الجزء ١٥ و الأخير
بقي فارس اخر كبير
وتد من أوتاد الامبراطورية
و ركن ركين من أركانها ،،
هو الامير الكبير
مَسَلَمة بن عبد الملك بن مروان ،،
ابن الخليفة و أخو الخلفاء،،
و الفارس الذي دوخ الروم
و حارب في
الجبهة الشمالية للإمبراطورية
فأجاد و أبدع و أنجز،،
كانت له حملة صيفية و اخري شتوية،،
و ظل حوالي ثلاثين عاماً
في ميدان المعركة لا ينزل عن فرسه،،
و كانت له سمات الأمراء
من ترفع و سمو،،
فلم يكن معروفاً عنه
سعي الي غنائم او مكاسب،،
بل كان التوسع
و المجد و فوز الخلافة
- الجهاد لو عايز تسميه كده-
هو هدفه الأساسي ،،
كان قائداً محبوباً
و كان جنوده يفخرون به،،
و يقدمون أرواحهم بين أيديه ،،
- لن يموتوا جهاداً
بين يدي سارق أو خليع-
كان محبوباً من كل اخوته،،
و لم يكن للدسائس و المكائد
من سبيل اليه،،
فقد كان معروفاً بالزُهد في المُلك
و حب الخدمة العسكرية
عشقه الاول و الأساسي ،،
،،،
كانت منطقة اسيا الصغري
- تركيا حالياً-
هي ميدان حركته و نشاطه،،
و كانت الغلبة فيها للأمويين
منذ ان وحد عبد الملك بن مروان
جهود العرب و جعل بأسهم علي عدوهم،،
فاستردوا
كثيراً مما سبق ان فقدوه
في فترة ضعف الخلافة
و الحرب الأهلية الدموية ،،
،،،،
،،،،
بدأ انهيار الامبراطورية
بوفاة الأُسطي الكبير
الحجاج بن يوسف الثقفي،،
،،،،
توفي و قد تجاوز الخمسين بقليل
كان يصرخ من الألم
و لا يستطيع النوم
و هَزُل جسمه و اصفر لونه!!
تقريبا كان عنده سرطان البنكرياس،،
و ده مرض بييجي احياناً
للناس المتوترين
الي عايشين في خوف و خطر و قلق،،
و بيكتموا انفعالاتهم
و بِ يلتزموا الحزم و الجَلَد،،،
،،،،
كان آخر ضحاياه،
راجل ذو عِلْم
اسمه سعيد بن جُبَير،،
كان الشيخ سعيد ده
انضم ل ثورة عبد الرحمن بن الاشعث،،
و كان الشيخ في الاصل
موظف في الجيش،،
تم تعيينه من قِبٓل الحجاج
كمراقب للحسابات و الغنائم
في الحملة دي،،
شيخ بقي و ذمته مضمونة،،
وسط العالم الواغش التانية
الي ممكن تأكل مال النبي !!
بس للأسف
كان من اهل الانقلاب
علي الامبراطورية!!!
و من قادة كتيبة
ال" قُراء" او المشايخ
الي استماتت في الحرب
ضد جيوش الامبراطورية!!
و لما انهزم جيش ابن الاشعث
و تناثرت فرقه و أجزاؤه ،،
كان فيمن هربوا و اختبئوا !!
ثم استطاع والي مكة القبض عليه
و ارسله للحجاج ليلاقي جزاءه ،،
و أقر الرجل بانه قد نقض البيعة
الي أعطاها للخليفة
عبد الملك بن مروان
بعد حصار مكة
و مصرع ابن الزبير ،،
،،
و دار بين الاثنين حوار طويل
أبدي فيه ابن جُبير الصلابة و الجلد،،
و انهي معه الحجاج الحوار
بأن قتله!!
بس من بعد قتله،،
و بقي الحجاج تعبان
و بيشوف كوابيس،،
و تقريباً الهلاوس الي بقي بيشوفها
مرتبطة ب انتشار المرض في جسمه
و وصوله للكبد و باقي الأمعاء ،،
،،،
في النهاية
مات الرجل و
هو يستغفر الله و يتوب اليه!!
لم يترك ثروة او عقارات كبيرة ،،
بل ترك ميراثاً ضخماً من الإنجازات
و من المشاركة في تغيير التاريخ،،
قَصْر الكلام فيه
علي كونه طاغية،،
هو من قبيل الكسل و الاستسهال!!
فكل الرجال الاقوياء
في هذه العصور،،
كانوا طغاة و قتلة و سفاحين
بشكل او بآخر،،،
لم يكن هناك
طريقة اخري لان تكون قائداً،،،
و يظل المعيار الأهم -فيما اري-
في الحكم علي هؤلاء الرجال،،
هو ماذا تركوا و ماذا أنجزوا
لتغيير حياة الناس للأفضل عموما؟
،،،،
أن تلوم و تحاكم
آكلي لحوم البشر علي فعلهم،،
هو تقريباً كأن تعاقب و تحكم
علي الضباع لأكلهم الجيفة ،،
،،،،
كان فيه أيامها شبل جديد
من أشبال القيادة و السيادة
و الفتك و الكبت ،،
الي برع فيهم ولاة الامويين
زي ما شفتم معانا،،
اسمه خالد القَسري،،
و ليه باقي حكاية
فيما هو قادم بإذن الله ،،
بس نذكره هنا
كمثال علي
استمرار المدرسة "الأموية - الحجاجية"
في الحكم و الإدارة،،
و هي مدرسة كبيرة و عظيمة،،
و استطاعت تشكيل العقل
و الثقافة العربية
لمئات السنين ،،
و حتي عصرنا الحالي ،،
أركانها هي:
الولاء التام للإمام!!
البطش بكل من يعادي الإمام!!!
الحرص علي إرضاء الإمام!!
توخي المساواة في البطش بالرعية !!
و توخي التظبيط للإمام!!
كل ذلك مصحوباً
بالعلم بالشعر و أخبار العرب
و الفقه و بعض علوم الدين،،
و أكيد الكفاءة الإدارية العالية،،
،،،،
خالد القسري
مرة طلع يشتم
و يسب في الناس،
و تقريباً أحس ان الناس
شايفينه مزودها شوية،،
قام قالهم بصراحة:
الإمام - الخليفة-
لو قالي اهد الكعبة حتي،،
حأهدها و اسمع كلامه،،
لان اتباعه و طاعته من تمام الدين!!!!
،،،،،،
يزيد بن أبيه
الحجاج بن يوسف
خالد القسري،،
دول مدرسة كبيرة راسخة،،
و المدرسة لا تموت،،
،،،،
اهتز الوليد و بكي
لما علم بوفاة الحجاج،،
و أيقن بقرب نهاية عرشه،،
و لم يلبث الا شهوراً
ثم مرض مرضه الأخير ،،
لم يستطع إكمال مخطط
تخطي أخيه و تولية ولده،،
بالذات ان ابنه كان صغير،،
و باقي اخواته و كبار العائلة
لم يكونوا موافقين،،
فوجد ان الخطة دي،،
ممكن تفرق شمل الاسرة،
و تهد بناء الامبراطورية،،
ففضل انه يلغيها،،
و يخلي كل شئ علي ما هو عليه،،
عملاً بوصية ابوه ،
الي وصاه ب حفظ العلاقة مع اخواته
و تجنب الخلاف و القتال معاهم،،
و حسنا فعل،،
لو كان صمم علي رأيه،
كان غالباً هيدمر الدولة،
بدري بدري،،
،،،،
توفي الإمبراطور العظيم،،
شهدت أيامه مجد الفتوحات الاكبر،،
و خاضت جيوشه
في نواحي الارض الاربعة،
معارك طاحنة مع
أغلب أجناس الارض المعمورة وقتها،،
و كان النصر و الفوز
حليفه و صديقه الصدوق ،،
لم تر الجيوش مجدا مشابها لعهده،،
و كانت الخزائن مترعة من الغنائم،،
و العاصمة تتدفق فيها الأموال،،
و تصب فيها سيول السبايا صباً،،
فكانت عشر سنوات
من الزهو الامبراطوري،،
مازالت تترد اصداؤه
حتي عصرنا الحالي،،
رحم الله الخليفة
الوليد بن عبد الملك بن مروان،،
،،،،
تم كتاب الوليد السعيد،،
و يليه كتاب
" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ،،
احتضار امبراطورية و نهاية زمان"
،،،،،
خليكم معانا،،
و تابعونا،،