ابْن الزُبَيْر و ابْن مَرَوَانْ
الجُزء الثاني
سبنا جيش الحُصَين
و هو راجع الشام
مشيوا جنب المدينة في سكتهم،،
و لحق بهم الامويين
و مواليهم و رجالهم و كل ما ليهم،،
خلاص البلد دي
مبقتش بلدهم
بعد القتل و الدمار
الي حل بالمدينة و مكة،،
الحجاز كله
بقي غير آمن،،
و بوفاة يزيد
و بقاء ابن الزبير
ممتنعاً في الحرم،،
كان واضح ان المنطقة دي
خرجت من تحت حكم الامويين،،
و رجعت تحت حكم
القبائل و العشائر
حتي قيام حكم منظم جديد
و سلطة قاهرة و جيش غالب
يبسط الأمن و يردع الخارجين،،
،،،،،
في دمشق بقي
الموضوع تسارع جداً
تمت تولية ابن يزيد
و اسمه "معاوية"
علي اسم جده،،
بالمناسبة
فيه مغزي تاني
لتسمية " معاوية"،،
بيقولوا ان منطقة الشام دي
من مئات السنين
كان فيها هجرات أُناس
من أصول عربية،
او يمنية مش فارقة
،،،،
هجرات الناس من اليمن
كانت متعددة علي مر التاريخ،
يمكن حتي من خمستلاف سنة
كانوا بيهاجروا لمصر القديمة!!
،،،،،
المهم ان الهجرة
الي كنا بنحكي عنها هنا
كانت من قرون قليلة بس
و أسست حكم و ولايات عربية
تابعة للحكم الروماني غالبا،،
و متعاركة معاه احيانا،،
و الناس دول بقي منهم ملوك
و سلالات استمرت عشرات السنين
و كان الاسم الشهير لبعض ملوكهم
هو " معاوية"؟؟؟
زي " ريتشارد" و " شارل"
ما هما من الأسماء الشائعة
في حكام أوروبا في العصور الوسيطة،،
،،،،
و ده يدي معني
انه" معاوية" بن ابي سفيان
اتسمي باسم ملوك الشام القدماء
من اولاد العم ال " عرب" !!!
صدفة غريبة جداً
انه يبقي ملك بنفس الاسم
علي الشام برده،
بعد الأجداد القدام دول
و يتكرر الاسم
في حفيده الملك
"معاوية" الصغير،،،
،،،،
طيب عمل ايه
معاوية الصغير ده؟؟
كنا جبنا سيرته قبل كده
لما اتوسط عند ابوه "يزيد"
و قاله نبعت عباية مزركشة تغطي
"ابن الزبير" و هو مقيد بالسلاسل كده،،
" حكاية الجامِعة" الي حكيناها
،،
المذكور عنه في التاريخ
قليل جدا
كان شاب لم يصل التلاتين
و بايعه اهل الشام بالخلافة
بعد وفاة ابوه يزيد المفاجئة،،،
و كان كارهاً للأمر
و زاهداً في بحر الدماء هذا،،
و نادماً علي تورط عائلته
في الصراع مع أشراف قريش و المدينة،،
و مصائب و محارق
و مجازر و أحقاد ،،
في مقتل الحسين و عائلته
و انتهاكات موقعة الحرة في المدينة
و حصار مكة و القتال حولها،،،
و فاجأ الجميع
وتنحي و ترك الخلافة!!!
و اعتزل الامر كله
و توفي في شرخ شبابه بعدها بقليل؟؟؟؟
و قيل انه كان مريضا
و لا يفارق الفراش
و لم يكن يستطيع تولي الخلافة،،
و لم يستطع اتخاذ اي قرار مهم،،
حتي مات؟؟؟!!!
موقفه جيد أخلاقيا طبعا
بس فيه تخاذل الحقيقة
لانه كان سلبي،،
و ساب الناس تخبط في بعضها،،
لو كان إيجابياً
لحاول ان يكون خليفة جيداً
و يبذل الصلح مع ابن الزبير
و يوحد المتصارعين من المسلمين،،
بس يمكن الكلام ده
كان صعب
و هو كان عارف كده كويس،،،
فقرر الانطواء علي نفسه و خلاص،،،
هل تم اغتياله؟
هل تم تسميمه؟
هل كان عقبة تهدد الدولة كلها؟
فكان الأسلم تنحيته جانباً ؟
أسئلة كثيرة بس
مفيش اجابة واضحة عليها،،
فترة " خلافته" دي كلها
تحتسب بالاسابيع
و لا تتجاوز شهر او اتنين،،،
،،،،
بوفاة معاوية الأصغر ده
انقلبت الامور و تزلزلت الدولة
و استحالت هباءً منثوراً،،،
كان ليه اخ اسمه
" خالد بن يزيد"
بس كان لسه طفل لم يبلغ الحلم،،
و العرب كانوا لسه
حديثي عهد بالمُلك
و رغم قبولهم بمبدأ توريث المُلك
في خط وراثي لعائلة مالكة واحدة،،
الا ان مبدأ توريث
الملوك الاطفال
كان لسه لم يترسخ بعد،،
و الاحتياج لرجل حاكم قوي
يملأ العين كده
كان لسه مسيطر علي عقولهم و قلوبهم،،،
صحيح انه بعد كده
و في الخلافات
العباسية و الفاطمية
و الأندلسية و العثمانية ،،
اصبح توريث الاطفال المُلك
مقبولا نسبياً،،
بس ده كان بعد استقرار
مبدأ" العَرش و" الولاء له
بغض النظر عن الجالس فوقه،،
،،،،
لم يعد هناك وريث " شرعي "
للخلافة او المُلك
بعد انقطاع الأولاد الذكور البالغين
من نسل معاوية بن ابي سفيان،،،
و بكده الشقا
و سهر الليالي،
و الجري،
الي جريه معاوية الأكبر طول عمره
و الحروب و المقاتل الي اقترفها،،
لم تؤدي الا الي
اقل من خمس سنوات
لتوريث المُلك في عقبه؟؟؟؟
و هو ده "جري الوحوش "
الي بتسمع عنه،،
و مأساة الملوك
الي بيقاتلوا الدنيا كلها
لتوريث أولادهم ،،،
و في الاخر تلاقي الحكاية
بقت فص ملح و داب،،،
،،،،
لو كان له عزاء في
بقاء الملك في عقبه،
فممكن نقول انه
في حفيدته
"عاتكة بنت يزيد"،
و دي كانت
زوجة" الخليفة القادم"
عبد الملك بن مروان
و من خلالهما
انتقل المُلك من الفرع السُفياني
نسل معاوية بن ابي سفيان،،
الي الفرع المرواني
نسل مروان بن الحكم،،،
و ده يقولك ان خلفة البنات
مبتخيبش إطلاقاً،،
بالعكس
هي الي بتنَوِل الأمل،،
،،،،،
طيب واضح ان كل حاجة
باظت خلاص،،
يزيد و ابنه ماتوا
فجأة و في أسابيع قليلة ورا بعض،،
و العراق انتفض
و ثار الناس في البصرة و الكوفة
و هرب عبيد الله بن زياد
الحاكم الجبار
و ثاب الي الشام،،
و قبلها منطقة الخليج العربي
- البحرين-
ثارت و خرجت بره سلطان الخليفة
بقيادة الخوارج الي قلنا عليهم،،
و الحجاز من المدينة لمكة
بقي مولع نار ضد الامويين،،
مش بس كده
ده كمان القادة و رجال الدولة
الي كانوا يخدموا معاوية و اولاده،،
كل واحد فيهم بقي له رأي
و كل واحد
بقي يستقل بما تحته
من ولايات الشام
و يعمل الي في دماغه،،
و كمان البيت المالك الأموي
بقي منقسم و مشتت
مين الأصلح و الأحق بالمُلك ؟؟
،،،،،
في الوقت ده
كان ابن الزبير
خلاص بيدعو رسمياً
لانه الخليفة!!!
و بيبعت الرسل
للعراق و الحجاز و مصر
عشان ياخد البيعة و يبدأ خلافته،،،
و انقلب حاله
من ضعف و حصار
لقوة و مُلك في ايام قليلة!!!
و ده دايماً كان حال
ابناء العائلات المالكة
الي بيتنافسوا علي الحكم،،
كلهم عارفين ان
بمجرد مقتل و هزيمة منافسيهم
من اخواتهم و ابناء عمهم
المتنافسين علي العرش،،
في غمضة عين
هيبقوا هما الملوك
و يبدأوا عهد جديد
من الرخاء و الحكم و السلطة،،،
،،،،،
تسارع الناس في العراق و الحجاز
علي مبايعة ابن الزبير كخليفة
و في أسابيع قليلة
صار يُخطب له كخليفة المسلمين،،،
مش بس كده
ده قدر يستولي علي مصر!
و بسهولة بعت ناس من تابعيه
يستلموا دار الإمارة و بيت المال!!
و نظرا لغياب البديل
من البيت الأموي
فمحدش من انصار الامويين فتح بقه،،
و صارت الأموال تُجبي اليه
و الولاة يعينون باختامه،،
،،،،،،،
،،،،،
طيب مين ابن الزبير اصلا؟
ذكرنا نسبه و بلاؤه
في الفتنة دي من أولها
بس علي الجانب
الشخصي و الإنساني
كان إنسان معتد بنفسه
شديد الانفة و الكبرياء،،،
و كان يعتقد انه مرجع أساسي
و ركن قوي من أركان الدين،،
فكان يقول للناس في الحج
اسألوني أجبكم،،
"علينا" كان التنزيل
و "نحن" حضرنا التأويل،،،
و ده زي ما بيوريك
مدي ثقته في نفسه
و علمه الكبير،،
بتقدر برده تستشف الغرور
و الإحساس بمِلكية الدين،،
ده بتاعنا "احنا"
- او أنا عبد الله بمعني أصح -
الوكلاء الحصريين
بينكم و بين ربنا،،
و الي يمشي ورانا
"احنا عبد الله" بس
يبقي كسبان و يربح سعيه،،
،،
ليه بيقول " احنا"
الي " علينا نزل التنزيل و التأويل " ؟؟
هل كان قصده علي نفسه
ضمن آل النبي؟؟
بس هو مش من آل النبي خالص،،
هو نسيبه و قريبه آه
بس مش ابن عمه حتي،،
علي زين العابدين بن الحسين
و ابناء الحَسَن الآخرين،،،
محدش فيهم تحمس له
او حارب معاه او بايعه
او مشي معاه حتي
و دول كانوا شباب صغيرين ساعتها،،
كبير الطالبيين بقي وقتها
محمد بن الحنفية،،
كان مبيرتاحش له
و لم يبايعه خالص
و اتخانق معاه كمان،،؟
،،،
طيب يمكن كان قصده ب
" علينا نزل"
علماء قريش؟
كان فيه أربعة
من كبار الجيل الثاني
من علماء قريش
هو واحد منهم،،
التاني
عبد الله بن عمرو بن العاص
و ده كان في مصر من زمان،،
و ساب كل الكلام ده
و عايش مع أهله هناك،،
من وقت ان وقف في صف معاوية
في حرب صفين و ما بعدها،،
و مات في الوقت
الي بنحكي عنه ده
و مكنوش هو و ابن الزبير
اصحاب بالمعني المعروف!!!
الاتنين التانيين
عبد الله بن عباس
و عبد الله بن عُمر بن الخطاب،،
مكنوش بيعترفوا ب ابن الزبير
كحاكم و خليفة اطلاقا!!!
و لا اعترفوا له بالإمارة عليهم حتي!!!
و ابن عباس بالذات
كان ليه معاه مشاغبات و منازعات،،
فيها الكثير مما لا يليق بالأعداء حتي،،
يعني كل اهل البيت
و علماء قريش وقتها ،،
لا يرونه اماماً لهم و لا حاجة،،،
،،،،
و ده يؤكد انه كان قصده
علي نفسه هو بس بطُوله
لما قال
" علينا كان التنزيل "؟؟
هل الحكاية دي تعطينا
فكرة عن
مدي اعتداده بنفسه الشديد؟؟
و اعتبار نفسه
أحق الناس ب " وراثة"
ملك و مكانة النبي محمد؟؟؟
لانه صاحب التنزيل و التأويل؟؟؟؟
،،،،
فيه رواية حديث شهيرة جدا
و موثقة و "سلسلتها " معترف بيها
في اغلب كتب الصحاح
و مذهلة للي اول مرة يعرفها،،
روي عبد الله بن الزبير نفسه و قال؛
احتجم النبي
صلى الله عليه وسلم،،
- من الحجامة و فصد الدم-
فأعطاني الدم
فقال اذهب فغيبه
- ارميه و ادفنه-
فذهبت فشربته!!!!؟؟؟
فأتيت النبي
صلى الله عليه وسلم،،،
فقال ما صنعت؟
قلت غيبته
- رميته و خبيته زي ما قلتلي-
قال لعلك شربته؟؟
قلت شربته!!
فقال من أمرك أن تشرب الدم ؟؟؟
- انت بتهرج يا جدع انت-
ويل لك من الناس وويل للناس منك؟؟؟
،،،،
طبعا في تحليل و شرح الحديث
تم إثبات ان شرب دم النبي و بوله
مش حرام و لا نجس!!!،،
بل يمكن فيهم صحة و بركة كبيرة!!!!؟؟؟
و ان ابن الزبير
كانت قوته بألف راجل
من شربه لدم النبي!!؟؟؟؟؟
،،
فقه و علم طبعا زي مانت وأخد بالك
-موضوع زي ده يفتح أبواب
ممارسات ملهاش اول من آخر-
،،،
المهم خلينا
في الي احنا نستفيده
في قصتنا الحالية
ابن الزبير شرب دم النبي!!
ايه المعني الحقيقي و المغزي من كده؟؟
في الموروث الشعبي و السحري
الي بياكل لحم
او يشرب دم اي واحد،،،
تنتقل له خصائص
و مزايا الي شرب دمه،؟
و يصبح قوي و حكيم زيه
بل و يرتقي لمكانة اسمي و اعلي،؟
و ده احد اهم معتقدات
أكلة لحوم البشر البدائيين،؟
بياكلوا لحم الاعداء الاقوياء،
مش المرضي او الضعفاء!!
و في الأسرار الكنسية
يتم تناول عيش و نبيذ،،
يمثلان تمثيل رمزي!
لحم و دم المسيح!!
و بكده ينتقل لشعب المسيح
خلاصه و بركته!!
و يتم تطهيرهم،،،،
،،
الي حكي القصة
- الي تعتبر حديث صحيح السند-
هو ابن الزبير نفسه،،،
يعني بيتفاخر بكده،،
و بيتباهي انه انتقل له
علم و حكمة و قوة و تميز النبي
و لما تحط الحتة دي مع ما قبلها
تعرف مدي إحساسه الشديد
بالتميز و الرقي و احقيته بالمُلك
،،،،،
كلام معقول؟؟
يمكن ،،،
بس يمكن كان فعلاً
مخلص في رغبته،
بان الحكم الرشيد العادل القوي
يرجع و يسود بين الناس،،
و الظلم يختفي،،
و الناس تبقي حبايب تاني
و الشر يختفي من وسطهم
و الخلافة الاسلامية الحق ترجع تاني،،
،،،
طيب هل نجح في كده
يلا نُبحر معاه و نشوف عمل ايه
و " خلافته" دي أدت لايه؟
،،،،
تابعونا،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق