الجزء ١٣
""يَا عباد اللَّه ،
مَا بالكم إذا أمرتكم
أن تنفروا فِي سبيل اللَّه اثاقلتم إِلَى الأرض ،
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة بدلا ،
وبالذل والهوان من العز والكرامة خلقا ،
أكلما دعوتكم إِلَى الجهاد
دارت أعينكم فِي رءوسكم
كأنكم من الموت فِي سكرة ،
وكأن قلوبكم قاسية،
فأنتم أسود الشرى عند الدِعة ،
وحين تنادون للبأس ثعالب رواغة،
تنتقص أطرافكم فلا تتحاشون ،
وَلا ينام عدوكم عنكم
وأنتم فِي غفلة ساهون.
إن لكم علي حقا ،
وإن لي عليكم حقا ،
فأما حقكم
فالنصيحة لكم مَا نصحتم ،
وتوفير فيئكم عليكم ،
وأن أعلمكم كيلا تجهلوا ،
وأؤدبكم كيلا تغلموا ،
وأما حقي عليكم
فالوفاء بالبيعة ،
والنصح فِي المغيب والمشهد ،
والإجابة حين أدعوكم ،
والطاعة حين آمركم.""
،،،،،
انساب الإشراف للبلاذري،،
عَلِي بن أبي طالب مخاطباً أهل الكوفة ،،
،،،،،،،،
وقفنا عند حكاية
الجدع أبو .. ثدية،،
مشيها ثدية و أنتوا فاهمين قصدي ايه،،
و ازاي انه طلع
هو السبب في المصائب دي كلها،،
و ان فيه نبؤة من النبي بشأنه،،
و بكده الحمد لله انتهت الفتنة بقي،،
مش كده؟؟
أنا مش هضيع وقتكم
في حكاية ابو بِ،، أأأآ ،، ثدية،،
اذا كنت مصدق
كل الي فات من حجج ذكرناها
مُعتمدة في الرواية التاريخية
الرسمية المتداولة
لدي فقهاء أهل السنة و الجماعة،،،
و صدقت ان سؤ التفاهم
هو السبب في المصائب دي؟؟!!!
و ان المدعو "عبد الله بن سبأ"
هو الي طَقٓش كبار الصحابة في بعض
زي العربات المتصادمة!!
و ان كل المتحاربين دول
معذورين في الي عملوه!!؟؟
و ان عَلِّي كان صحيح
ناوي يعاقب قتلة عُثْمٓان ؟؟
و انهم كلهم صحابة تمام
و محدش غلطان،،
و ان الصُلح كان تم خلاص
لولا اولاد الحرام!!
و ان معاوية و عمرو
ناس طيبين و بتوع ربنا!!
و ان الخوارج دول
دوناً عن كل المتحاربين
في الدم المسفوك ده
هم بس الي ولاد ك،ب كفرة ،،
يبقي مش صعبة
تبلع حكاية ابو بِ، ،،،، ثدية،،،
،،،،،،،
اما ان كنت استفدت شيئا
من كل الحلقات السابقة،،
فبالتأكيد ستكون الحكاية اللطيفة
دي تمرين عقلي جيد،
لنقد و تمحيص و تفنيد
الحكاية الش،وانية دي،،،
،،،،،،،
نرجع للامام عَلِي،،
انسحب
و تسرب الجيش بتاعه من ادامه،،
و قالوله احنا تعبانين
نأخذ يومين off
و نرجع تاني،،
،،
و مرجعوش من يومها يا مولانا،،،
خلاص الناس فقدت الحماس
لحرب أهلية طاحنة
كل يوم بيقتلوا فيها اخواتهم و أقاربهم
و مبقوش فاهمين ليه بالظبط،،
او فاهمين بس بيستعبطوا،،،
،،،،
الامام علي
بعت يناديهم و يستنفرهم،،
فات أسبوع مش يومين
يلا بينا بقي،،
حي علي الجهاد يا جماعة،،،
طلع مكان تجمع الجيش
يستني الناس،،،
لقي نفسه
قاعد لوحده تقريبا وسط الصحرا،،،
هو خد العنوان غلط ولا ايه؟؟
رجع الكوفة
لقي الناس
عايشة حياتها آخر انسجام،،
قام غضب و ثار
و خطب الخُطبة
الي مذكورة فوق دي،،
محاولاً استثارة حماسهم الديني
او حتي القَبَلي
و مذكراً إياهم بواجبهم ناحيته
مدام هو بيقوم بواجبه ناحيتهم،،،
،،
بس مين،،
لقد أسمعت لو ناديت حياً
و لكن لا حياة لمن تنادي،،،
،،،،
قضي باقي فترة حكمه
حوالي سنتين
بدون اي قدرة
علي تجميع جيش محترم
يقدر يروح يحارب بيه معاوية ،،
فكان كالخليفة المنزوع السُلُطات
مفيش تسليم و انقياد ليه،،
و مفيش فلوس و ملايين،،
و مفيش جيش قوي يأتمر بأمره،،
و كل يوم كان بيخسر ناس اكتر و اكتر،،،
و لانه ساب الخوارج
مطلقي اللسان و الحركة
وسط مدينته و رعيته،،،
فانطلقوا في حملات تشويهية متتالية
امام الناس في الجوامع و الاسواق،،،
كل أما يخطب او يعظ او يتكلم
يطلع واحد هِلف منهم يقوله،،
مدام انت فقيه قوي كده،،
أمال ازاي تسيب حُكم الله
و ترضي بحُكم البشر؟؟
و هاتك يا حوارات و سجالات
ملهاش اول من آخر،،،
هو بيتكلم من منطلق المصلحة العامة
و السياسة الحربية و التكتيكية
و خوفه علي الناس،،،
و هما بيتكلموا
انه مدام فيه "نص " واضح
محدش يقدر يفتح بقه
او يعدل علي كلام ربنا،،،
،،،
حوار طُرشان،،،
ليس فيه فائدة او هدف،،،
إنما بيضيع هيبة و هالة
الامام القائدالمجاهد الفقيه ،،
و يخليه أشبه بالأستاذ
الي مش قادر يقنع تلاميذه
بالمادة و الشرح بتاعه ،،،،
،،،،،
هنحكي علي موقف هنا
يؤكد الكلام الي بنقوله،،
واحد من كبار سادة البصرة
و كبار أنصار عَلِي
اسمه
"الخِرِيّت السامي"
علي وزن الخِرتيت
و كان من مساعدي
ابن عامر بن كريز
والي البصرة السابق
و انضم للامام عَلِي في موقعتي
الجمل و صفين
و كان ممن غضبوا و فارقوا الامام
بعد امر التحكيم الشهير،،
خرج في أنحاء
و ارجاء العراق و البحرين،،
و "البحرين " في التاريخ القديم
هي ساحل الخليج العربي كله
من البصرة حتي عُمان،،
و كان ساكن فيها قبائل
من بنو ربيعة أهل نجد
و فيهم اكبر قبيلتين مشهورتين
"تَغلُب"
و
"بَكر"
و دول القبيلتين ولاد العم
الي حاربوا بعض زمان في الجاهلية
حرب البَسوس الأهلية الطاحنة،،،
و كانوا ساكنين المنطقة دي
من الخليج العربي تحت
لغاية فوق ناحية الحيرة " الكوفة"
و دول كانوا أساس
و قوام جيوش العرب
الي فتحوا فارس
و كانوا قبل الاسلام
مسيحيين مش وثنيين،،
و منهم كتير ارتدوا بعد موت الرسول،،
و
"بنو حَنيفة "
بتوع معركة اليمامة و مُسيلمة
الي كانوا شوكة كبيرة
في خاصرة المسلمين في حربهم معاهم،،
يبقوا
"حيا الله"
بطن- يعني فرع-
من ييجي عشر بطون
من قبيلة" بَكر" لوحدها،،،،
،،،،
فيه بطن- فرع- تاني كبير
من بنو بَكر دول:
بنو" شيبان"
الي حاربوا و هزموا
جيش الامبراطورية الفارسية
قبل الاسلام
في معركة " ذي قار " الشهيرة
بمعاونة حلفاءهم و أقاربهم من
بنو" بكر"،،،
و بالخديعة و التواطؤ ايضا.
بعد ان انسحب ولاد عمهم
بنو" تَغلِب" من جيش الفرس
و كشفوا ظهر الفُرْس
امام بنو عمومتهم من بني "بكر"،،
،،،،،
بعد الاسلام
كان منهم المحارب الكبير
المُثَني بن حارثة الشيباني،،
فاتح العراق و فارسه الاول
قبل خالد بن الوليد
و سعد بن ابي وقاص،،
،،،،
فيه قبيلة تالتة
تقرب لهم في المنطقة دي
قلنا عليهم قبل كده:
بنو "عبد القيس"
الي منهم حُكَيم بن جَبلة
بتاع معركة فتح البصرة
الي قطعوله رجله و فضل يحارب
و ذراعي و كِراعي و الجو ده،،،
،،،،
واضح من الكلام
ان القبائل دي:
من ناحية بعيدة عن عرب الحجاز
الي هما من جهة تانية خالص
و اسمهم بنو مُضَر زي ما قلنا زمان،،،،
،،
إنما أصحابنا دول
يعتبروا بعضهم
بنو ربيعة
و قبائلها و بطونها،،
اولاد عم لَزَم،،،
و كانوا قريبين
من جذورهم اليمنية
و اكثر صداقة
مع أهل اليمن الي ساكنين
نفس المنطقة دي،،
عن بنو مُضَر
الأقارب من بعيد،،
اما شخصياتهم فكانت :
قوية
متعالية
عتيدة
عنيدة،،
كانوا مسيحيين
دخلوا الاسلام في الاخر
قبل وفاة الرسول
بعد فتح مكة و غزوة حنين
من باب انه دين مشابه لدينهم
بس النبي بتاعه عربي زيهم
،،،،،
واضح كمان ان المنطقة دي و ناسها
كانوا في جيش الامام عَلِي
و من سيوفه القوية،،
،،،
و انهم كانوا زهقوا و ملوا الحرب
و زهقوا
من الصراع الاسلامي - إسلامي
المُهلك ده،،
،،،
المهم ان الخِرِّيت
بتاعنا في القصة دي
عمل ثورة أهلية ضد الامام عَلِي
و طلع معاه ناس زيه
مش خوارج ولا حاجة،،،
بس كفروا
بكل حاجة
و كل سُلطة
و كل نظام
" عبوكوا كلكوا"
و خرج معاه ناس
من المنطقة الي ذكرناها دي،،
فيهم ناس قرروا
يرجعوا المسيحية تاني،،
و فيهم ناس قرفانة
من كل المتحاربين و الهبل الي بيحصل،،
فقرروا يعملوا مغامرة تمردية
و جيش صغير بتاعهم كده،،،
الامام عَلِي
بعت لهم جيش من الكوفة،،
حاربهم و هزمهم
و قتلوا الخِرِيّت ،،
و اتباعه" المرتدين " الي بالمئات
رجالة و ستات ،،
أسرهم قائد جيش الامام عَلِي
و مقتلهمش خد بالك ،،
بحكم انهم مرتدين ولا حاجة،،
المرتدين مبيتقتلوش أهه،،
المحاربين هما الي بيتحاربوا،،
إنما الأسري تم سبيُهُم،،
و ركز معايا الله يخليك
انه راجعهم و قالهم:
الي هيرجع الاسلام
هـ نطلق سراحه،،
بس هما قالوا
لا يا عم ،،
احنا مسيحيين
و بطلنا الموضوع بتاعكم ده،،
،،
قالهم بشوقكم،،،
و سحبهم في الأغلال وراه،،
راجع الكوفة،،
،،
المهم،،
قابل واحد من أشراف
" بني بكر:"
مُصقلة بن هُبيرة الشيباني
و كان والي علي إمارة صغيرة
ناحية فارس
تابع للامام عَلِي،،
مين الاسري دول يا عم؟؟
-دول سَبي المعركة
و اتباع الخِرِيّت المرتدين ،،
بيبص مُصقلة عليهم
لقي فيهم ناس عارفينه و يعرفهم،،
من بني بكر،،
الحقنا يا مُصقلة
الغوث يابن العم،،
لحمنا هيتباع في السوق
و بنات عمك الحرائر
هيبقوا جواري
عند الي يسوي و الي ميسواش
يا أخا العرب،،
الدم غلي في عروقه،،
لازم يحررهم،،
بكام كنت ناوي تبيعهم يا جدع؟؟
أنا هشتريهم منك و الفلوس عندي،،
فُك يابني انت و هو الناس دي،،
تسلم يا مُصقلة،،
سلمت يمينك يا سيد العرب،،
،،،،
القائد رجع للامام عَلِي
و حكي له الي حصل،،
قام بعت لمُصقلة:
-فين الفلوس تمن الفئ و العبيد يا مُصقلة،،
-كمان شوية يا امام،،
-اتاخرت يا مُصقلة،،
-حين ميسرة يا إمام،،
في الاخر اتنرفز مُصقلة جامد:
دانا لو كنت مع عُثْمٓانْ بن عفان ،
"شغال معاه، يعني،"
كان اداني فلوس
فوق تمن العبيد دول
تقديراً لجدعنتي،،
هو الامام عَلِي ده
معندوش تمييز و لا ايه،،
!!!!!!؟؟؟؟
و هوب،،
طلع علي مُعاوية:
-شفت حصلي ايه مع عَلِي ؟؟
-شفت يا مُصقلة ياخويا
و الكلام ده ميرضينيش ابداً،،
عَلِي ده مبيعرفش يتعامل
مع الأكابر زيك ازاي،،
استهدي انت بس بالله،،
يا ولد،،
شوالين فلوس لعَمك مُصقلة،،
من الدنانير الرومي النضيفة
مش الدراهم المضروبة الي في المخزن..
و اتوصي ..
- و الله أنا ضيعت وقتي و جهدي
علي الفاضي مع عَلِي
و الهجص بتاعه
أنا كان حقي
جئت معاك من الاول يا معاوية،،
ميعرفش مقام الكريم
الا الكريم الي زيه،،
عليا النعمة
لأجيب قرايبي معاك
و نسيب كلنا عَلِّي و قلة القيمة عنده..
،،،،،،
مُصقلة بعت
رسالة سرية لاخوه و اهله
في الكوفة بيقولهم
تعالوا مع معاوية،،
الرسول اتمسك
و قطعوا ايده و مات،،
الحقيقة مش عارف
ايه العقوبة الغريبة دي،،
بس الرسول ده
كان مسيحي من قبيلة تَغلِب،
محدش هيتشدد له او يتشفع له،،
أهل مُصقلة طبعا اتبروا منه،،
اذا كان الرسول انقتل،،
يبقي احنا ممكن يحصلنا ايه،،
،،،،،
مُصقلة
و الخِرِيّت
مجرد نموذجين للي كان بيحصل
حوالين الامام عَلِي كل يوم،،
أشراف و عوام
قبائل و بُطون
بنو بكر و بنو شيبان و بنو تغلِب
القاعدة الاساسية بتاعته بتتفكك
و قوته بتضعف يوم بعد يوم،،
و معاوية بالعكس
بيقوي يوم بعد يوم،،
،،،،،،
باين جداً احنا رايحين علي فين،،
تابعونا،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق