الخميس، 10 سبتمبر 2015

الفتنة الكُبري "عُثْمٓان"




                                                             

الجزء١٦

و قفنا عند 
انتفاض الكوفة و مصر ضد الخليفة
و راينا كيف اختلت سلطته 
و ضعف أمره بالتدريج

و ازاي الثورة عرفت تستغل
 نقاط الضعف الموجودة في حكمه
و تروج لفكرة الحاكم الظالم 
ذي البطانة السيئة
و تنفخ في النقاط الي 
ممكن تعتبر سلبية في حكمه

و ده قدر يلاقي قبول جيد
 بين قطاع كبير من العرب و المسلمين،،
بالذات من اهل اليمن
 و قبائل ربيعة- سكان نجد-

و ان لم يعدم الامر قادة للثورة
من قلب قريش كما وضحنا..

و وضحنا ان 
الظروف الاستثنائية في الوقت ده
الي خلت الثوار يجاهرون بالعداء،
 و الدعاية السلبية،
 بأمان و أريحية كبيرين.

بالذات في البداية 
و عدم قدرة الولاة علي مجابهتهم 
بعنف من البداية
و تعلق الناس الزائف - فيما اري-
 بمثال الخليفة عمر 
و طلبهم لسلوك يماثل سلوكه 
من الخليفة عثمان
زود المشاكل و عقد الامور
و جعل المشكلة بلا حل تقريبا..

لان ظروف الامبراطورية الجديدة
 و نعيمها الي غرق فيه الكل،،
لا يتناسب اطلاقا مع التقشف العُمَري..

المهم اننا وصلنا للمحطة الاخيرة
الحصار في المدينة

و هنا بقي الكلام
 بيبقي اكثر حساسية
 و بيأذي مشاعر الواحد
بس ليس منه بُد..

،،،،،،،،،،..
المدينة:

في سنة ٣٥ هجري
بعد رمضان ما خلص
تواعد الثوار 
في مختلف الأمصار الثائرة،،

 علي تصحيح الأوضاع
و إقرار الحق و نزع السلطة
 من الخليفة الي ظلم و فرط 
و اصبح مستحقاً للخلع كما يَرَوْن،، 

خرجوا من مصر و الكوفة اساسا 
و فريق اقل من البصرة،،
كانوا كلهم اقل من الف
بس ده عدد كبير جداً في ذلك الوقت
و عشان تعرف قد ايه كبير،،

خد بالك ان الرجال المقاتلين
 في جيوش المسلمين
 الي فتحت الشام و فارس
عمرها ما تعدت العشرة الاف مقاتل،،
و يقال ان مصر 
فُتحت باربعة الاف مقاتل،،

و دي معارك 
فيها مكاسب كبيرة منتظرة
 من اسلاب المقتولين
و فئ المسلوبين و سبايا المقهورين،،

يعني ضعاف النفوس
 الي عايزين الدنيا 
اساسا و دول كتير،،
بيبقوا زيادة في الجيوش دي
و اكتر من نصها كمان،،

لما تلاقي جيش من الف واحد
جايين يجبروا الخليفة
 علي التنازل عن الحكم
يعني مفيش مكسب مباشر لاي منهم
نضال من اجل قضية - بالنسبة لهم طبعاً-
يبقي تعرف ان الموضوع كان جد خطير،،

الجيش ده
 دخل المدينة بسهولة شديدة
و دون اي مقاومة حقيقية،،

مدينة الرسول
 الي احزاب المشركين عجزت عن دخولها
و عشر الاف مقاتل
 وقفوا خارجها اسابيع
و عجزوا عن دخول باب من ابوابها،،

طيب ازاي؟؟

بعض الحكايات
تقول انهم في البداية كانوا مسالمين،، 
و يرغبون في مخاطبة عثمان شخصيا 
و مراجعته فيما يعتقدونه اخطاء
و سمح لهم بذلك،،

روايات اخري ان الصحابة الكبار
 طلعولهم و منعوهم من الدخول
قاموا عملوا نفسهم مشيوا،، 
و اما المدافعين مشيوا هما كمان
رجعوا اتسحبوا بالراحة
 و طبوا علي المدينة 
و الناس لقوهم بسلاحهم محتلين البلد؟؟؟؟؟!!!!

بس الي تقدر تتاكد منه 
ان في اي حال
لم يكن اهل المدينة
 في اجماع علي امرهم 
و كان فيه انشقاق كبير 
في كيفية التعامل 
مع الثوار ضد الخليفة دول

،،،،،،
نشوف ايه كان موقف كبار الصحابة
و منه نستنتج ايه الي حصل:
،،،،،
مفيش حد كان واضح
في الدفاع عن عثمان
 و الوقوف بقوة جنبه في الحصار،

غير الحسن
 و عبد الله بن الزبير
 و عبد الله بن عمر،،

و احتمال كمان الحسين و الزبير،،،

و باقي من كانوا مدافعين بحِمية
 و شدة هم من
الصفوف الاقل أهمية و ثقل
في الصحابة،، 
و أقارب عثمان و خدمه!!!!!!

.......
علي بن ابي طالب

فيه حاجة مهمة جدا
 لازم نكون عارفينها
كتير من  قادة الثورة دي
كانوا  من انصار الامام عَلِي
و الامام عَِلي نفسه
 وَلِي محمد بن ابي بكر
 و الأشتر النخعي علي مصر
 في خلافته
و دورهما واضح جدا هنا في الثورة

و الامام عَلِي كان من اللائمين
للخليفة عثمان
 في كل ما اخذه عليه الثوار،،
من إسراف في الفلوس
و تولية للأقارب،،
 
و تفضيل ابناء الطلقاء
في حكم البلاد 
و توسط اكثر من مرة 
لحل المشاكل دي
بس محاولاته مجبتش نتيجة،،

مش بس كده
ده فيه ثوار قالوله:
 انت استنجدت بينا
 و جينا لك!!
و هو أنكر ده و قال محصلش!!!!

المنكرين الجفوة دي بين الخليفتين
بيقولوا ابدا
ده كان باعت أولاده
 يحرسوا عثمان ليل نهار،،،

بس أولاده مش اطفال 
دول رجال كبار
 مش بياخدوا امر من حد،،
و كون الحسن كان متحمساً
 في الدفاع فده رأيه و اعتقاده
مش حد أمره بكده،،
و هنشوف ده بعدين،،

الامام علي
 كان يري عزل الخليفة عثمان
و كان يري 
انه لم يحسّن الحكم بين الناس،،

و لم يقف اطلاقا بصراحة
 و بشخصه ليدفع عنه المهاجمين،، 
خلينا صرحاء
 
،،،،،،،،
ام المؤمنين عائشة

لم تكن من المدافعين عنه باي حال،،
ده اكيد يعني

المُختلف عليه هو
هل كانت مشاركة 
في انها تِقٓوم الناس عليه؟؟

فيه روايات انه بعد ما
عمار بن ياسر انضرب 
و العطاء الي كانت بتاخده
 هي اصبح اقل في عهد عثمان ،،

أصبحت تدعو للثورة عليه
و ترسل الرسل و الكتب بذلك،،
بل و اشتهر عنها جملة قبيحة

" اقتلوا نَعْثلاً فقد كفر "
و ال" نَعثل"
 ده اسم تحقيري للخليفة عثمان!!!!!
تخيل ازاي وصلت الروايات،، 

العكس بقي عند ناس تانية
 انها كانت بتشكر فيه 
و بتمدح في اخلاقه،،

بس زي ما قلنا انها لم تشارك اطلاقا
 في الوقوف بجانبه ساعة المِحنة،،

الي بيبرر كده بيقول
اصل الثوار دول
 كانوا غوغاء و همج،،
و ضربوا ام المؤمنين ام حبيبة
الي كانت رايحة تزور عثمان
فعائشة خافت و راحت تِحِج؟؟؟؟!!!

خد بالك انها ما ماخافتش
 من دخول غمار معركة قاتلة
 كمعركة الجمل بعد كده،،
لانها كانت مقتنعة 
انها بتعمل الصح ساعتها،،

كانت تري ايضا
 عزله و بطلان حكمه
فلنكن صرحاء
،،،،،،،

طلحة بن عبيد الله
برده لم يقف ابداً
 مدافعاً عن عثمان بصراحة
بالعكس افضل المواقف المنسوبة اليه
انه "الأمويين لازم يتربوا"

و الأسوأ طبعاً 
انه كان شخصيا
 وسط الجموع الثائرة
و كان يحرضهم و يزيد ثورتهم 
و الكلام انه كان يري نفسه
 احق بالحكم
من الخليفة الضعيف،، 

اكيد مش معاه
و ممكن جداً ضده،،
الصراحة 
،،،،،

الزبير بن العوام

اختلفت الروايات 
من كونه بجانبه يدافع عنه،،

لكونه في بيته بيقوله:
 انت محتاجني اجيلك و لا حاجة؟؟!!

لكونه بيحاول يوفق الناس في الخير،،

لكونه من المتآمرين المخططين للامر!!!!!

النتيجة:
غير واضحة
غالباً كان معتزلا الامر و
 مُلتبس عليه الموقف
 بس صعبان عليه عثمان

،،،،،،،
عمار بن ياسر

ذكرنا انه غالباً كان من الموافقين
لثوار مصر علي فعلهم،،
و ان عثمان أقام عليه حد القذف
 لما تشاتم مع ابن ابي لهب،،

بس المؤكد انه كان
 من الغاضبين بشدة
 علي عثمان 
و انتقده علناً و بشده
و بطريقة لا تختلف عن الثوار في كثير،،

فيه حكاية انه
  قبل وصول الثوار دول
راح لعثمان بعريضة فيها "مطالب الأمة"
موقع عليها عدد من كبار الصحابة،،
و ان عثمان اتنرفز جداً
و قاله ملقوش غيرك انت يا فِسل،،
 و نزل فيه ضرب
لحد ما كان هيفطس،،

الحكاية دي واسعة شويتين
مش معهود عن عثمان الضرب،
مكانش قوي جسمانيا او يميل للعنف،
عمار فضلت
 صحته كويسة بعد كده بدليل،، 
مشاركته في الحروب
 مع علي بن ابي طالب بعدها،،

فيه كمان حكاية ضعيفة
ان عمار لما كان 
بيساعد في بناء مسجد قباء
قام عثمان حَمِله شغل كتير 
و هد حيله،،
فالرسول أشفق علي عمار
 و دعا له
و دعا علي الي يهِده
 او يتسبب في قتله
و عثمان من ساعتها مضايق منه!!!

الخلاصة:
معارض قوي
و ربما شارك في الحصار

،،،،،،،،،

عبد الله بن مسعود

ذكرنا انه كان عامل الخراج علي الكوفة
بس العلاقات ساءت مع عثمان
 لعدة اسباب
منها الاسراف المالي
و شبهة الانتفاع الشخصي بمال المسلمين،،
و الاشد من كده
استبعاده إطلاقاً
 من لجنة كتابة و جمع القرآن
 الي اتشكلت لتوحيد قراءة القرآن 
علي قراءة واحدة،،

مش بس كده 
ده امر بإحراق كل المصاحف التانية
غير ما تم جمعه
بما فيها مصحف ابن مسعود،،

الي كانت طريقة جمعه 
للسِور و الايات مختلفة خالص،،
و كان بيعتقد انه الاحق بالمهمة دي
و طريقة جمعه الأدق 
و عارض عثمان علنا و بشدة،،

و استدعاه عثمان للمدينة
و تخاصما ثم قيل أنهما تصالحا،،
و قيل ان عثمان امر بضربه و مات بعدها،،
و قيل انه ضربه بس ضرب خفيف،،
و قيل بالعكس كانوا حبايب،،

بس المؤكد ان ابن مسعود لما مرض
طلب ان عثمان ميصليش عليه،،

و كانت احداث بن مسعود
 و الجفوة مع عثمان
من اسباب تأليب الناس علي عثمان،،

الموقف:
لم يشارك في شئ ضده
لكنه فارق الحياة مغاضباً لعثمان

،،،،،،،
ابو ذَر الغفاري

سبقت حكايته
و الخلاف بينهم كان
من اهم اسباب اشتعال الثورة

،،،،،،
الانصار:

منهم من تحمس جداً و
وقف مدافعاً عن الخليفة بشدة

لكن الكثير منهم كان بيتفرج

وأغلبهم   تقريباً ملقوش الموضوع
مستاهل الحرب و القتال في اي الطرفين 

أسلفنا القول ان دولتهم و 
كيانهم الاعتباري سياسياً،، 
كان بيتآكل مع الوقت،
و وصول الطلقاء لسدة الحكم
 كان غصة في حلوقهم،،

فبعد ان حاربوا الاباء و قاتلوهم
و جدوا الأبناء
 يتنعمون بخير و سلطة الدولة،
 التي قاتلوا من اجل قيامها،،،

حكايات بتقول انهم راح منهم ناس 
يقولوله تحب ندافع عنك؟؟
قام قالهم كتر خيركم ملوش لازمة!! 

دي اكبر مساهمة جت منهم كجماعة،، 
 
بالعكس بقي كافراد
 كان منهم المساهمين في الحصار،،

خد بالك ان الحصار ده
 قعد من شوال لحد الحج
و مئات الناس دول
 قاعدين واكلين شاربين
 بيصلوا و يتوضوا 
و يمكن بيصوموا و يفطروا
و طبعا بيناموا في أمان و طمأنينة تامين،،

معناه ايه ده ؟؟؟
مش محتاجة كلام

الانصار
أغلبيتهم مع الحصار و الخلع
الصراحة راحة،،،
،،،،،،

دي بقي هي النقطة المهمة
الي لازم توصل لها

أغلبية الناس كانوا مع رحيل عثمان
او علي اقل تقدير مش فارق معاهم

بقي  حكمه دمه تقيل علي قلبهم
و كل واحد بقي مستني مين هييجي بعده
و كله عارف ان الوضع مش هيطول كده كتير 
و المصير المحتوم لا بد ان يتم
،،،،،،،

لما الفقهاء من اهل السنة و الجماعة
 بيتكلموا عن الفتنة دي
بيجتهدوا جداً انهم ينفوا
 ان اي حد من الصحابة قتل عثمان،،

بس مبيقدروش إطلاقاً يقولوا 
طيب هما عملوا ايه للدفاع عنه
 و رد الغوغاء المحاصر له لاسابيع،،،

و دي نقطة لازم دايماً تاخدها في الاعتبار

،،،،،
بنقرب من النهاية المؤسفة
تابعونا،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق