الجزء. ١١
وصلنا للتحكيم و الهدنة
و رجوع كل جيش لأهله و ناسه،،،
طيب ايه الي حصل كنتيجة مباشرة لموقعة
" صفين"
خسائر مهولة و شنيعة في الأرواح
تتعدي الخمسين الف في بعض التقديرات،،،
كانت معركة لم يرَ المسلمون اصعب منها،
منذ وفاة الرسول،،،
و الحقيقة انها أجهزت علي البقية الباقية،،،
من عقل و روح الناس
فصاروا بعدها
يعيشون اليوم بيومه،،،
و طلقوا السياسة و قَرفها،،،
و عرفوا ان الخصومة و الحروب الأهلية
قبيحة و غالباً ملهاش نتيجة
غير خسارة الجميع
بشكل او بآخر،،،
هتقولي طيب ما القبائل
كانت بتحارب بعضها قبل الاسلام،،
و ياما قتلوا في بعض،،
هقولك انهم عمرهم ما مات منهم
في الحروب دي
كل الناس دي
في زمن قليل بالاسابيع كده،،،
حتي لم يعد في كل قبيلة الا نواح و صراخ
و يتامي و أرامل
و بيوت مخروبة
و أرحام مقطوعة،،،
زمان كان القبيلة
تدخل حرب بين عشرين او تلاتين
بالكتير خالص مية ميتين
من كل طرف
الي بيموت لها تلاتة- أربعة كده
هوووب ستووووب ،،،
و يقوموا يعملولهم
قصيدة كبيرة كده
و يبقوا يقعدوا يتفاخرون بشجاعتهم
و دفاعهم
عن قبيلتهم و شرفهم و معيزهم و إبِلهم،،
"الذود عن الحِياض"،،،
و هو البدوي العربي ايه
غير انه يموت
و هو بيَذود عن الحِياض يا جدع،،
بعد الاسلام ،،
بقي الموت
في الجهاد و ابتغاء الجنة،،
مبرر اكبر للقتال ،،
و بقي اعتبار الخصوم كفار انجاس،،
داعي لحماس منقطع النظير في القتال،،
يا قاتل يا مقتول،،
قبل كده كانت القبائل
قلما تحارب حرب إبادة ،،
كام واحد يقعوا،،
و الباقيين يهربوا،،
و الكسبان مبروك،،
و الخسران بكره يكسب،،،
الحروب الصِفْرية زي
" الجمل "
و
" صفين"
و ما تلاهما في الحروب الاهلية
المسلمة- مسلمة
دي
الي فيها النصر او الشهادة
هما الاحتمالين الوحيدين
كانت جديدة عليهم،،،
مفيش مجال للتراجع اطلاقا،،
كان الأسلوب ده فعال
لما يحاربوا خصومهم
من غير العرب،،،
او من العرب الغير مسلمين،،،
و تأكيد لكده
اكتر ناس أتعبوا المسلمين في حروب الردة
و كانت حربهم طاحنة للطرفين،،
كانوا
"بنو حَنيفة،،
عرب من
" نجد "
في منطقة قُرب "الرياض "الحالية كده،،،
بدو أشداء،،
و كانوا ساعتها زي المسلمين
بيحاربوا عن "عقيدة دينية"
و عندهم "نبي" ،،،،
هو الشهير" بمسيلمة الكذاب"
و قُتِلَ في الحرب دي بالذات
كتييير من ابطال الصحابة
و حُفاظ القرآن،،،
و ممكن الحرب دي تخليها
علي جنب كده لوحدها
في حروب الردة ،،
الي اغلبها خلص باستسلام سريع
بمجرد مقتل كام واحد
من كل قبيلة حاربها المسلمين،،
معركة " اليمامة" ضد بني حنيفة دي،،
ممكن تيجي
في المرتبة التالتة او الرابعة بعد
موقعتي صفين و الجمل،،
من حيث الفظاعة و كثرة القتلي من الجانبين
و مخلصتش الحرب دي
الا بمقتل مُسَيلمة شخصياً،،
و هنا بس ،،
استسلم رجال قبيلته و كفوا السلاح،،
فاكر لما "الجمل " انضرب و وقع،،
فكف محاربو جيش حلف مكة و استسلموا،،،
غير كده ،،
كان القتل ممكن يفضل شغال حتي آخر
راجل واقف لوحده وسط القتلي،،،
،،،،،،
ليه بنقول الكلام ده؟؟
لان معركة صفين دي
اول معركة يخوضها المسلمون
و تنتهي بهُدنة،،،
مفيش المبدأ ده في فقه الحروب،،
النصر او الشهادة،،
معروفة ،، مش كده؟؟
فين بقي الهدنة دي؟؟؟
،،،،
طبعاً فاكرين حكاية صُلح الحديبية
او الهدنة بين المسلمين و قريش
الي مش فاكر نفكره،،،
المسلمين كانوا خارجين بجيش كبير
و رايحين مكة
و نية الخروج هي الحج او القتال ،،،
و تمت البيعة تحت الشجرة
علي ذلك مع الرسول،،
فلما المسلمين لقوا الرسول
بيوقع هُدنة وصُلح،،
اتلخبطوا و اتجننوا ،،،
و ذهبت وجوههم عن وجه النبي،،
و النبي حس منهم بالإنكار و المعارضة،،
حتي انهم سألوه مش احنا علي حق؟؟
و جيش ربنا في الارض؟؟
ليه نقبل الدَنية؟؟
ليه نبعد عن الحرب ؟؟؟
هي مش كويسة في الحالتين ؟؟
كسبنا بقي معانا غنائم و سبايا
مُتنا،، ندخل الجنة و ميت فُل ،،،
و كانت فترة موحِشة
من الجفاء بينهم و بينه،،،
،،،،
ضرورات المرحلة
و فقه الواقع
و الحتمية المنطقية
و الحلول الوسط،،
كانت صعبة علي الفهم
و استلزم الامر
نبياً و رسولا و وحياً يتنزل
لكي يستوعبوا الامر،،،
،،،،،،،
ارجع بقي لموقفنا المشابه مع عَلِي
بعد ما اغلب الناس
بقت عارفة ان مفيش حرب مقدسة
و ان مفيش فئة باغية و فئة مؤمنة ،،
و ان الموضوع حرب كراسي
و مناصب في الآخر،
و اختاروا الصلح و الهدنة،،
فِضِل الجماعة
الي معندهمش حلول وسط،،،
لسه عايشين اللحظة الإلهية
الي فيها الحق هيكسب و يسود،،
و الفئة الباغية
تتعاقب وتفئ الي أمر الله
علي يد الفئة المؤمنة ،،
حُكم الله يا جماعة،،
و في نفس الوقت هما ممكن يفوزوا بالجنة
او بالغنائم أيهما يكون من نصيبهم ،،
الناس دول بقي
مش ممكن تقنعهم
باي حاجة تخالف
انهم جنود الله في الارض
بيطبقوا حكمه و قانونه الصارم،،
مبقاش فيه وحي
او تنزيل سماوي
يخليهم يسكتوا
و يطيعوا بدون نقاش،،
و هما كانوا
مع عَلِي من الاول
لأنهم شايفين انه
بيطبق الوحي و الشريعة صح،،
و خصومه بالتبعية هما
" الفئات الباغية"
فلما هو كمان
عمل حاجة فيها مخالفة للنَص
و صالَح الفئة الباغية!!؟
هنا كانت صدمتهم اكبر و اعظم
" حتي انت يا بروتس،،"
بعضهم رفض الهدنة
و انطلق لوحده
يقاتل جيش معاوية
في مشهد مأساوي
تراچيدي ملئ بالسٰخرية
و اتفرتك طبعاً،،
و بعضهم
كان عايز يقتل الأشعث بن قيس
لأنهم شافوه سبب المصيبة دي،،
و كلهم تصاعدت صيحتهم
بالعبارة الشهيرة:
" ان الحكم الا لله"
و كان رأيهم ان كل الأشكال
دي ناس ضالة او كفرة
لأنهم لا يُحٓكمون الله؟؟!!
دول مين الي ضالِين يا ولاد؟
الصحابة و التابعين
مين الكفار قلتلي؟؟
عَلِي و معاوية و رجالهما،،،
ليه؟؟
مبيحكموش بأمر الله،،،،،
يعني الدنيا لَفِت لَفِت
و بقي عَلِي
هو الي مبيحكمش بأمر الله،،،،،
يعني المشكلة مكنتش في عثمان بقي؟؟
،،،،،،
مش بس كده
ده ممكن عَلِّي عندهم
يعتبر
اقرب للكفر من الاسلام،،
لانه ليس عنده حجة
تبرر جحده لحكم الله
ممكن يعذروا واحد كافر فعلا
و ميعرفش حاجة عن الدين
آه نعذره،،،،،
إنما أمثال عَلِي دول
أضل سبيلاً و بئس المصير،،،،
،،،،
فأصبح عندهم
الجاهل الكافر دمه حرام
حتي يسمع كلام الله،،،
و اصبح جمهور المسلمين
دمهم مباحاً
لأنهم عرفوا الحق و جحدوه
،،،،
دول نواة الخوارج الأولي
الثائرون أبداً
الناقمون علي المجتمع الكافر
الغبي المتخلف الفاقد للحماس
المجتمع الي
مفيش منه أمل و لا رجاء،،
بينما فرسان الحق دول
هما الشباب و الرجال،
المخلصي النية،
المجتهدين في اتباع الدين بدقة شديدة،
الملتزمين السنة و القرآن بحَرفية عمياء،
الحافظين لكتاب الله،
القائمين الليل للعبادة،
المدافعين عن دين الله ضد اعدائه،
الواهببين أرواحهم
درعاً و فداءً لرسالة محمد،
الزاهدين في عرض الدنيا،
المبتغين لقاء وجه الله
،،،،،
الله،
طيب ماهم الخوارج كويسين قوي،،
و الله لو شايف
ان تكفير كل المسلمين
و غصبهم علي اتباع
سبيل واحد في الدين
و عدم التهاون في ذلك قيد أنملة
كل ده حاجة كويسة،،،،
يبقي هما أحسن ناس في الدنيا
،،،،
احنا نطبق الشريعة
و نتبع القرآن و السنة
و نطبق حكم الله
و نبعد عن الشبهات
و الي يعارضنا
يبقي كافر عدو الله
و قتله حلال الله اكبر،،،،،
و المسلمين دول كلهم مش مسلمين
دول جهلة علي أحسن تقدير
و كفار معاندين جاحدين في أغلبهم،،،،
،،،،،،
اذا كان الكلام ده
فيه حاجات لسه سامعها
أمبارح من شيخ الزاوية
او شريط الكاسيت او الانترنت
فأنت بتواجه كلام بقاله ١٤٠٠ سنة بس
لم يتغير الا في هنات بسيطة،،
،،،،،،
الخوارج نفسهم بقي
أنكروا ان
"الخليفة من قريش"
و أنكروا أو أولوا الأحاديث الي بتقول كده،،
- طبعا في دي هما شغلوا مخهم
و لم يكونوا متبعين بالحرف و المليمتر -
لأنهم شافوا قريش دي
ضارب فيها السوس
أحسن ما فيهم عَلِي،
طلع نصاب و مفرط
و مبيحكمش بأمر الله
" و من لم يحكم بما أنزل الله
فأولئك هم الكافرون"
شفت ازاي سهلة خالص،،،
عَلِي و قريش
و معاوية و الكوفة و الشام
و كل من رضي عن الهدنة و التحكيم،،،،
أولئك هم الكافرون،،،،
،،،،
و من هنا
بقي مرتكب" الكبيرة"
اي ذنب كبير يعني،
أو لم يحكم بأمر الله،
أو لم يتبع امر الله،
أو اتبع الحكام الكفار المعطلين لحكم الله
فهو كافر،،،
،،،،،
يعني باختصار
هما بس المسلمين الصح
و بيجاهدوا لنشر دين الله الحق
وسط الكفار الي اسمهم مسلمين
بالعافية او بالذوق،،،،
،،،،،،
هو ان جيت للحق
الخوارج
هما اكثر الناس دي نقاءً و إخلاصا،،
بس هما متقمصين
شخصية الصحابة الأوائل
الي كان النبي يقولهم يمين او شمال
يبقي هو الصح ،
بدون النظر لأي اعتبارات اخري،،
و مهمة نشر الدين الحق
تقع علي عاتقهم بشدة
و الدفاع عن دين الله بجد و بحق وحقيقي،،،،،
بس فيه مشكلة كبيرة جداً عندهم،،
فين الوحي الي بينزل علي النبي؟؟
لان الوحي كان بيحل كل مشكلة علي حدة
و بخصوصيتها و تفاصيلها بس،،،
اما كل ما تسمعه عن تطبيق شرع الله
و اتباع القرآن و السنة،،،،
فهو حماس لنسخة معينة
مما تراه اي جماعة هو
"الدين الحق"
و رأيهم و تفسيرهم
و كلام شيوخهم في تفسير
"الحق" ده،،،،
انا شايف
ان اي تفسيرات زيهم كده
هي محض افتئات علي الله
و كلام علي لسانه
و تأويل و تفكير
و استخدام لألاعيب اللغة و المنطق
في ادعاء
" الحكم بما أنزل الله"
،،،،،،
من لم يفهم تاريخه
لم يفهم حاضره،،،،،
فاعتبروا يا أولي الألباب ،،،،
آه
و. تابعونا،،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق