الجزء السابع
وقفنا عند توضيح لخفايا تغير الناس
و طباعهم و اهتماماتهم
في عهد عثمان
و ايه الي الفلوس و العبيد و الجواري
عملوه في الشبكة الاجتماعية
لمجتمع الصحابة و ما حولهم
من بلدان العرب و العلوج
و ان الي الكفار و المنافقين مقدروش يعملوه
للنواة الصلبة لمجتمع المسلمين
طوال اكتر من عشرين سنة
قدرت الفلوس تعمله
و تخلخل تماسك النواة دي
من المهاجرين الأوائل و الأنصار
انشغلوا بأموالهم و عائلاتهم
و لم يعد لهم وجود قوي ملموس
في إدارة و حكم الامبراطورية حكماً
يتفقون عليه في اغلبهم و يرونه حكما رشيدا
هل ممكن نلوم عثمان انه استخدم أقاربه
بصورة واضحة و ممكن تكون مستفزة؟؟
و هي الحجة الي قامت عليه بشدة في مختلف الأمصار
و كانت حجة من الصعب الدفاع عنها الحقيقة
،،
،،،،،
أنا لا اعتقد ذلك إطلاقا،،
الوقت ده كان وقت الجيل التاني و شبابه
خد بالك ان عثمان بيقرب من التمانين سنة،،
و كل جيله تقريبا زيه ،،
صحيح صحتهم معقولة
مش بيخرفوا و لا بيتشالوا بنقالة
بس الحكم و الادارة عايزة صحة
و الشباب زي مانتوا شايفين كتير جداً
مين فيهم الي يمسك و يحكم
و مين يقعد جنب زوجاته و جواريه؟؟
،،،،،
علي فكرة القعدة جنب العيلة
و الفلوس و الجواري جميلة جدا
بس طبع الناس في البلاد دي
حب الرياسة و الإمارة
و كراهة تفوق أبناء العم و لو بشبر فيها
،،،،
فيه صحابي من العشرة المشهورين بالبشارة بالجنة
هو اسمه عمرو بن زيد بن نفيل
هو الي دايماً الناس مبتعرفش اسمه
لما يحبوا يقولوا اسماء العشرة الكبار دول
مكنش ليه اي دعوة بالحكم و الإمارة و مشاكلهم
كان صاحب ضياع و قصور
و أموال و عبيد و جواري
و خلف تقريبا ٣٠ ولد و بنت
كانوا كلهم أغنياء من وِرثه
و ده سبب انه مش مشهور لينا
مع انه كان راجل صالح و عابد
و مشهور بالتقوي و
نصرة الدين مع الرسول من البداية
شوف ازاي ان واحد بس من العشرة دول
مكانش ليه في السياسة و اشغالها
،،،،،،،،،
و بكده تعرف سبب التنافس
علي مناصب الإمارة
و استنكار ان عثمان
فٓضٓل أقاربه من بني أمية للإمارات المهمة
،،،،،
الإمارات المهمة هي
مصر و الشام و البصرة و الكوفة
و سر أهميتها
قربها الشديد من مركز الحكم
و انتشار العرب فيها من زمان
قبل الفتوحات حتي بسنين طويلة
و الخِصب الشديد
و الفلوس الكثيرة الي بتيجي منها
و الإمارات دي كانت كلها ايام عثمان
محكومة بشباب من بني أمية
،،،،،
بالاضافة لمنصب مهم جداً
و هو منصب
الحاجب او حامل الأختام
او الوزير او المستشار،،
و ده كان
مروان بن الحكم بن العاص
ابن عم عثمان
و الي كان برده أيامها في سن الشباب
و كان أمين سره و بمثابة ابنه
لانه تقريبا اتربي في بيته من الصغر
،،،،،،
طيب هو ده ليه كان حاجة مستفزة جداً؟؟
لان الشباب دول كانوا يمثلوا لناس كتيرة
عودة الحكم لل" طلقاء" من أعيان قريش،،
و الي كانت بيوتهم من اهم البيوت
الي عادت و حاربت الرسول
و لم يدخلوا الاسلام
الا غصبا و قهرا بعد فتح مكة
طيب و ايه يعني؟؟
مش الاسلام يٓجُب ما قبله؟؟
ايوه طبعاً
بس مش لدرجة ان أبناء الطلقاء
و الأرستقراطية المهزومة من العهد البائد دي
هي الي تمسك الحكم في الامبراطورية
ينفع ثورة يوليو تجيب باشوات
من العهد البائد يمسكوا البلد؟؟
اذا كانت الثورة قامت علي نظامهم أساسا !!!
،،
طيب ينفع حد من المرتدين
الي انهزموا و رجعوا للإسلام
يمسك حكم الإمارات و أمور المسلمين؟؟!!
بالاضافة لان الشباب دول
كان علي سلوك بعضهم
و شخصياتهم مآخذ شرعية و أخلاقية
،،،،،،
ليه عثمان عمل كده؟؟
لانه بصراحة كده
كان بيحب عائلته من الامويين
و بيحب يعطيهم
من ماله و يصل رٓحِمُه
و بالتبعية
بيحب يخليهم حكام و أمراءها
لان ده فيه منفعة ليهم
،،،،
وجهة نظره انه
مدام دول شباب عندهم كفاءة
و مدام هو الخليفة و من حقه اختيار الامراء
فمن حقه يجيب اي حد يشوف انه يصلح للأمر
هل ده غلط؟؟
،،،،،
يمكن في أيامنا الحالية
و مع انتشار مفاهيم تقسيم السلطة
الي حكومة و برلمان و قضاء
و فصلهم عن بعض
و المحاسبة الدورية للحكام
و كراهة تولية الأقارب عموما خوف
شبهة الفساد
و غياب الشفافية
و سيادة المجاملات و الواسطة
بقت تعتبر دي حاجة مش مستحبة عموما
،،،
جمال مبارك مثالا علي ذلك
رغم كل عيوب و تخلف نظام الحكم عندنا
،،،،،،
الا ان في الأيام الي بنتكلم فيها دي
مدام القرار مفيهوش مخالفة
قوية و صريحة للكتاب و السنة
فمن حق الخليفة يعمل الي هو عايزه
يسمع رأي الناس ماشي
إنما في الاخر
محدش يقدر يقوله:
عندك ، مش من سلطتك الحكاية دي
،،،،،ً
،،،،،،
" الشوري" الي بتسمع عنها ليست الا
الاسترشاد برأي الناس الي عندهم
علم اكتر
في موضوع متخصص او مسالة معقدة مثلا
زي القاضي ما يجيب تقرير الطب الشرعي كده
و يطلع عليه في القضية
مين الي بيحكم في الاخر؟؟
القاضي طبعا
و تقرير الطب الشرعي استرشادي بالنسبة له
هي دي " الشوري" ببساطة
،،،،،،،
بالاضافة ان الخليفة عنده كل السلطات
حكومة و تشريع و قضاء و قيادة جيوش كمان
كل السلطة دي محدش يقدر يراجعه فيها
مدام مارتكبش مصيبة مهولة
في حق الدين او الرعية،،،
و حتي لو عمل كده
ممكن كلامه يمشي كمان
و التبريرات و التفسيرات موجودة ،،،
شفتوا ازاي عمر بن الخطاب
أوقف مصرف المؤلفة قلوبهم
و منع تقسيم فئ أراضي السواد
و دول حالتين فيهم مخالفة قوية للكتاب و السنة
بس كلامه و تفسيره و رأيه هو الي مشي
رغم المعارضة القوية للقرارات دي
،،،،،
بالمنطق ده
تلاقي من حق عثمان يعين الي هو عايزه
و ده الي قالوه الفقهاء
الي برروا موقف عثمان ده بالحجة دي:
هو ولي الامر و الخليفة
و يعمل الي هو شايفه
،،، ،،،،،،
كمان مسالة ضعف المجلس الاستشاري
من المهاجرين و الأنصار الأوائل
لعدة أسباب وضحناها
ساهمت في إطلاق يد عثمان في الموضوع ده
،،،
و لغاية دلوقتي في بلادنا و غيرها
اما تحب تدي منصب لواحد
و يكون قريبك
ممكن يدي بكفاءة في المنصب ده،،،،،
اكيد بتجيب قريبك
و لو حد عايز يشغل واحد في وظيفة
بيسأل الناس الي حواليه
يرشحوله اسماء ناس أكفاء من معارفهم
لان ده بيكون فيه ثقة برأي الناس الي حواليه
و نظراً للمصلحة العامة و انسيابية الشغل
لان الناس في بلادنا
غير موضوعيين و محترفين في الشغل
و لو زملاء العمل مش مريحين و مهضومين لهم
ده بيعمل مشاكل كبيرة جدا
بالمنطق ده
عثمان جاب مرؤوسين يعرفهم حق المعرفة
منه بيصل رحمه بالتوسيع عليهم
و منه بيكسر التوتر الي ممكن يحصل
لو عين ناس غرباء عنه في المناصب دي
،،،.،.
صحيح انها مش الطريقة المثلي
لاختيار مرؤوسيك
بس هي الأكثر واقعية
في ظل الظروف الغير مثالية في العمل و المكاتب
،،،،،،،،
حتي ان علي بن ابي طالب نفسه بعد كده
عين أربعة من ابناء أعمامه و أقاربه كولاة و امراء
لنفس الأسباب:
أهل للثقة
معرفة شخصية
تقليل التوترات
صلة الرحم
هم ذوي كفاءة و علم ،
مش جايين من الشارع يعني،،،،
،،،،،،،،،
طيب ليه ابو بكر و عمر معملوش كده؟؟؟
و هي دي سنة الخليفتين الي هو بيقلدها؟؟
،،،،،ً
الكلام ده شكله حلو و منطقي
بس في حقيقته كلام فارغ و مهترئ
لان اكيد الزمن و الناس اتغيرت
ازاي عايز التصرفات تبقي زي ما هي
رغم تغير كل الظروف تقريبا؟؟
الكلام ده بيفكرني
بالي يسموا نفسهم" الناصريين"
اي حاجة تحصل
يقولك ناصر كان بيعمل كده
او مكنش بيعمل كده
يا عم انت نفسك متعرفش
لو ناصر بيننا دلوقتي
كان عمل ايه أساسا
و اذا كان عمل حاجة من خمسين سنة و نجحت
فده مش ضمان إطلاقا ان الحاجة دي لسه ناجحة
،،،،،،
،،،،،،،
ابو بكر الي تولي
في ظروف استثنائية و خطيرة
و الدولة بتنهار حواليه
و عُمر الي كانت اهم نقاط تميزه
هي الشدة علي نفسه
و علي أهل بيته قبل المسلمين
اكيد مش زي عثمان
الي بيحكم امبراطورية شاسعة
و الفخفخة و الرفاهية بترفرف
علي رعاياه من العرب كلهم تقريبا
فلا تصح المقارنة إطلاقا
ناهيك عن ان أقارب معاوية
من ولاد الذوات و الأعيان
و جايين من بيوت أرستقراطية
فيها التعليم و الاحتكاك بالثقافات المحيطة
اعلي بكتير من البيوت التانية في الزمن ده
الامويين دول كانوا تقريبا كده باشوات العصر البائد
فأكيد هتلاقي ناس تنفع في الإمارة و القيادة
بينما،
ابو بكر كان من آل تيم
و عُمر من آل عدي
و البيتين دول مكانوش من الاشراف أيامها
فأكيد فيه نُدرة في مرشحيهم للرئاسة و الحكم
،،،،،،،
مين بقي الشباب و الأقارب
الي ثار حواليهم المشاكل دي؟؟
عبدالله بن ابي السرح
معاوية بن ابي سفيان
الوليد بن عقبة
سعيد بن العاص
عبد الله بن عامر
و اخيراً و ليس آخراً ،
مروان بن الحكم
،،،،
الحلقة الجاية هنشوف هما مين بالتفصيل و عملوا ايه ،،،..
تابعونا،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق