الأحد، 17 يناير 2016

مُعاوِية و يَزِيدْ


الجزء الخامس

وقفنا عند ولاة معاوية،،
الي كانوا في اغلبهم
ولاة عثمان القدامي،،

و طبعا واضح جدا
ان أهل العراق
و بنو ربيعة
و أهل المدينة

العهد ده مبقاش عهدهم خلاص
رجعت الأرستقراطية
 الأموية العبشمية بقوة
و معها حلفاؤها القرشيين

و طبعا الهاشميين 
و بنو عبد المطلب
كانوا اكبر الخاسرين في الي حصل

فأصبح اولاد  ال عباس ابن عبد المطلب

عبد الله بن عباس 
 الراوي و الحبر الأعظم

و عبيد الله 
المقاتل صاحب الراية و قائد الجيوش

يلجأون  لمعاوية كل حين و مين
يكرم وفادتهم بأعطيات و منح

بعد ان كانوا الأمراء اصحاب الدولة
في عهد ابن عمهم الامام عَلِي 

،،،،
معاوية كان داهية العرب
و ملك بحق وحقيق

كان الجد المؤسس للدولة و السلطنة
الي هـ تعيش  ييجي ميت سنة في الشام
و حوالي تُلتُميت سنة في الأندلس 

و كان لبسه و أكله بسيط،،

صحيح كان قاعد في قصور
بس بالنسبة للقصور الي جت بعده
في الدولتين الأموية و العباسية

فهو كان عايش في كوخ اوعِشة
جنب البذخ الي جه من بعده

و بدأ عهده  
بانه عفا عن كل الي حاربوه،،
و دعا أعداؤه 
الي مبايعته شخصيا في قصره،
و في المقابل
الهدايا و الأعطيات و الهنا كله،،

و الحقيقة كل الناس تقريبا راحوا له،،

حتي ان الحَسَن نفسه
كان بيتصرف له فلوس
 و مكافآت كل شوية

يعني تألف قلوب الناس
و ذوقهم من العز الي هو فيه

و شفتم ازاي ان الولاة الأوائل بتوعه
كانوا ملهمش خالص 
في شغل الشخط
 و  الزعيق و الحبس و كده

كانوا ناس بتاعة مزاج و تُقل
و كتير منهم  كانوا كِبروا
و اكتفوا من الخناقات ،،
و منهم عرب أشراف
مش عايزين لَبَش و تخبيط،،

الي عايز يهيص او يزعق
كانوا بيسيبوه،،،

و الناس كانت خلاص 
مبتعبرش الناس الناعِقة دول،،

و الخوارج أنفسهم
هدوا اللعب شوية،،

اول عشر سنين
من خلافته،،
اعتقد انهم كانوا الصيف الأخير 
في عُمر السلام العربي الداخلي،،

الناس كانوا 
اما فرحانين بخلافته و حكمه،،

او مضايقين 
بس مش قادرين
 و لا عارفين يعملوا حاجة
و الكل كان مستني وفاته،،

أنصاره مستنيينها بخوف،،
و أعداؤه عندهم
ترقب شديد للبدء من جديد 
في أمور
 " الفتن و الثورات"
او 
" تصحيح الخطأ و تقويم الباطل"

كل واحد يشوفها براحته،،

و الأريب مُعاوِية
 كان عارف كده كويس،،
و فاهم 
ان الي ساكتين مش ساكتين الا مؤقتا،،
و ده خلاه يدور
 علي الأشخاص الناجحين في الادارة
و يخليهم ولاءهم ليه،،

كل نظام بعد سقوطه
 بيسيب وراه ناس كويسين قوي
و غالبا كانوا
 من دعامات النظام الي انكسر
و يمكن اجلوا انكساره وانهياره الي حين،،،

و النظام الجديد بقي 
طبعا النظام العملي
 و الذكي و المرن

مش بتاع الحنجوري
 و الكلام و الخُطب و خلاص

بِ يستقطب العناصر الناجحة
دي و يدمجها في هيكله الجديد

فنظام الهاشميين المنهار
كان فيه شخص لامع كده قلنا عليه

زياد بن  أبيه

كان طفشان في نواحي ايران 
قاعد عند ناس من الي أتعرف عليهم 
ايام مغامرته هناك لقمع التمرد و الثورة
الي حصلت في آخر ولاية عَلِي،، 

و كان معاوية بعت له 
يرجع الفلوس الي عليه
و زياد قاله معنديش حاجة،،

فاكرين سُنة الولاة 
الي اما يحصل ثورة
او يلاقي النظام بينهار كده،،
يقوم يسيب دار الإمارة  
و يفضي الخزنة علي الجمال
 و يشوف حاله،،

من أمثلة:
عبد الله بن عامر
يُعلي بن أمية
عبد الله بن عباس،،

تقريبا ده الي حصل هنا برده
و أكمل زياد المسيرة الناجحة،،
،،،

 بُسر بن أرطأة  بقي عمل ايه ؟
اول ما وصل البصرة
و رجعها تحت حكم معاوية
و قضي علي ثورة حمران الي قلنا عليه

بعت جاب اولاد زياد
و حبسهم و بلغ أبوهم في منفاه،،
انه لو مرجعش الفلوس الي عليه
فأولادك دول اعتبرهم اندبحوا

زياد رد عليه و قاله
 الفلوس 
مفيش ، معنديش
و اعمل الي انت شايفه،،

قام بُسر 
حط العيال علي خشبة الذبح
و طلع ناوي يقطع رقبتهم،،،

عادي دي حاجة روتينية 
بُسر ده
 بيتغدي ب عَيلِين كل يوم الضُهر

عمهم
 "أبو بكرة" 
فاكرينه؟

 الراجل الي انضرب بحد القذف
في واقعة المغيرة بن شعبة
و مرضيش يعلن توبته او ندمه

و الي بيعتبر مقامه الفقهي
 عالي عند علماء السُنة
و حتي أيامها
 كان مشهور بالرواية و الحديث

ابو بكرة مسك في بُسر
 و قاله أنا في عرضك
إديني كام يوم
 و هجيب لك العفو من مُعاوِية 
بُسر سكت لما سمع سيرة الخليفة

و إداله مهلة الكام يوم دول

قام ابو بكرة نط علي الناقة بتاعته 
و طلع طريق
( البصرة- دمشق )
السريع 
و دخل علي مُعاوِية،،

الي زي ما قلنا كان بسيط
 في البروتوكول بتاع البلاط
و  في ادخال الناس عليه
و مش بيوقفهم بالأيام و الشهور
 علي الباب عند الحاجب،،

خير يا ابو بكرة
فينك يا راجل
اطلب تلاقي،،

قاله مش عايز غير العيال ولاد اخويا
تأمر بُسر يسيبهم و يعتقهم

قاله طيب مش عايز فلوس 
او منحة او حاجة

قاله كتر خيرك 
إديني العفو عشان الحق العيال

قام كتبله العفو و ختمه
ابو بكرة خد الطريق تاني 
رجوع علي نفس واحد

كانت المُهلة انتهت
 و بُسر طلع العيال في الشمس تاني
حاطهم علي خشبة الذبح 

و في اللحظة دي 
الناس شافت راحلة 
في الأفق جاية بسرعة،،

قاموا قالوا لبُسر
 وقف عندك
نستني نتأكد مين الي جاي،،

طلع ابوبكرة و معاه العفو
نزل و هو مليان تراب 
و نفسه مقطوع

و إداله العفو و قاله
 اطلق سراح العيال دي
بأمر أمير المؤمنين

سمعا و طاعة لأمر أمير المؤمنين،،،
،،،،،

و الناس  بقت تسقف و الستات تزغرط
و جابوا ابو الليل يحيي الليلة
و رقاصة بلدي عشان الناس تنبسط
و بُسر واخد العيال  ولاد زياد 
في حضنه بيتصور معاهم سيلفي
 عامل نفسه ماسك سيف
كأنه بيقطع رقبتهم 
و هما عاملين نفسهم خايفين،،،
و ابو بكرة متحزم و بيرقص
و ماسك الشومة بيحَطَب بيها في الهوا
،،،،،،

طبعا المقطع الأخير ده تأليفي كله
بس حسيت انه هو ده المفروض يبقي
المشهد الأخير في الفيلم العربي ده،،،

المُهم ان الخلاصة
ان العلاقة بين زياد و مُعاوِية  
بدأت بتصادم كاد يصل للذبح

و توتر شديد 
و خوف و ريبة متبادلين

لان مُعاوِية مكنش 
عايز يسيب 
الساحة الخلفية للعراق مكشوفة،

 بوجود زياد و فلوسه و رجاله فيها
اي ثورة جاية
 هيبقي داعم و قائد فيها

و زياد حاسس 
ان الدنيا اتطربقت عليه
و اولاده فلذات كبده
مش قادر يحميهم او يعلمهم حاجة،،

،،،،،

مين بقي الثعلب العجوز
 الي يحل المشكلة دي؟؟

ايوه 
والي الكوفة المُخضرم 
المغيرة بن شعبة الثقفي

يعني من ثقيف و الطائف
يعني بلديات زياد
 و اكيد يعرف 
الطبيب الكبير
" الحارث" 
الي أتربي زياد في بيته

و زياد و المُغيرة
ماسكين اداريات و مناصب 
من ايام عُمر بن الخطاب،،
زمايل يعني،،

و الأشد بقي 
زياد لما اتلجلج
 في شهادة واقعة الزنا
بتاعة المُغيرة
أنقذ رقبة و سُمعة المُغيرة،، 

جِميل كبير
 و دين ضخم لازم يرُده
المُغيرة بقي
 بعت لزياد و أداله الأمان 
و قاله علي خُطة مُحكمة
واضح انه كان ناويها من فترة،،

و زياد اقتنع بالكلام و راح متخفي
و استخبي عند المُغيرة

،،،،
ايه بقي الخطة و ايه الي حصل؟؟

لازم تتابعونا عشان تعرفوا
حاجة لووووز،،

تابعونا،،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق