الجزء الثامن
بعد ما انتهت المعركة،،،،
بسقوط الجمل
و انسحاب المقاتلين من حوله
دخل محمد بن ابي بكر
علي اخته عائِشة
و طمأنها بالخير و السلامة
و ذهب بها الي احد بيوت البصرة،،،،
و تصالح معها الامام عَلِي،،،،
و رفض التقليل من شانها
او التحقير من أمرها
و عاقب من فعل ذلك
و دفن كل قتلي المعركة سواء،،،،،
و صلي عليهم كلهم
و سامح من بقي من الجيش المهزوم،،،،
و سعي لمداواة الجروح
الناجمة عن المعركة
و لم يرض
بتقسيم أموال او غنائم الحرب
علي جيشه،،،،
بل جمع كل الغنائم
من ارض المعركة
و نادي بأن
من له شئ فيها فليأخذه
و أفتي بأن كل المقاتلين
جزاءؤهم عند ربهم خير،،،،
ما داموا قد خرجوا
بنية نصرة الدين و الدفاع عن الحق
يستوي في ذلك
جيشه و جيش المهزومين...
طبعاً دي حاجة حلوة جداً
بس كتير من أنصاره
قالوا هو ازاي يحلل لينا قتلهم
- دماءهم يعني ؟-
و يحرم علينا فلوسهم
- الغنائم و الاسلاب-
،،،،،،
الثقافة كانت غالبا
ثقافة الاستحلال
دم و مال و عِرض وذُرية
One package
،،،،،،،
بعد ما استقر في البصرة بعد المعركة،
قسم المال الموجود
في بيت المال علي كل أهل البلد،،،،
و كانت عادته دائماً
ألا يُبقي في بيت المال درهماً..
فكلما أتت الأموال من خراج او غنائم،،،،
دعا الناس و وزعها كلها
ثم يكنس بيت المال
و يصلي ركعتين فيه،،،،،
متأسيا في ذلك بالنبي الكريم
في توزيع الأموال وعدم إبقائها
الحكاية دي شكلها كويس جداً طبعا...
و بتخلي النفوس البدوية هادية
و تمنع الحسد و التنافس علي المال
،،،،
بس طبعاً مش مناسبة...
لإدارة دولة و امبراطورية كبيرة
فين الميزانية
و فين العطايا...
و فين أجور الموظفين
و فين الاحتياطي
الي تصرف بيه علي المعارك...
معاوية كان عارف كده كويس
لانه ورث حضارة
و امبراطورية راسخة في الشام،،،
و مشي زي ما كانوا ماشيين
و عشان كده
كان دايماً عنده فلوس و أموال،،
يصرف منها علي تأليف الخصوم
و تجميع الجيش
و بناء القصور
و تسيير أمور الدولة،،
دي كانت حاجة مهمة جدا
و لعبت دور مهم
في الهزيمة النهائية للامام عَلِي،،،
الي كان لسه عايش
في زمن البداوة و البساطة الاول
بينما معاوية ،،،،،
كان مشي خطوات
في طريق المُلك و الامبراطورية
الأكثر منطقية لظروف و معطيات عصره،،
و الحقيقة
ان استمرار نظام حكم
الملكية او الامبراطورية
لألاف السنين ،،
هو دليل نجاحهم و مناسبتهه
للحياة و الناس،،
رغم عيوبه طبعا،،
و انهيار نظام " الخلافة"
الاشتراكي في اقتصاده
و الشفاف في أسلوب حكمه
و البسيط في قواعد السلطة و تداولها،،،
في سنين قليلة
و تحوله لملكية مُقَنعة
بسرعة شديدة
زي مانتوا شايفين،،
هو حقيقة تثبت
بما يصعب الجدال فيه
ان
" الخلافة"
كنظام سياسي
كان مرتبط فقط
تاريخيا و اجتماعياً
بالجيل الاول من المسلمين،،،
و كمان بدرجة عظيمة و شديدة
بوجود النبي بين الناس
بصفاته و أخلاقه
و الأهم طبعا،
بالوحي الهابط عليه من السماء،،
،،،،،
المهم ان عَلِي كان دايماً محتاج
الي الناس كلما حارب،،
لا يقطع امراً
الا بعلمهم و موافقتهم
لأنهم مشاركون في الحرب
بمالهم و اختيارهم
اما معاوية ،،،،،،
فكان له جند ذوي رواتب،،
و جيوش محترفة
بالاضافة للقبائل
التي تحارب طمعاً أو خوفاً،،
كان عَلِي دايماً يحاول،،،،
مراضاة جميع الأطراف
بينما معاوية شغال من دماغه،،،
محدش من أنصاره يغصِبه علي حاجة
عَلِي كان بيفترض الإخلاص،،،،
و حسن النية في معاونيه
و يبني خططه علي كده،،،
معاوية عارف مواطن
النقص و الطمع و الغدر في الناس،،،
و بيقدر يلعب كويس
علي كل الحبال دي
،،،،،،،،
المهم
مشي عَلِّي
بعد شهرين من البصرة
و عين ابن عمه
الحِبر الشهير،،،،
عبد الله بن عباس علي البصرة
و معاه شاب علي قدر من الكفاءة
و النباهة و الذكاء علي بيت المال
يعني ماسك الحسابات و المالية
،،،،
كان اسم الشاب ده
" زياد بن أبيه"
هنحكي حكايته لانها هـتنفعنا بعدين،،
" أبيه "
دي مش اسم واحد
دي كلمة "أبوه" يعني" والده" بس بالإعراب
و ده لانه كان
مش معروف مين ابوه بالظبط
كانت أمه عبدة اسمها
"سُمية"
عند واحد من كبار و مشاهير سادات ثقيف
طبيب مثقف اسمه
"الحارث بن كلدة"،،،
و كان ليها زوج عَبد بردة اسمه
"عُبيد"
و كان زياد بيُنسب اليه غالباً
و احيانا يُنسب لامه "سُمية"،،
لان الإماء كان ممكن السيد بتاعهم
يجبرهم علي ممارسة الجنس معاه
او مع ضيوفه
و ممكن حتي يشتغلوا دعارة بالفلوس،،
و مكنش ده عيب قوي،،
الأمة بتكون مُبتذلة و عِرضها مكشوف
و محدش بِيحميه او يدافع عنه،،
و الناس داخلة خارجة عليه ،،
مدام
in public
يعني هـتدفع الفلوس
لسيدها و مش هتاكلهم في السِر،،
و مدام هي أَمٓة،. يبقي
so what
لانها مش مطلوب منها تُعِز القبيلة
بسلالة نقية ١٠٠٪
زي وظيفة " الحرائر"،
هي مملوكة زي المِعزة او الناقة كده
ممكن تبيعها او تاكلها،،
ليه تموت عشانها؟؟
و عشان كده السيد من دول
لو الأمة ولدت له ولد،،
ميرضاش يعترف بيه بسهولة،،
لانه مش ضامن " شرف" الأمة دي قوي،،
،،
و ده معني كلمة
" الحُرة"
انها شرفها تمنه غالي
و اولادها مضموني النسب
و عشان كده عشانها
تُسال الدماء،،
،،،،
و بكده تفهم معني كلمة
" الحرائر"
الي اشتهر بيها في عصرنا الحالي
" بنات" معينين،،،
مقصود بيها تنزيههم عن الخطيئة
و طبعا اتهام غيرهن أنهن
" إماء"
ملهمش شرف او عِرض،،،
،،،،،
نرجع ل زِياد،
واضح انه اتربي و أتعلم،،،،
في بيت الراجل الباشا" الحارث" ده
و كان ذكي و المعي و بيقرأ و يكتب،،،
و ظهر في الشباب الي لمعوا
ايام الخليفة عُمر بن الخطاب،،،
الي كان ليه عين خبيرة
في اصطياد ذوي الهِمم و الذكاء زي ما قلنا،،
فكان محاطا زي ما قلنا بأمثال:
المغيرة بن شعبة
و عمرو بن العاص
و معاوية بن ابي سفيان،،،،
و كمان زياد بتاعنا ده،،
كل دول تولوا
الحكم و الادارة
في خلافته،،
،،،،،،،
زياد ده كان ليه اخ من أمه
كان مشهور باسم
" ابو بكرة"
و كان احياناً يُنسب" للحارِث" الطبيب
الي كان يملك أمه سمية،،
بس هو كان بينكر ده
و يقول انه مولي رسول الله،،
او عتيق النبي
كأنه مقطوع النسب و الأهل
لانه كان بيسْتَعر
من النسب السِفاح ده
،،،،،
افتكروا زياد ده،،
حيكون ليه شأن كبير بعد كده،،،
و لأن الاخين الاتنين دول،،،
زياد و ابي بكرة،،
كانوا قاعدين مع اتنين صحابهم
في بيت في البصرة
في زمن الخليفة عُمر،،
و شافوا من شباكهم
طاقة مفتوحة
في بيت الوالي
- ساعتها-
و هو المغيرة بن شعبة،،
و معاه واحدة سِت
مش زوجته و لا عَبدة عنده
في أوضة النوم
بيعملوا كما الأزواج يفعلون،،
فنزل ابو بكرة،،،
و مسك المغيرة من هدومه
و صمم انه يوديه للخليفة عمر
يحكم عليه في الزنا،،،
و هنا القصة المشهورة بتاعة
ان الخليفة
استجوب الأربعة بالتفصيل
شافوا ايه بالظبط،،،،
و هل شافوا الموضوع بالتفصيل
و كل الأعضاء الجنسية متداخلة و لا لأ؟؟
ابو بكرة و الاتنين صحابه
قالوا
آه شفنا،،،،
بس زياد جه في الآخر ،
و اتلجلج
و قال انه
شاف الراجل و الست
و سمع أصوات،،،،
بس مشافش
أعضاء جنسية داخلة في بعض
و بناء عليه،،،،
حكم الخليفة عُمر
بالجلد علي التلاتة التانيين
و منهم ابو بكرة
لأنهم قذفوا المُحصنات
بشهادة ناقصة
تلات أفراد بس مش أربعة
و دعاهم للتوبة بعد جلدهم،،،
فتاب الاتنين التانيين
و أصر ابو بكرة
علي ما رأي و سمع
و ظل حانقاً
علي اخوه زياد لزمن طويل،،
،،،
رغم شهادته الناقصة،،
و قذفه المحصنات
زي ما شفتم،،
الا ان "ابو بكرة " ده
راوي للحديث
و قدره و شهادته
ذوي ثِقل كبير عند الفقهاء،،،
متفهمش ازاي الحقيقة
بس هما عندهم زي ما شفتم
خيار و فاقوس في تقييمهم للناس
،،،،،،
نرجع للتيار الأصلي للحكاية
الاشتر النُخعي غضب
من تعيين عبد الله ابن عباس
علي البصرة
في الوقت الي كان اخوه عبيد الله
علي اليمن
و أخوهم الثالث قُثم
علي مكة،،،
و رأي ان الامام عَلِي بيعمل
نفس اخطاء الخليفة عثمان
في تولية الأقارب ،،،،
فاسترضاه عَلي
و صالحه و طيب خاطره،،
و خرج معاه للكوفة
الي لقي انها اكتر مدينة صالحة
للحكم كعاصمة ،،،،
قريبة من كل أنحاء الامبراطورية
و فيها اكتر أنصاره
و أشدهم ولاء ليه
بينما البصرة ،،،،،،
بقي فيها دماء و توتر
من ناحيته
و المدينة المنورة،،،،
بعيدة عن مسرح العمليات
و يمكن يكون أحس من أهلها
بالتثاقل عن نصرته في حروبه،،،،
او التردد في الدماء المسفوكة
او لقي ولاءهم
اقل من ولاء أهل الكوفة،،،،،
الي منها الاشتر
ذراعه اليمين
و اقرب المقربين له
و يؤكد ده انه من بعدها،،،،
غير كل الولاة الي عينهم
من الانصار،،،،
سواء سهل و عثمان ، الأخوة آل حُنيف
او قيس بن سعد بن عبادة
او ابو قتادة الأنصاري،،
و عين مكانهم،،،،
أقاربه المقربين
و خلصاؤه الادنين،،
،،،،،
من الكوفة،،،
العاصمة الجديدة
كان تمهيده للخروج للقاء معاوية
الشوكة الاخيرة المعارضة له
بعد ان كسر
حلف مكة الثائر ضده
بكل أجنحته و أحزابه،،،،
،،،،،
و ننتقل لموقعة صفين
المصيبة التالية
تابعونا،،،،،،
،،،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق