رماحهم ان تصل،،
ياما راحوا بلاد
و شافوا ناس في موقف
زي موقف الحسين كده
عُلوج من اهل البلاد
شايلين سلاح خفيف
وراهم أهلهم أطفال و ستات
و بِ يثوروا اعتراضا علي ظلم الوالي
او زيادة الضرائب و الخِراج
تفتكر كانوا بيترددوا لحظة
قبل الهجوم علي المستضعفين دول؟؟
دول كفرة و عصاة
و خارجين علي الخليفة
و دمهم و مالهم
و أولادهم و نساءهم
حلال علي من يستطيعون
قمعهم و ردهم للطاعة
،،،،،
و الموقف ده بيتكرر قدامهم
ناس خارجة علي الخليفة،،
و
نفس الوالي الي كلمته كانت فرمان
بان العلوج التانيين دول
عصاة وجب تأديبهم،،
و الي بناء علي كلامه
استحلوا دم العلوج ،،
هو الي بعتهم يادبوا العصاة دول برده
،،
متقدرش تقول علي الكلب الي مُدربُه
دربه يهجم علي اعداءك و يفترسهم
-و كانت ساعتها عضِته
و نهشه للناس
حلوة و جميلة عندك-
انه كلب متوحش
لما يهجم علي ناس بتحبهم المرة دي،،
ما هو
نفس المدرب قاله : بِسِك علي دول،،،
و هو بِسِك و خلاص
،،،
الحسين لم يَعدَم
كام واحد من الجيش المُعادي
ينضموا ليه و يحاربوا معاه
كلامه و خُطبَتَه جابوا نتيجة بسيطة
بس فضل موقفه أشبه بالانتحار
في حالة الهجوم بين الفريقين،،
،،،،
لما لقي الموقف يائس و بدأ فعلا
يفهم حقيقة وضعه المحتوم
و أفاق لان الوهم الي كان عايش فيه
وهم زائف و سراب مُتوهم
بدأ الكلام العقلاني شوية
،،،
الحكاية بتقول
انه طلب من عمر بن سعد
واحدة من تلاتة
-يسيبوه يرجع مكة
-يودوه ل يزيد في دمشق يتفاهم معاه
-يوصلوه لحدود المملكة
يقف و يرابط علي الثغور
و الاخيرة دي
كانت شغلانة خطر جدا
و محدش يطيقها من اهل النُبل
و الكرم الي زيه
لانها في أماكن قاسية
في الجبال و الكهوف و حدود الصحراء
و فيها الحد الأدني من الأكل و الشرب
و مفيهوش خدم و عبيد و جواري
مفيهاش غير
انتظار الموت ييجي في اي لحظة
،،،،،
الجملة دي مسكها ابن تيمية
و قعد يهلل بأن الحسين تاب و أناب
و عرف غلطه
و رجع عن المعصية الي ارتكبها
و بكده يبقي معليهوش ذنب
الخروج عن الحاكم
او مفارقة الجماعة،،
الي أنتم عارفين طبعا
انه بيودي جهنم حدف
و دي كانت هـ تبقي معضلة شوية
ازاي حفيد النبي
هي دخل النار
و يخالف وصايا جده
،،،،،
طيب نتناقش في الحتة المحورية دي
-اولا:
هو كان ممكن يرجع من زمان
و بالذات لما عرف
بفشل الحركة الانقلابية دي،،
بس لما لقي ولاد عمه
عايزين يثأروا لاخوهم مسلم
و مش راجعين،،،
قالهم
"لا طيب في العيش بعدكم"،،
انتوا طلعتوا و أتأذيتوا عشاني
و أنا معاكم زي ما أنتوا معايا،،
ايه الي اتغير دلوقتي عايز افهم
ماهو كان رايح معاهم بنية الاستشهاد أكيد،،
و لا هو كان فاكر انه بِ تلاتين فارس
و مئة من المشاة
كان هيفتح البصرة
بينما جندها بالألوف زِنهار
و كامل الاستعداد منتظرينه؟؟
المهمة انتحارية من الاول يا جماعة
و مش شايف معني لانه
يغير كلامه هنا
بعد ما شاف السيوف
و عرف ان الموت قادم لا محالة
غير التأكيد
علي غياب الفطنة تماماً عن الرجل!!!
و ده الي عمله المبرراتية
باختلاق الحكاية دي
اختراع مبرر للرجل
الذي لم يطلب مبررا لما فعل
أدي الي اتهامه ضمنيا
ب غياب العقل،،
لعدم وجود اي فهم حقيقي لما يحدث حوله،،
او الخوف والجزع من الموت
و ده يدخل في باب قلة الإيمان
و نبرؤه قبل كل الناس من ذلك
او النفاق و إظهار ما لا يبطن
و خداع من حوله
الي حتفهم و العياذ بالله
ثانيا:
طلبه انه يروح ليزيد غريب جداً،،
ده مش طايق سيرة الراجل
و مش شايفه
اهل باي حال للإمارة عليه
ازاي يروح يترجاه و يستسمحه
و يقول ابن عمي و هتصرف معاه؟؟
ده كان فيه كل العِبر لسه امبارح،،
برده الكلام ده معناه
ان الحسين نسي كل كلامه
الي مؤمن بيه
و الي كل الي ماتو
ا بسببه حتي الان،
كانوا مؤمنين بيه برده
و بقي راجل خواف و جبان
و هيبوس علي راس عدوه و خصمه
الي كان ناوي يقاتله
و يقتله من كام ساعة بس
ده ممكن عند الناس الي ذمتهم استك
و الي زادوا في زماننا الحالي
إنما في زمن زي الي بنحكيه ده
و راجل عظيم زي الحسين
إيمانه راسخ كما الجبال
لا أراه يغير رأيه و يتقهقر
للخلف دُر كده
كما الأصاغر من الناس
ثالثا:
هو ايه حكاية يسيبوه يرابط
علي الثغور دي
ما كان راح اي وقت يرابط هناك لو عايز
ايه علاقة الكلام ده بموقفه الحالي؟؟
بيعاقب نفسه يعني؟؟
يعني مش بس رجع في كلامه
و نَقض إيمانه و أيمانه،،
لا و كمان بيتطوع يقرر لنفسه العقوبة!!!
ايه الكلام المتهافت ده؟
هو الثغور دي حاجة حقيرة يعني
و لا منفي او تذنيب
بيعاقب نفسه بيه؟؟
دي جهاد و حرب عالية الدرجة
و تتطلب ناس
علي درجة عالية من الحماس
و الإخلاص و التفاني في مهمتهم
مش ناس جاية تتكدر
و تأخذ عشر سنين حبس،،
لو المغزي هو
اعتزال الناس و الدنيا
و التوبة عن طلب الإمارة،،
فالمفروض ان كلمة واحد زيه
و بيعته ليزيد
كفاية انها تعصم ماله و عياله
زي ما العهد بين معاوية و الحَسَن
كان نتيجته حماية الحَسَن
و حفظ ماله و ممتلكاته،،
بدون ما ينفي نفسه
او يترهبن في مراكز الحدود،،
رابعا:
و دي مهمة جدا،،
هنصدق كل الحوار ده يا سيدي،،
و كان مخلص في نيته التوبة
و تراجع عن معصيته و خطؤه
،،،،
هو لسه محتفظ بالعيال و الستات ليه؟؟
مش خلاص بيتفاوض
علي الاستسلام و السلام
و فتح الكوفة طلع فشنك
ما يخليهم يرجعوا مع ناس من اقاربه
و يواجه هو مصيره
هو مش ناوي يروح دمشق او الثغور
يعني سفر أسابيع طويلة
يعني كده كده هما ماشيين بعيد عنه
ما يقولهم يروحوا،،،
و مفتكرش ابداً ان عمر بن سعد
كان يهاجم الحريم و الأطفال
و لا عبيد الله طلب منه كده بالتحديد،،
،،،
كل ده يبين لك الحقيقة
" لا طيب في العيش بعدكم"
ده موقفه العقلي و النفسي ساعتها
هو مش هيقدر يرجع ذليل و مكسور لمكة
و مش هيقدر إطلاقا
يطلب العفو من يزيد
اساساً مش هيقدر يعيش في بلد
يحكمها يزيد و يتمنن عليه
بكام ملطوش
كل اول شهر
،،،،
هو مش رايح اي حتة تانية خلاص
الاختيار الصِفري الي عمله
لما طلع بأهله للكوفة
فشل و باظ
و لم يعد هناك اي حل آخر
او اي مخرج من الوقعة دي
،،،،
ضهره في الحيطة
و مش ناوي يجري و يسيب الحيطة
حتي لو أعداؤه سابوه
،،،،،،
مفيش اي حل للأسف
غير حل واحد،،،،
تابعونا،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق