الخميس، 10 سبتمبر 2015

الفتنة الكُبري "عُثْمٓان




                                                      

الجزء ١٢

وقفنا عند التقديم و التوضيح
 و التعريف بأبطال الكارثة 
التي علي وشك الوقوع
و هي الثورة الدموية
 علي الخليفة الثالث عثمان بن عفان

نيجي بقي للأحداث نفسها

الثورة كانت بتشتعل بالتدريج
 في ثلاث اماكن مهمة
 و رابع اقل أهمية:

مصر
الكوفة
المدينة

و الرابعة الاقل أهمية هي البصرة
و ان كانت ستشتعل فيها
 مراحل اخري بدرجة اشد بكثير

ايه هي المدن دي
و ايه سر اشتعالها؟؟

نشوف مع بعض:
،،،،،،،،
مصر:

طبعا دي مش مصر القطر كله
اطلاقا
 المقصود هنا مدينة الفسطاط 
و ما حولها من تجمعات للعرب و المسلمين

اسكندرية و الصعيد و السواحل
 لم تقترب من الموضوع
و غير العرب من أقباط و جنسيات اخري
 لم يهمهم الموضوع من قريب او بعيد

العرب كانوا أقلية معتبرة الوزن  
في مصر من قبل الفتوحات
و الصلات بعرب سيناء و الصحراء
كانت موجودة مع الجزيرة
و ناس زي عمرو بن العاص
كانوا بيتاجروا و يدخلوا و يخرجوا 
علي معارف و أقارب بعيدين لهم في مصر

و الامبراطورية المصرية القديمة من زمان
 بتمتد للشام و سواحله وصولا لأطراف العراق
منطقة الهلال الخصيب من العراق حتي الشام
 كانت دايما بعتبر علي اتصال وثيق بمصر
و الي كان بيتملك العراق و الشام
 بيحود علي مصر طوالي
و العكس صحيح

و صدامات الفراعنة و الحيثيين
و من قبلهم احتلال الهكسوس للشام و مصر
و من بعدهم صراعات اليونانيين و الفرس
مرورا بالإسكندر الاكبر
وصولا للتنافر بين الرومان و الساسانيين

كانت الجيوش رايحة جاية بالزمبلك
تلاقيهم يوم في العراق بعدها
 بست شهور في سوريا
 و كام شهر تلاقيهم في مصر

حتي ان الصراع الساساني -الروماني
 كان من التشويق و الإثارة ان الفُرْس 
غلبوا الرومان و طردوهم
من الشام و مصر في سنتين
و قعدوا فيهم اقل من عشر سنين

و بعدين الرومان رجعوا غلبوهم 
و وصلوا لعاصمتهم نفسها
 في ييجي تلات سنين

و ده يفسر لك الانسياح العربي السريع
 في الهلال ده من العراق حتي مصر
 في اقل من خمس سنين 

كانت هناك سوابق لذلك كما ترون
،،،،

مصر كانت مشتعلة بالثورات
 ايام الحكم الروماني

 مصر- و الشرق كله ايضا-  في الحقيقة
 كانت مستنزفة في صراع عقائدي طويل
بين اصحاب الارض من أقباط شرقيين
و بين المستوطنين الرومان الغربيين 

الصراع كان بدايته سياسي
و قلب ديني
و بعدين محدش بقي فاكر ايه البداية
فقط استمر العداء و الكراهية
 يغذيان بعضهما
من منطلق ديني تٓطٓهُري 
يتقرب احد الطرفين لله بقتل الآخر
او الاستشهاد علي يد هذا الآخر
الكافر طبعاً
،،،،،،
لو الكلام ده بيفكرك بصراعات دينية
انت شايفها اليومين دول
بين طوائف دينية
 متصارعة في منطقتنا بنفس التشابه ،،
فانت المسئول عنه 
و بمحض الصدفة
 و المؤلف ينفي اي اقتباس
او تلميحات غير مقصودة 
،،،،،،،
المهم ان مصر بوقوعها تحت السيطرة العربية
و خلاصها من التوتر الديني ده
ارتاح سكانها حتي حين
من الثورات المتعاقبة علي الحكام 

طيب ليه دايما بيقولك
المصريين شاركوا في الثورة علي عثمان ؟

دول "العرب " الي كان بقالهم
عشرة او  عشرين سنة في مصر
بقي اسمهم المصريين
و اهل البلد الأصليين
بقي اسمهم الأقباط 
،،،،،
بعد ان تولي عثمان الحكم
بعت اخوه في الرضاعة
 عبد الله بن ابي السرح
مساعدا و مشاركا في الحكم لمصر
مع عمرو بن العاص

شوية شوية سحب البساط 
و مسك هو الحكم
و زي ما وضحنا قبل كده
صٓفٓي فلوس حلوة  من البلد
 و بعتها علي الخليفة في المدينة
بس الخراج و الجزية دول فلوس مقطوعة كده
بتيجي مرة في السنة و بتروح علي الخلافة

الي بيزهزه و يشخلل الجيب
و الفرسان تاخده في حجرها علي طول
هو فلوس الحروب و غنائمها

عبد الله قرر انه يغزو ما بعد مصر
فغزي صقلية و أفريقية - تونس-
و ساعتها
محمد بن ابي بكر و محمد بن ابي حُذيفة
طلبوا الانضمام للمدد
الي هيروح له يساعده في كده

و من ساعة ما وصلوا  
بدأوا في التشنيع علي عبد الله بن ابي سرح
و المشي بين الناس
بالسيرة السيئة عن عثمان الخليفة

و خرجا مع الجيش - احدهما او كلاهما-
و أكملا  بث
الاخبار السيئة عن عثمان وسط الجنود 
كما كانا يفعلان ذلك في المسجد
 و في اجتماعات المسلمين
و شيئاً فشئ
كونَّا رأيا سلبيا عن الخليفة
و تجمع حولهم الكثير من العرب و المسلمين :

دول شباب من ابناء كبار الصحابة
و اكيد كلامهم صح
و إتِباعهم اكيد مش غلط خالص

مش بس كده
دول بقوا يقروا علي الناس 
رسائل من المدينة و مكة
علي لسان الصحابة و امهات المؤمنين
ان أغيثونا مما نحن فيه من ظلم و افساد

،،،،،
هل الرسايل دي كانت صحيحة و لا مزورة؟؟
الرأي الشائع انها كانت مدسوسة
و ان الصحابة و زوجات الرسول 
أنكروا تهييج الناس و اثارة الفتنة

حتي ان فيه وصف ازاي كان المُحمدان
بيجوعوا الابل
و يسلُقوا الناس في الشمس
و بعدين يخلوهم يمثلوا
انهم جايين من المدينة من بعيد
ناس مِسْمِرة من الشمس
فوق أبل ضامرة من الجوع و السفر
و يستقبلوهم
و ياخدوا الرسايل المزورة دي و يذيعوها؟؟؟!!!!!

قال يعني الموضوع سهل قوي كده
انك تكدب علي لسان 
الصحابة و امهات المؤمنين،،
مكنش حد غُلُب يا مولانا

دي بلاد متصلة القوافل
و لو حصلت كذبة مرة
هتوصل للمدينة
و تلاقي الي يكذبها مع القافلة
 الي راجعة وراها علي طول

و بعدين اشمعني الفكرة الجهنمية
 دي اتنفذت بس في مصر
ما الكوفة و العراق برده بُعاد
 و كان ممكن نفس الرسايل تنضرب
،،،

بس الحقيقة ان  مصر 
كان فيها الشابين دول
بصلاتهما العائلية القوية
 بالصحابة و بيت الحكم

و عشان كده الرسايل دي 
ظهرت في مصر اكتر من غيرها

و الرأي عندي
ان محمد بن ابي بكر
كانت تأتيه رسائل من أقاربه
السيدة عائشة
و الامام علي

و كلاهما لم يكن راضيا
عن الاحوال في عهد عثمان
و كانت الرسائل شخصية له
و تتحدث عن عدم الرضا بالحال

فكان هو يذيعها علي الملأ
و يحرضهم علي شق عصا الطاعة
علي الخليفة عثمان
مدعيا ان الصحابة الكبار
يستصرخون المسلمين لنجدتهم

و الحال بالمثل لمحمد بن ابي حُذيفة
فهو مطلع علي اخبار بيت عثمان
و كيفية تسلط مروان بن الحكم
علي كثير من القرارات

فكان يقدم ما عنده من معلومات
 وقودا لنار الحقد و الغضب علي عثمان

،،،،،
اشتكي عبد الله بن ابي السرح
 لعثمان مما يفعله المُحمدان
فبعث اليهما بعمار بن ياسر

عشان يهديهم و يعقلهم
فما كان الا ان اقنعاه برأيهما 
و استمالاه ناحيتهما
فانضم لهما
 في استهجان عمل الخليفة 
و استنكار سيرة ولاته
و الاسراف في الإنفاق و توزيع المال

و بكده ازداد عدد الغاضبين و المعارضين
ده الي بيحرضوا بقوا
  
واحد من كبار الصحابة
و التاني ابن الخليفة الاول 
و التالت ابن عثمان بن عفان بالتربية 
و معاهم رسائل من الامام علي
و السيدة عائشة و غيرهما من الصحابة

و قبل كده
فلوس الفئ الي اتسابت
 لعبد الله بن ابي السرح و مروان بن الحكم
،،،،،
ده الموضوع ولع جامد
،،،،،،

في نفس  الوقت ده كان فيه
 ناس  من كبار العرب في مصر
مع عثمان و راضين بولايته
 و مش شايفين
 انه عمل حاجة تستأهل
 الهيصة و اللخبطة دي كلها
منهم اتنين حيظهروا بعدين
 
معاوية بن حُديْج الكِندي
و بُسْر بن أرطأة القُرشي

الاول من قبيلة كِندة العربية
 التي كان منها ملوك و مشاهير
 و من الصحابة الذين شهدوا فتح مصر
و تم فتح الاسكندرية علي يديه
و له رواية احاديث

و الثاني من الصحابة 
الذين كانوا قادة
 في فتح مصر مع عمرو بن العاص
و له رواية احاديث

و دول كانوا من اهل الموالاة
مع الخليفة عثمان
و مع معاوية بن سفيان من بعده
و ضد الامام علي طبعاً

و سيكون منهم الأعاجيب فيما بعد 
كما سنري
،،،

بس دلوقتي نعرف ان 
كتير من اهل مصر العرب
كانوا اما معتزلين الفتنة
او موالين لعثمان الخليفة

بس دايما الثورات 
بتقوم من أقلية متحمسة
 وسط أغلبية هادئة متناومة
،،،،،

فضلت الاحوال كده
المُحرِضين شغالين ليل نهار
و الحاكم مش عارف يعمل فيهم ايه
دول شباب من الاشراف
و بقي ليهم عُصْبَة من الناس يتبعونهم 
بالاضافة لان لحد الوقت ده
مكنش واضح
 ايه الي يتعمل من عقاب 
للمعارضة السياسية
و ان كانت شديدة و عنيفة،،
بس لسه لم تلجأ للعنف الصريح
،،،،،
الرسول لم يلجأ ابداً للعنف 
مع معارضيه من  اهل المدينة
-الي كانوا المنافقين غالباً -
طول ما التزموا السلام و لم يظهروا العنف
،،،،،
و حتي حروب مانعي الزكاة 
كان فيها خلاف فقهي بين الصحابة
و كان الرأي
انهم طول ما هما مسلمين 
و لم يظهروا العداء لنا
فليس لنا ان نحاربهم 

بس ابو بكر شاف ان حربهم ضرورية
لانهم خرجوا علي حق الدولة المالي 
و بالتالي عصوا الدولة عصياناً سياسياً
يقارب خروجهم الكلي عنها
و بالتالي حاربهم
 لارجاع سلطة و هيبة الدولة
إلي من غيرها
 ينفرط عقدها و تنكسر مكانتها

يعني شاف انهم اخواننا
 بس  بغوا علي حق الدولة
و لذلك فحربهم واجبة لردهم عن خطئهم

و ده كان اجتهاده الشخصي
 الي مشي عليه الجميع
و كانت له فائدة و نجاح قويين ساعتها

صحيح انه للاسف
 الفقهاء خلوا الي يمتنع عن دفع الزكاة 
في مقام الكافر بناء علي الحروب دي
بس ده خطأ فقهي شائع
مبني أساساً علي اجتهاد ابي بكر
،،،،،
المهم نرجع لموضوعنا
 ايش جاب حرب مانعي الزكاة
لأنك تحارب ناس
 بتروج للخروج 
علي طاعة الخليفة العاصي؟؟
بعيدة قوي 

عشان كده لم يُسجنوا
و لم يعاقبوا
و تُرِكوا مع أتباعهم لحالهم
حتي حين،،،،،

ادي يا سيدي حال" مصر"
و ال" مصريين" في بدء الفتنة و الثورة

تابعونا،،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق