السبت، 14 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"






                      




الجزء السابع

شفنا ازاي عُمر الثاني
حصله ايه لما مسك الولاية في عهد الوليد 
و شفنا اضطرابه و عدم قدرته علي مواجهة
الخارجين علي النظام و الثائرين عليه،،

و شفنا ايه الي عمله
 لما مسك الحكم
و بقي هو رأس الدولة ،،
و ازاي لجأ لقدر
 من الشظف في العيش
و زهد شديد و فقر مُزري،
لدرجة انه هو و عائلته بقي حالهم
يصعب علي الناس،
و يشفقوا عليهم،

زي ما حصل ل عُمر نفسه
لما ابن عمه أمر الخدم
يغيروا هدومه البالية المتسخة،
وقت احتضار عُمر،

 لما بقي ميقدرش يصمم
 علي انه يمشي كلامه،
و ميقدرش يشخط في الخدم و يقولهم 
سيبوا الهدوم دي و كفنوني بيها لما أموت!!

كما هو متوقع منه في درجة الزهد دي،

،،،،

في بقي نقطة مهمة جداً
في شرعية خلافة عُمر الثاني،،

هو صحيح من العائلة الأموية،
بس مش من نسل عبد الملك 
و لا نسل معاوية،،

و الملكية و شرعيتها بتثبت
بالانتساب ل بيت ملكي قوي،
يرضي الناس بالانصياع ليه،،

و في نفس الوقت 
امام الطالبيين و العباسيين
هو خليفة باطل من أسرة مغتصبة،،
مهما عمل او أنجز من الخير،،
يظل أساس ملكه باطلا !! 

شرعية خلافة عُمر
كانت الزهد المتناهي ده ،،

ايوه صحيح،
فكر كده لو كان عمل زي اولاد عمه،،
و اصطنع الأعوان و قتل الاعداء ،،
و نشر الفرقة بين الامراء،
و مشي اولاده أغنياء بين الناس،،
و اصبح له حاجب و رئيس ديوان
يمنع الناس عنه و يذل رقاب الزائرين ،

هل كان هيلاقي اي نجاح؟؟

مع اول ثورة عليه،
هينفض عنه الناس،
و مش بعيد يُقتٓل
 في اول انقلاب داخلي!!!

بينما ب أسلوب الزهد الشديد ده
مفيش حد كاسر عينه 
او يقدر يقوله انت راجل مفتري او ظالم!!

فاكرين الجدع السِجِستاني
اللي كان مجرد مولي
يعني عبد بدون عصبية او قبيلة،
و لعلمه بالحساب و الكتابة،
اشتغل  كاتب و مسك حسابات عند الحجاج،

لما اترقي بعدها،
و مسك بيت مال العراق كله- وزارة المالية-
في عهد سُليمان بن عبد الملك،
و كان الأمير فوقه
يَزيد ابن المُهلب العظيم،
كان المفروض 
يتهز أو ينصاع لأوامر ابن المُهلب ؟؟

بس لانه أمين  و حقاني 
و محدش كاسر عينه،،
كان بيقف قدام يزيد ابن المُهلب بِ هيلمانه،
و يكسر كلامه و يصغره قدام الناس،!!

و كلامه هو اللي يمشي!!!
،،،،

بس خلينا علي مستوي اكبر ،
ل تصح المقارنة،،

 في الخلفاء الراشدين
الثاني و الثالث خير مثال،،

عُمر بن الخطاب
- عُمر الاول-
و تقشفه الشديد
اللي طَبقُه علي أهله ،،
كان أهم سبب خللي 
 كبار الصحابة ينصاعوا اليه،
و الناس تمتثل لقراراته
 مهما كانت قاسية أو غريبة،

و ده حصل 
بالرغم من قبيلته الفقيرة الضعيفة،،
بنو عَدِي كانوا قبيلة ضئيلة المقام،
ادرجة انه في الجاهلية 
لو واحد منهم
 اتضرب أو اتقتل ،
ميقدروش ياخدوا ب ثأره!!!
 
،،،،،،
بينما بقي 
 عثمان بن عفان الأُمَوي 
الي عاش في 
عيشة غنية و مرفهة- نسبياً-
و خللي أهله كلهم أغنياء غني فاحش،،

شوف ازاي الناس انتفضت عليه
في ثورة صاعقة كاسحة،،
رغم طيبة قلبه
 و ليونة حكمه بالمقارنة مع عُمر ،،

و بالرغم من عز و منعة قبيلته!!!
الأمويين و بنو عبد شمس
كانوا هما اللي بياخدوا حق و ثأر
بني عَدي في الجاهلية
اشفاقاً علي جيرانهم و أقاربهم الضعفاء!!!

،،،،،

عُمر الثاني بقي
اقتدي ب جده الاكبر 
عُمر الاول ،،
و كان ده أهم و اعظم سبب
ل نجاح تجربته القصيرة،،

مش معني ده 
انه كان منافق
او نفعي أو كذاب،،
فَ أظهر الزهد و الوَرَع
 فقط  ليجعل حكمه ناجحاً!!!
طبعاً مفيش حاجة اسمها كده،،

هو المُلك اصلاً 
ايه حلاوته غير في البَغدَدة 
و البَلهَنية في العَيش؟

كون عُمر الثاني 
يضحي ب بحلاوة المُلك
 فقط  ل يستمر المُلك ذو الطعم الُمر ده، 
هو من قبيل الغباء،
الذي لا نقول به اطلاقاً،،،


بس بنقول ان الطريقة 
الي أَمِن بيها شرعية الملك ده،
هي انه طمأن الناس كلهم
انه ملوش اي مصلحة 
او منفعة في الحكم ده!!
و لن يستخدم سلطة الكرسي
في إذلال الناس و تمييز أقاربه،،

و بكده ارتاحت
 قلوب المتنافسين كلهم
و اطمأنت النار المستعرة دائماًعند العامة،
تجاه الملك المستمتع بِ الطيبات و الأبهة،

بينما هما بياكلوا عيش ناشف و جبنة!!

،،،
،،،

طيب ايه  أهم لمساته 
علي الامبراطورية بقي؟؟
نقدر نقول بضمير مرتاح،،

انه دمر الامبراطورية بدون ديناميت!!!
!!!!!!

الامبراطورية مَبنية 
علي السيف و السُلطة القاهرة اساساً،،
الجيش الامبراطوري الشامي المرعب
الي سيرته بس 
كانت بتهد اي ثورة في مهدها،،

،،،

عُمر الثاني تقريبا كده،
سَرَح الجيش 
و خلي الكتائب تقشر بصل؟؟!!
و أمر كل الجيوش 
 اللي علي الحدود
بالتراجع حتي 
اقرب نقطة آمنة في حدود الامبراطورية!!!

يعني أقرب مدينة 
آهلة بالسكان العرب و المسلمين
و أهلها العُلوج لم يثوروا من زمان طويل!!!

ف سحب جيش القسطنطينية 
الهائل الحجم براً و بحراً،،
و الي كان بيعيش أحلك أوقاته وقتها،،
منذ بدء حملة القسطنطينية المُهلكة،،

و أمر القائد
الأمير مَسلَمة انه يرجع بقواته 
لأقرب مدينة آمنة ،
قرب شمال سوريا الحالية،،
بعيد جدا جدا  عن
تركيا و  القسطنطينية 
و مضيق البوسفور،،
و قد كان !!!!!

،،،
و أمر القوات في الأندلس،
انهم يسيبوا البلد كلها!!!
و يرجعوا افريقية- تونس- !!!

بس الحقيقة الناس رفضوا 
و قالوله مش للدرجة دي يعني!!
احنا هنا قاعدين و متْهنيين
و العُلوچ الي عندنا،،
مُستَكينين خالص 
و مفيش خطر علينا،،

بس ممكن
 نبطل حرب و غزوات مفيش مشكلة!!؟؟؟
و هدأت الحروب،،

،،،
و أمر القوات في خراسان 
و بلاد ما وراء النهرين
انهم يتراجعوا ل قرب وسط ايران كده!!؟؟
و يسيبوا كل المناطق 
الي فتحها قتيبة تقريباً!!
و برده سمعوا الكلام
 بس قعدوا بعيد شوية عن كده،،

،،،،
و أمر القوات في السِند- باكستان-
بالجلاء عن البلاد ،،
و ترك ما فتح محمد بن القاسم،،
و فعلوا ما أمر به،،،
و سلموا البلد للحكام المحليين،،

،،،

تقريباً لم يخرج الجيش للحرب
الا مرة او اتنين
لمواجهة بعض اعتداءات 
من قبائل الترك الخَزَر 
ناحية ارمينيا كده،،

،،،،

حتي ان فيه واحد اسمه
شَوذَب من الخوارج قرب الكوفة
خرج و أعلن الحرب علي الدولة!!!

ف أمر عُمر 
الوالي علي الكوفة
ان لا يبدأ بالحرب،
و أنه يراسل الثائر ده،
و يقوله يبعت اتنين للخليفة،
يناظروه و يقولوا سبب ثورتهم ايه،،
و يحكم لهم ان كانوا عندهم حق!!!

و فعلا بعت ناس من عنده،
و عملوا مناظرة مع عُمر الثاني،
و أخذ عليهم الحُجة بالحُجة ،

و لكونه فقيه و عالم بالدين،
كان أقوي منهم في الجدل الفقهي،
و مقدروش يغلبوه في الجدل،
و فضلوا عنده فترة يتناقشوا معاه،، 

و كل ده و جيش الكوفة 
بيقلي ذُرة،،
قدام جيش الخوارج 
المرابط جوارهم،،

،،،،

بكده تضعضعت الامبراطورية
و خسرت أراضي كتير 
و هيبة اكتر ،،
كسبتهم بالدم و العرق  و الحرب،،

و بقيت الجيوش عطلانة 
لا شُغلة و لا مَشغلة،،

و ده أسرع  شئ
ممكن يدمر اي امبراطورية من الداخل،،

،،،،

مش بس كده،
ده القائد الوحيد الباقي
من نسل القادة الكبار
 مؤسسي الامبراطورية،،

يَزيد بن المُهلب 
تم عزله و حبسه و سجنه!!!

و اتهامه ب 
تضييع الفلوس و الاختلاس!!!

انتم فاكرين 
انه كان بعت ل سليمان
ايام فتح جُرجان و طَبرية ،
يقول ان فيه فلوس بالمليارات!!

فين الفلوس دي!؟؟؟
يزيد قال
انه كان بيزود في الكلام 
عشان يبهر الخليفة سليمان!!

- و انت عارف يا مولانا الخليفة عُمر 
لازم الشطة و البهارات و كده،،
مش كل كلمة أقولها 
تتاخد جد يعني!!!

عُمر قاله 
انت نصاب و حرامي،
و رماه في الحبس،
و كان عايز يوديه الحبس الانفرادي
بس اولاد الحلال
 قالوله مش للدرجة دي،،
 ف سابه في الحبس العادي،،

،،،،

و يزيد بقي كلاكيت تاني مرة،
يتغير الخليفة،،
و يترمي هو في السجن،،
بعد ما يكون قدم 
كل الجلائل من الاعمال،،
و سفك من الدماء البحور،
و فتح من الغنائم الجبال، 
في سبيل الامبراطورية و المملكة و الخليفة!!!

،،

دخل يزيد ابن المُهلب الحبس
و النار تأكل صدره،، 
و كانت فِعلة عُمر دي 
مقدمة ل مصيبة كبيرة
ستضرب قلب الامبراطورية بعدين،،،
،،،،،

عزل عُمر كمان 
يزيد بن أبي مسلم،،
 
و ده حاكم جبار
 من تلاميذ مدرسة الحجاج،،
و كان أفلت من المجزرة 
 الي نصبها سليمان ل آل الحجاج
ب حسن القول و الذكاء،،

ف تولي ولاية افريقية،،
و ساس الناس بالحديد و النار،
،،،

حبس عُمر الثاني كمان
 والي مصر و عزله ،
لأسباب مشابهة،،

،،،

و بعت ولاة تانيين،،
أولهم ابن خاله من بعيد،
عبد الحميد بن زيد بن الخطاب
والي علي الكوفة، 
و كان شيخ جليل،

و أبو بكر بن حزم
علي المدينة و كان شيخ كبير،

و رفاعة الفهمي 
علي مصر و كان راجل صالح،

و اسماعيل المخزومي 
علي افريقية و كان راجل فاضل،
،،،،

و بعت كمان
السَمح بن مالك
علي الأندلس ،،
و للسَمح ده قصة :
 
 كان زمان فيه
  وفد جاي نيابة عن
جيش من الأندلس،
 جاي يسلم الغنائم،

و كان فيه بروتوكول شَكْلي كده،
ان عشرة من الجيش الغازي،
ييجوا مع الغنائم 
و يشهدوا و يِحلَفوا
انها الغنائم دي حق ربنا ،
و جاية بالحَق و المُستحق بدون 
ظلم او سرقة،،

 مرضيش السَمح وقتها  يحلف
 ان الغنائم دي
 اتاخدت بالحق و مفيهاش ظلم!!
ف أعجب بيه الامير عُمر وقتها،
و مسِكه الحكم في الأندلس وقت خلافته ،

،،،،

بس لم يكن قائدا ماهر،
بنفس درجة أمانته و شجاعته،
و ورط نفسه 
في حرب في أراضي شاسعة،،
و في الاخر 
قُضي عليه و كاد جيشه كله يهلك
لما راح يحارب في جنوب فرنسا،،

و كمان وَلَي 
عَدي بن أَرْطأة
علي البصرة ،
و ده كان راجل صالح و عالم،
من اهل دمشق
 و ليه اتصال بِ القصر و البلاط،
و هو الي كان 
قبض علي ابن المُهلب ،
و سلمه للحبس بأمر عُمر الثاني،،
و له معنا بعض حكايات بعدين،،

و عَينَ كمان
 عُمر بن هبيرة 
علي الجزيرة 
-و دي تبقي  بغداد و كردستان حتي أرمينية-
و  عُمر ابن هبيرة ده 
 كان راجل لَبط
و قائد من الملاوعين و المشاغبين،،

ذكرنا بداية ظهوره في الجيش
اللي قمع ثورة 
مُطرف بن المغيرة بن شعبة،،

و كان بعد كده 
سرق أموال الغنائم في حرب تانية،،

و طلبه الحجاج للقصاص،
قام هرب ل دمشق  
 و استجار ب مَسلمة بن عبد الملك،،

و مَسلمة كان راجل عسكري و شهم،،
يُجير القادة العسكريين الكويسين،،
و  فعلاً جاب له الأمان و العفو،،

 فضل ابن هُبيرة 
 في البلاط الامبراطوري فترة،،
و يمكن يكون
 مسلمة هو الي رشحه 
ل عُمر بن عبد العزيز،،
لان المنطقة دي 
كان له فيها صولات و جولات،
و عارفها و فاهمها،،
،،

و عين الجَراح الحَكَمي
والي ل خراسان،،
و ده برده قائد عسكري قدير
من عرب الشام القدامي،

اهل الثقة و الادارة في الامبراطورية،
و كان خدم زمان تحت الحجاج
و ساعد في إدارة شئون البصرة،،
و له معنا حكايات قادمة،،
،،،،

زي ما انتم شايفين
عُمر استعان ببعض رجال الحجاج 
زي ابن هُبيرة و الجَراح ،،
في ولايتين صعبتين علي الحدود
الجزيرة و خراسان،،

و كان ناوي يسيب الأندلس كلها،،

و حَط ناس طيبين و بتوع ربنا،
في الولايات العربية
الكوفة و البصرة و المدينة،،

و كده فضل ولاية افريقية،،
الي كانت 
الامور فيها ماشية بصعوبة،
و الامازيغ بعد ما أسلموا ،،

مكنش عاجبهم الحال
 و القهر و الجزية
و عَصر الفلوس منهم 
و تَجبُر الولاة عليهم،،

و آخر والي راح عليهم
يزيد بن ابي مسلم،
تلميذ الحجاج النجيب،
قلنا انه كان من الجبارين ،
و بعته سليمان هناك
 يحاول يلم الموضوع ،،

بس عُمر الثاني 
بعد ما عزل يَزيد ابن مُسلِم ،
كانت ليه وجهة نظر تانية خالص،،

بعت ييجي عشر مشايخ و فقهاء
للمغرب و افريقية،،
عشان يعلموا الناس الدين كويس،،
و يهَدوا أخلاقهم 
و يوروهم العدل و الجمال فيه ازاي،،
بدل الضرب و الاعتقالات
 الي شايفينها و خلاص، ،،
،،،،،

كل ده يقول لنا 
ازاي الامبراطورية 
بقت عاملة زي الأسد العجوز،
 الي بدون أنياب او مخالب،
 
هيبة و زئير كده شوية،،
إنما لو حد حب يضربه 
مش هـ يعرف يرد،،

و دي كانت الخطوة التانية
في انهيار الامبراطورية،،

بعد الخطوة الأولي الي
 عملها سليمان،، 

من قتل و تخريب
ل مصدر قوة الامبراطورية 
من رجال أقوياء مخلصين،،،،

تابعونا،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق