الجزء السادس
( وأراد معاوية أن يتلطف ويتقرب إليه ، فدعا أبا ذَر إلى قصره ، وهو قصر ضخم ، بناه معاوية في دمشق ، لينافس به قصور أباطرة الرومان ، وأسماه الخضراء
، فقال له أبو ذر : يا معاوية ، إن كانت هذه الأبهة من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهي الإسراف
. فسكت معاوية على مضض ، غير أن أبا ذر سرعان ما سأل : يا معاوية ما يدعوك إلى أن تسمي مال المسلمين مال الله ؟
فقال : يرحمك الله يا أبا ذر ، ألا إن كل شئ لله ، ألسنا عباد الله ، والمال ماله ، والخلق خلقه ، والأمر أمره ؟
قال أبو ذر : كأنك تريد أن تحجب هذا المال دون المسلمين ، فلا تقل هذا ، فقال معاوية : لا أقول إنه ليس لله ، ولكني سأقول مال المسلمين .)
..........
شفنا ازاي بداية تولي الخليفة عثمان
لقي مصيبة ادامه
عبيد الله بن عمر بن الخطاب
و العٓملة السودة الي عملها
اما شغل السيف
في رقبة تلات بتي أدمين بالشبهة،،
و ازاي اختلف الناس في الامر
و كان الحكم للخليفة بان الدية تندفع
و دفعها من جيبه شخصيا
و عبيد الله خرج براءة،،
،،،
الحكاية دي عملت مشكلة
لان زي ما بيننا انه كان الرأي الأصح فقهيا و عقليا انه يُعدم جزاء فعلته دي،،
بس العواطف و الإشفاق عليه من القتل
و التعاطف معاه
و كون المقتولين علوج
ملهمش شوكة و عَصّب و عزوة ،،
خلي قرار العفو و الدية سهل
و مر بدون مشاكل،،
مين هيفتح بقه؟؟
مجرد معارضة رمزية للقرار
و رجوع بعده للحياة اليومية بعد ما انفض المولد،،
انما لو كانت معزة واحد عربي
و قتلها واحد عِلج
كان مش بعيد قتله هو شخصياً مكان المعزة،،
بس الحكاية دي و الحكم ده اتحط
في قائمة المختلف عليه من افعال
و الي قام بها عثمان
و الي تضخمت مع الوقت
حتي انفجر الوضع في النهاية،،
و مقابل كل قضية في القائمة دي انقسمت آراء الناس،،،،،،
،،،
الشيعة -او المعارضة لنظام الحكم-
( او الروافض حسب الوصف التحقيري بتاعهم طبقاً لاعداءهم لانهم رفضوا بيعات الخلفاء الثلاثة الاوائل )
بيتفننوا في إظهار الخطأ و الحجج الشرعية الي تخليه مصيبة و مروق من الدين،،
،،،،
و اهل السنة و الجماعة- او الموالاة لنظام الحكم-
( او النواصب حسب الوصف التحقيري بتاعهم طبقاً لاعداءهم لانهم ناصبوا علي و أولاده العداء )
بيتميزوا في التبرير و التهوين لاي انحراف مهما كان بسيط حتي،،،
و من وقت خلافة عثمان و انت طالع بدأ الانقسام السياسي الي أتحول لديني بعد كده،،
المعارضة بقي اسمها الشيعة
و الموالاة بقي اسمها اهل السنة و الجماعة،،،
،،،،،
في الاول مكانش الفرق باين قوي ،،
بس الانقسام قعد يزيد مع الوقت،،
بعد ميت سنة تقريبا كانوا
خلاص بقوا اعداء صراحة..
بس كانوا لسه بينسبوا الخلاف
للحكم و الحكام
بعد كمان ميت سنة
بقوا بيكفروا بعض علني،،
و نسيوا اصلا الخلاف كان ليه
و الحروب بقت لا تنقطع
و أصبحوا كانهم دينين مختلفين
،،،،،،
صحيح طبعا ان المتعصبين لعٓلي
كانوا شايفينه الاولي بالخلافة
منذ وفاة النبي،،،،
بس سيرة ابوبكر و عمر
لم تجعل لهم من سبيل كثير
للاعتراض و الهيصة
و عٓلي نفسه كان شريك
في الحكم مع الخليفتين،،،
انما من ساعة تولية عثمان
و التغيرات الي حصلت في عهده،،
انطلقت السنتهم حداداً و افعالهم نارا حارقة ،،،
،،،،،،،،،
نرجع للخط الاساسي في موضوعنا
عمل ايه عثمان في حكمه
الي استمر عشر سنين ؟
اولا هو كان عمره
عدي السبعين سنة في اول حكمه،،
يعني كانت صحته ضعفت شوية
و خُلقه ضاق و صبره قل
زي كل الناس الكبيرة،،،
و المناهدة مع الخٓلق عايزة طولة بال،،
فلجأ لانه يجيب ناس حواليه يساعدوه
و وكل لهم صلاحيات كتير
و بقي يسمع لهم في الصغيرة و الكبيرة،،،
طيب والنَّاس دول
مش كانوا برده المهاجرين و الانصار؟؟
طبعا لا،،
ناس كتير كانت ماتت
و غيرهم عجزوا و غيرهم سافروا
و غيرهم اغتنوا
وانشغلوا بفلوسهم و حاجات الدنيا
الي بقت كتيرة و ملهاش اول من اخر،،
نرجع تاني للفلوس و العبيد
الي كانوا مبيخلصوش تقريباً،،
ماسورة فلوس و عبيد
جاية من ارض السواد- الطمي- و الخير ،،
اول ما جت الفلوس دي ايام عمر
كان افراد الجيش المرسلين من العراق
بيقولوا للناس ان المسلمين
بيمسحوا الذهب مسح،،
و اجتاحت الناس ثورة مالية خطيرة،،
لم تبقي و لم تذر حجراً علي حاله،،
،،،،،
الكلام الجاي هيكون للكثير منكم
اشبه بالحكايات المنكرة و الغريبة،،
و ناس هتفتكره افتراء و تهجيص،،
بس هو سهل جدا تلاقوه
في كتب السنة علي فكرة
مش كتب الشيعة و لا حاجة،،،
،،،،،،،
،،،،،.
اتي رجل بخراج الكوفة لاول مرة،،
و لما عمر بن الخطاب ساله جبت كام ؟
قاله جبت مليون ،،
قام قاله انت سخن و تعبان من المشوار
روح نام و تعالي بكره،،
الصبح بيسأله تاني: جبت كام؟
قاله نفس الاجابة،،
عمر قاله : ويحك ،
انت عارف انت بتقول ايه؟
قاله ايوه ، ميت الف عشر مرات،
و قعد يفتح ايده و يقفلها عشر مرات..
،،،،،،،
،،،،،،.
ايامها واحد من المسلمين الفاتحين
اخد ست من علِية القوم كسٓبِية ،،
اخوها راح له يقوله
تاخد كام وتسيبها حرة؟
قاله مئة عشرة، يعني الف،،
اداهم له و قاله لو قلت
مئة الف كنا اديناك،،
الراجل قال معرفش
ان فيه اكتر من الالف،،
،،،،،،
،،،
عثمان بن عفان ادي
الزبير بن العوام أعطِية بييجي ميت الف،،
فلوس عمرها ما جت في ايده،،
قام مسك الفلوس
و هو مش عارف يعمل ايه؟
قالوله روح اشتري ارض في البصرة
، هواها حلو و الارض هناك بتِغلي
و سوقها كويس،،
عنها و جاب عزبة حلوة
في البصرة و اتفرغ لها،،
يحكي انه باع بيت من أملاكه
ب ستمائة الف
و كان عنده الف عبد
،،،،،،
عبد الله بن عمر بن الخطاب
كان عنده فلوس بالهبل
لدرجة انه كان بيلبس الجواري
بتوعه عقود دهب
و يجيبلهم هدوم حرير
و ابوه مرة زعل منه انه مِلبس الجواري
بتوعه زي الحرائر هدوم طويلة و غالية و شيك
،،،،،
عبد الرحمن بن عوف بقي
وصل حدود فضائية
اتجوز عشرين ست حرة
من كبيرات قبائل العرب،
قريش و الطايف و نجد و اليمن ،،
و طبعا كان بيطلق كل شوية واحدة
عشان مينفعش يجمع اكتر
من اربعة علي ذمته،،
و في كل طلاق
كان بيكرم الست اخر كرم،،
و هو بيموت طلق واحدة
فيهم و مات بعدها
فكانت مشكلة لأنها
مخدتش فلوس المتعة بتاعتها
"حاجة زي المؤخر كده او نهاية خدمة"
قام عثمان افتي انها تشارك
في الميراث بربع الثُمن ،،
(مع الزوجات التلاتة التانيين كلهم يشتركوا في التُمن الي هو نصيب الزوجة الواحدة اصلا،)،
و ده طلع ميت الف
يعني الثروة كانت اكتر من تلاتة مليون،،
،،،،،،،
عبد الله بن مسعود
كان قبل الانفجار المالي ده
اما زوجته تيجي تطلع زكاة
، يقولها انا و عيالك اولي
و احنا فقرا اكتر من الي هياخدوا الزكاة،
و كان ياخد منها فعلا،،
بعد طوفان الفلوس،،
جاله واحد باشا من الفرس يقوله
اشتري ارضي،
قام قاله ماشي ،
بس انت المسئول
تلم الفلوس و الخراج بتاعها
،، مش عايز وجع دماغ
،،،،،،،
عبد الله بن عباس
جاله واحد بيعرض عليه
يأجر منه ارضه
و يديله ميت الف
قام مسكه و ضربه
لانه جاي يغشه
و العزبة تستأهل اكتر من كده بكتير
،،،،،،
طلحة بن عبيد الله
جاله فلوس كتيير بالالاف من عثمان
و حطها علي قيمة ارض
كانت ليه في خَيْبَر
و بدلهم بعزبة ضخمة في العراق،،
و الفلوس بقت شِوِلة فوق بعض،،
و في يوم جابله واحد من عماله
ايراد أراضي عنده،،،
يبجي نص مليون
قام فضل قلقان طول الليل
و الصبح طلع أتصدق بالفلوس كلها
،،،،،،
حتي علي بن ابي طالب
نابه من اليغمة دي نصيب
و اشتري بيوت و أراضي
و ساب فلوس وصلت لأحفاده
و كان عنده ييجي ٢٠ جارية
،،،،،،،،
الهيصة دي كانت ضخمة
لدرجة ان الفلوس بعد ما اتفرق منها
بالالاف كده
علي النخبة القرشية
و الانصار من الطبقة الاولي
حسب السبق في الاسلام و البلاء فيه،،
فضل منها فلوس كتير
برده كفت المسلمين كلهم تقريبا،،،
لان البلاد المفتوحة
و الفلوس و الكنوز المستولي عليها
زادت جداً نظراً لإقبال الناس
بشده علي الفتوحات المباركة
و المليئة بالسمنة و السكر و الشهد دي..
،،،،،
و فوق كل ده بقي
الي عايز يروح حتة يروحها
و الي عايز يبقي عنده بيت
بيبقي عنده عشرة في كل بلد،،
يصيف هنا و يشتي هنا،،،
مولد كبير و نعمة ملهاش آخر،،،
و زي ما قلنا هما كانوا عايزين كده،،
و اختاروا عثمان
لانه اهل انه يسيبهم كده
كل القيود و التكتيف الي عمر عمله
هو فكه علي البحري ،،،
مين بقي يا عم الي فاضي
يقعد في مجالس حكم
و يتفرغ لأمور المسلمين الصغيرة والكبيرة؟؟
و فين اصلا المسلمين دول؟؟
بقوا مئات الالاف
في مساحات شاسعة
من أذربيجان حتي تونس،،
انقضي ذلك العهد البسيط الوديع،،
الي فيه ميت واحد
قاعدين في مسجد الرسول
بيشربوا لبن و ياكلوا بلح
و يجيلهم مشاكل الناس
الي هما عارفينهم شخصيا
و يقعدوا يتناقشوا ازاي يحلوها؟؟
،،،
و بعد ما كان الزبير بن العوام
معندوش غير زوجته
اسماء بنت ابي بكر - ذات النطاقين-
بقي عنده جواري و زوجات
يتوه فيهم و بيوت يتلخبط فيها،،
هيجيب منين دماغ يربي عياله
و لا حتي يعدهم حتي
بعد ما يخلص
مشاغل الاملاك و الأطيان ؟؟
طبيعي ان الأسر
أصبحت اكثر تفككا
و الاولاد مش شايفين
آباءهم أدامهم ليل نهار
يأخذوهم قدوة حسنة،،،،،
اذا كانوا ممكن ميعرفوش
اخوانهم الي في بلد تانية اصلا،،
،،،،،،
قيس ده بقي علي عامة المسلمين
هتلاقي التفسخ الاجتماعي
و فقدان الاحترام للكبار
و الرغبة في تحديهم
و إظهار العصيان لهم اكبر من العادي،،
لتعويض فقدان الاهتمام بهم كأطفال صغار،،
،،،،،
طبعا غير الحسد و الغِل
الي في نفوس الاغلبية من الناس
تجاه المليونيرات الجدد دول
ببيوتهم الرخامية
و أثاثهم الرياشي
و طعامهم الفالوذجي
و عطورهم النافذة،،،
،،،،،،
قلتلي بقي مين الي جنب عثمان
بيشير عليه
من طبقة المهاجرين
و الانصار اصحاب الرسول؟؟
كله مشغول في نفسه
و التيار شديد
و المشغوليات مبتخلصش
و الماديات تطغي و تتغول
و الاغتراف من ملذات
الحضارات المفتوحة لا ينتهي،،
،،،،،
احد الصحابة الكبار من الانصار
خباب بن الارت كان بيعيط
و هو علي فراش الموت،،
بيسألوه مالك؟
انت من الاولين المهاجرين ،
متخافش امال،،
قالهم احنا كان معانا
ايام زمان مع الرسول
ناس احسن مننا
و توفاهم الله قبل العِز و الفلوس دي
و ماشافوش منها حاجة،،
و خوفي ان العز ده يكون ربنا سلطه علينا
و نكون لما مشينا فيه و شدينا منه
نكون ضيعنا حسناتنا في الآخرة ،،،
،،،،،،
روي عن عبد الرحمن بن عوف ما يشابه
هذا الكلام في مرضه الاخير ايضا
يرحم الله الجميع
و يقينا من شر الفتن
فإنها تبتلع
الكبير الخبير قبل الغر الساذج،،
تابعونا،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق