الخميس، 10 سبتمبر 2015

الفتنة الكبري "عُثْمٓان "


                                                          


الحلقة التانية

 
"اني ما حمدتها  فأرغب فيها لأحد من بيتي
ان كان خيرا فقد أصبنا منه وأن كان شرا فشر عنا آل عُمر
  بحسب آل عُمر أن يحاسب منهم رجل واحد ويُسأل عن امر أمة محمد "

عمر بن الخطاب عندما اقترح عليه البعض استخلاف ابنه عبد الله بن عمر،،
بعد طعنه عندما كان يعالج سكرات الموت
،،،،،،،،
 

كان عُمر بن الخطاب حاكماً حازماً ورعاً زاهدا و فقيهاً في الدين 
و فوق كل ذلك عالماً بالبشر و طباعهم و العرب و ميولهم

حكم حوالي عشر سنوات 

حصل فيهم تغيرات كتيرة 

اهم حاجة فيها في رأيي كانت الفتوحات و الفلوس المتلتلة الي نزلت زي المطر علي رؤوس المسلمين،،، 
و الفلوس دايما مصيبة ،،
بتخلي الاخ يخسر اخوه و الابن يخسر ابوه،،

،،،،ًًً،،،،،،،
و عُمر كان ضد الفلوس دي و شايفها هٓم ما يتلم 
و عارف ان مفيش حد اغتني الا و عشرة غيره فقراء
و من هنا تدخل كل المصائب بين الناس

و لمواجهة مشاكل الفتوحات و ما فتحته علي الدولة الفتية عمل حاجات كتيرة ،،

أولها كان  اجتهاده الشهير لما الفتوحات في فارس كانت كبيرة جدا،،
و كان فيها أراضي شاسعة خصبة و مزارع و بساتين
و الجيوش الفاتحة شافوا ان ده" فْٓئ"،،،، 

يعني "نصيبهم"  من الغنائم و "يتقسم عليهم " 
و الخُمس بس هو الي الخليفة يوزعه حسب مصارفه الشرعية

زي ارض خيبر كده و بساتينهم ما اتوزعت علي الجيش المنتصر ايام الرسول،،،

،،،،،
بس هو شاف ان الي كان ينطبق علي كام فدان و كام درهم 
لا ينطبق علي امبراطورية و ملايين الأفدنة و الدراهم

و قرر انه أحسن حل
الارض دي تفضل ملك لمزارعيها و من المحصول يدفعوا ضريبة
و اسمها "الخِراج"،،،،
،،
 و الخراج ده يدخل في بنك كبير جدا
اسمه " بيت المال"،،
و منه نصرف علي المسلمين  كلهم و أسرهم ،،

و ده يمنع فتنة المال و ينشر روح التراحم بين الناس،،
،،
و ده كان حل كويس قوي

أجِل مؤقتا حدوث تضخم مالي رهيب
و صراع طبقي مهول كان ممكن جداً يحصل،،،، 

لو الفاتحين بقوا مليونيرات أكيد  هيشتروا بشراهة
و يخلوا الأسعار تغلي،،،،

و في المقابل باقي الناس مش هيلاقوا يأكلوا 
لان الفلوس عندهم مش زي المليونيرات دول إطلاقا،،،، 

و ده حصل فعلا في إمبراطوريات قديمة و عمل مصائب،،
و حصل برده بعد حين في الإمبراطوريات الاسلامية بس علي نطاق اقل،،
و الفضل لتقليل اثره كان اجتهاد عُمر المتنور ده،،،،
 

بس برده ده كان اجتهاده بالأساس ،،،
و فيه ناس من الصحابة اختلفت معاه 
اختلاف شديد علي فكرة،،
و شافت انه كده بيخالف القران و سنة الرسول،،،

و كانوا شايفين ان التقسيم أصوب تطبيقا لظاهر النص و الممارسات العرفية،،،
بس هو مشي كلامه و رأيه بحكم منصبه و مسئولياته

،،،،،،،،

الحاجة التانية الي عملها عشان يواجه مشاكل الفتوحات دي كانت
منع الصحابة من السفر خارج المدينة،،،،

و الحجة هنا انه خائف ان الناس في البلدان المفتوحة يُفتنوا بيهم 
يعني يمشوا وراهم يقلدوهم و يسمعوا كلامهم في أي حاجة 
بحكم الانبهار بالأسماء الساطعة و الشخصيات القوية لصحابة الرسول،،،،،

العامة هنا ممكن تتخانق مع بعض 
ده يقول شفت فلان قدوتي بيلبس احمر يبقي ده الصح و التاني يقوله لا ،،
الأخضر أحسن ، فلان حبيبي  بيلبسه،،
و يمسكوا في بعض ،،

طبعا ده مثال بسيط 
ممكن تشوفه في خلاف الناس أيامنا دي علي اي خلاف
بين المشاهير الي بيحبهم و يتبعهم كل جماعة فيهم ،،،،،

برده فيه ناس كتير اتضايقوا من " الاحتجاز القسري " ده،،،،
و الي عايز يروح اي حتة بره" المدينة"  ياخد إذن،،،،  
فين القرآن او السنة الي تقول كده؟؟

بس برده هو الامير،،،
و له علي الناس السمع و الطاعة،،،
،،،،،،،،

فيه حاجة كمان مهمة جداً عملها الخليفة عُمر،،
بخصوص  "المؤلفة قلوبهم"،،

و دول غالبا زعماء قبليين كبار ،،،
كان الرسول يعطيهم من مال "الفئ "و الصدقات( الزكاة)
و ده نص قرآني واضح و شهير،،،،

لكن عُمر شاف ان ده ظرف مؤقت،،،
مرتبط بأوقات بداية تكوين الدولة لما كان الاسلام لسه وليد جديد،،،
خوف انتقاض الزعماء و خيانتهم للدولة،،،

دلوقتي بقي الدولة قوية و الاسلام منتشر،،، 
الي كان ملازمنا عشان الفلوس يغور،،،
و مش محتاجينه في حاجة،،،،

طبعا بقي هنا ده مش مجرد اجتهاد فيما ليس فيه نص،،،
ده قلب كامل للنص و معناه الصريح،،،
و توقف عن إعمال ما كان يتم في عصر الرسول و ابو بكر ،،،،

طبعا دي حاجة محتاجة قامة ضخمة ،،،
زي عمر عشان يعمل شئ بالخطورة و الچِدة دي،،،

و فهم عميق لمقاصد الدين،،،
و التفريق بين ما هو من لوازم الدين ، 
و ما هو من لوازم العصر،،،

مش اي حاجة في القرآن او عملها الرسول،،
تبقي من الشرائع المقدسة التي لا تُمٓس،،،

دي فلسفة عمر في موقفه ده،،

ملحوظة بالنسبة للنقطة دي:
عُمر رجع تاني و أعطي من سهم "المؤلفة قلوبهم " للكبار من زعماء الفرس،،،
تأليفا لقلوبهم بعد الفتوحات،،،
يعني لم يوقف السهم نهائياً،،
و إنما أوقفه عن العرب نهائياً،،، 
،،،،،،،
،،،،،،،..

مش بس كده،،،
ده كمان اشتد في معاملة الزعماء القبليين العرب  دول،،،
و خلاهم من المؤخٓرين في النقاشات و المداولات و أمور الدولة،،،

ركنهم علي جنب يعني،،،

ضربة قوية لمراكز القوي دي،،،،
خد بالك ان كتير من دول من سادة قريش و الطائف و قبائل نجد و غيرها..

،،،،،

فيه حاجة تانية ارتبطت بالفتوحات و زيادة رقعة الدولة و سكانها

و دي كانت ما يسمي ب" الموالي"

غالبا هما سبايا الحرب و اعتقهم أسيادهم من العرب الغزاة،،
مقابل مال او علم او أدب او حتي لوجه الله،، 
فانتسبوا لمن أعتقوهم و صاروا كأنهم من اتباعهم عندما يُعرفون عن أنفسهم،،،

في العصر ده مفيش بطاقات او باسبورات،،،
الشخص لازم يقول اسمه و في اخره القبيلة بتاعته ،،،
دي بطاقته الشخصية في المجتمع القبلي ده،،،،

و من هم من خارجه من غير العرب،،،
لازم ينتسبوا لحد من الناس الواضحي النسب دول،،،

،،،،
فكرة قريبة من فكرة " الكفيل"  حاليا،،،
الناس الغرباء عن البلد ،،،،،
لازم ينتسبوا لحد من أهل البلد من ذوي الأهلية امام المجتمع القبلي ده،،،،

اما كده
و اما "الغريب " ده مش هيلاقي حد يأجرله بيت او يجوزه جارية او يشغله في بستانه،،
لانه غير واضح الهوية،،،
معاهوش بطاقة يعني،،،

الموالي دول بقوا اكتر من العرب في المدن،،،
هما صحيح اغلبهم عبيد و غلابة و اسري حرب مكسورين،،،

إنما ليهم طبعهم و فكرهم و لغتهم و تطلعاتهم و آمالهم في الدولة الجديدة دي،،،

،،،،، 
كنت فاكر أني هقدر أعدي بسرعة علي عُمر بن الخطاب
لان الفتنة محصلتش أيامه ،،،،
بس حاجات كتير بدأت بذورها معاه...

عشان كده لسه  مكملين معاه،،،،،

تابعونا،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق