الجُزء ٢١
قال احد كبار الكوفة:
: دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ
فَإِذَا رَأْسُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى
تُرْسٍ بَيْنَ يَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ عَلَى السَّرِيرِ ،
ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِينٍ ،
فَرَأَيْتُ رَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ
عَلَى تُرْسٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمُخْتَارِ ،
وَالْمُخْتَارُ عَلَى السَّرِيرِ ،
ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِينٍ ،
فَرَأَيْتُ رَأْسَ الْمُخْتَارِ
بَيْنَ يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
وَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى السَّرِيرِ ،
ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِحِينٍ ،
فَرَأَيْتُ رَأْسَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ
بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ،
وَعَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى السَّرِيرِ .
،،،،
لخص صراع الكوفة و العراق
علي مدي ٦ سنوات
بدأت من سنة ٦٥ هجري
حتي حوالي ٧١ هجري
و فيها خرج العراق علي حكم الامويين
و أكل الناس بعضهم البعض،،
حتي رجع آمنا مطمئنا لحكمهم
و ارتاح الناس من بعضهم البعض،،،
حتي حين طبعاً
،،،،
و ده يوريك
ازاي ان العراق كان
دار ثورة و تمرد
و محدش عاجبه حاجة!!
بركان فائر علي طول
لا يحكمه الا جبار عادل
يبطش بالثائر و يؤمن الناس،،
حتي حين برده،،
حين يأتي اوان آخر،
فلا يقدر علي كبت البركان
الي بينفجر تاني،،
و يأكل كل الي حواليه
بمن فيهم أسباب انفجاره،،
و تخمد الفورة الثائرة
فيأتي جبار عادل آخر
يؤمن الناس و القوم،،
حتي حين ثالث!!!
،،،،
فيه تفسيرات كتيرة
ليه العراق كان فيه مشاكل و شقاق
و خيانة و صراع زي النمر الهائج ؟؟
بينما الشام هادئ مستكين
زي القط النائم
في حضن الامويين؟؟
،،،
الي يقولك كان فيه "موالي "كتير،،
يعني عبيد و سبايا
من الفتوحات و الغزو!!
و دول كانوا بيعملوا مشاكل
و يدخلوا دايماً يغذوا الثورات
بحكم كونهم
مظاليم و شايفين الذل
و أسفل قاع المجتمع،،،
و معندهمش كتير يبكوا عليه،،
فيا نعيش عيشة فُل
يا نموت احنا الكل،،
،،،،
و الي يقول لا
ده مكانش فيه إقطاعيين كبار!!
يحكموا الارض و الناس
و يطلعوا ضرائب كتيرة كده!!
و كانت فيه أراضي كتيرة صغيرة
فكان الناتج الاقتصادي الاجمالي
ضعيف في اغلبه
و لا يكفي الناس،،
،،،،
و الي يقول لا
ده النقد و الفلوس
كان فيها غش كتير
و ده أدي لمشاكل اقتصادية
و مشاحنات كتير
تطورت لمشاحنات قبلية،،
،،،
و اكيد فوق كل ده
الثورات و الحروب
الي شغالة من ايام عَلِي
خربت المزارع و بٓوٓظت التجارة
و خلت الناس تهاجر و تسيب بلادها
و الفقر يزيد و يشتد
و يعصر ناس اكتر و اكتر!!
،،،،
كل ده ممكن طبعا
ممكن كمان يكون
التنوع العربي القبلي الكبير
الي في المدن الجديدة الكبيرة،،
و نقلهم الصراع
و الاحتراب القبلي بقواعده ،
الي داخل المدن
و تهميشهم للقادة و الحكام،،
و تناديهم لبعض ساعة اي صراع
يا لعبد قيس
يا ل تميم
و يشوطوا في بعض،،
،،،
المدن اساساً
بناسها الكثيرة المختلفة،،
بتقوم علي التناغم و التجانس
و قبول التعددية العرقية،،
و عدم نفي الآخر او قتاله
لمجرد اختلاف قبلي او ديني،،،
و الخضوع لسلطة واحدة بس
و قانون واحد بس،،
،،،
قتال القبائل لأي سبب
الي كان سهل التحكم فيه ايام
الرعي في الصحراء الواسعة ،،
بقي مدمر و فتاك
في ظلت تجاورهم كلهم في
شوارع و حواري
علي بعد أمتار من بعض،،
و تكاثرهم في ظل الخير الي بقوا فيه،،
و و جود الفلوس و الموالي بوفرة،،،
و السلاح في أيدي الجميع،،
كل ده
خلي العراق موطن خصب
للصراع و التناحر
الي بيولد تطاحن و صراع
بيغذي نفسه بنفسه،،،
،،،،
طبعا ربط الصراع ده بالدين،،
و تكفير او تفسيق
الطرف المخالف،،
و السعي للبحث
عن مواطن الاختلاف
تبريرا للقتل،
اكتر من مواطن الاتفاق
تبريرا للتعايش،،
أدي للحماس الشديد في القتال
و الأعداد المهولة من الضحايا
في صراعات دينية الظاهر
بس في الحقيقة هي
"اقتصادية/ اجتماعية/ قبلية" الباطن
زي اغلب صراعات
العصور الوسيطة،،
الي كان فيها
صعب تقتل بحماس
و ترتكب مجازر ضخمة،،
الا في وجود تبرير
و تحفيز حماسي
زي فتوي شرعية من رجال الدين،،
تبقي زي الكبريت
فوق بنزين و حطب
الصراعات المختلقة و المكتومة دي،،
،،،،،
كمان فيه حاجة مهمة
بمجرد ما الناس كانت بتزهق
من الصراع و الدم
كانوا بيلجأوا و يستكينوا
تحت حكم الجبار العادل إياه،،
بشرط تحقيق المصلحة الذاتية
و الرواج الاقتصادي
الي يكفي اغلبهم،،
و ده السبب ان كتير
من جيوش و قبائل العراق
كانت في الاخر بتلجأ و تحتمي
بالأمويين و حكمهم،،،
عند خيبة أملهم
في نتيجة اعمال
الناس الحماسيين
زي عَلِي و ابنهالحُسين
و عبد الله و أخوه مُصعب ابنا الزبير،،
،،،،،
فيه كمان
حاجة مهمة لا تُذكر قوي،،
معاوية في الشام
كان متناغم بشدة مع التيار العام
و ده محتاج بحث خاص
عن السر في كده،،
،،،
فاكرين موضوع تشابه إسمه
مع اسماء حكام عرب محليين قدامي!!!
،،،
و معاوية حافظ
علي الهيكل العام للمجتمع،،
الي كانت
الحضارة الرومانية متغلغلة فيه
لمئات السنين،،
حتي العرب المحليين
- الي اسمهم اليمانية-
كانوا يعتبروا
رومان و متفرنجين،،
بالنسبة لعرب الجزيرة
" الكلبيين و لُغزٰهم""
،،،
و لم يُهدم المجتمع ده
عاليه واطيه
لشبهة الكفر او الشرك،،
بالعكس
فضل دور الخليفة و دور القبائل
العربية الي جت الشام بعد كده،،
انهم يحموا المجتمع المحلي
و ياخدوا مقابل الحماية دي،،
مش انهم يدمروا
المجتمع ده او يستبدلوه،،
عشان كده فضلت اغلب المدن القديمة
قائمة بناسها و أهلها زي ما هما
و انضم لهم العرب كضيوف حاكمين،،
و بوجود العرب المتفرنجين القدامي
تطبع العرب الجُدد بطبع المنطقة
و تشربوا ثقافتها المتنوعة المتعددة
فكانت المدنية قائمة بحق و حقيق،،
مش مدنية مزيفة
زي مدنية الكوفة و البصرة،،
الي كانوا مزيج مشوه
من طبع القبلية البدوية
بس في بيوت متلاصقة،،
فكانت النتيجة نقل مساوئ القبيلة
و تضخيمها في مجتمع المدينة
الي بِ يختمر فيه اي حاجة بسرعة،،،
،،،،
عشان كده
كان فوز الامويين
و تقدم ملكهم
متكرر و دائم،،
في وجود ثقافة محلية
تحترم الملوك،،
و ملوك تحترم
الثقافة المحلية،،
كانت الحضارة الزاهرة للأمويين
ساطعة و قوية
رغم كثرة الاعداء و الحاقدين
زي ما شفتم معانا،،،
،،،،
الموضوع مش شعارات
الموضوع تبني علي الي فات،،
،،،،
نكمل قصتنا بعد شوية الرغي دول
،،،
وصل الخبر للخليفة
عبد الله بن الزبير
الي تجلد و تماسك
و رثي اخوه و دعا له بالخير
و دعا الناس للجلد
و الاستعداد للقتال
و الوقوف امام الظَلَمة!!؟؟
،،،
بس طبعا
هو كان عارف انه المرة دي
الموضوع انتهي خلاص،،
اذا كان بعد ما عادَي
ناس كتير مهمين
" ابن عباس و ابن الحنفية"
و حارب ناس كتير
" الكوفيين و المختار"
و قتل و مَّثَّل بناس كتير
" اخوه الي صلبه
و زوجة المختار الي قتلها"
و فشل في تحقيق
اي إنجاز حقيق
من تحسن اقتصادي او اجتماعي،،
"في فترة خلافته ،مكة نفسها
كانت عرضة لحصار تجويع
علي يد نجدة الحنفي "،
و فقد أغلب و أقوي مناصريه
" آخرهم مُصعب "
و مبقاش فيه حد
جوه القصر الأموي
ممكن يستند عليه
" قتل الضَحاك و النعمان
و استسلم زفر"
ايه فاضل ممكن يعتمد عليه؟؟
،،،،
طبعا ده التفكير العقلاني
الي مُصعب مثلا فكر فيه
و فهم نتيجته،،
بس راح الحرب و مات
كما يموت الفرسان و القادة ،،
الي لا يمكن يعيشوا
بعد الهزيمة و ضياع الملك،،
عش ملكا او مُت،،
،،،
بس تفكير ابن الزبير
احنا فهمنا بعضه
من ساعة حكاية شرب دم النبي،،
مرورا بحرب الجمل
و دفعه بخالته عائشة وسط القتال
معرضاً حياتها للخطر
و دافعاً بالآلاف لحتفهم،،،
نهاية بالتحصن بالكعبة
و الهروب من مواجهة اعداؤه خارجها
و الي أدي قبل كده
لاحتراق الكعبة نفسها،،،
،،،
هو شخصية خيالية
عايشة في عالم تاني
مع مزيج من حب الزعامة و القيادة،،
و عدم الإبقاء علي أي شئ
ممكن يعارض كده،،،
و تعريض اي شئ للخطر و الموت
في سبيل أحلامه الشخصية،،،
،،،،
عبد الملك نفسه قال
لو كان ابن الزبير خليفة بجد،،
كان جه يقود الجيوش
في سبيل الفوز،،
مش فضل قاعد
ملازم جنب الكعبة و خلاص،،
طبعا عبد الملك كان نِفسه
ابن الزبير يعمل كده
عشان يقتله بره الكعبة و يخلص
بدل ما هو لازق فيها
و بيتحامي بحَرَمها كده
و معكنن عليه عيشته،،
،،،،
المهم ان الصراع علي الحجاز
كان بقاله فترة بين
ابن الزبير و الامويين،،
فكان فيه جيش
بعته زمان مروان بن الحكم
بقيادة واحد اسمه ابن دلجة
راح بجيشه و وصل المدينة،،
أمير المدينة هرب منها
و دخل ابن دلجة البلد وراه
و بقي الوالي فيها لفترة،،
اهل المدينة لم يقاوموه خالص
و فضل يخطب فيهم
علي المنبر كإمام،،
لغاية ما الحارث المخزومي
بعت جيش من عنده
و ناس جت من عند ابن الزبير
و حاربوا ابن دلجة ده و قتلوه،،
و يقال ان الحجاج
كان في الجيش الشامي ده
و نفد بجلده،،
و ساعتها قائد ابن الزبير
حاصر بقايا جيش ابن دلجة
و استسلموا علي حكمه
و كالعادة طبعاً
ذبحهم كلهم!!!
،،،
بعدها عبد الملك
حب يعمل رَد شرَف
فبعت واحد اسمه ابن أُنيف
و ده هزم رجال ابن الزبير!!
و قعد فترة معسكر خارج المدينة
يدخل يصلي فيها و يطلع تاني،،
و بعدين عبد الملك قاله
ارجع بجيشك
و ساب المدينة
الي رجع فيها والي ابن الزبير بعدين،،
،،،،
بعدها فيه جيش
بقيادة ابو القمقام
بعته عبد الملك
راح و قتل حاكم المدينة!!
قام جيش تاني بعته ابن الزبير
قتل جيش ابو القمقام ده
و افني جيشه،!!
،،
قام عبد الملك بعت قائد
اسمه طارق بن عمرو
- مش ابن زياد هه-
و ده قتل الناس
الي قتلوا جيش ابو القمقام!!!
و قعد طارق ده مرابط بجيشه
بجوار المدينة،،
لفترة طويلة مستني الأوامر
و يحاصر ابن الزبير
و يمنعه عن الشام،،
،،،،
لغاية سنة ٧٣ هجري،،
الحجاج اقنع عبد الملك
انه يقدر يقضي علي ابن الزبير،،
قام عبد الملك بعت معاه جيش
و امر طارق بن عمرو و جيشه
انهم ينضموا له،،
،،،
و خرج الجيش الضخم ده
و وصل لمكة
و بدأت قصة الحصار الثاني لمكة
بعد حوالي ٨ سنين من انتهاء
الحصار الاول لها،،،
تابعونا،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق