وقفنا عند فوز العثمانيين الحاسم علي المماليك و وفاة السلطان الغوري في معركة مرج دابق الشهيرة...
الفوز كان صعب جدا و المعركة كانت سيف علي رقبة الفريقين زي ما شفنا..
الخطة البديلة بتاعة تجهيز الخونة في صفوف جيش الغوري كانت مفيدة جداً الحقيقة ،،
بس الاحتجاج بأنها السبب في الهزيمة برده مبالغ فيه،،
عامل زي الاحتجاج بان سبب هزيمة عرابي من الإنجليز هو الخيانة،،
هو كان موقفه اضعف و الهزيمة هي الاحتمال الأقوي،
فلما ينهزم فده الطبيعي،،
صحيح الشجاعة و اخلاص الغوري و الانقضاض الصاعق كان ليهم دورهم في احتمالية الفوز،،
بس برده مع جيش ضعف جيشك و إمكانيات مادية و مالية ضخمة زي العثمانيين..
يمكن في أفضل الأحوال كان المماليك فازوا فوز ضعيف ،،
و غالبا كانوا هيتهزموا بعدها لاستهلاك قوتهم،،
،،،،،
المماليك تكلفتهم غالية ،،
تشتريهم من العبيد الأقوياء ،،
تدربهم سنين طويلة..
و ترضيهم ماديا لضمان ولاءهم ،،
متقدرش تعمل كده بأعداد ضخمة،،
خصوصا ان مملكة المماليك كانت مش استعمارية ، كانت تجارية،،
كانوا أساس الدخل في من دولتهم التجارة و الضرائب علي السلع،،
مش عايزين أساسا الحروب لان التجارة لازم تعتمد علي السلام..
بينما الياندچيري زي ما قلنا في اغلبهم عيال صغيرة اتاخدت ببلاش من أهاليهم و هم صغيرين،،
و بيتربوا في معسكرات كبيرة بأعداد متزايدة ببلاش كده،،
الامبراطورية العثمانية كانت استعمارية قائمة علي الحروب كمصدر للدخل.
فكانوا بيحبوا يستزيدوا من العساكر دول ،،
و اما يكبروا كان الحروب المستمرة مصدر دخلهم الأكبر و أجورهم الاساسية كانت متكفيش مصاريفهم ،،
و عشان كده زي ما قلنا كانوا احيانا ينهبوا العاصمة نفسها عشان الفلوس ،،
و ممكن يتهجموا علي السلطان عشان الفلوس،،
و زي ما كانوا أساس مجد السلطنة العسكري كمان كانوا مصدر ازعاج مستمر للاحتياج لالهاءهم بمعارك كتيرة يلموا منها فلوس و سبايا و نهب كتير...
،،،،،
نكمل الحكاية
بيقولوا السلطان الغوري ملقوش جثته،،
و دي حاجة كويسة ليه،،
لان غالبا في موقف زي ده،،
هتتقطع رأسه و تتعلق علي عصاية طويلة و يلفوا بيها البلاد كعلامة علي النصر،،
لدرجة ان فيه كلام ان جنوده المخلصين هما الي قطعوا رأسه و خبوها و دفنوها تكريما له..
،،،،
فاكرين صورة نارمر/ مينا علي الحجر البازلتي المشهورة؟؟
و هو ماسك الأعداء من شعرهم و بيرفع سلاحه في الهوا و لسه هيضرب،،
طبعا بصرف النظر ان الأعداء دول كانوا سكان الدلتا وقتها،،
هو كان تفتكروا بيعمل ايه بالضربة دي؟؟
ايوه تمام ،، بيقطع راس الأعداء ،،
في الحروب القديمة مكانش غلط خالص انك تقطع رؤوس و أطراف العدو و تعلقها ،،
علامة التمكن و النصر التام و قطع الشك في وفاة اعداءك..
و ما رأس الحسين ببعيد...
،،،،،،،،،
دخل سليم الشام براحته خالص
كافئ الخونة الي ساعدوه
عمل مواكب للنصر
الشام كله استسلم ليه ،،
مين يقدر يقول بِمَ قصاد الوحش ده؟؟
،،...
بعت لطومان باي رسالة بيقوله
ادخل في طوعي و ادفع المعلوم و هسبيكم تعيشوا
طومان باي كان راجل شجاع صحيح
بس مكانش له سلطة و هيبة الغوري طبعا
و تم تنصيبه و تلبيسه التاج علي وجه العجلة
فكر يهادن الرجل الغشيم سليم ،،
بس بيقولوا المماليك حواليه أخذتهم الحِمية و قالوا تارنا يا بوي و نندفن تحت التراب أكرم لنا من عار الجزية،،
و أرغموه يرفض العرض،
،،،،،...
عموما مفتكرش سليم كان هيسيبهم في حالهم ،،
هو كان ناوي نية سؤ من الاول ،،
هيخلص يعني هيخلص،،
زي ما قلتلكم ،، كل القوة و الجيش و العز ده كان عند ابوه بايزيد
الي مفكرش في الفكرة دي من أصله..
بعد كل التكاليف و المعارك دي و القاهرة بقت فاكهة مستوية و ادام عينيه و في متناول ايديه،،
هيسيبها يعني؟؟
،،،،،،،،،
طومان باي بيخطط للمعركة القادمة،،
كان عايز يهجم علي العثمانيين في سينا او العريش ،
يصطادهم وسط الصحرا في حتة هو مظبطها وسط الجبال و حرب عصابات بمساعدة البدو،،
بس المماليك الي خلوه سلطان بالعافية و غصب عنه،،
و الي حلفوا الولاء و السمع و الطاعة،،
و الي أرغموه يرفض عرض الجزية،،
هما برده الي عاكسوا كلامه و مرضيوش يطلعوا بره مصر يحاربوا في الصحرا،،
قالوله احنا نستني هنا و نعمل تحصينات أحسن ،،
طبعا الموضوع كان خلص أساسا،،
و هما خايفين علي فلوسهم و مجوهراتهم و جواريهم و عايزين يقعدوا جنبهم،،
،،،،،،،،،
بيفكروك بالناس الي تبوظ اي حل فيه تضحية منهم،،
و تخرب إجماع الناس،،
و اما الموضوع يخرب و العمارة تتهد،،
تلاقيهم فص ملح و داب او نعامة و دفنت راسها في الرملة...
..........
الجيش العرمرم بتاع سليم جه براحته خالص
اخد شهور في الطريق،،
وصل الجيش عند الصحراء شرق الفسطاط، العباسية حاليا..
ما نعرفه بموقعة الريدانية
هي مكنتش اكتر من عملية تطويق لاستحكامات المماليك،،
و اديله مترحموش بالمدافع،،sitting ducks
خلصت بسرعة بسرعة،،
المماليك كان كل واحد شافله شوفة و مستنيين يجروا و يستخبوا،،
و بكده سقطت القاهرة
مقر الخلافة العباسية حوالي ٣٠٠ سنة
و مملكة امتدت من اليمن و الشام حتي حدود العراق شرقا
الي سواحل برقة و بعض الجزر المتوسطية غربا
كانت مدينة جميلة و البهجة تملأها و العز في جوانبها
و التجارة و الصناعة و الفن كانوا ماليين ارجاءها
كانت أم الدنيا فعلا اكتر من ٧٠٠ سنة
و وجودها كان مصدر اتزان و استقرار كبير في المنطقة
و ده حال الدنيا يا صديق
،،،،،،،،
فاضل حلقة ختامية
متنسوش تتابعونا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق