دينار ذهبي عليه صورة الخليفة عبد الملك
الجُزء السادس
مين هو عبد الملك بن مروان
سليل بيت عريق
في الحسب و النسب،،
و اهل حكم و دراية و ولاية
امه و ابوه عرب أصلاء من الامويين
و زوجاته كثيرات
و منهن عاتكة ابنة يزيد زي ما ذكرنا،،
كان من النابهين في العلم و القراءة
و الشعر و الكتابة و البحث
كان ابن ارستقراطي مثالي،،
مش بتاع مسخرة و لعب و تهريج،
لا ،
بتاع شغل و جد و تقدير للمسئولية،،
كان حليما كمعاوية
فكان يقول للناس:
اننا نحتمل لكم كل اللغوبة
الا رفع الرايات
او القفز علي المنابر..
يعني الي عايز يقول حاجة يقولها
إنما تعمل جيش و تكسر الطاعة
و تنادي بإمام تاني غيرنا؟؟
ملكش دية عندنا،،،
،،،،،
و كان عالما بالدين
قريبا من درجة معاوية،
يناظر الفقهاء
و يحضر نقاشهم،،
و لم يكن يخاف التجديد او التغيير
و لم يكن إمعة للفقهاء
يديرونه يميناً يسارا
ده صح و ده غلط،،
،،،،،،
كان حافظا لأحوال العرب و ايامهم
و يحضر الحوارات الشعرية بثقة
و يتجاوز اهل هذا العلم بتمكن،،
،،،،
و الأهم في رأيي بقي
كان متمدناً متحضراً
تقبل حضارة البيزنطيين!!
و تمثلها سريعاً و سرعان
ما أدلي بنصيب العرب فيها!!
قبله كان العرب
ضيوفا علي الحضارة الحديثة
و منذ بداية عهده
دخلوا فيها و تناولوها
و نافسوا اهل البلاد فيها،؟
و اصبح هناك "علماء"
عرب و مسلمون
في علوم الحياة و الدنيا،،
و أصبحت هذه
الدراسات و ال" علوم"
محل تقدير و احترام و دراسة
قبل عبد الملك،
كان "العلم" هو فقط
دراسة القرآن و الحديث و الشعر،،
و بعده
أصبح تعلم صنعة الكيمياء
و الجبر و الفلك و الطب،
" علوما" تستحق التعب و الدراسة،،
لان كل هذه ال" علوم"
كانت حتي وقتها
محاطة بالريبة و الشك و القلق،،
من أصولها الغير نقية
و التي لم يقل او يأمر بها،،
او يفعلها،
أحد من الصحابة
او من التابعين،،
،،،
أتي عبد الملك
و تبني هذه العلوم
و اثني علي أصحابها
و رقاهم و رفعهم،،
و بدأت في عهده
حركة الترجمة الأولي
و نقل " علوم " الحضارات القديمة
الي العربية و تشرب أصولها
داخل الثقافة الاسلامية،،
اذا كنت سمعت حد بيمدح
في علماء و " حضارة" المسلمين
زي الرازي و ابن حيان
و ابن سينا و الفارابي و غيرهم،،
فاعلم جيداً ان "إسلام" ابن مروان
و فقهه و عدم خوفه من هذه العلوم
هو ما أدي لهذه الحضارة،،
الموضوع مكنش واضح خالص
زي مانت متخيل كده،،
ان ال" إسلام"
ممكن ياخد و يقلد و يستنبط
من اهل الديانات الاخري!!!
ابن مروان كان هو "الاسلام "
الذي لا يخاف من الأجنبي،،
و الذي يتغير و يتطور و يتجدد
و يتشكل حسب بيئته و زمنه
و يعرف ان هناك دائماً جديد
و لا بد لل جِدِ في أثره،،
ابن الزبير بقي
كان هو " الاسلام"
النقي الخام الاول البكر في مهده،،
يأنف من الاختلاط بأي غريب
و لا يري في الأغراب نداً
يمكن ان يتعلم منهم اي شئ،،
ابن مروان هو التقدمي اليساري
و ابن الزبير هو المحافظ اليميني،،
و لم تكن الارض لتقبل بوجودهما
في نفس الوقت،،
إما التقدمي و بتاع التغيير
يكسب و يمشي كلامه،،
و إما المُحافظ الي عايز الحاجات
الأصيلة و الراسخة تظل هي الأساس
يخلي كل الناس زيه،،
و لذلك و بطبيعة الحال
فاز التقدمي في الواقع نهاية الامر
و أقام دولته الجديدة،،
و ظل المُحافظ مسيطراً
علي أرواح الناس و قلوبهم
رغم هزيمته القاسية،،،
،،،،،،
فيه اعتقاد شائع ان "المأمون " هو
رائد الحضارة الاسلامية
المتقدمة المتنورة المتطورة،،
بس الحقيقة
هو صحيح عَلَم كبير
في الحركة دي،،
إنما الرائد الاول الحقيقي
هو ابن مروان!!
بما فعل و جدد و غير
و كسر من ثوابت و أساسيات
و خطا بخطوات اولي واثقة
في طريق الحضارة و المدنية!!
،،،،
زَوَج ابنته عائشة ل ابن عمه
المخلوع من ولاية العرش
خالد بن يزيد!!
و خالد ده كان هو ذراعه اليمين
في حركة التعريب و التطوير
و كان اكبر علماء عصره
في "علوم"
الدنيا و الكيمياء،،،
قبل خالد بن يزيد ده
مفيش اي واحد عربي او مسلم
كان له اهتمام،،
بتعلم صنعة الأعاجم
و لم تكن كلمة" العلم"
تطلق علي صنائع العلوچ دي،،
و بعده
بدأ الناس في التوافد ببطء،،
جابر بن حيان
و بعده الكِندي
و بعد٢٥٠ سنة من الهجرة
يعني بعد حوالي اربع اجيال
من عصر ابن مروان و ابن يزيد ده،،
تكاثر و استفحل
ما تعرفه في التاريخ
ب " العلماء المسلمون"،،
لولا المسمار الاول
الي هما الاتنين دقوه
- عبد الملك و خالد-
مكنش الحضارة دي كلها
حصلت من أساسه
او كانت هـ تتأخر
ميتين سنة كمان علي الاقل،،
في تقديري
" إسلام" ابن الزبير
لم يكن ليصل الي احترام هذه
ال" اخبار"
و ال" قراطيس"
او تشريفها حتي
بإطلاق اسم " العلوم" عليها،،
،،،،،
ايه اهم حاجة عملها خالد؟
قاد عملية "سَك"
اول عُملة عربية ذهبية
عليها اسم الخليفة
عبد الملك بن مروان و صورته،،
و دي كانت نقلة جبارة
في تاريخ العرب
و أسست
لشرعية جديدة و ملموسة
لم تكن قائمة قبل ذلك،،
شرعية "سك" العُملة
و اعتراف كل الي
بيشتروا و يتعاملوا بيها
ب صانعها كحاكم و قائد و إمبراطور،،
و استلهم في ذلك تراث الرومان
و شرعية حكامهم المستندة
الي نفس فكرة النقش فوق العملة،،
و حتي سنة ٦٥ هـ
الي احنا فيها دي
كان المسلمين و العرب
بِ يتعاملوا بدراهم و دنانير
رومانية و فارسية
عليها صور للأباطرة بتوعهم،،
و ده كان عيب خطير في الدولة
بس مكنش فيه بدائل تانية،
و محدش أصلاً اهتم
بإيجاد بدائل تانية،،
،،
و كان عبد الملك
هو اول المتنبهين لخطورة الوضع
و معناه و قيمته،،
يمكن بحكم كونه في صراع شرعية
مع حاكم تاني ليه سلطة و مهابة،،
بس المهم انه كان اول من امر
بتوجيه التعليم و الادارة و الموارد
نحو الاستقلال الحقيقي،،
،،،،،
حتي ابن الزبير قلده
و سك عملة غلبانة
برونزية علي قد حالها،،
مع ان ده تجديد و تغيير
و لم يحرص عليه احد
من الأوائل و السلف،،
بس شرعية الحكم كانت الحافز له
انه يسابق ابن مروان في الحكاية دي،،
،،،،،
فيه حاجة تانية اسمها
تعريب الدواوين
و دي معناها ان الحكومة الي
كانت لسه شغالة
باللغات الرومانية و الفارسية،،
اترجمت كل أعمالها
و بقت بالعربي،،
و ده خلق
اكبر حركة تعليم و ترجمة
حتي ذلك التاريخ،،
و تم تكوين
طبقة محترفة من كبار المترجمين
توارثت العلم و الترجمة
لسنين كثيرة،،
و بدأ اعتماد العرب علي نفسهم
و توليهم مناصب ادارية
في جهاز الدولة،،
بدأوا يبقوا موظفين
بدَوام و مُرَتب،،
و ده حدث استثنائي لناس
مكنش في حياتهم لغاية الوقت ده
حاجة يعملوها في حياتهم،،
غير ركوب الناقة و الهجوم بها
صباحاً
و ركوب ما ملكت أيمانهم و الصياح فوقها
ليلاً
،،،،،
مع عبد الملك إذن
انتقل العرب ،
للمدنية بجد
و بدأ إحساسهم بمعني
انهم يتعاملوا مع ناس ميعرفوهمش،،
و يكون فيه "زمالة" و رفقة
غير رفقة القبيلة و مضارب الخيام،،
و هي " زمالة " المكاتب و المراسلات،،
،،،،،،
يا تري ابن الزبير
كان هيقدر يعمل الخطوات الجبارة دي؟
هل أبدي قدرات او ملكات
ادارية و أستنباطية و تحليلية
تستشف منها التغيير و التطوير؟؟
الي نجح فيه ابن مروان؟؟
تابعونا في حكاية الاثنين المشوقة جداً دي
و شوفوا ايه حصل
و الحكم ليكم
تابعونا،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق