الاثنين، 25 أبريل 2016

ابْن الزُبَيْر و ابْن مَرَوَانْ




دينار ذهبي  عليه صورة  الخليفة عبد الملك 



الجُزء السادس

مين هو عبد الملك بن مروان
سليل بيت عريق
 في الحسب و النسب،،

و اهل حكم و دراية و ولاية
امه و ابوه عرب أصلاء من الامويين
و زوجاته كثيرات
و منهن عاتكة ابنة يزيد زي ما ذكرنا،،

كان من النابهين في العلم و القراءة
و الشعر و الكتابة و البحث
كان ابن ارستقراطي مثالي،،

مش بتاع مسخرة و لعب و تهريج،
لا ،
 بتاع شغل و جد و تقدير للمسئولية،،

كان حليما كمعاوية
فكان يقول للناس:

اننا نحتمل لكم كل اللغوبة
الا رفع الرايات
او القفز علي المنابر..

يعني الي عايز يقول حاجة يقولها
إنما تعمل جيش و تكسر الطاعة
و تنادي بإمام تاني غيرنا؟؟
ملكش دية عندنا،،،

،،،،،
و كان  عالما  بالدين 
قريبا من  درجة معاوية،
يناظر الفقهاء
 و يحضر نقاشهم،،

و لم يكن يخاف التجديد او التغيير
و لم يكن إمعة للفقهاء
يديرونه يميناً  يسارا 
ده صح و ده غلط،،

،،،،،،
كان حافظا لأحوال العرب و ايامهم
و يحضر الحوارات الشعرية بثقة
و يتجاوز اهل هذا العلم بتمكن،،

،،،،
و الأهم في رأيي بقي

كان متمدناً متحضراً
تقبل حضارة البيزنطيين!!
و تمثلها سريعاً و سرعان
 ما أدلي بنصيب العرب فيها!!

قبله كان العرب 
ضيوفا علي الحضارة الحديثة
و منذ بداية عهده
دخلوا فيها و تناولوها
و نافسوا اهل البلاد فيها،؟ 

و اصبح هناك "علماء" 
عرب و مسلمون
في علوم الحياة و الدنيا،،

و أصبحت هذه 
الدراسات و ال" علوم"
محل تقدير و احترام و دراسة

قبل عبد الملك،
 كان "العلم" هو فقط
دراسة القرآن و الحديث و الشعر،،

و بعده
أصبح  تعلم صنعة الكيمياء 
و الجبر و الفلك و الطب،
" علوما" تستحق التعب و الدراسة،،

لان كل هذه ال" علوم"
كانت حتي وقتها 
محاطة بالريبة و الشك و القلق،،

من أصولها الغير نقية
 و التي لم يقل او يأمر بها،،
او يفعلها،
أحد من الصحابة 
او من التابعين،، 
،،،
أتي عبد الملك 
و تبني هذه العلوم
و اثني علي أصحابها
و رقاهم و رفعهم،،

و بدأت في عهده 
حركة الترجمة الأولي 
و نقل " علوم " الحضارات القديمة
الي العربية و تشرب أصولها
 داخل الثقافة الاسلامية،،

اذا كنت سمعت حد بيمدح
 في علماء و " حضارة"  المسلمين
زي الرازي و ابن حيان 
 و ابن سينا و الفارابي و غيرهم،،

فاعلم جيداً ان "إسلام" ابن مروان 
و فقهه و عدم خوفه من هذه العلوم
هو ما أدي لهذه الحضارة،،

الموضوع مكنش واضح خالص
زي مانت متخيل كده،،

ان ال" إسلام" 
ممكن ياخد و يقلد و يستنبط 
من اهل الديانات الاخري!!!


 ابن مروان  كان هو "الاسلام "
الذي لا يخاف من الأجنبي،،
 
و الذي يتغير و يتطور و يتجدد
و يتشكل حسب بيئته و زمنه
و يعرف ان هناك دائماً جديد
و لا بد لل جِدِ في أثره،،

ابن الزبير بقي
 كان هو " الاسلام" 
النقي الخام الاول البكر في مهده،،

يأنف من الاختلاط بأي غريب
و لا يري في الأغراب  نداً 
يمكن ان يتعلم منهم اي شئ،،

ابن مروان هو التقدمي اليساري 
و ابن الزبير هو المحافظ اليميني،،

و لم تكن الارض لتقبل بوجودهما 
في نفس الوقت،،
إما التقدمي و بتاع التغيير
 يكسب و يمشي كلامه،،

و إما المُحافظ الي عايز الحاجات
الأصيلة و الراسخة تظل هي الأساس 
يخلي كل الناس زيه،،

و لذلك و بطبيعة الحال
فاز التقدمي في  الواقع نهاية الامر
و أقام دولته الجديدة،،

و ظل المُحافظ مسيطراً 
علي أرواح الناس و قلوبهم
رغم هزيمته القاسية،،،

،،،،،،

فيه اعتقاد شائع ان "المأمون " هو 
رائد الحضارة الاسلامية
المتقدمة المتنورة المتطورة،،

بس الحقيقة
 هو صحيح عَلَم كبير
  في الحركة دي،،

إنما الرائد الاول الحقيقي
 هو ابن مروان!!

بما فعل و جدد و غير 
و كسر من ثوابت و أساسيات 
و خطا بخطوات اولي واثقة
في طريق الحضارة و المدنية!!
،،،،

زَوَج ابنته عائشة ل ابن عمه
 المخلوع من ولاية العرش
خالد بن يزيد!!

و خالد ده كان هو ذراعه  اليمين
في حركة التعريب و التطوير
و كان اكبر علماء عصره
في "علوم"
 الدنيا و الكيمياء،،،


قبل خالد بن يزيد ده
مفيش اي واحد عربي او مسلم
كان له اهتمام،،
 بتعلم صنعة الأعاجم
و لم تكن كلمة" العلم"
تطلق علي صنائع العلوچ دي،، 

و بعده
 بدأ الناس في التوافد ببطء،،

جابر بن حيان 
و بعده الكِندي
و بعد٢٥٠ سنة من الهجرة
يعني بعد حوالي اربع اجيال
من عصر ابن مروان و ابن يزيد ده،،

تكاثر و استفحل
 ما تعرفه في التاريخ
ب " العلماء المسلمون"،،

لولا المسمار الاول 
الي هما الاتنين دقوه
- عبد الملك و خالد-
مكنش الحضارة دي كلها
 حصلت من أساسه
او كانت هـ تتأخر 
ميتين سنة كمان علي الاقل،،


في تقديري 
 " إسلام" ابن الزبير
لم يكن  ليصل  الي احترام هذه 
ال" اخبار"
 و ال" قراطيس"

او تشريفها حتي
 بإطلاق اسم  " العلوم" عليها،،
،،،،،

ايه اهم حاجة عملها خالد؟

قاد عملية  "سَك" 
اول عُملة عربية ذهبية
عليها اسم الخليفة
 عبد الملك بن مروان و صورته،،

و دي كانت نقلة جبارة
 في تاريخ العرب
و أسست 
لشرعية جديدة و ملموسة
لم تكن قائمة قبل ذلك،، 

شرعية "سك" العُملة
و اعتراف كل الي 
بيشتروا و يتعاملوا بيها
ب صانعها كحاكم و قائد و إمبراطور،، 

و استلهم في ذلك تراث الرومان 
و شرعية حكامهم المستندة
 الي نفس  فكرة النقش فوق العملة،،

و حتي سنة ٦٥ هـ
الي احنا فيها دي
كان  المسلمين و العرب
بِ يتعاملوا بدراهم و دنانير
رومانية و فارسية
عليها صور للأباطرة بتوعهم،،

و ده كان عيب خطير في الدولة
بس مكنش فيه بدائل تانية،
و محدش  أصلاً اهتم  
بإيجاد بدائل تانية،، 
،،

و كان عبد الملك 
هو اول المتنبهين لخطورة الوضع 
و معناه و قيمته،،

يمكن بحكم كونه في صراع شرعية
مع حاكم تاني ليه سلطة و مهابة،،

بس المهم انه كان اول من امر 
بتوجيه التعليم و الادارة و الموارد 
نحو الاستقلال الحقيقي،،
،،،،،

حتي ابن الزبير قلده
و سك عملة غلبانة
برونزية  علي قد حالها،،

مع ان ده تجديد و تغيير 
و لم يحرص عليه احد 
من الأوائل و السلف،،

بس شرعية الحكم كانت الحافز له
انه يسابق ابن مروان في الحكاية دي،،

،،،،،
فيه حاجة تانية اسمها
تعريب الدواوين

و دي معناها ان الحكومة الي
 كانت لسه شغالة
 باللغات الرومانية و الفارسية،،

اترجمت كل أعمالها 
و بقت بالعربي،،

و ده خلق 
اكبر حركة تعليم و ترجمة 
حتي ذلك التاريخ،،
 
و تم تكوين 
طبقة محترفة من كبار المترجمين
توارثت العلم و الترجمة
 لسنين كثيرة،، 

و بدأ اعتماد العرب علي نفسهم
و توليهم مناصب ادارية
 في جهاز الدولة،،

بدأوا يبقوا موظفين
 بدَوام و مُرَتب،،

و ده حدث استثنائي لناس
 مكنش في حياتهم لغاية الوقت ده
حاجة يعملوها في حياتهم،،

 غير ركوب الناقة و الهجوم بها
 صباحاً 
و ركوب ما ملكت أيمانهم و الصياح فوقها
ليلاً

،،،،،

مع عبد الملك إذن 
انتقل العرب ،

للمدنية بجد
و بدأ إحساسهم بمعني
انهم يتعاملوا مع ناس ميعرفوهمش،،
و يكون فيه "زمالة" و رفقة
غير رفقة القبيلة و مضارب الخيام،،

و هي " زمالة " المكاتب و المراسلات،،

،،،،،،
يا تري ابن الزبير
كان هيقدر يعمل الخطوات الجبارة دي؟

هل أبدي قدرات او ملكات 
ادارية و أستنباطية و تحليلية
تستشف منها التغيير و التطوير؟؟
الي نجح فيه ابن مروان؟؟

تابعونا في حكاية الاثنين المشوقة جداً دي 
و شوفوا ايه حصل
و الحكم ليكم

تابعونا،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق