الخميس، 10 سبتمبر 2015

الفتنة الكُبري "عُثْمٓان"


                                                             

الجزء ١٩ و الأخير  

ازهق الثوار القتلة 
روح الخليفة عثمان
غيلة و غدراً
مع سبق الإصرار و الترصد

قتلوه
 و كل من في المدينة
 من صحابة و تابعين
ينظرون

 و لا يدفعون ذلك بقليل او كثير
بل منهم من كان
 في عداد القٓتلة
او المُحرضين
او الُمشجعين
او المُساعدين
او المُوافقين
او الُمتهربين
او الُمتخاذلين،،،،

و نفر لا يتجاوز أصابع اليد
هم من حاولوا فعلا
حماية الرجل بدمائهم،،

قُتِلَ الرجل
و انتهت بموته
 مرحلة السذاجة السياسية،،

لن تجد بعده
 من يسكت علي 
انتفاض سياسي
او عصيان اداري
او تمرد شعبي،،،

سيصبح السيف و السوط
 هما أساس الحكم
بعد ان كانا من مقوماته،،

سيعرف كل الحكام
 انك لن ترضي كل الناس مهما فعلت
و سيجتهدون فقط ان يرضوا
 اتباعهم المخلصين اساساً
و باقي الرعية ان سمح الامر،،

،،،،،

تستمر المأساة المتكاملة
حتي بعد قتل الرجل

فلا احد يتقدم لإكرام الميت
و سرعة دفنه

تُترك جثة الشيخ القتيل ملقاة
لا يستطيع احد الاقتراب منها لدفنها

لا يُدفن حتي  كابسط مسلم عادي
 بعد الصلاة عليه في المسجد

يخرج بعض الطيبي القلب خِلسة لدفنه
فيعارضهم صحابي أنصاري اخر،،

هو اسلم بن بجرة
مانعاً إياهم 
من دفنه في مقابر المسلمين

و قيل حصبهم الغوغاء 
و السوقة بالحصي،،

فلا يجدون مفراً 
من دفنه في مكان  حقير،،

قيل اسمه 
"حوش كوكب"
قيل كان مكاناً للقمامة
و قيل كان قبراً لليهود

يهيلون التراب بسرعة كأنهم مجرمون
و يسارعون الخطي بعد الدفن،،
 خوفاً من احمق او مجنون
 قد يفعل من المنكرات ما لا دافع له..

،،،،،،،
الحتة الاخيرة دي 
من اقسي ما حدث الحقيقة
فالكراهية و الإرهاب و الحقد و الجهل 
جعلوا من القتيل نقيصة و العياذ بالله
فلا يستطيع احد ان يقربه

و يتبرأ الناس حتي من دفنه بجوارهم
ناهيك عن الصلاة عليه

،،،،،
هل في ذلك عظة و درس؟؟
بالتأكيد 

لا تأخذك رحمة بمعارضيك
هذا هو الدرس الاول
الذي تم تطبيقه بكفاءة بعد ذلك 
،،،،،،

تظل المدينة و أهلها 
في فزع و جزع حقيقيين هذه المرة
كان الكل يظن
 ان الخلاص قادم بعد تنحيته
و ستبدأ الأيام الجميلة في الرجوع
و تزدهر الدولة العادلة القوية

لكن تسارع الأحداث
الذي وصل للقتل،،

أظنه لم يكن الخيار الاول للناس
كان الأفضل لهم
 ان يعتزل الرجل من نفسه،،
و يكون اكثر كرماً في هذه اللحظة
مما كان طوال عمره
،،،،،

بس اللحظة دي صعبة
التنازل عن الحكم و الكرسي،،
و ترك نفسك
 تحت رحمة السوقة و الغوغاء
فتنقلب من عزيز لمٓهين،،

شئ لا يقدر عليه
 الا القلة من الناس،،
و لم يقدر عليه الخليفة عثمان
 فكان تدافع الأحداث الذي لا مفر منه،،
،،،،،،،

كان الثوار كالمجانين 
يطوفون المدينة ليل نهار 
مهللين لفوزهم

و لكن ماذا بعد؟؟
قتلت عدوك و أنهيت خطره

ما الذي ينبغي عليك فعله الان ؟؟

سؤال قلما كانت له اجابة واضحة
 الا عند القليلين من البشر
و حتي هؤلاء
فشلوا غالباً في تطبيق اجابتهم،،

فالحقيقة ان عدوك
 هو أفضل مبرر لوجودك
و هو صورتك بالنيجاتيف،،

ان كان حسناً كنت كذلك
و ان كان قذراً فأنت مثله،،

تٓخير عدوك و خصمك
فان كان خصماً جيداً اميناً قوياً،،

فحافظ عليه
ولا تدمره ارجوك،،

فالقادم بعده أسوأ و أضل سبيلاً
كن علي ثقة من ذلك،،

،،،،،،
أنا مكنتش بحكي الكلام
 ده عشان أوضح 
مين صح و مين غلط
أنا مش حكم اصلا

و مكنتش موجود وقتها 
 عشان أتأكد من كل كلمة و موقف
و كل الكلام الي بقوله و احكيه ده 
هو مجرد صور من الحقيقة

الحقيقة نفسها محدش بيعرفها
و لا حتي الي عاشوها نفسهم

و التاريخ كله
 ليس الا رواية المنتصرين غالباً

و المأساة الكبري ليست في القتلي
بل في تكرار الكارثة
 آلاف المرات و علي نطاق أوسع
،،،،،،،

زي ما شفتوا
نقدر نستنتج بسهولة 
كتير من الألغاز
 الي بيتخانق عليها الناس

الفقهاء و المشايخ
بيفكروا في الفتنة دي 
 جوه نطاق ضيق

نعمل ايه او نقول ايه 
عشان نحافظ علي القداسة للصحابة 
لو كانوا فقهاء  أهل السنة

او بالعكس 
عشان نحطم صورة بعض الصحابة
 لو كانوا من فقهاء الشيعة

مش هدفهم الحقيقة للحقيقة
او تحليل ما حدث فعلا
للاستفادة من الأخطاء و عدم تكرارها

،،،،،

،،،،،،،،.

نراكم قريبا بإذن الله في الكتاب الثاني:

الفتنة الكبري "عٓلِي"

،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق