الجزء ١١
(مررت بالربَذَة فإذا أنا
بأبي ذر رضي الله عنه ،
فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟
قال: كنت بالشام،
فاختلفت أنا ومعاوية في:
(و الذين يكنزون الذهب و الفضة
و لاينفقون في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)
قال معاوية:
نزلت في أهل الكتاب،
فقلت: نزلت فينا وفيهم،
فكان بيني وبينه في ذاك،
وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني،
فكتب إلي عثمان:
أن اقدم المدينة فقدمتها،
فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك،
فذكرت ذاك لعثمان " فقال لي:
إن شئت تنحيت، فكنت قريبا،
«فذاك الذي أنزلني هذا المنزل،
ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت»).
عن زيد بن وهب
صحيح البخاري
،،،،،،،،
وقفنا عند الشابين الهاشميين الشريفين
الذان وقفا ضد عثمان وقفة مهولة
و كانا من قادة الثورة ضده
محمد بن ابي حُذيفة
و محمد بن ابي بكر
نكمل بقي المشاهير من قادة الثورة
،،،،،،،
مالك بن الحارث النُخَعي
الشهير بالاشتر
هو من الصحابة و ان كان لم يبرز
في التاريخ الاول للإسلام لكثرة الصناديد
و لم يُعرف وقت إسلامه
روي الحديث و قرض الشعر
و كان مهول الجسم و مهيب المنظر
فارسا لا يشق له غبار
ابلي البلاء الحسن في حروب الردة
و كانت له بطولات و وقفات و جولات
لا تُدرس لنا نظرا لموقفه من عثمان
حتي ان كونه من الصحابة
و الأتقياء من المسلمين
يتم إنكاره
بين أوساط السلفيين و مشايخ السنة
و لكن ينسب له و لقومه " النُخَع"
الكثير من الفضل
في الفوز في موقعة اليرموك
بعد تنحية خالد بن الوليد
كما انه كان من الفرسان المبارزين
الذين يفتتحون المعارك
عندما تتقاتل الأبطال و تتنازل
و الذين كان دوما لمنازلتهم
اكبر الأثر في الفوز بالمعارك
لم يُهزم جيش كان فيه ابداً
كان زاهدا صائما قواما
لم يعرف عنه ظلم
او تجبر علي ضعاف الناس
و كان لباسه
من ابسط ما يلبس الناس
تولي الإمارة علي " الجزيرة"
ما بين الموصل و الشام
للخليفة علي بن ابي طالب
و اغتيل و هو في طريقه لتولي "مصر"
قتلة غدر و خداع بالسُم
لُقب ب" الأشتر"
لقطع أصيب به في عينه في احدي المعارك
و غلبت شهرته علي اسمه
فعُرف ب مالك الأشتر
،،....
الأشتر ده بقي بيمثل احد اكبر صور الصراع
الطبقي القبلي في المرحلة دي
هو سيد و قائد و ذو باع في الاسلام
بس مش من قريش
و لا من الأنصار
و لا من الصحابة الأوائل المُقدمين
و دول هما الي كانوا اكتر ناس
مستفيدين حتي الان
من الفورة المالية و الإقطاعية
الي حصلت في العصر ده
مش كلهم طبعا
بس كتير منهم استفاد
من فيضان الفلوس الي اغرق المسلمين
و قليل منهم من اعترض
الرسول مات و هو فقير ماليا
ليس ببيته أموال في شِوِلة
و لا الف من العبيد و الجواري
و لا يمتلك إقطاعيات تدر دخلا منتظما
و سهم فدك بخيبر
كان تقريبا موقوفا للخير
و الفئ الي كان بيجيله من المعارك
كان اول بأول بيوزعه
علي الفقراء و المحتاجين و المؤلفة قلوبهم
و جري علي سنته ابو بكر
بس زي ما بيننا ان النهر
بدأ في الفيضان ايام عمر
و بقي الصحابة المُقًدٓمين دول
معاهم الآلاف و يمكن الملايين
حتي روي ان عمر بن الخطاب نفسه
-الفقير نسبيا وسط الصحابة-
دفع مهرا كبيرا
ليتزوج ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب
و كان المهر بالآلاف- يقارب الأربعين-
الفوارق المالية زادت جدا
و كبرت ايام عثمان
و تكونت الأرستقراطية الجديدة
من المجاهدين الأوائل و الأنصار و عائلاتهم
فيه حكاية قريبة شوية
حصلت في عصرنا الحديث
مع الفارق الضخم طبعا و حفظ المكانة
،،،،،،
حركة " فتح" التابعة
لمنظمة التحرير الفلسطينية
بقيادة ياسر عرفات
الناس دول كانوا فدائيين و مجاهدين
و عاشوا سنين طويلة
علي اقل القليل
من متاع الدنيا و ملذاتها
و مات منهم ناس كتير ايام الجهاد
و لم يخلفوا قليل او كثير من بعدهم
إنما من بعد ما بقوا سُلطة و حكومة
و الفلوس جريت في أيديهم
انقلبت سيرتهم لناس أغنياء
يتملكون البيوت و السيارات
و تتحلي زوجاتهم بالذهب و المجوهرات
مش عيب طبعا
إنما اكيد بتشوه صورة المجاهد الزاهد
المتقشف الذي باع الدنيا و اشتري الآخرة
،،،،،
،،،،،،،،
نرجع لقصتنا الأصلية
لحد كده و الأمور كان
مسكوت عنها نسبيا
الصحابة الأوائل و الأنصار دول
فضائلهم و مآثرهم ينكتب فيها مجلدات
المشكلة بدأت تتفاقم
لما انضم للطبقة الأرستقراطية دي
ابناء "الطلقاء" من الامويين و القرشيين
و من كان حولهم من حاشية و اتباع
هنا بقي ارتفعت أصوات
المعارضة الشعبية شيئا فشئ
و بدأت أصوات تستنكر أصلا
فكرة ان يكون المسلم غنياً
تتصاعد و تتزايد
و سنة النبي اكيد
ليس فيها غني و قصور
و القرآن لا يحث إطلاقا
علي اكتناز المال بل العكس
و الصفات الحسنة هي
الزهد و القناعة و العطاء
و ليس الثروة و الأطيان و رأس المال
الاسلام كان لسه في طورالتشكل
كأسلوب حياة
و الخلاف ده بتاع هل يحق للمسلم
الغِني الفاحش ده؟؟
كان غير واضح فقهيا و شرعيا
و صحابة كبار زي
عمار بن ياسر و ابو ذر الغفاري
رفعوا أصواتهم بالاستنكار
و شفنا فوق الحوار بين ابو ذر و معاوية
و الي انتصر فيه معاوية لاحقية المسلم
في الغني الفاحش مدام بيدفع الزكاة
و ان الي هينكوي بنار الذهب المكنوز
هما اليهود مش المسلمين!!!!؟؟؟
بينما ابو ذر شايف
ان كنز الذهب ليس من الاسلام
و لا يبات المسلم غنيا
و له اخوة فقراء لا يجدون القوت و المسكن
،،،،،،
لو قُدر لفكرة ابي ذر الانتصار
لربما تغير وجه التاريخ
و لما ظهرت الفتنة الكبري دي أصلا
و لكن دورة التاريخ بتاعة الغني و الفقر
و الاحتكاك الاجتماعي الناجم عن ده
لا تنتهي و تتكرر في كل وقت و عصر
و لم يفلت منها حتي
مجتمع الصحابة زي ما شفتم
،،،،،
فيه سؤال يطرح نفسه
ليه ابو ذر احتد علي معاوية دوناً عن غيره
في حكاية الفلوس و القصور
مع ان الكثير من الصحابة
كان عندهم فلوس و قصور
اعتقد لانه كان حاكم و والي
و دايما الوالي الغني شُبهة
بالذات لو الغِني جاله
من بعد فقر و مع المنصب الجديد
بالاضافة لان غِني معاوية
كان مشابه لغني قيصر
و رفاهية الشام
و هو ليست له هيبة الصحابة الكبار
و معزتهم عند ابي ذر
زد علي ذلك انه
من ابناء الطلقاء زي ما قلنا،،
تعرف ليه الحنق عليه مضاعف..
،،،،،
اشتكي معاوية لعثمان
ان ابو ذر ماشي يلسن عليه بين المسلمين
و يستنكر عليه سيرته و طريقة حكمه
و الرفاهية السائدة في قصوره
و بيألب الناس عليه
عثمان جاب ابوذر و أتكلموا مع بعض
،،
هنا تختلف الروايات
ناس تقول الحوار كان ودي
و انتهي بان ابو ذر اعتزل الناس
و قال انه يطيع ولي الامر
و لو كان عبدا حبشيا
و ناس قالت انه كان حوار ناري ملتهب
اتهم فيه ابو ذر عثمان
انه هو السبب في الي بيحصل ده
و انه مشارك لمعاوية و غيره
في الذنب ان لم يعزلهم
و يولي غيرهم ناس تسير السيرة الأولي
و ان عثمان ثار واتنرفز
و قرر ان ابو ذر زودها و طول لسانه
و ضربه و عذبه و نفاه مع عائلته
لمكان صحراوي بعيد هو" الربذة"
حتي "مات و حيدا"
كما هو مشهور عنه في حديث الرسول الشهير
أنا طبعا شايف ان مسالة ان ابو ذر
هادن و سالم و أطاع ولي الامر
حتي لو في الظلم و الخطأ
لا تستقيم إطلاقا
لان زي ما وضحنا قبل كده
في الحديث عن ثورة
محمد النفس الزكية ضد
ابي جعفر المنصور
احاديث
"طاعة ولي الامر مهما كان ظالما"
واضح فيها الاختلاق
في العصور المتأخرة
بغرض حقن الدماء و تجنب الثورات
و شفنا ان عمر لم يستنكر ان يُقٓوِمه
واحد من المسلمين
" بسيفه " ان اخطأ او تجاوز
و كذلك ابو بكر كان عالما
انه "أجير " و ليس بأمير او ملك
فأبو ذر لن يهادن او يستكين فيما يراه
افتئاتا و تعديا علي حقوق المسلمين
و انحرافا عن رسالة الاسلام الأصلية
و هي القناعة و الرضا
و السكينة الداخلية
و تجنب ملذات الدنيا
التي تورث العداوة و البغضاء
اما مسالة الضرب و النفي
فلست بمتيقن منهما
و ان كنت اعتقد انه ناله
توبيخ شديد و تهديد أشد
دفعاه للنفي الاختياري
لانه لم يكن فعلا يري
مقاومة ولي الامر بالعنف
و تقويمه بالسيف
و بكده ابو ذر بموته مظلوما وحيدا مقهورا
كان الأيقونة التي تحتاجها الثورة للانتعاش
"زي خالد سعيد كده و ثورة يناير"
مين بقي الي أشعل الثورة
بالسلاح بعد كده و العنف؟
أيوة،،،
مالك الأشتر
الي يقال انه كان من الناس
الي حضروا وفاة ابو ذر
و كفنوه بقطعة قماش قصيرة حقيرة
في حفرة في وسط الصحراء
و يقال انه اقسم بسيفه
عند قبر ابي ذر
ان الحق لا بد ان يسود
و ان رسالة ابي ذر سوف تنتصر
مشهد سينمائي مؤثر
،،،،،،،،،
عمرو بن الحٓمِق الخزاعي
من بني خزاعة حلفاء النبي
و سدنة الكعبة القدامي
صحابي اسلم
قبل فتح مكة و له رواية احاديث
برده يمثل ثورة الناس "الي تحت "
من المسلمين الي معجبهمش
الحال المايل من غِني و إمارة
لأبناء الطلقاء
و شافوا ان ده
انحراف عن رسالة الاسلام
تفتكروا لو ابن الحٓمق
ده كان من المقربين من الدولة
كان هيبقي ليه نفس الثورة دي؟؟
معرفش الحقيقة
بس اكيد مش للدرجة الشنيعة
الي هو عملها بعد كده
،،،،،.،.
عبد الرحمن بن عُدٓيس البٓلٓوي
ده بقي صحابي من بني بٓلِيْ
-زي منصور البلوي بتاع اتحاد جدة كده-
واضح برده انه مش قرشي
و انه من الحانقين علي دولة عثمان
و التفاوت الطبقي و المالي فيها
بس الجديد فيه انه من الصحابة
الي كانوا بايعوا النبي
في بيعة الرضوان
و الي كانت تحت شجرة
في الصحراء حول مكة
و اقسموا للرسول انهم
لا يرجعون عن قتال قريش ابداً
و لو كلفهم ذلك أرواحهم كلهم
و نزل فيهم القرآن و الآية الشهيرة:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾
طيب صحابي بهذه الرتبة
لما يثور علي عثمان
ثورة مُنكرة شديدة كده
ده معناه ايه؟؟
معناه ما قلناه من الانقسام الشديد
في صفوف المسلمين
نتيجة كل الظروف الي وضحناها
تيجي للسلفيين و تفسيرهم
لموقف صحابي كبير زي ده
تلاقيهم اما ينكروا انه
من حاضري بيعة الرضوان
و اما ينكروا انه
من كبار الثائرين علي عثمان
و يكذبوا اي حد يقول اي حاجة
عن الحكايتين دول
و خلاص ،،
هى كده و انتهي
ان كان ده يرضي سؤالك
و يوضح لك حاجة من الغاز الفتنة
فننصحك بالتوقف عن القراءة
لان الجاي بعد كده أصعب
و خليك مع التفسيرات" الواضحة"
بتاعة معسكر الصواب و معسكر الضلال
الي لا تودي و لا تجيب
،،،،،،،،
أسلم بن بجرة الأنصاري
ده صحابي و من الأنصار
و دي نقطة مهمة جداً
لانه من القليلين من الأنصار
الي وقفوا بوضوح ضد عثمان
و ان كان هناك كثير منهم
من المتواطئين صمتاً كما سنري
ينسب للصحابي ده احاديث و منها
ما ذُكر في مذبحة بني قريظة المزعومة
،،،،،،،.،
بكده نبقي وضحنا المقدمات
الي أدت للثورة
و أشخاصها المُبٓرٓزين
نشوف بقي ايه الي حصل بعدين
تابعونا،،،،،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق