السبت، 14 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"








                 




الجزء الخامس

دامَت فترة خلافة سُليمان
سنتين و نصف،،
فترة قليلة جداً،،

و زي ما قلنا،
هو كل الي عمله،
انه تخلص من رجال أخوه ،

لم يكن هناك شئ يستحق الذكر 
اكتر من كده الحقيقة،،

بس اكتر حاجة بتخلي ناس كتير
توقر سُليمان ده و تحبه قوي،

هي تَوليته ل عُمر بن عبد العزيز،،
الي حصلت فجأة 
و بدون الكثير من المقدمات،،

عُمر بن عبد العزيز 
كان صديق سُليمان زي ما قلنا،
و كان مُلازم له في أغلب أوقاته،،
و كان واخد ختم و تفويض،
يعمل الي هو عايزه في حاجات كتير،،

و باستثناء
 معارضة تولي يَزيد بن المُهلب لخراسان،
و الدفاع عن موسي بن نُصَير ،،

فتقريباً
 لم يعترض علي أشياء ذات قيمة
في ولاية و مُلك سليمان ،،
رغم وجود الكثير مما 
يمكن الاعتراض  عليه،،
و كان لديه السُلطة لذلك،

حتي انه فيه حكاية بتقول
ان عُمر بن عبد العزيز
دفع عن  زيد بن الحَسَن 
نقمة و غضب سليمان بن عبد الملك،،

و كان زيد ده 
هو حَما الوليد بن عبد الملك
زي ما قلنا
و كان تزوج ابنته نفيسة،،
اللي ماتت و هي حامل،،

و كان زَيد بن الحَسَن 
 محبوب جداً عند الوليد زي ما قلنا،،
و كان بايع و وافق الوليد
عندما كان يجمع الآراء الموافقة
ل خلع أخوه سليمان 
و تولية ابن من أبناؤه !!!

فأراد سُليمان ان يبطِش به 
كما بطَش بكل من شاركوا في البيعة دي،،
بس عُمر بن عبد العزيز
عطل قرار  حبس زيد و التنكيل به!!
و فضل مِخبي الحكاية علي سليمان
طول مدة خلافته حتي مات!!!

ده يبين قد ايه عُمر بن عبد العزيز
كانت له يد كبيرة 
في إدارة الامبراطورية،،
و قد ايه كان مؤتمن عند سليمان!!
،،،،
،،،

كان مُتوقع من سُليمان
 انه يبايع إما
 ل أخوه يزيد بن عبد الملك 
-اخوه غير الشقيق 
اللي  أمه كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية،-
حسب الوصية المشهورة
 عن أبوه عبد الملك،

أو ل أخوه هشام بن عبد الملك 
و كان أخ قوي و شاب بارز،

أو لابن آخر من أبناؤه،
غير أيوب الي مات،،

هو لو عليه
عايز أولاده هما الي يمسكوا،،
 بس الموضوع صعب جداً
في ظل صِغر سنهم و ضعف كفاءتهم،،

فقرر انه يخلي ولاية العهد بعده
ل صديق عُمره 
عُمر بن عبد العزيز!!!
اللي ساهم بقوة في إيقاف
 حركة خلعه من ولاية العهد،،

 يمكن لانه عارف
 مقدار طيبته و وَرعه ،
و انه عُمر
 يِمكن يوصي من بعده 
بولاية العهد 
ل ابن من ابناء سليمان!!

و يمكن لانه كارِه إخواته 
و مش عايز يجيب حد منهم بعده!

و يمكن شاف ان ده عَمل خير
انه يجيب بعده راجل فقيه و طيب!!
و في نفس الوقت ،
هو أمير أُمَوي أصيل،
ممكن ان اهل البلاط الملكي
يوافقوا عليه  و يبايعوه،،

و عُمر بن عبد العزيز كولي للعهد ،
اختيار يحل  اغلب المسائل  دي!!

بس عشان يخلي المسألة مهضومة
من قِبل الامراء كلهم،، 
أضاف في كتاب الوصية
 ب ولاية العهد 
اسم واحد من اخواته،
من الي ليهم ثِقَل في البيت المالك،،

فاختار يزيد اخوه 
ك وَلِي وَلِي العهد!
،،،

و ده يخلي البيعة دي 
ليها قبول كبير
 لان يزيد  ابن  لِ بيتين ملكيين كبار،،
و فيه وصية من عبد الملك تناسبه،
و إضافته في ولاية العهد،
تؤدي ل الرضا  ب عُمر بن عبد العزيز،،

يمكن بقي عُمر بن عبد العزيز
يقدر يوصي ل ابن من ابناء سليمان
بعد يزيد بن عبد الملك!!؟؟
،
الجزء الأخير ده تخمين  مني الحقيقة،،
،،

مسالة ان عُمر كان فقيه و وَرع
و ده السبب الوحيد  ل توليته العرش،
مش شايفها مقنعة قوي،،

الأمير عبد الرَحمن بن يَزيد بن مُعاوية
كان زاهِد و ورِع و فقِيه
اكتر من عُمر بن عبد العزيز وقتها،،
لو علي الزُهد و الورَع يعني،،
و أبوه و أخوه و جِدُه
كانوا كلهم خلفاء،، 
،،

بس هو عايز صديق له 
يحفظ  الجميل و يرده في اولاده،،
ده منطق  أراه أفضل و أوضح ،

،،
اللي يؤكد ده
ان ولي العهد التاني
يَزيد بن عبد الملك،
كان برده واحد مش قوي
و مش من وحوش  القصر الاقوياء وقتها،،

الرجال الاقوياء وقتها
كانوا أولاد  اخوه 
الوليد بن عبد الملك،
و بالذات عبد العزيز و العباس،،

و أخوه هشام بن عبد الملك،،
و هما دول كانوا
الاختيار الأفضل
 للدولة و الامبراطورية،

بس دول هما اللي 
لو راحت لهم الولاية،
اكيد عمرها
 ما هتوصل لأبناء سليمان اطلاقاً،،

كده الصورة أوضح شوية،
هات المرشحين الضعفاء بعدك،
يشيلوا الجِميل ليك،
و في نفس الوقت
 ممكن المُلك يرجع لك او لأولادك،
و فرصة خط الوراثة بتاعك 
 لم تنتهي في المستقبل،،

،،،
فيه دولة في المنطقة العربية،
حصل فيها تنصيب لِ وَلِيِي عهد،
و كان سبب تنصيبهم ،
احتمال رجوع المُلك تاني 
بعد وَلِيَي العهد دول،
ل نفس اولاد الملك الي
 أوصي ل وَلِيَي العهد دول  وقتها،،

كَ نوع من رد الجميل 
للملك اللي جاب وَلي عَهد
فرصته ضعيفة في المُلك أصلاً،، 
،،
سياسة جيدة و واقعية 
و فيها أنصاف الحلول و المخاطرة،
و التنافس بين أركان البيت المالك المتعددة،

بس احتمال النجاح فيها
بيبقي ٥٠/٥٠ ،
علي احسن الأحوال،،

،،،،،
فيه قصة خرافية لطيفة كده،،
ان سليمان و هو بيموت
احد وزراؤه استفرد بيه
و أقنعه يوصي
 ل عُمر بن عبد العزيز!!!
ك نوع من تكفير الذنوب !!!

فاقتنع و وافق!!!
و اقترح عليه الوزير ده كمان،
انه يحط  يزيد بن عبد الملك  بعد عُمر !!!
و سليمان وافق و مضي و ختم!!!!
و هو بيطلع في أنفاسه الاخيرة،
وسط الغيبوبة و الاحتضار!!

و طلع الوزير ده
ماسك وصية العرش المختومة،
و خرج علي الامراء كلهم،
و قالهم أمير المؤمنين
أوصي للناس في الكتاب ده،
و لازم تبايعوهم عِمياني كده!!!
و المعترض هقطع رقبته!!!

قاموا وافقوا و بايعوا مكرهين!!!
و محدش حتي دخل علي الخليفة 
من اخواته او زوجاته،
يراجعوه في الوصية المستنكرة دي!!!

و بعد ما مات سليمان،
طَلع الجواب و قَرأ الوصية
فغضب الامراء لما سمعوا اسم عُمر
و رضوا بعد ان سمعوا اسم يَزيد،،
و حاول بعض منهم الاعتراض،
فهدده الوزير بقطع رقبته!!!؟؟
فرضخ الجميع،
و بايعوا عُمر بن عبد العزيز،،

،،،
بصرف النظر 
عن كمية الهجص الي في الحكاية،،
و الي بتخلي سليمان
 ألعوبة في ايد وزيره!!
و بتخلي الوزير ده ايده طايلة لدرجة  
انه يهدد الامراء بقطع رقبتهم!!

و بتخلي الملك الي بيموت ،
محدش من 
اقاربه او زوجاته او اخواته،
يدخل عليه 
و يقنعه ب الولاية ل واحد من العيلة،،

و بتخلي الامراء
 تقبل بِ وصية عن غَيب !!؟
في سابقة شرعية خطيرة،،
،،،

سيبك من كل ده،،
،،

فالغريب ان الحكاية دي،،
قَبِلها الفقهاء جداً
و طلعوا منها بفتوي،،

شفت ازاي الفتاوى بيتم استخراجها ؟؟

الفتوي هي :
قبول الوصية الغَيبِية
المفروضة بالغَصْب و الاستكراه !!!
مدام الموصَي اليه 
هو عُمر بن عبد العزيز!!!

حاجة جميلة جدا و الله،،
،
قارن الفتوي دي
باعتراض سعيد بن المُسَيَب القاطع
علي توريث عبد الملك 
لأولاده الاتنين في وصية واحدة،،
بِ رضا الناس كلهم ،،
لانه الفقيه سعيد كان عنده
مُجرد الشُبهة الشَرعية
 في التوصية بولاية العَهد 
 لاثنين في نَفس واحد !!!!

طبعا بمقارنة الموقفين،
 تعرف ان الفقهاء
لو عايزين يِمَشوا حاجة او يوقَفوها
مش هـ يِغلَبوا في الحُجة و المبررات،،

،،،،،
في الرواية دي،،
تولي عُمر بن عبد العزيز الخلافة،،
و بايعه الامراء واحد تلو الآخر،،
فيه ناس اعترضت 
و تم تهديدهم بالقتل !!
بس طبعا ده جائز و حلال!!
و في النهاية تم الأمر
و رضَخ الجميع حبا او كرهاً،،
،،،،

بس كان فيه 
ابن ل الوليد بن عبد الملك
اسمه عبد العزيز،
كان فارس قوي و راجل ذو كفاءة
و تقريبا هو الي كان ابوه الوليد
عايز يوليه العرش من بعده
بعد ما يخلع سُليمان اخوه،،

الأمير عبد العزيز ده يبقي ابن
أرملة الوَليد بن عبد الملك،
و هي  الملكة السابقة  أُم البَنين بنت عبد العزيز ،،
و هي أخت الخليفة الحالي  عُمر بن عبد العزيز
و  الامير ابنها ده اتسمي علي اسم جده لأمه!!

كان علي رأس جيش 
خارج العاصمة،،
و نادي بنفسه خَليفة
 و بايعه بعض الناس
و فرق من الجيش!!

و لما رجع و لقي خالُه
بقي هو الخليفة و أمرُه مستقر، 
و الناس راضية،،
بايع هو كمان و سكت!!!
،،،،

طيب ازاي 
الخلافة الراشِدة الخامسة
الي بتسمع عنها طول الوقت،
تبقي اتاخدت بالغَصب و الخَديعة كده ؟؟؟
فيه شُبهة شرعية كبيرة!!
،،

فيه فقهاء طلعوا بقصة
ان عُمر بن عبد العزيز
بعد ما تم الأمر و استتب،،
طلع علي "الناس"،
و قالهم انه عَزَل نفسه!!

و ان الامر ليهم 
ان شاؤوا وافقوا علي خلافته
و ان شاؤوا تركها،،
لانه مش عايز يغصِب "حد " علي حاجة!!!!

و طبعا ال " ناس"هللوا و كبروا 
و قالوله احنا معاك يا ريس!!!

،،،
الحكاية دي مقصود بيها تجميل 
قباحة طريقة الاستخلاف 
الي حكينا عنها،،

لان فيه ناس مَبَلعتش
الفتوي الي بتقول
 انها طريقة شرعية
و تكون الخلافة صحيحة بها!!
،
بس فيه كذا مشكلة الحقيقة،،
،،

هو مين "الناس " 
اللي أكدوا البيعة تاني  دول؟؟
هو خَلع نفسه 
و كان البديل ايه و مين؟؟
هو خَلع نفسه
 و خلع وَلي عهده معاه؟
و لا الاختيار 
كان هو او يَزيد؟

هل البيعة من ال" ناس" دول 
شفهية كده 
و في الهيصة وسط الزحمة ،
 تفرق كتير عن البيعة الغُمِيضي الي قلناها؟؟

هل فعلا مكنش عارف 
ان سليمان ناوي يوليه ولاية العهد؟ 
مع وجوده  بجواره اغلب الوقت؟

اذا كان كارِه الامر و زاهد فيه ،
ليه ما يسيبوش و خلاص ،
زي ما مُعاوية ابن يَزيد عمل زمان؟!
،،،

عشان كده 
حكاية "خَلع" نفسه دي
اعتقد انها افتكاسة،،
لإزالة الشبهة عن 
طريقة التوريث القسري
الي تولي بيها عُمر بن عبد العزيز المُلك،،

و الله أعلم،،
،،،،

تابعونا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق