الخميس، 26 نوفمبر 2015

الفتنة الكبري " عٓلِّيْ"


  


الجزء الثاني 

تمت البيعة لابي بكر في سقيفة بني ساعِدة،،،،
وسط هرج و مرج و لخبطة
و  وسط عُنفٍ أيضاً 

سعد بن عبادة
 كان مريض و نائم علي الارض،،،،،
وسط الناس
اثناء الحوارات دي
كان مَحموم تقريباً
و يمكن ده كلفه المنصب 

طبيعي ان واحد نايم تعبان،،،
مش قادر يزعق و يثبت احقيته بالمنصب
مش هيلاقي طبعاً
 توافق عليه
 من الناس المترددة في حسم أمرهم،،، 

بينما الي بيتكلموا بحماس 
و ثقة و إيمان
 زي عُمر و ابي بكر في حالتنا دي،،،،
هتلاقي الأصوات تميل لهم 

بس وسط حماس الناس
 و تدافعهم لمبايعة ابو بكر،،،،،
فيه ناس فَعصِت 
سعد بن عبادة و كانوا هيموتوه
و أهله قعدوا يزعقوا علي الناس 
و قامت خناقة بينهم
 و بين عُمر بن الخطاب

ده يديك فكرة
 عن مدي التشابك الي كان موجود وقتها،،،، 
و ازاي الناس كان متكهربة من التوتر

،،،،،
الاحتكاك الناري ده كان مالي الجو وقتها
،،
سمع عَلِي و العَباس عمه
 صياح الناس ببيعة ابي بكر
و التنادي علي الإقبال عليها
فلم يعجب هذا الكلام أيهما،،، 

و رأيا ان في الامر خدعة،،،،
او افتئاتا
 علي حق بني هاشم في الامر

اغلب الكتب و الفقهاء و المؤرخين،،،،
بتركز علي القرابة
 كاقوي مسوغات تعيين الخليفة،،

و بيتحججوا بالروايات الشهيرة مثل 
" الائمة من قريش"

طبعاً لسنا في حاجة
 لتوضيح مدي اختلاق هذه الروايات،،،،

حادثة السقيفة نفسها
 و ظروف وفاة الرسول 
و نفسية المسلمين وقتها

كلها تقطع بشئ واحد فقط،،،،
الرسول لم يوضح اي شئ فيما يخص 
امر الحاكم او القائد من بعده،،،،

كان شيئاً مُبهَماً و غامضاً
لو كان الامر واضحاً
لما احتاج احد 
لكل سنين الخلاف الطويلة
التي بدأت منذ هذا اليوم ،،،
،،،،

طبعاً فيه ناس هتتضايق
 و تقول فيه روايات صحيحة و موثقة،،

معنديش اي اعتراض علي كلامهم طبعاً
بس يعني ايه احاديث صحيحة؟؟

يعني العلماء
 بعد حوالي ٢٠٠ سنة من وفاة الرسول،،،،
دققوا في سلسلة الرُواة 
المصاحبة للحديث

و بعد التأكد
 من وجودهم علي قيد الحياة في فترات متعاقبة
و التأكد من كونهم "مسلمين صالحين" 
تمت غربلة الرواة دول،،،

و كل فريق 
حسب ميله السياسي و العقائدي،،،،
ضَعٓف او شكك او كَذَب
 في الرواة الي مش تبع فريقه،،،،

و استبعد بكده طبعاً،،،،
أي حاجة تمس
  المنظومة العقائدية السياسية
 الي كانت استقرت خلال ال٢٠٠ سنة دول

بس كده،،،

يعني "الصحة " المقصودة
 هي صحة
  وجود و تسلسل الرواة  
و السيرة المقبولة لهم من ناقديهم،،،
 و ليس صحة " قول الحديث "فعلاً،،،
دي حاجة مستحيلة الاثبات

و مع احترامنا
 لكل العلماء الأفاضل و تقديرنا لهم،،،
فليسوا هم الحَكَم علي الرسول

ينفع حد ييجي يقولي ،،،
دي "آية " صحيحة
 و دي  " سورة" ضعيفة؟؟

إطلاقا، ،،،،
لأنهم اضعف
 من ان يحكموا بذلك علي ربنا،،
و ينطبق الامر
 علي مرويات الرسول بالتبعية،،

من الاخر يعني،،،،
ده حُكم و تقدير  ناس علي ناس تانيين 
ملوش دعوة إطلاقا بحقيقة صحة المرويات
الي لا احد إطلاقا يستطيع القطع بها،،،

إطلاقاً زي ما بقولك كده،،،،

و حكاية : أصح الكتب بعد كتاب الله ، 
المشهورة دي

هي مقارنة بين صحة١٠٠٪ 
و اخري متكملش١٠٪ علي أحسن التقديرات
،،،،،،،

الموقف الي في أيدينا بيحكم بكده و يأكده
فخلاف المسلمين من بعد وفاة الرسول
 اصدق تأكيد علي كلامنا،،،،

فلم يكن للمسلمين الخيار في اي شئ 
من بعد امر الرسول،،،
اما و قد اختلفوا في شئ  مهم مثل هذا 
اختلافاً كبيراً كما نري و سنري

فهذا اصدق توكيد علي غياب
اي مرويات مؤكدة و صريحة
 عن الرسول في اي من هذه الأمور،،، 
،،،،،

الي يأكد كلامنا بقي هنا،،،،
حاجة أقوي من إنكار عَلِي و العباس 
لهذا الإعلان المفاجئ 
و في وقت غير مناسب للبيعة الجديدة،،،،

فيه حد انكاره و موقفه أهم بكثير جداً

 السيدة فاطمة ابنة الرسول
و موقفها القوي جداً من هذا الامر ،،،

فاذا كان عَلِي و العباس
 و بعض القرشيين
  و المسلمين أنكروا و استنكروا
 ولاية ابو بكر بالصربعة دي،،، 

فقد كان إنكارهم خافتاً و هادئاً،،،،،
و سرعان ما ذاب
 تحت حرارة و حماس الأكثرية
 من المسلمين لذلك الامر

لأنهم يعرفون
 انه وان كان  الظرف غير اعتيادي،،،
و كذلك البيعة غير اعتيادية
و لكن وحدة الصف
 و نصرة الدولة
 تستدعي سرعة حسم الامر ،،،،
و عدم التردد فيه 
حتي وان كان القرار
 ليس بأفضل القرارات

زي قرارات القائد في المعركة كده،،،،،
ممكن جداً تكون أسوأ القرارات
بس الأسوأ منها هو الجدال فيها
و ضياع الحماس و الروح المعنوية
 في وقت هام و حيوي لا يحتمل التأخير،،،،

يقدر الرجال ذلك
 بحكم تعرضهم لهذه المواقف كثيراً،،،،

لكن السيدات لا يتعرضن لها بنفس الدرجة
 و بالذات في هذه البيئة الذكورية للغاية
الي مسمعناش فيها
 عن سيدات محاربات الا نادراً جداً،،،

السيدة فاطِمة
 كانت صوت المعارضة الأشد للبيعة دي،،،،
رفضتها رفضاً قاطعاً
كاسحاً 
ممتنعاً علي التعديل او التفاهم

و رأت فيها افتئاتاً علي حقها،،،،
 و حق عائلتها 
في وراثة النبي و مِلكه او مُلكه ،،،،
فان كان" الامر " بالقرابة
 كما تقول العرب دائماً في كل شئ،،،

فالقرابة هنا أولي
و قد قرن القران دوماً آل بيت النبي
 به مباشرة 
في التحية
 و الصلاة
 و الزكاة
 و نصيب الفئ،،،

،،،،،
طيب ايه الي حصل؟؟
عَلِي و فاطِمة و العباس و الزُبير
 لم يبايعوا أبي بكر 
علي الخلافة لفترة غير محددة بدقة
أيام وقيل  أسابيع 

و قيل ان علِي بايع بعد وفاة فاطمة 
 يعني بعد ستة شهور تقريباً
و فاطمة لم تبايع مطلقاً؟؟؟

،،،،
القصة الشهيرة بتقول ايه؟؟

دخلت فاطِمة علي ابي بكر
 طالبة منه ميراث ابيها،،،،
و دي كانت ارض في "فَدك" 
من فئ معركة اجلاء يهود خيبر

و النبي زي ما قلنا
 كان كل فلوسه و أنصبته الشرعية،،،،
بيوزعها اول بأول
 و مات ليس في بيته غير نفقته الشخصية

بس سايب ميراث
  كام فدان ارض
 بتجيب فلوس و حصيلة ثابتة،،،

و احتجت بأنها بنته الوحيدة ،،،،
قام قالها مفيش ميراث يتوزع
 ، النبي قال:
 ( إنّا معاشر الأنبياء لا نورّث ) ،

بينما هي يعضد موقفها القرآن نفسه 
" و ورث سليمان داود"
و نداء زكريا لربه :
{ فهب لي من لدنك ولياً
 يرثني ويرث من آل يعقوب }

و انفض الحوار علي غضب و قطيعة
لم تنتهي حتي وفاتها،،،،
،،،،،،،

موضوع انكتب فيه مجلدات،،،،،
مين الصح و مين الغلط
و تتفرج علي تبريرات الفقهاء 
في كل ناحية 
تلاقيها متهافتة و حاجة تكسف
و الي بيقولوله هنا بينكروه هناك،،،

و ناس تقول ابداً محصلش،،،
ده صالِحها
 و طيب خاطرها قبل ما تموت،،،،
و علي و كل الصحابة
 بايعوه في نفس لحظة السقيفة، جمعاء 

و ناس تقول لا مش للدرجة دي،،،،
هو علي بايع من اول يوم 
بس كان مخبئ علي مراته 
عشان متزعلش،،،
و بعد ما ماتت راح و بايع تاني،،،

و طبعا فيه الانكت من كل ده،،،،،
علِي و فاطِمة 
اتجمع حواليهم أنصارهم في بيتهم،،
و حاصَرهم عمر و بعض المسلمين
و هددوهم بحَرق البيت عليهم،، 
و فاطمة قعدت تصرُخ
و المُحاصِرين اقتحموا البيت
 و هزموا المحصورين،،،

و حكاية ان عَلِي أخذ فاطِمة علي حمار،،،، 
و فضلوا يلفوا علي الأنصار
 يطلبوا البيعة لعلِي 
و الأنصار يقولولهم:
 و الله يعز علينا و أنتوا احق فعلاً
بس احنا خلاص عاهدنا و بايعنا
 و لا يحل لينا الخروج من بيعة ابي بكر،،،

،،،،
المهم أنك هتعرف حاجة واحدة أكيدة،،،
السيدة فاطمة لم ترضَ 
و لم تبايع  لابي بكر بالخلافة 
و كان معها في ذلك الامام عَلِي ،،،

و أنا شخصياً شايف  
ان موضوع "الارض " ده 
افتكاسة الحقيقة
هي رمز لميراث مُلك و سلطان عن الرسول
و مجادلة فقهية
 بين مختلف المذاهب 
في الأحقية الشرعية ،،،

لم يكن ابا بكر 
ليمنع ميراثا
 من الرسول من حق فاطمة
و لم تكن هي لتطلب
 ما كانت تعلم 
انه شبه وَقْف خيري من ابيها،،،

و ليست وراثة المال
 باي حال مرتبطة بوراثة المُلك،،، 
 
بالعكس بقي،،، 
أنا شايف 
ان الي مفيش عليه خلاف تقريباً

هو وفاة فاطمة
 و هي غاضبة و ناقمة علي ابي بكر 
و عدم اعترافها بحُكمه
و موقف الامام عَلِي مرتبط بكده،،،
،،،،،،

هنا بقي حتة تانية مهمة جدا

عَلِي كان عايز يتجوز علي فاطِمة 
في حياة النبي
و أشتكت هي للنبي
فوضح ابوها ان ذلك يغضبها 
و ما يُغضبها يغْضبُه

(فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني ) 

و الحديث ده مشهور و عليه كلام كتير،،، 
و هل فيه تحريم للزواج علَي فاطمة؟؟
و هل ده حكم خاص بها بس؟؟
و   الأهم بقي،،،

هل إغضاب فاطِمة "عموماً "
يُعد إغضاباً للرسول؟؟

دي النقطة المهمة في سياقنا الحالي
،،،،

فقهاء أهل السنة و الجماعة قالوا ،،،
ان الإغضاب مرتبط بس بالجواز عليها
و ده مرتبط بسياق الحديث

و كالعادة،،،،،
 الامام ابن تيمية
كل الي بيقوله:
 ان كلام النبي معناه
 ان الي يغضب فاطمة 
من ناحية الجواز بس 
و في الموقف ده بس
هو الي يغضب النبي

رأيه طبعاً،،،
و يمكن يكون صح
بس في الموقف و الفتوي دي،،

هو بيفكر هنا بعقله ،،،،،
في أسباب و ظروف الموقف
و تاريخية الحدث 
و ارتباطه الحتمي بوقته
 و انتفاء إمكانية تطبيقه علي الإطلاق،،

يعني ضد مدرسة السَلَف
من أهل السنة و الجماعة إطلاقا ،،،،،
المبنية اساساً
 علي تقليد
 اي كلمة او حركة من الرسول 
و قياس اي مشكلة فقهية علي
 اي حاجة مشابهة لها من بعيد 
من مرويات النبي

يعني اما اتزنق في الحكاية دي،،،،،
عمل فيها من مدرسة العقل
 و تشغيل الدماغ
و نسي خالص مبدأهم الشهير:
لا اجتهاد فيما فيه نص،،،

و النص هنا واضح وضوح الشمس،،،
بدون اي ملحقات فيه او حروف زي
 " لو ، مادام. ، طالما ،ما ظل" 
لتبرر الشَرطية  و الامتناع في النص
،،،،،،،،

مشكلة تانية مهمة
اذا كانت السيدة فاطِمة
 لم تبايع و عارضت أبا بكر 
يبقي ايه موقفها شرعيا،،،،
من الحديث الشهير:

 (من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) 

مفيش اي رد 
لانه مَزَنق

اما ان الأحاديث دي مصطنعة
و اما السيدة فاطِمة ماتت علي الجاهلية،،،

المخرج كان ايه بقي؟؟

الستات ملهمش بَيعة،،،،
و البيعة تبقي 
من الرجالة ذوي القوة و المكانة،،

يا راجل؟؟

طبعا هنا نسيوا خالص
 بيعة العقبة الأولي و الثانية 
الي بايع فيها الستات الانصاريات الرسول،،،

و معني المبايعة  الضمني حتي
من الانصياع
 و الرضا و الإقرار بالمُلك و الحكم،،

و تحججوا بان مفيش ستات
 بايعوا حد من الخلفاء،،،

مع ان كان فيه قبل كده خلاف فقهي 
هل "بيعة النساء" بالمصافحة و لا بالكلام،،

بس مع تدهور الأحوال
 وصلنا للفقه الجميل ده،،،،
خلوا الستات كالعبيد كده ملهمش رأي

كل ده عشان يخرجوا من المشكلة دي 
،،،،،،،

الخلاصة:
بيعة و خلافة ابي بكر
 تمت  في ظروف استثنائية
و كان مرشحا توافقياً
اكثر منه الأنسب عموماً للمنصب
 

الهاشميين و بعض القرشيين لم يرضوا عن ذلك
بس الظروف مكنتش تسمح بعمل مشاكل،،،

فاطِمة كانت معارضة
 و ممتنعة عن البيعة دي
و عَلِي كان متفقاً معها،،، 

،،،،،،

و دي حكاية عَليِ
مع ضياع البيعة له بعد وفاة النبي،،،،

تابعونا،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق