الخميس، 23 يونيو 2016

الوَلِيد السَعِيد، الامبراطُورِية تَضرِب مِن جَدِيد



الجزء الثاني
الحقيقة ان  عصر الوليد
-و ده  كان حوالي عشر سنين زي ما قلنا-

كان له إسم واحد:-
" عصر الفتوحات"

فتوحات و انتصارات مهولة
فوق و تحت و شمال و يمين،،

مفيش حد وقف قدام الجيوش
الي انسالت في الارض بصورة
قلما يسبق لها مثيل،،،

لدرجة ان الامبراطورية دي
وصلت من حدود الصين شرقاً،
حتي حدود فرنسا غرباً،،
و من تركيا شمالاً،
 لليمن و  حدود النوبة جنوباً،،

و كل الجيوش دي
لها قائد أعلي واحد
تهتف باسمه عند النصر
و تُبعث له الغنائم بعد الفوز،،،
،،،،

لو انت شايف التوسع الإمبراطوري ده
احسن حاجة حصلت في الإسلام،، 

فواجب عليك ان تقبل أيدي الوليد
و أبوه عبد الملك و تُعلي اسميهما
علي كل ما عداهم من كل خلفاء المسلمين !!

و يتهاوى عندك أي جدل او نقاش
حول شرعية الدولة او ظلم ولاتها،،،

زي ما قلنا قبل كده،
النجاح يتحدث عن نفسه
و نجاح الفتوحات الي هنتكلم عنها،
لم يسبق له مثيل
و لن يتكرر ثانية اطلاقاً ،،،

الامبراطورية الأموية 
الي وصلت أقصي اتساعها
 في عهد الوليد،

تُعد اكبر امبراطورية في التاريخ
في منطقتنا من العالم القديم،

اكيد تتفوق عليها
إمبراطوريتي 
 بريطانيا و اسبانيا الملكيتين،،
بس بسبب فتوحات العالم الحديث، 

و اكيد تتفوق عليها امبراطورية
روسيا القيصرية و الاتحاد السوفيتي
بس دول كان عندهم
 أسلحة و آلات احدث كتير،،،

و أكيد تتفوق عليها 
أكبر إمبراطوريات التاريخ قاطبة،،
امبراطورية المغول
بس المغول يعتبروا 
 حالة خاصة في حاجات كتير،،،

،،،،
إنما الإمبراطوريات
 الي كانت في منطقتنا:

المقدونية" الإسكندر "

الرومانية " إيطاليا قبل الميلاد"
البيزنطية " النصف الشرقي ل روما بعد الميلاد"

الأخمينية " الفرس قبل الميلاد"
الساسانية " الفرس بعد الميلاد "

الآشورية " الأتراك قبل الميلاد"
العثمانية " الأتراك بعد الميلاد"

البابلية " العراق قبل الميلاد"
العباسية " العراق بعد الميلاد"

الفرعونية " مصر قبل الميلاد"
المملوكية و الفاطمية" مصر بعد الميلاد"

و أكيد طبعاً
اكبر من فترة الخلافة الراشدة،،،،

،،،،،

النجاح المهول ده
هو الي خلي المذهب
 المعروف ب "السُني"
يتفوق و يستمر و يتغلب،،،
لان المذهب ده
نما و ترعرع
تحت حماية الدولة الأموية،، 

و في نفس الوقت،
نفس النجاح ده،،

تسبب بطريقة غير مباشرة
بسبب الظلم و المجازر و الوحشية
الي حصلت -كالعادة-  في الفتوحات دي،

في انتشار المذهب الشيعي
و الدعوة للرضا من آل محمد!!

و دول في النهاية 
كانوا من أخمد السيف
 في عنق الامبراطورية  الأموية  !!
،،،،
دي قصة حياة أي امبراطورية
طفلة ثم مراهقة ثم شابة
ثم كبيرة في السن
ف عجوز شمطاء
ثم تموت،،،،

و ليست هناك استثناءات من ذلك،،،

في بِذرة نموها و تسلطها
تكمن بذرة فنائها و نهايتها،،

المقهورين المغلوبين
الي بيشتغلوا عند الفاتحين
و بيروح أغلب جهدهم و عرقهم للفاتحين ،،،

بيكبر منهم جيل و التاني
و بشكل او آخر 
بِ ينتقموا من الفاتحين الغزاة
و يهزموهم و يكسروهم،،،
،،،،،
،،،،
المهم إن الحجاج بن يوسف الثقفي
 الظالم الجزار،
المُستحل للدماء،،
الي بيتم توارث كراهيته و لعنه،،،

-أساساً لأنه كان 
لا يوقر الشيوخ او الصحابة 
مدام هما ضد الدولة،
او فيه شك في ولاءهم حتي،،
و يضرب بيد من حديد
علي اي واحد  فيهم بلا رحمة-

كان له 
أكبر الفضل في الفتوحات دي
و كان الُمخطط الاكبر 
و المهندس الأساسي فيها،،،

و دوره فيها 
أهم من دور الوليد نفسه،
الي تقريباً كان 
صورة شكلية فخمة مهيبة
- زي ملكة انجلترا كده-
أمام الناس و التاريخ،،،

إنما الحجاج و رجاله،،
هما دول الي 
قاموا بالأمر بحق و حقيق،،

،،،،
هنا بقي بتلاقي التناقض الشديد
عند المشايخ و الفقهاء و المؤرخين 
 -السنة طبعاً-

تلاقيهم يمجدوا و يفخموا و يدافعوا
عن عبد الملك و الوليد
دفاعهم عن أهلهم أو أكثر،،،

بينما المخطط الحقيقي
و اللاعب الاكبر في الولايتين
الحجاج،،
يتم لعنه و التبرؤ من أفعاله!!!؟؟؟؟

هو محدش قالكم
 ان بدون ناس مثل الحجاج
مش ممكن تقوم امبراطورية
و لا تُجيش الجيوش
و لا تتم فتوحات من أصله ؟؟؟

هو انتم مغيبين للدرجة دي؟؟
و لا بتمثلوا علي نفسكم؟؟

اذا كانت الفتوحات جميلة و حلوة
و تمثل أهم مظاهر النجاح الإمبراطوري ،،

ف الحجاج  بالتبعية يبقي
احسن حاجة بعد الشمس
 في تاريخ الامبراطورية،،

و ان كان هو وحش و ملعون،،
فأنتم ادري بالنتيجة التابعة لذلك،،،

،،،،،
اذا كانت الامبراطورية الفرعونية 
حاجة جميلة،،
يبقي تحتمس و رمسيس  و مرنبتاح
دول اهم حاجة فيها،،،

سهلة و واضحة جداً،،
و ياريت الصراحة مع النفس،،

لانها بتسهل حاجات كتير،،،
،،،،،

الحجاج انتقي من الرجال الي حواليه
اتنين من الشباب  الصاعد الواعد
في مقتبل الفتوة،،

و استفاد من أخطاؤه السابقة ،
فجاب المرة دي
 أشبال مغمورين،،،

ملهمش كبرياء و غرور 
و أبهة و عظمة
زي عبد الرحمن بن الاشعث
الي كانت مصيبته مصيبة كبيرة،،

و أكيد مش هيجيب قائد من قريش
يتمنظر عليه و يستَعر من كونه
 مرؤوس للحجاج الثقفي،،

،،،
الأول كان قتيبة بن مُسلم الباهِلي
و الثاني كان محمد بن القاسم الثقفي

مش مشهورين في التاريخ خالص تقريباً
غير للخاصة و المهتمين،، 

مع إن إنجازاتهم
تفوق كل  القادة العرب تقريباً،،

 خالد بن الوليد" بعض الشام و العراق"
و عمرو بن العاص" مصر و بعض ليبيا"
المُثني بن حارثة الشيباني " بعض فارس و العراق"
سعد بن ابي وقاص" بعض فارس"
الوليد بن عقبة" سجستان و نواحيها - جنوب ايران-"
عبد الله بن عامر " أغلب خراسان - أفغانستان -"
عقبة بن نافع" تونس و بعض الجزائر"
موسي بن نصير" بعض المغرب و الأندلس "
طارق بن زياد" بعض المغرب و الأندلس"
يزيد بن المُهلب " استعادة بعض فارس"
عُمر بن عُبيد الله التيمي" استعادة بعض العراق و الأهواز"
مسلمة بن عبد الملك" اجزاء من بيزنطة و ارمينيا"
،،،،

كل الي ذكرتهم فوق دول
مشهورين اكتر بكتير 
من قتيبة و ابن القاسم 

لسببين أساسيين فيما أري:

-كونهم من رجال الحجاج الملعون،،

-و الأماكن الي فتحوها
من الأماكن المجهولة ثقافياً و اجتماعياً
في منطقتنا الشرق أوسطية ،،،

و سبب تالت هنوضحه حالاً
،،،،،

قتيبة بن مسلم 
يبقي من قبيلة "باهِلة"
و دي قبيلة غير مشهورة،،
 و كمان  مُحتقرة،،
 
و العرب بيستعروا
 من الانتساب ليها،،
لانهم مشهورين 
بالخِسة و الغدر و قلة الأصل،،

و المشاهيرمنهم
قتلة و آكلي لحوم البشر،،،
،،،

حتي ان اسمهم " باهلة"
هو اسم ل "جدة"  أنثي!!؟؟؟

مش اسم  جِد راجل ذكر قوي
ينتسب اليه الذكور و يفخروا بذلك،،

و بتقول الأسطورة 
ان باهِلة دي انجبت رجال
من واحد اسمه" معن بن مالك"
و ده رجل قديم من مشاهير الأُزد،،

الي كنا قلنا انهم من عرب اليمن
الي موجودين في الخليج العربي
و منهم المُهلب بن ابي صُفرة،،

و الاُزد دول  قبيلة في الشرف القبلي
تيجي في الدرجة الرابعة او أقل
بعد قبائل مُضَر و ربيعة الشهيرة،،
،،،

يعني من الآخر 
بنو باهلة دول
بيدعوا الانتساب
عن طريق واحدة سِت،،

لواحد من قبيلة الأُزد 
الي هما أصلا 
من المتأخرين 
في الشرف القبلي،،،
،،،،

من شدة الاحتقار لهم
قيل بيت شعر:
ولو قيل للكلب يا باهِلي *
 عوى الكلب من لؤم هذا النسب!!!

،،،

و في حكاية تانية،
ان شاعر عُرض عليه الملايين
مقابل ان يُقال انه من باهِلة
فرفض رفضا باتاً،،

و لما عُرض عليه - فرضاً-
دخول الجنة و يبقي من باهِلة،،
قبل علي مضض
علي الا يعرف اهل الجنة بذلك!!!!
،،،،

يعني من الآخر
دول ناس بالنسبة للعرب
أسوأ من "العُلوج "،،
الي هما فلاحي الاراضي المفتوحة،،

ممكن يتجوز من العُلوچ دول،،
إنما مستحيل يناسِب حد من باهلة،،
،،،،،

ده يقولك السبب الرئيسي 
في اختيار قتيبة بن مسلم الباهِلي،،،

لانه عمره 
ما هيلاقي حماية او جِوار
أحسن من  الحجاج ،،

مضمون الولاء يعني،،

و ده زي ما قلنا زمان
كان من أُسس
الامبراطورية الأموية 
في ثوبها المرواني،،

ترقية و تشجيع 
المقهورين و المُستحقرين
من أبناء الامبراطورية
مدام ولاءهم 
هيكون للإمبراطور في دمشق،،

مبدأ ورثوه زي ما قلنا 
عن الامبراطورية الرومانية المهزومة،،

الي في وقت ما 
كان حكمها قياصرة من لبنان!!!!

النفعية- البراجماتية-
هي ما تقوم عليه
 الإمبراطوريات الناجحة
و الامبراطورية الأموية 
كانت اكيد منهم،،
،،،،،

قتيبة ده 
كان راجل في الثلاثين وقتها
ذكي و لماح 
و شجاع و ذو طاقة عالية جداً
،،،،
،،،
و زي ما  زمان 
من خمستاشر سنة كده قبل وقت قصتنا الحالي ،،

وزير داخلية عبد الملك
"رَوح بن زِنباع الجِذامي"

الي كان 
من قبيلة يمنية قديمة" جذام"
متآكلة الشرف و الأهمية،،

و كان من صنائع عبد الملك، 
 الي اختاره ب المبدأ الي قلناه
- تقريب المواهب المخلصة
 من غير العرب الاشراف-

ابن زنباع ده
كان هو الي أوصي 
بترقية الحجاج نفسه،،، 

الي  وقتها
كان مجرد عسكري من ثقيف 
جايب جواب واسطة من جوز أمه،
المغيرة بن شُعبة
عشان يخش الجيش،،

بس ابن زنباع 
بالعين الخبيرة 
شاف الموهبة عند الحجاج،،،

و قدمه ل  الخليفة عبد الملك
و الشاب الحجاج اثبت كفاءة عالية
و  صحة بُعد نظر ابن زنباع فيه،،،

،،،
بنفس الطريقة
الحجاج شاف في قُتيبة بن مسلم
نفس الموهبة و الكفاءة ،،
و رقاه و قدمه لل وليد بن عبد الملك
و خلاه قائد للجيوش
و حاكم لخراسان ،،

و لم يخيب قتيبة ظنه اطلاقاً ،،
و حكايته جاية،،

،،،،،

الشاب التاني
محمد بن القاسم الثقفي

و ده شاب
 لم يُكمل العشرين وقتها!!!

و ابوه القاسم
 كان ابن عم الحجاج 
و كان والي البصرة كمان
تحت إمرة الحجاج،،

 الي كان
نائب الملك المٰطلق اليد
في نصف الامبراطورية الشرقي
من اليمن و الخليج و العراق
وصولا لما يفتَحه شرقاً،،

يعين من شاء 
و يعزل من شاء
و الوليد بس بيختم وراه،،
،،،،
الحجاج شاف  بنفس العين الخبيرة
ان الشاب ده
مليان حيوية و نباهة و ذكاء،،
و طبعاً الأهم،،

ملوش خير او ولاء 
غير في الحجاج و بس،،

فرقاه بسرعة و خلاه قائد جيوش 
و حاكم بلاد السِند،،

،،،،

و من التمهيد للشخصيتين دول
تعرف زي ما قلنا
ليه  مش محبوب 
الكلام عنهم و الفخر بمجدهم
وسط الشيوخ و المؤرخين بصفة عامة،،،
،،،،

بس الكلام ده انتهي خلاص،،
و جه الوقت الي الفاتحين دول
نعرف أهميتهم و مقدارهم،،

ف تابعونا،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق