الجزء ٢١
توفي الحُسَيَن
كان يوماً حزيناً كئيباً اسوداً
في تاريخ البشرية
مات من هو أعز منه،،
صحيح،،
و قُتِلَ من هم اعلي منه قدرا ،،
اكيد،،
بس قتله هو فقط
تحول الي مندَبة و ملطَمة
لم تتوقف و لا أظنها تتوقف،،
قتله كان الميلاد الرسمي
للدين الموازي
الشيعة الاثني عشرية تحديدا
او الشيعة الجعفرية
او " الشيعة"
اذا ذُكرت بدون تخصيص
و هي التي نري ممارساتها
،،،،،
بعد ان قُتِلَ
كل الجيش الصغير من حوله،،
و تساقط الرجال و الشباب
واحدا وراء الآخر
بقي وحده رافعا سيفه،،
لم يبق لانه الأشجع او الأقوي
بل لان كل أفراد الجيش الآخر
ظلوا يحاولون اتقاءه
و لا يرميه احد بسهم او برمح،،
قعدوا يلفوا حواليه بالخيول
و كل واحد يبص للتاني
و الصمت يلفهم جميعا
قيل ان "شِمر" هو الي أمرهم
قيل عُمر بن سعد
قيل واحد من الجيش
تشجع و رمي الاول
المهم انهم
بمجرد ما الضربة الأولي طلعت
تتالت ضرباتهم القاتلة
و انهار الجسد النبيل
وسط صراخ عائلته و أهله
زوجاته و الجواري و البنات
و وسطهن ابنه المريض عَلِي
الي هيبقي بعد ابوه الامام الرابع
و يشتهر باسم
"عَلِي زين العابدين"
،،،،،
كان بيفكر في ايه و هو بيموت؟؟
هل ندم علي ما فعل؟
هل خاف
علي زوجاته و بناته من بعده؟
هل بكي
لحظة وفاته علي خذلانه في الدنيا؟
و هوان حاله
لدرجة ان يموت وسط الصحراء
وحيدا
بعد ان شاهد
كل الأبناء و الأقارب و الأصدقاء
يتساقطون واحدا وراء الاخر؟
" لا طِيب في الحياة بعدكم"
لا لم يكن هناك ندم
او تراجع
و لكن ربما
كان هناك الم في الصدر
من هوان الحال و الاستضعاف
و هو يري في نفسه العِز و المُلك
ما هكذا ينبغي ان يموت الملوك،،،
،،،،،
انقض عليه واحد منهم
و قطع رأسه النبيل
و رفعه في وجه قائدهم بفخر
فقد تمت المهمة بنجاح
كما سبق
و تمت مهمات مماثلة كثيرة
اثناء مرات سابقة
خرج فيها نفس الجيش
للجهاد في سبيل الله،،،
رجالة وُحُوش صحيح،،
،،،
اقتاد المنتصرون
النساء و الشاب المريض
و دخلوا الكوفة
لم يكن موكب فرح او بهجة
بل كان الناس ينظرون لهم مصعوقين
مبهوتين غير مصدقين
تقريبا كانوا فاكرين ان فيه صاعقة
هـ تنزل من السماء تأخذ أعداء الحسين
او ريح هتطيرهم
او حتي ملائكة ياخدوه علي جناحهم
و يطيروا بيه في السما،،،
كل ده كان ممكن التصديق علي فكرة
لكن رأسه المعلق علي خشبة
كان يمحق و يسحق
كل هذه الخيالات بقسوة
مات الحسين
و قتله هؤلاء الفرسان بمنتهي البساطة ،،
بعد ان خذلناه نحن و سلمناه لهم،
اللعنة ستلاحقنا و تلاحق نسلنا،
للأبد
و لن يغفر الله لنا ابدا
الإنكار
الحزن
الندم
الإحساس بالذنب
الرغبة في التطهر،،،،
فاضل بس حد يدلني اعمل ايه
و يكون كلامه مؤثر و شاعري
و أنا اعمل الي يقول عليه علي طول
،،،
النتيجة:
،،
يا لثأرات الحُسَيَن
و للأبد،،
،،،،
دخل الموكب الحزين
علي عبيد الله
الناس بتقول انه حطوا ادامه
رأس الحُسَيَن المقطوع
و هو خاف يلمسه
و قعد يقلبه بعصاية من بعيد
و هو مش مصدق
و مش مستوعب
الي حصل بالظبط،،،
فيه كلام انه قال:
شكله مش حلو أوي يعني،،
و شيخ من الي حواليه قاله اخرس
ده أشبه الناس بالنبي محمد
،،،
ماشي يا سيدي
مع ان فيه كذا حاجة
ممكن ننقدها تكذب ده،
بس الموقف جليل ،،
بس برده
عبيد الله لم يُمعن في التمثيل بالجثة،،
بقية من حياء يمكن،،
،،،،
برده باقي الحكاية،،
ان عَلِي زين العابدين
و بنات الحسين
قعدوا يتكلموا مع عبيد الله
و يغلظوا له في الكلام،،
علي زين العابدين
ده راجل كان محموم وقتها
و بيموت و مش قادر يقف علي طوله
يحارب مع ابوه وأخواته حتي
و مكنش طفل ساعتها علي فكرة
كان مراهق او شاب صغير
و دول كانوا بيحاربوا في الزمان ده
و في أوقات زي دي
،،،
اذا افترضت انه كان صاحي كده
و بِيزعق في عبيد الله
و يجادله
معني كده انه سليم
و بصحته و وعيه
يعني يقدر يقف و يمشي،،،
و في البيئة دي
الي بيقدر يزعق
يقدر يحارب و ييجي علي نفسه
امال ايه الي خباه وسط الحريم؟؟
،،،
عموما
الجيش الي حارب و قتل الحسين
لم يقتل او يغتصب النساء
و حتي لم يضُر عَلِي زين العابدين ده،،
و تفسير انه كان مريض و بيموت،،
فرحموه و أبقوا علي حياته،،
برده في مصلحة عبيد الله و فريقه
كان عندهم حد
في القتل و سفك الدماء،،
احسن من خالد بن الوليد مثلا
الي كان معندوش حد تقريبا
و كان ممكن جداً يقتل كل الناس
حتي الأسري
و يستحل النساء و الاطفال،،
و برده أحسن من بُسر و الي عمله
في المسلمين في غزوته الي حكينا عليها،،
طبعا مفهوم ان ده كان
عُرف الزمن ده
و الناس دي
و ان ليها تخريجات زي ما قلنا،،
بس لازم تأخذ بالك
ان عبيد الله الجزار ده ،،
برده أرقي من غيره من الجزارين
الكثيرين في التاريخ
زي مانتم متابعين معانا،،،
،،،،
المهم ان ده كان
يوم العاشر من محرم
الي تحول لعيد ديني عند الشيعة
و فيه ينفرون بالآلاف
الي المشهد الحُسيني
في مدينة النجف في العراق
يُبدون الحزن و الاسي
و الاعتذار و الندم
علي خطأ الأجداد في حق الحسين
و يمارس الرجال طقوسا دموية
ترمز للتطهر من ذنب دم الحسين
،،،،
عن أم سلمة قالت:
كان جبريل عند النبي والحسين معي،
فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي
فدنى منه النبي ،
فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟
فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله
وإن شئت
أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها
فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء..
أخرجه الامام أحمد بن حنبل
،،،،
طبعا لازم منعديش الفرصة
عشان نعرف الحاجات المنافية لأي عقل
في المرويات المقدسة،،
و دايماً الحجة المعتادة
" سلسلة الرواة صح
يبقي السند صح
و يبقي ده الدين"
طيب السند هنا صح
مين مستعد يصدق الكلام ده؟؟
طبعا واضح الاختلاق
"التنبؤ "لوحده كافي لنفي الرواية،
المصير المحتوم الي لا فكاك منه،
و ده بيوريك ان كل شئ عبثي
لان مهما تعمل او تروح و تيجي
مفيش مفر من النبؤات دي
،،،
ممكن يعني
غياب العقل لدي الصحابة كلهم؟
محدش قال للحسين يعني
انت مسمعتش حديث ام سلمة؟
انك هـ تموت في كربلاء،،
و هو نفسه حفيد النبي
مكنش عارفه؟
و الحل التاني
الحديث ده سِري و كان في بير
و احنا بس عرفناه بعد كده!!!
و الحل التالت
هما كانوا عارفين
بس قرروا يتحدوا أمر ربنا!!!
و الحل الرابع
هما كانوا عارفين
بس مكسوفين يقولوا للحسين!!!!
و الحل الخامس
الحسين كان عارف مصيره
و راح له برجليه زي الباشا!!!!
الحل السادس
شِمر كان عارف بالنبؤة
و كإنسان متدين طبعا ،،
لازم ينفذها!!!!
،،،،
لازم تقبل كل التبريرات المهينة دي
ليك كإنسان عاقل
عشان مبرر واحد:
السلسلة صحيحة،،،
سلسلة ذهب يا جماعة
،،،،،
بعث عبيد الله
بالحريم و الفتي المريض
الي دمشق عند الخليفة يزيد
و معهم الرأس المقطوع للحُسين
و قيل الرؤوس المقطوعة لكل الضحايا
دلالة الفخر و النصر
،،،،
رحم الله الحسين و غفر له
كان قليل الخبرة بالحياة و الناس
و كان يظن بنفسه المعجزات
و بمن حوله الخوارق
و بكل من يخالفه الغفلة
فكانت هذه النهاية الحزينة
المُقبضة للنفس،،،
تابعونا،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق