الجزء السادس
وصلنا للجيش و هو بِ يتحرك
للهجوم علي بلاد السند
جزء منه راح عن طريق البحر
و الباقي عن طريق البر،،،
المنطقة دي
كانت أيامها فيها
هندوس و بوذيين،،
الهندوسية" البراهمانية"
هي الديانة الام
و البوذية تطورت عنها ك "تصحيح"
لمسار الديانة،،
و الاتنين كانوا متعايشين في المنطقة
من مئات السنين،،
الهندوس كانوا بيحاربوا و يقاتلوا،،
بينما البوذيين بتوع سلام و سكينة،،
فيما عدا مسألة تقديس الحيوانات
الموجودة في الهندوسية،،
فالاختلاف الأساسي فيما أراه
ان البوذية اقل عنصرية بكتير.،
و بتنفي مسألة الطبقات
المتغلغلة في الهندوسية
الي بتقسم المجتمع،،
لأمراء و محاربين
و رجال دين و تجار،،
و في أسفل السلم الطبقي :
الغلابة الشحاتين
دول طائفة المنبوذين،،
الي محدش بيقرب منهم اطلاقاً
من القرف و النجاسة
و وظيفتهم الاساسية هي الخدمة و بس،،
باختصار،،
الهندوسية استغنت عن الاستعباد
و الرق و السبي،،
بأنها خلت الفقراء طبقة منبوذة
مصيرهم و مصير أولادهم الأبدي
هو الخدمة لتسهيل حياة الطبقات الاخري،،
،،،،،
طبعاً ده مجتمع معقد جداً
و دخوله محتاج حرص و حكمة،،
واضح ان الحجاج كان عنده
بعض العلم بالحاجات دي
و ده خلاه يحدد أماكن الصراع،،
و الأماكن الي ممكن تمشي جنبها
و تسيبها في حالها،،
و الأماكن الي هتستسلم علي طول،،
،،،،
اخترق الجيش البلاد ،
حتي وصل لل بلد
الي كان منها القراصنة،
الي هجموا علي السفينة
و خطفوا الستات،،
كان اسمها " ديبال"
علي الساحل قرب كراتشي،،
تم اللقاء بالسفن المحملة بالتجهيزات
و تم تركيب المنجنيق،
و حفر الخنادق،
و محاصرة المدينة ،
و بدأ تشغيل المنجنيق المهول
الي حطم المدينة و معابدها و أسوارها!!
و توافد المحاربون العرب
علي تسلق أسوار المدينة
و دخلوها و هزموا الحامية بها،،
و جرياً علي العادة المتبعة أوقاتها،،
تم " استباحة " المدينة ثلاثة أيام،،
لأفراد الجيش يعملوا الي هما عايزينه
ينهبوا ما تيسر من فلوس او حريم،،
و بكده تم الجزء الاول في الانتقام،،
،،،
بقي بعد كده
هزيمة الملك الهندوسي المحلي
الملك " ضاهر"
لأن الحجاج كان شايف انه
متآمر مع القراصنة
او بيحميهم
او علي اقل تقدير
لم يساعد في ضبطهم و عقابهم،،
و بكده اصبح عدواً لا بد من عقابه!!
،،،،،
استمر جيش ابن القاسم في طريقه
مدن تتصالح
و مدن يتم حرقها و استباحتها،،
الي ان وصل لعقر دار الملك ضاهر
و تقابل معاه في معركة أسطورية
من المعارك الي تُسجل
في تاريخ "صدق او لا تصدق" ،،
عندما واجه الفَرَس الفيل،
حرفياً و فعلياً
مش مبالغة،،
دول مختلفين عن أفيال فارس
او أفيال الحبشة ،،
لان أفيال الهند أصغر و أسرع
و بتتحرك في بيئتها الطبيعية
الي هي الغابات الاستوائية،،،
مش مجرد منظر مخيف و ديناصور بطئ
زي الأفيال في الجيوش التانية،،
بعد ايام عديدة
انتصر جيش ابن القاسم
انتصاراً مؤزراً
و قُتِلَ الملك ضاهر،،
و طبعاً قُطعت راسه و عُلِقت ،،
،،،،
و بكده تم الهدف الأساسي
من الحملة الضخمة دي،،
و هو الانتقام الإمبراطوري،،
و بعدها بقي فاضل
التوسع الإمبراطوري ،،،
تم الهجوم و استكمال
ضم أراضي المملكة
و بكده اصبح الخليج العربي،،
بِ ضفتيه وصولا للمحيط الهندي
تحت حكم الامبراطورية المهولة،،
،،،،
هنا بقي حصل حاجة مهمة جداً،،
ايه الي حصل للبوذيين و الهندوس
الي طبقاً للظاهر من ديانتهم،،
بيعبدوا الأصنام وِش كده؟؟
المفروض ان يتم معاملتهم
معاملة المشركين من كفار قريش،،
إما الاسلام و إما القتل،،
دي الشريعة علي فكرة،،
لأن الجزية - الاختيار الثالث -
واضح جداً في القرآن
انها مخصوصة
لحالة أهل الكتاب،،
"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله .....
ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق
من الذين أوتوا الكتاب
حتى يعطوا الجزية .... "
النور ٢٩
و المقصود بهم طبعاً
المسيحيين و اليهود،،
،،،
بس كان عُمر بن الخطاب
أفتي ب أن يعامل
الفرس و عبدة النار
من اتباع " الزرادشتية"
بنفس الدرجة!!!!
اي تؤخذ منهم الجزية
و يصبحوا رعايا للدولة
و يؤمَنون علي
ديانتهم و معابدهم
و طقوسهم و ذبائحهم
و سائر معاملات ديانتهم و ملتهم،،
و ده كان اجتهاد غير مسبوق
اجتهد فيه الخليفة المعجزة
عُمر بن الخطاب
معتبرا اتباع زرادشت
- عبدة النار-
من اهل الكتاب!!!؟؟؟
و ده كان استجابة للمنطق
و التغيير الحضاري
بعد التوسع الإمبراطوري الكبير،،
مش ممكن طبعاً
نقتل الملايين دول
لانهم "وثنيين "
و مش عايزين يدخلوا الإسلام،،
،،،
مش بس كده
ده واجبنا نحافظ علي معابدهم
و نحترم ديانتهم و كهنتهم،،
زي ما بنعامل
الأحبار و القساوسة بالظبط!!!؟؟؟
،،،
طبعاً دي حاجات محدش قالهالك
قبل كده!!!
و مكنتش تعرف ان
معابد النار الزرادشتية
ظلت لقرون بعد الفتح
تتلقي المؤمنين و تُباركهم!!!!
،،،،،
بنفس الدرجة من التفتح العقلي
اقتدي الحجاج
بنفس الرأي
و عامل البوذيين و الهندوس
معاملة أهل الكتاب؟؟!!!
أيوه تمام،،
الي أغمي عليه
و الي جاله تشنجات،،
ياريت تصحوهم
و تقولولهم الكلام تاني،،،
البوذيين
و الهندوس
و الزرادشت
حكمهم انهم
من "أهل الكتاب"
و دفعوا الجزية،،،
البوذيين
و الهندوس
و الزرادشت
حكمهم أنهم
من "أهل الكتاب"
و دفعوا الجزية،،،
،،،،،
الي لسه معانا
واستحمل الصدمة،،،
نكمل معاه
و نقوله ان المعابد البوذية
و المعابد الهندوسية،،
ب كهنتها
ب سَلَطاتْها
بتماثيلها،،
تم الإبقاء عليها
و حراستها
مش بس كده،،
ده الفلوس الي كانت
بتدخل من ريع المعابد دي،،
بقي بيتاخد عليها ضرائب
و يتم توريدها لبيت المال!!!!؟؟؟؟
و بكده تعرف ان دور الحجاج
في الامبراطورية الاسلامية
و في الاسلام نفسه
يقارب ان لم يوازي
دور الخليفة عُمر بن الخطاب،،
فتوحات و فقه و تجديد،،
غيرت وجه العالم،،
،،،،،
لو حاولت تشوف آراء الفقهاء
في الحكاية دي
و ليه الزرادشت و البوذيين
بينطبق عليهم معاملة اهل الكتاب ؟؟
هتلاقي تفسيرات متهافتة
و استشهادات ضعيفة،،
و نادرا ما تلاقي فيهم حد يقول بصراحة
ان ده عمل عُمر بن الخطاب
و الحجاج بن يوسف الثقفي،،
و اجتهادهم
و ان كل التفسيرات الفقهية
هي مجرد تقييف للاجتهاد ده،،،
،،،،،،
من قراءة التاريخ
تعرف جيداً
كيف تطور الإسلام مع الاحتكاك
المستمر بالديانات الأخري،،،
و ان الفقهاء كانوا دايماً
متأخرين بخطوات
عن القادة و العباقرة
زي عُمر و عبد الملك و الحجاج،،
هما دول الي أحدثوا الفارق
في الحضارة الاسلامية،،
و خلوها حضارة عالمية متطورة،،
،،،
لو تُرك الأمر للفقهاء
ربما كانوا أفتوا
بقتل و تدمير
كل ما يقع تحت أيديهم!!!!!
و هم في قمة الثقة بالنفس
و الفرحة ب التقرب لله بذلك ،،،
،،،،،،
نرجع لقصتنا الأصلية،،
محمد بن القاسم
تقريبا فتح كل باكستان الحالية
و وطد أركان الامبراطورية فيها،،
و كان حاكماً عادلا و قوياً
و مثالاً طيبا للفاتح المقتصد
في القتل و التدمير،،
بعد الحملة المهولة دي
الي استمرت
حوالي ٧ سنوات دي،،
و قدرت تخترق أراضي
لم يستطع اختراقها من قبل
إلا الإسكندر المقدوني بجلالة قدره،،
تم إغلاق باب المصاريف و المكاسب
و جئ للحجاج ب الحساب النهائي،،
لقي انه صرف ٦٠ مليون درهم
و كسب ١٢٠ مليون درهم،،
فقال :
"شفينا غيظنا
وأدركنا ثأرنا
ازددنا ستين ألف ألف درهم
ورأس (داهر)،،،"
انها حقة ضربة مهولة
من امبراطورية عظيمة،،،
بس ده ملوش دعوة
بالإسلام او نشره
عشان نبقي واضحين ،،
شفي غيظه و أدرك ثأره
و قتل عدوه و ازداد ملاييناً،،
بقوة و صراحة، و وضوح ،
،،،،،،
،،،،
مثل قريُنه قتيبة بن مسلم
كانت نهايته أسوأ نهاية،،
بعد وفاة الحجاج
و تولي سليمان بن عبد الملك،،
و استقصاده ل الحجاج و رجاله،،
شفنا ازاي
قتيبة لم يأمن و يسلم رأسه
و حاول الثورة علي سليمان و فشل،،
ابن القاسم بقي
امتثل للخليفة الجديد،،
و سلم رأسه ل امبراطورالشرق الجديد،،
،،،،
تولي حكم العراق من قِبٓل
الخليفة سليمان بن عبد الملك :
صالح بن عبد الرحمن،
و ده كان رجل له ثأر عند الحجاج،،
لانه قتل أخوه الثائر علي الأمويين،،
فأخذ ثأره من ابن القاسم
ابن أخي الحجاج و صهره،،
فحبسه و عذبه أشد عذاب
حتي مات
من شدة التعذيب و القهر،،
شاباً لم يصل الثلاثين،،،
،،،،،
و ده حال الإمبراطوريات
و تغير حكامها و رجالهم،،
و برده ملوش دعوة بالإسلام،،
بالظبط زي
فتوحات الامبراطورية
و ما حدث فيها
من مآسي و كوارث
زي كل امبراطورية شبيهة،،،
ملهاش دعوة
ب جوهر رسالة السلام
في الإسلام،،
،،،،،
مات الفاتح العظيم
علي يد أهله و في بلاده
بعد ان أفلت الموت عشرات المرات
وسط الاعداء في بلاد بعيدة غريبة،،
،،
مش بس كده
قيل كمان
ان أعداؤه السابقين
الأغراب الكفار دول،،
بكوا عليه و حزنوا
أكثر من أقاربه العرب و المسلمين،،
فسبحان الله في تصاريف القدر،،
،،،،
قيل فيه من الشعر
ساسَ الجيوش لسبع عشر حِجَةً ***
ولَدَاته عن ذاك فى أشغالِ
فغدت بهم أهواؤهم وسَمَت به ***
همم الملوك وسورة الأبطالِ
"" قاد الجيوش
و هو صغير ابن ١٧ سنة
و أقرانه بيلعبوا و يهيصوا
فكانت سيرته و همته
في مصاف الملوك
و ظلوا هم في مقامهم العادي""
،،،،
و ده يقولك ازاي ان الأبطال
بِ يعيشوا حياة كاملة
في أقل من عشر سنين،،
و يعيش العاديون من البشر
سنوات طويلة بطيئة
و لا يقاربون شيئاً
من ثراء حياة هؤلاء الأبطال،،،
،،،،
رحم الله محمداً بن القاسم
و تجاوز عن سيئاته
و أسكنه فسيح جناته،،
،،،،
تابعونا،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق