الجمعة، 29 أبريل 2016

ابْن الزُبَيْر و ابْن مَرَوَانْ






الجُزء ٢٢

طبعاً استمرار وجود
 الخليفة ابن الزبير
علي قيد الحياة،، 
و مستولياً علي الحرم المَكي
بقي ملوش لازمة خالص،،،

هل كان بيمنع الناس من اهل الشام
انهم يحجوا للحرم
 الا بعد مبايعته بالخلافة!!؟؟

فيه حكايات عن كده،،

و فيه كلام انه كان وجوده في مكة
قائماً مصلياً بالناس في الحرم
يخطب فيهم و يرون فيه القدوة و الجلال،،

كل ده كان بيأثر في نفوس
مسلمي الشام
الي بيحجوا لمكة،،

و ده خلي عبد الملك يمنع
الناس انها تحج من الشام!!
و اكيد دي كانت مشكلة كبيرة
في شرعيته و قوة خلافته ،،

ازاي تبقي خليفة المسلمين
و انت مش عارف تحج
او تقدر تحمي و تُساعد 
 الناس الي رايحة تحج؟؟

و لكل الأسباب دي
كان لازم القضاء
 علي الجيب المقاوم الأخير ده،،

و طبعاً
اذا كان زفر رضي بالتسليم،،
و مُصعب كان مقتنع بالتسليم
بس عصبيته و شرفه منعوه،،

ف الخليفة عبدالله بن الزبير بقي
لا يمكن اطلاقاً
انه يرضي بالسلام او التسليم،،

يموت مدافعاً عن مركزه الهش ده
و لا إنه لحظة واحدة
 يبايع او يستسلم
ل عبد الملك و الامويين،،،

،،،،
الحجاج و طارق بن عمرو
راحوا بالجيش الي معاهم
"الحرس الإمبراطوري "

طارق ده علي فكرة
" مولي " ل الخليفة عثمان بن عفان
و ده معناه انه عبد او لقيط
او شريد او ضائع او منبوذ 
او من مغانم الحروب،، 

و عثمان رباه في بيته
و أعتقه ان كان عبداً
او وصله و أكرمه 
ان كان شريداً منبوذاً،،

و ال" موالي" دول 
الي هما ناس معاهم "إقامة"
بس  مش معاهم جنسية
حاجة كده زي green card
او permanent residency

كان بدأ نجمهم يلمع 
في الفترة دي،،

و احتلوا كتير من الأماكن المهمة
في مفاصل الدولة شوية شوية
من تحت لفوق،،،

و بعد كده وصل الامر 
ان كل الخلفاء العباسيين  تقريبا
من المأمون و انت طالع 
كانت أمهاتهم في الأصل  "جواري"،، 

و دول المقابل المؤنث لل" موالي"
لانهن بعد ما كُن
 بيخلفوا الملوك و الأمراء،،
 
مبيبقوش عبيد او إماء خلاص
و ب يبقي مقامهن
 مقام" أم الخليفة"
الي ممكن تكون
 وصية علي العرش احيانا!!!

و بكده ابناء البلاد المفتوحة
 المهزومين المقهورين
"العُلوچ "يعني،،،

اخذوا بثأرهم و انتقامهم
 من العرب الفاتحين،،
بأنهم تملكوا الامبراطورية 
في هيئة أحفادهم
الخلفاء و الأمراء و القادة،،
،،،،،،

وصل الجيش لمكة
و كلاكيت تاني مرة
حصار و تقفيل المخارج و المداخل،،
و نصب المنجنيق
و ضرب الناس المُحاصرين 
من جيش ابن الزبير،،،

بس المرة دي بقي
القائد هو الداهية الأعظم
الحجاج بن يوسف الثقفي،،، 

و ده تقريبا 
يعتبر آخر الدُهاة العرب الكبار:
معاوية، 
عمرو بن العاص،،
المغيرة بن شعبة،، 
زياد بن أبيه،،

كل الناس ال" صايعة" دي،
ولاد البلد الي ايديهم في السوق
اصحاب الفراسة و الحكمة 
الي اتعلموها في  الشارع،،

الي فاهمين الناس و عارفين 
نفوسهم دواخلهم القبيحة
و بيعرفوا من أين تؤكل الكتف،،

العيال المِخَلَصة 
و في نفس الوقت
دماغهم كبيرة و راسية،،
،،،،،

بس هو كان  بيتفوق عن اغلبهم
بانه فقيه و شيخ و حافظ للقرآن!!

و عشان كده
مكنش بيتهز
 قدام المشايخ او الفقهاء،،

و عارف لهم 
خباياهم و نقاط ضعفهم،،
و مش شايف لهم أفضلية عليه،،

و مش زي ابن حُصين 
الي كان بيحارب و يحاصر 
ابن الزبير بدافع الولاء لقائده
الخليفة يزيد،، 

و  لما مات يزيد،،
نزل ابن حُصين ده
 يكلم ابن الزبير
و يقوله تعالي نبايعك خليفة!!!
،،،،
لااا
الحجاج حاجة تانية

بيحارب ب غِل و قسوة
و شايف ابن الزبير،، 
عدو و مخرب 
و "مُلحد" بالكعبة
و خارج علي طاعة أمير المؤمنين،،

الحجاج شايف ابن الزبير
في شره و ضرره،،

بالظبط زي  
ما المُهلب شايف 
زعيم الخوارج "ابن الفُجاءة" !!!!

،،،،،
و ده خلاه ينجح
في مهمته دي نجاح باهر،،

حاصر البلد و منع عنها
 الأكل و الشرب،،

و في نفس الوقت 
قال اي حد يخرج 
و يسيب ابن الزبير
له العفو و السماح،،،

،،،
جه موسم الحج
و طلب اهل مكة من الحجاج
انه يوقف الضرب!!!

و فعلا وقف الضرب
و اول ما الموسم خلص،
نادي المنادي،
من بُكره الضرب راجع
الي كان بيحج
يروح بلده خلاص!!!

،،،،

ضربت الصواعق 
بعض الرجال من جيش الحجاج
و دول واضح انهم كانوا
 قرب قمم الجبال!!!

قام الجيش الشامي اتخض
و الناس شافت ده عقاب الهي
و صواعق ترميها الملائكة
علي مُحاصري الكعبة!!!

الحجاج وقف فيهم
و زعق و قال
دي صواعق الحجاز و جباله،،

و انا من الطائف و جبالها
و ياما شفنا صواعق زي كده،،
ملهاش دعوة باي حاجة!
 
"دي مظاهر طبيعية يا جماعة"
،،،

اثبتوا أنتم علي طاعة الخليفة
و دول ناس خوارج 
و ربنا معاكم مش معاهم!!

و هَدَي الناس بتوعه،،
،،،

قام تاني يوم
الصواعق ضربت 
ناس من جيش ابن الزبير!!

الحجاج قال لرجالته
 مش قلتلكم؟
جالكم كلامي؟؟

الناس كبروا و هللوا
و قويَت همتهم و عزيمتهم،،،
،،،،


أنصار ابن الزبير
انخفض عددهم
و المقربين منه سابوه ،،

حتي حمزة ابنه!
الواد البايظ
 الي ولاه علي البصرة،،
و الناس خلعوه
و اخد فلوس بيت المال معاه،،
و أحرج ابوه و عَرُّه

خرج مع الخارجين
و ساب ابوه لمصيره!!!

هي دي الخِلفة الي تجيب العار،،
،،،،
خلاص
النهاية اقتربت 
من  ابن الزبير،،

الحصار قوي و شديد
و الانصار تبخروا،،

حتي الأهل و الأولاد 
سابوه لمصيره،،

،،
دخل علي أمه 
أسماء بنت ابي بكر
و هي وقتها في الثمانين او التسعين،،

و سألها عن رأيها
انه يستسلم و خلاص؟

قالتله إياك 
انت علي الحق 
و هما علي الباطل،،

و انت صاحب أصل كريم و شريف،،
و مينفعش تستسلم
 لأمثال الحرافيش دول،،

قالها بس يمكن 
بعد ما يقتلوني
يمثلوا بجثتي!!!

" تقريبا فاكر  مصير 
اخوه عمرو الي صلبه بعد ما مات"

قالتله و لا يهمك
" ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها"!!!!

هي موتة و لا اكتر يعني؟؟
،،،،

حوار غريب و صادم
 علي عدة درجات،،

هو لو بيودع أمه العجوز
ليه يفزعها بالكلام ده؟؟

لو متردد  في قراره 
ياخد رأيها ليه؟
هو من أمتي خد رأيها في حاجة؟؟

لو خايف من مصير جثته
و المهانة و الخزي
الي هيتعرض له بعد الموت،،
" و دي حاجة مهمة زي الميراث كده"

طيب ليه دخل اصلاً المجال ده ؟؟؟

الي بِ يدخلوا الحروب علي العروش
لازم يبقوا وحوش كده و قلوبهم ميتة،،

زي ما قتلت ناس و ذبحتهم
اكيد هييجي يوم و حد يدبحك!!!
انت او اولادك،،

دي قاعدة عارفها اي واحد
داخل في حروب المُلك،،
،،،،

باقي الحوار
انهم ودعوا بعض
و خلته يقلع الدرع الي لابسه!!!
و يروح لمصيره المحتوم،،
،،،

اليكم جزء من الحوار ده

"فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر
 ولا عمدًا بفاحشة
 ولم يَجِر في حكم الله عز وجل،،
 ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد
 ولم يبلغني ظلم من عمالي 
فرضيت به بل أنكرته"

طبعا واضح من كلامه
انه راضي كل الرضا
عن المصايب الي عملها
الوُلاة بتوعه؟؟؟

و أنتم شفتم كوارثهم،، 
،،،،

او إنه مُغيب 
و عايش في دنيا تانية
حاجة زي الدراويش كده!!!
،،،،

هو بس فيه حاجة مهمة،،

زوجة المختار
الي أتقتلت
 و هي كل ذنبها
انها مش عايزة تكذب 
في سيرة زوجها!!!!

دي مش فاحشة 
و ظلم و جبروت 
يا مولانا الخليفة؟؟

،،
واضح ان الكلام
 له معاني مختلفة
عند الناس الي بيقولوه،،

اكيد هو شايف ان ده
عدل و قصاص و إحقاق للحق
و تطبيق لشرع الله!!!
،،،،

في الآخر،
 الحصار اشتد جداً
و هو نوي الخروج وحيدا تقريباً
مع من تبقي من رجاله،،

تقريبا مكنش فاضل 
غير ابن مطيع
" فاكرينه و حكاية الفار و الغراب"

و عبد الله بن صفوان بن امية
السيد القرشي الكبير،،

و ولد من اولاده
كان محترم و وفي لأبوه ،،
قاله عبد الله:
 روح الحق اخواتك
انا عايز لك الحياة و الخير،،

بس الولد لزق فيه 
و صمم يقعد مع ابوه
و مات بجواره،
،،،،

دخل الجيش الشامي
مكة نفسها،،
و حاصر جميع مداخل 
و مخارج الكعبة،،

و تقدموا و هم يهزون الارض
بأقدامهم و عديدهم،،

ابن الزبير
يضرب يميناً و يسارا 
و الناس بتتحاشي الصدام معاه،،
وهو بيضرب و يقتل، 

مرة واحدة
ضرب راسه حجر كبير،
نزل الدم من تحت الخوذة،،
غطي عينيه و رأسه،،،
نزل علي ركبته،،،، 
و وقع علي وشه،،،،

هلل جيش عبد الملك 
و ضرب باقي الجنود 
الجسد الطريح
و أجهزوا عليه،،

و كالعادة
قطعوا رأسه
و أخذوها بفرحة للحجاج،،

الذي سجد لله شكراً
و بعث بالرأس ل عبد الملك،،
،،،

قُتل ابن مطيع،، 
و هو يهتف انه 
مش هيجري المرة دي
زي ما هرب ساعة موقعة الحرة!!!

و معه ابن صفوان،
و قيل أنه قُتل متعلقاً 
بأستار الكعبة!!!
،،،،
و بكده انتهت خلافة ابن الزبير
بشكل رسمي
استمرت من سنة ٦٥ هـ
حتي ٧٣ هـ

 كانت ثورة
 ادعت الكفاح ضد الظلم
و تخليص الناس من الطغاة،،

و انتهت بأن رحب الناس 
بنهايتها و خلاصهم منها،،
و لم يتبرع احد
 بالدفاع عن الخليفة ابن الزبير
في نهايته الحزينة
،،،،

تابعونا،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق