الجُزء العاشر
شفنا أحوال البصرة البائسة
و ازاي وصلت
الامور في وقت ما
بعد هزيمة جيشها" الشعبي"
-الي تم تكوينه من المواطنين العاديين-
نظرا لانهيار الامبراطورية
و اختفاء الجيش المحترف،،
كانت المدينة خلاص
علي وشك انها تبقي غنيمة
و يفتحها " الازارقة"،،
الي غالبا كان ممكن
يستبيحوا مالها و حريمها
بعد ان يقتلوا رجالها طبعاً،،
مش ده حُكم في
فتح حصون الكفار
المُمانعة قَسراً؟؟
،،،،،
و ازاي انهم كانوا
يائسين لدرجة
إعطاء واحد،
مش مؤكد نسبه او أصله،
تفويض شامل كامل
يعمل الي هو عايزه
بس يحوش عنهم "الوبا"
الي جاي ياكلهم،،
و طبعا
دور الخليفة العظيم
عبد الله بن الزبير
كان محوري و حيوي،،،
كان بيختم علي الي بيعملوه
و يبارك أعمالهم المجيدة دي،،،،
،،،،،
طيب ايه كانت
احوال الكوفة ساعتها
الي هي
"الحيرة" القديمة عاصمة المناذرة،،
و الي كانت
عاصمة الخلافة القديمة مع عَلِي،،
و الي قامت فيها
ثورة الحسين و مسلم بن عقيل،،
و الي خرجت منها
ثورة التوابين و زعيمهم ابن صرد،،
و الي انتفضت
ضد ابن زياد
و بدأت ثورة نواحي العراق
ضد دولة بني معاوية المنهارة،،
يلا نشوف ايه حصل
،،،،،،،
المختار الثقفي
ابوه الصحابي الكبير،
ابو عبيد الثقفي،
من الصحابة الي فتحوا فارس
و أبلوا البلاء الحَسَن فيها
و كان من المقربين
ل عُمر بن الخطاب
المختار الابن ده
كان من أنصار
ولاية عَلِي و ابنائه،،،
و إن كان فيه خبر غريب عنه
انه كان عايز يخون الحَسَن
و يسلمه للأمويين بالفلوس،،
يمكن يكون صح،،،
بالذات ان
الحَسَن زي ما شفنا
كان مش محبوب قوي
حتي من بعض أنصار عَلِي نفسهم،،
و يمكن يكون
تشنيع علي المختار
الي يُعد من
أشد الشخصيات غرابة،
و عليه خلاف كبير
وحكايات فظيعة،
و له محبة كبيرة
تصل القداسة،
و أيضاً كراهية لدرجة
التحريم و الكُفر،
،،،
ذكرناه في ثورة مسلم بن عقيل
كان زوج ابنة الوالي ساعتها
النعمان بن بشير،،
و كان آوي مسلم في بيته
قبل ما ييجي ابن زياد،
و يطربق الثورة علي دماغ الثوار
و يسجن المختار ساعتها،
و بعد الثورة ما خلاص بَح،
بعت ل زوج اخته
الصحابي الكبير
عبد الله بن عُمر،
الي كان له علاقات كويسة
ب الامويين و بايع دولتهم دايماً،،
و ابن عُمر اتوسط عند الخليفة يزيد
و يزيد بعت للوالي ابن زياد
الي اطلق سراحه
و قاله مشوفش وشك هنا تاني؟،
،،،،،
بعدها كان المختار
من الحلف المختلط؟
الي وقف مع ابن الزبير في ثورته
و الي حاربوا جيش الشام
أثناء حصار مكة،؟
و بعد كده قال لابن الزبير
إديني ولاية الكوفة!!
بس مرضيش يديهاله
قاله خلاص
انا هرجع بلدي الكوفة
و أساعد الناس
يثوروا علي الامويين،،،
و بعد ثورة اهل الكوفة
و هروب ابن زياد،،
كان ليه دور كبير
مع ثورة التوابين
الي كانوا أصدقاؤه و زملاؤه!!
و مش واضح قوي
ليه سابهم
يروحوا يحاربوا وحدهم
و قعد في الكوفة!
بس نقدر نقول
ان ولاء الكوفة لابن الزبير
كان ولاء زائف و مؤقت
مرتبط بالكراهية المشتركة للأمويين،،
و في الكوفة
ظهر الصدام القوي و الدموي
بين ابن الزبير و أشياع عَلِي،،
و كانت ثورة التوابين و خروجهم
بدون دعم او تأييد قوي من ابن الزبير
دليل مبدئي علي انفصال المشروعين،،،
كمان المختار ساعتها اتحبس
تاني مرة ،،
حبسه ولاة الكوفة
التابعين لابن الزبير
لانه كان بيروج للمشاكل و لناس
لا تدين بالولاء لابن الزبير،،،
،،،،
اعداء المختار
الي شايفينه شيطان،
بيقولوا انه باع الثوار زمايله
و خرب "ثورة التوابين" بتاعتهم؟
من الداخل بانه
هبط معنوياتهم
و خلي ناس كتير منهم ترجع،،
و بعد الهزيمة الشنيعة
عمل نفسه
حكيم زمانه و قالهم
جالكم كلامي؟
انا الوحيد الي بفهم،،،
،،،،،
المهم ان
بقايا و فلول
جيش التوابين ده
كانوا رجعوا الكوفة
و ساعتها
كان المختار محبوس،
و من تاني
بعت ل جوز اخته
ابن عُمر يتوسط له
في الخروج من السجن،
و ابن عُمر
كلم ابن الزبير المرة دي
الي وافق
و بعت للناس بتوعه
يخرجوا المختار،،
،،،
الي عنده نَسايب زي
ابن عُمر ده
يبقي باشا و النعمة،،
دي حاجة احسن من شهادة
معاملة الاطفال،،
،،،،،
بمجرد خروجه من السجن
تزعم بقايا جيش التوابين ده،،
و كِبِر الجيش ده و تضخم
و كانت لشخصية المختار الدرامية
و حماسته و ذكاؤه
الدور الأكبر في ذلك،،
لانه لعب علي الوتر الحساس
الي بِيجيب مع الناس،،
الصويت و العياط!
و التنادي بالثأر و الدم
و الدعوة للاستشهاد!!
و نصرة الله و رسوله
عن طريق نصرة آل البيت!!
"يا لثأرات الحسين"
كانت دعوته الدينية
العسكرية الاجتماعية
في آن واحد،،
و كمان ظهر ذكاؤه
في إشراك الشراذم
و الأوباش من الناس،،
في الصراع الدموي ده
من ناحية،،
مع استمالة
كبار العشائر القبلية،
و اعادة تجنيد
فلول أنصار عَلِي و شيعته
من ناحية تانية،،
،،
في شهور قليلة عمل جيش كبير
و بدأ في الخروج وسط الجيش ده
و كان موكبه يفوق موكب الوالي،،
،،،،
وصل الخبر لابن الزبير
الي اتصرف بما يستطيع،،
بعت واحد من
شركاء ثورته المسلحة الأوائل؛
عبد الله بن مطيع
الي كان من أركان ثورة المدينة
و قائد الفرع القُرشي فيها
مع ابن حنظلة قائد فرع الانصار،،
بس ابن مطيع
هرب من المذبحة
بعد الهزيمة في معركة الحرة!!
و انضم لابن الزبير
في معسكر العائذين بالحرم!!
و بعد ما انتصرت ثورتهم
جه الدور عليه يمسك الولاية
زي اي شريف قرشي محترم!!
و كان الرأي انه
بمقامه و قيمته
و قرابته ل عُمر بن الخطاب،،
بمجرد ما يروح للكوفة
و يقول كلمتين كويسين
الناس هـ تهلل و تمشي وراه،؟
،،،،
راح ابن مطيع للكوفة
و استلمها من
"التابعيان "الكبار
الي كانوا ماسكينها ساعتها،
ابراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله
حفيد الصحابي الكبير
طلحة بن عبيد الله،،
الي كان
حليف الزبير بن العوام
في ثورة
"حلف اهل مكة"
ضد عَلِي
و قتيل يوم الجمل
مع ابنه محمد،)
فكان ابراهيم ده
ابوه و جده
من اعداء عَلِي
و كان غالبا هو برده كذلك ،،،
و حقق حلم جده
في الولاية و الرئاسة
بس علي بسيط و خفيف،،
"والي الكوفة" بالمشاركة !!
بس مقدرش يقمع
نشاط أنصار عَلِي
المتجمعين حول
المختار الثقفي وقتها؟؟
فكان فاشلاً في امر الولاية
كغيره من الكثير
من الصحابة و التابعين،،
،،،،
و قد بيننا ايه سبب
فشل تجاربهم دي
و المثال الأهم كان
فشل عَلِي بن ابي طالب نفسه،،
،،،،
و كان شريك ابراهيم في الحكم
عبد الله بن زيد الأوسي
الي كان ابوه
من كبار صحابة الانصار
الي حضروا
بيعة العقبة تحت الشجرة،،
و عبد الله الأوسي ده كان
حارب في جيش عَلِي زمان،،
و احتمال ولاؤه مكنش كبير
لابن الزبير مقارنة
ب ولاؤه ل شيعة عَلِي،،
،،،،
المهم ان ابن مطيع
استلم منهم المفتاح
و قالهم اقعدوا في البيت
و شوفوا الشغل الي علي أصوله،،
،،،،،
و راح طالع المنبر و اتنحنح
و خطب خطبة عصماء
شبه خُطب زياد بن أبيه!!!!
انه هيمسك الناس و يسوي فيهم
و هيعدل المايل
و يكسر المعووج
فاكرين خطبة ابن زياد
"البتراء" بتاعة :
لآخذن المقيم بالظاعن
و القريب بالبعيد
و انج سعد فقد هلك سعيد،،
حاول يقلدها كده!!!!
،،،
و كمل بانه
هـ يعيد توزيع مكاسب
و غنائم الحرب
بطريقة جديدة،،
،،،،،
انا جاي انيمكم بالنهار
يا حارة مفيهاش راجل
و ان مكنش عاجبكم
وروني،،،
،،،،
و ده حال كل الثوار!!
قبل الثورة هما مع الغلابة
و بيدعوا شعارات
الخلاص من الطغيان،،
و بعد الثورة و تمكنهم من الأمر
بيبدأوا في إمتاع الناس
ب طغيانهم هما
الجديد في شكله و مذاقه!!!!
و شايفين
كل الي مش عاجبهم كده،
أعداء الثورة
و أنصار الشيطان
و بالتالي أعداء الشعب!!!!
و اقطع رقبته يا جدع،،
،،،،
بس هنا بقي
حصل حاجة مفاجأة،،
واحد من الناس في الجامع
قام و قاله:
متقدرش و متعرفش!
و الغنائم أيدك متقربش ناحيتها
لو كنت خايف علي إيدك!!
و ده الي عندنا و مفيش غيره،،،
و شوف هتعمل ايه!!!!؟؟؟
،،،،
ابن مطيع،
بعد ما كان نافش ريشه
بص لقي الناس في الجامع،
هياكلوه و يضربوه!!
قام رجع ورا،
و قالهم خلاص يا جماعة!
متزعلوش نفسكم خالص!
زي ما تحبوا و الله!!!
انا من أيديكم دي لايدكم دي،،
و نزل و مشي!!!
،،،،،
تحضرني نكتة الفار و الغراب
الي كانوا في الطيارة
و الغراب كل شوية
يدوس زرار جرس "الطوارئ "
تقوم تيجي المضيفة جري:
فيه حاجة يا فندم؟
لا ابدا ،
اصلي بأتع،لق،،
،،،
تاني و تالت
فيه حاجة يا فندم ؟؟
آه، بحب اتع،لق!!!
،،،،،
الفار شافه كده،،
قام قلده
و داس زرار "الطوارئ"
هو كمان!!
المضيفة جت مسروعة،،،
فيه حاجة يا فندم؟؟
ايوه،
انا برده زي الاخ
بأحب اتع،لق!!!!!
،،،،
المضيفة زهقت،
و قالت للكابتن:
الجماعة دول قرفوني،،
قالها ارمي ولاد الك،ب دول
بره الطيارة!!!!
هيلا هوب رموهم،،
و هما في الهوا،،
الغراب بص للفار
و قاله
بتعرف تطير ؟
الفار قال لأ،،
الغراب قاله
طيب يابن الو،،ة
اما مبتعرفش تطير
بتتع،لق ليه؟؟
،،،،
و بكده شفنا ازاي ابن مطيع
فشل في ارهاب اهل الكوفة،
او إخضاعهم ببريق ثوريته،
و قربه من ابن الزبير،،
و شفنا ان الهيبة بتاعة الطغاة
انكسرت جامد،
و الناس بقي فيها روح التمرد
و مستبيعين جامد،،
و بدا واضحا
ان الكوفة نظام تاني خالص
ملهاش في الولاء لقريش عموما،،
و إنما ولاءها خصوصي
ل عَلِي و آله،،'
،،،،
الي جاي اكثر تشويقا
تابعونا،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق