الأحد، 17 يناير 2016

مُعاوِية و يَزِيدْ


الجزء ٢٥

طيب اهل المدينة و خلاص طردوا الامويين
و الجيش الضخم و أهه جايلهم
و استحكمت حلقات النزاع

بين الثوار الأحرار 
الي عايزين يحكموا أمر الله
و بين الخليفة الشرعي 
الي برده جاي ينفذ فيهم أمر الله

قائد الجيش مسلم بن عُقبة 
هو رجل لم يُعرف عنه ابداً 
اي شُبهة في دينه
و هو رجل يعرف ان الخليفة و مُلكه
أهم دعائم المجتمع الاسلامي

و يري ان الثوار دول بيتبطروا
علي النعمة و الميغة الي هما فيها

و بعملهم ده
بيفتحوا باب الدماء و الحروب
 
الي ما صدقنا اتقفلت
و كان يعتقد صدقاً انه بيتقرب
لله بحربه للناس الي خلعوا البيعة دول

و قادة جيشه فيهم صحابة و تابعين
و مجاهدين قدامي 
في مشارق الارض و مغاربها،،،،

،،،،

طيب و مَقام المدينة الطاهر
و معزة أهلها عند النبي
و عِلمهم الديني الكبير؟؟؟

كل ده لا يبرر عنده انهم يرتكبوا
الفاحشة الكبيرة دي و ينشروا
القتل و الدماء و ضياع الحقوق

و هم مش أعز أكيد من الحُسَيَن يعني
و لا أعز من الامام  عَلِي 
و قد حارب هو شخصيا علياً من قبل
لاعتقاده بخطئه 
و ناصر قتل الحسين أيضاً 
لاعتقاده أيضاً بخطئه

مش هيقف بقي ادام اهل المدينة يعني
،،،،،

زي ما قلنا ان يزيد
لم يبدأ إطلاقا
 بالعنف او الخطأ او القتل
و لم ينسب له اي خروج علي الدين
او زندقة او كفر بأعمال واضحة،،،

طبعا فيه شعر منحول كتير
منسوب اليه انه كافر قَراري
بس سياق التاريخ
 لا يؤكد اي حاجة من ده

و الصحابة و المسلمين
 الي في دمشق

لم ينسب لهم تأييدهم إطلاقا 
 للخروجات المتوالية دي عليه ،،

و ادعاء كونه " حاكم ظالم" 
لا يقيم العدل
او " لا يقيم حدود الله"
 و يبتدع حدود جديدة،،،

فالحقيقة
 قبل الصراعات دي و الدماء فيها،
لا نستطيع اتهامه بوضوح 
بأي اتهام منهم،
،،،،

لكنه المُلك 
و النفوس المليئة بالكبت
و الصراعات المتوارثة
 
و الشخصية العربية
 السريعة الميل 
للقتال و القتل ،،،
احنا نتقاتل الاول و بعدين نتفق،،
،،،،،،

في نفس الوقت 
يقال ان الثوار كانوا مقتنعين
 باستحالة هزيمة اهل المدينة

 و ان ربنا هيحفظهامن كل سؤ 
و انها لم تُدخل عليهم في الجاهلية
و لا يمكن تُدخل عليهم في الاسلام
و هم علي قلب رجل واحد،،،

"يعوذ عائذ بالبيت
فيبعث إليه بعث
فإذ كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم" 
رواه  مُسلم 

هل  كانوا يرون ان المدينة مقصودة
بمثل هذه الرواية 

و غيرها من روايات قدر المدينة الجليل؟؟

فجعلهم هذا يتحصنون في المدينة
و يتحامون في قدسيتها و مقامها
و يظنون ان ده هيمنع عنهم غضب الخليفة،،
،،،،،

مع انه المفروض انهم يطلعوا يحاربوا
الخليفة" الكافر الفاسق الظالم" 
بزعم قادتهم ،،،
في عُقر داره و مقر ملكه
ماداموا يعتقدون بصحة موقفهم

النبي خرج لقتال قريش مرتين
في "بدر" و " أُحُد"
 و تحصن في المدينة 
عندما تكاثر عليه العرب فقط

مش فاهمهم الحقيقة،،
،،،

طيب ذكرنا ان متزعمي الثورة
ناس من الانصار
و بيت عُمر بن الخطاب
و ناس من غير القرشيين او الانصار

فين بيت "عَلِي" نفسه؟

بيننا ان عبد الله بن جعفر  بن ابي طالب 
كان مع يزيد

و عَلِي زين العابدين بن الحسين و اقاربه
اعتزلوا الثورة دي خالص

حتي ان عمه محمد بن الحنفية
جاله الناس يقولوله انضم لينا

قالهم انتوا غلطانين يا جماعة
قالوله ده كافر و لا يصلي
قالهم كنت معاه و كان بيصلي

قالوله ده سِكير و خمورجي
قالهم انتوا بتقولوا كده
بس ده لا يُلزمني اصدقكم
دي مسالة ليها ضوابط 

قالوله طب نخليك الامير علينا
قالهم دي حاجة لا تشرفني 
و ذنب اهرب منه
و دماء لا اقدر عليها

قالوله انت جاي تعملهم علينا
مانت كنت ثوري زينا
و ياما قتلت 
و حاربت مع أبوك عَلِي

قالهم و هو أنتم
 بتشبهوا نفسكم
 ب الامام عَلِي؟؟؟
روح ياض انت و هو 
هاتولي حد 
في مقام ابويا 
و علمه و زهده
و أنا احارب معاه

قالوله يبقي انت كده مع الفلول
و صديق الامويين و هنطردك زيهم
قالهم اهلًا و سهلا 
الي انتوا عايزين تعملوه اتفضلوا
،،،،

طيب مين بقي المعترض الأكبر؟؟

عبد الله بن عُمر بن الخطاب نفسه
الراجل الي كان من اكتر الناس
الي يقدروا يطلبوا المنصب لنفسهم

 و كان بسهولة 
يقدر يركب الموجة الثورية دي

و وجوده علي رأسهم يختلف خالص
عن وجود الصحابة من الطبقة التانية 
الي ذكرناهم كقادة للثورة دي

بس الراجل اكثر تعقلا و حكمة
و اكثر وعيا بخطورة الموقف
و شايف انه في عنقه بيعة تلزمه
و لم يظهر من يزيد
 ما يوجب خلعها،،

و راح لعبد الله بن حنظلة
و قاله انتوا بتخلعوا بيعة واجبة
بحجج غير منطقية او قوية
بس عبد الله كان شايف غير كده،،

في النهاية النعمان بن بشير نفسه
و كان اخو عبد الله  ابن حنظلة من أمه
حاول إثناءهم و ردهم و فشل

،،،،،
حاولوا تعطيل الآبار الموجودة
في الطريق من الشام للمدينة
بس ده لم يؤثر علي جيش الشام
تقريبا كان مُسلم عامل حسابه
و مخَزِن مياه تكفيه الرحلة علي الجمال

،،،
و صَل الجيش
و قابل بنو أمية المطرودين من بيوتهم
و تشاور مع كبارهم في جغرافية المكان
 
و مسلم بن عقبة اخد رأي كبارهم 
في أسلوب الاقتحام الأمثل،،
،،

طيب هو الثوار غلطوا 
انهم خرجوا الامويين
و لم يحبسوهم او يقتلوهم مثلا؟؟

و الله ده مجرد نفيهم و خروجهم 
كان عقوبة كبيرة

انتوا عارفين ان النفي
 من مدينتك او قبيلتك في ذلك الزمن
معناه ممكن يوصل للهلاك

و ثوار المدينة لم يكونوا مستعدين
لتحمل ذنب اكتر من كده
او مشكلة اجتماعية و قبلية اكبر من كده

بانهم يقتلوا الامويين او يحبسوهم
و هم بالمئات مع اتباعهم
فاكتفوا بأخذ المواثيق عليهم
انهم لا يساعدوا الجيش القادم
 و أخرجوهم من المدينة
،،،،

برده لازم نقول ان الامويين اهل المدينة
جنحوا للسلم و لم يقاتلوا او يقتلوا
احدا من الثوار

مع ان عندهم حجة شرعية
 ممكن يستخدموها
ان "من قُتِلَ دون ماله فهو شهيد"
و ده كان حجة اخذها
 عبد الله بن عمرو بن العاص
لما جاله ناس ناويين
 يحفروا في ارضه طريق او بئر 
لمنفعة عامة بأمر الخليفة،، 
قام لبس السلاح هو و أهله 
و نزل يحاربهم حتي الموت،،
قاموا سابوه و مشيوا،،
،،،
،،،
و طبعا ده يفتح باب
 الخروج علي الدولة 
و قتال الحاكم من باب تاني
،،
و زي ما قلنا قبل كده

انت بس قول انت عايز تعمل ايه
و هتلاقي حجة و مدخل " قانوني"
ممكن تستشهد بيه
و لم يفلت من هذا الامر
الصحابة الكبار أنفسهم 

كلهم يحمل النصوص كيفما يريد 
و كيفما توافق مصلحته
و أديكم شايفين بأنفسكم
ان الاتفاق بين الصحابة نفسهم 
علي أمور أساسية
كان من قبيل الممتنع المستحيل
،،،،،

بس الظروف وقت حصار الامويين
و النفسية العامة للناس 
أدت لوصول الطرفين 
لحل النفي ده
و حقن الدماء مؤقتا
،،،

المهم ان الجيش حاصر المدينة
و كانوا اهل المدينة عملوا خندق حواليها
و بدأ الشد و الجذب
،،،،

قال يزيد لمسلم:
ادع القوم ثلاثاً
 فإن رجعوا إلى الطاعة 
فاقبل منهم وكف عنهم،

 وإلا فاستعن بالله وقاتلهم،
وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثاً
 ثم أكفف عن الناس،

 وانظر إلى علي بن الحسين 
فاكفف عنه واستوص به خيراً،
 وأدن مجلسه،
 فإنه لم يدخل في شيء مما فعلوا،،
،،
البداية و النهاية لابن كثير
،،،،،،

و لم يكن اهل المدينة بقليلي الاستعداد
او ضعيفي الجيش إطلاقا 

كانوا يوصلوا الخمسة آلاف
و رتبوا أنفسهم اربع فرق
كل واحدة علي خندق
حول أركان المدينة الاربعة،،

 اتنين قرشيين
بقيادة عبد الرحمن بن زهير
و ده ابن عم عبد الرحمن بن عوف

و عبد الله بن مطيع الي ذكرناه

و ثالثة من القبائل المختلفة
بقيادة معقل بن سنان الاشجعي
الي ذكرناه برده

و الرابعة و الاساسية
 بقيادة قائد الثورة الحقيقي
عبد الله بن حنظلة بن ابي عامر
،،،

رفضوا السلام و التسليم
و أصروا علي الحرب و القتال

بل حتي رفضوا
ترك الجيش يمر بجوارهم ذاهبا لمكة 
حيث كان يفترض ان يقاتل ابن الزبير

،،،
بدأت المعركة
و اكتسح جيش الشام
الثلاث فرق الأولي
و لجأ المهزومين كلهم
 لفرقة عبد الله بن حنظلة

و ده استمات في القتال مع أصحابه 
و اخذوا في القتال الشديد
و هجمت فرقة من فرسانه كذا مرة
علي جيش مسلم بن عقبة
بس مقدروش يوصلوا لقتل مسلم

و استنفر مسلم باقي طاقته الناضبة
و صرخ في جيشه ليتقدموا تحت رايته
فهزم فرسانه فرسان اهل المدينة

و بقي فريق ابن حنظلة
متحصنا بخندقه و رماحه

قام بعت لهم المشاة بقيادة 
الحصين بن نمير
قائده الثاني

فتقدموا لمكمن ابن حنظلة و أصحابه
و ثبتوا أمامهم و تغلبوا عليهم ببطء
حتي ان ابن حنظلة 
استغرب من ثباتهم
و من قوتهم و حسن حربهم،،
تقريباكان فاكر انهم ساعة
 ما يصرخ مع جيشه فيهم
سوف يولون الأدبار،،

بس الحقيقة انهم كانوا جندا قساة
عرب من الأجيال الأولي ،

الي اجتاحت 
الإمبراطوريات المرفهة الي حواليهم
و لم يكونوا لسه
 دخل فيهم الدلع و الرفاهية
و المياصة و طيب الدنيا

كعادة دورة الحضارات و الصراعات
"البدوية -الزراعية"
 علي مر التاريخ
،،،،

فيه كلام عن خيانة داخلية
فعلها بعض اهل المدينة،،

انهم فتحوا الأبواب الخلفية
لجيش الشام
الي دخل أفراده و هم يكبرون و يهللون
فاضطرب جيش اهل المدينة
و اختل بين الهجوم الخلفي
و حرب المقدمة
و انهار بسرعة،،
،،،،

و هنا بقي أيقن ابن حنظلة بالخسارة
بس هو كان مش ممكن يستسلم برده
و مش ممكن يخضع تاني ليزيد،،

واضح انه وصل
 لنفس النقطة الي وصلها الحسين
النقطة الي لا يمكن الرجوع بعدها

مش ممكن تجُر الناس دي كلها لحتفها 
و انت قائدهم و زعيمهم
و تيجي في الاخر
 و تطلب الأمان و السلام لنفسك

ما هكذا يفعل الاشراف و القادة،،،
القبطان آخر من يغادر السفينة الغارقة
،،،،
استعوض ربنا و أمَل في عفوه

و يمكن الناس راجعوه في النهاية
بس هو كان مصمم علي رأيه،،

و قالهم ده يزيد ده 
زاني و بيعاشر أمهاته و اخواته!!!!!
و احنا علي الحق و هو علي الباطل
و هلموا الي الشهادة!!

و اثبت صدق نيته و يقينه
بان دفع بأولاده الثمانية
واحدا وراء الآخر أمامه ليقاتلوا 
في المعركة الخاسرة دي
فقُتِلوا واحدا وراء الآخر
،،،

رَحِم الله الجميع،،،

تابعونا،،،

،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق