السبت، 14 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"









               





الجزء ١٠

خَتم  عُمر الثاني كل أعمال 
هدم الامبراطورية دي،،

بانه مَنع الشرطة
 تأخذ اي واحد بالشك؟؟

و منع تعقب الثوار في اي مكان!!
و زاد في عطاء الطالبيين و العباسيين !!!

مش بس كده،
ده أوقف الهجوم علي 
الامام عَلِي فوق المنابر في الجوامع!!

و ده كان روتين من ايام معاوية،
بعد الخطبة ما تخلص
يدعو الامام للخليفة الحالي و يشكره،

و يذم في الامام عَلِي
 و ممكن يبالغ و يشتمه!!

نوع من التحقير المعنوي للخصوم
و تذكير الناس بالنعمة الي هما فيها،، 
بسبب الخليفة الأموي الحاكم،
مش ايام الضياع 
مع الفاشل المخرب التاني!!!!

أوقف عُمر الثاني
هذا الروتين ،،
مبقاش الامام
يشكر الخليفة عُمر الثاني 
او يذم في الامام عَلِي !!!

و قال ان ده كان خطأ كبير
و مش هنعمله تاني!!!
،،

يعني من الآخر ،،
بيقول احنا آسفين 
إننا ضربناكم و حبسناكم قبل كده ،،
يا آل ابي طالب،،
عشان كُنْتُمْ عايزين تأخذوا الحكم،،
و آدي تعويض عن كده،،

و مش هنعمل كده تاني!!
سواء الذم فيكم أو الشكر لينا!!

طبعا النتيجة كانت
ان محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
-ابن "علي بن عبد الله" 
الي كان الوليد ضربه و حبسه
عشان قتل أخوه العبد سليط،،
و حرره سليمان-

اللي كان عمه الأبعد أبو هاشم
"عبد الله بن محمد بن علي بن ابي طالب" AKA 
-الي كان غالباً قتله سليمان -
أوصي له بالدعوة و إداله أسرار 
الجماعة السرية بتاعته،
زي ما قلنا،،

نشط محمد بن علي العباسي  ده
و بقي تنظيمه السري
تنظيم ضخم متشعب كبير،،
و بقي اسمه( محمد الإمام)،،

و ده بسبب 
غياب  النشاط البوليسي،،
و توافر الفلوس 
من منح الخليفة عُمر الثاني،
و قلة الضرائب المفروضة علي التجار،،

لان اغلب أنصاره كانوا تجار
و فلوسهم زادت جداً جداً،،

و استقر و ازدهر 
في عهد عُمر الثاني
نشاط الجمعية السرية 
الي ناوية علي قلب نظام الحكم دي!!!

و الحقيقة بعد عُمر الثاني 
ما شوه اعمال عائلته  الأموية الملكية
و حقرها و أكد انها مليانة  ظلم و عسف!!

مبقاش فيه احتياج،
 ل دعاية سلبية تانية 
ل تحريض الناس ضد العائلة الملكية دي!!!

،،،،،،

طبعا كده 
اتضحت الصورة تماماً،،

عُمر الثاني 
ب شخصيته
 و رقته
 و تأنيب ضميره
و زهده 
و سلميته 
و خوفه من شُبهة الظلم
و كراهيته للقسوة و القوة،،
و ميله ل تألف القلوب بدل غصب الأرواح ،،

كل ده أدي ل تفكيك مفاصل الدولة
و انهيار الامبراطورية ،،

ان كنت تري عُمر الثاني 
مثالا للحاكم الاسلامي،،
ف اعلم انك مثله 
يجب ان تتبرأ من أفعال الخلفاء 
و تسعي انك تخرب الدولة و ميزانيتها،،
و تسعي ل ان حد  من اعداءك
ييجي و ياخد منك الحكم!!

،،،،،

كلمتين فاضلين عليه،،
كان راجل متدين زي ما قلنا،،
و كان بسيط الاطلاع 
علي علوم المنطق و الفلسفة،،
الي كانت بدأت في الانشار و قتها،،
و أدت لإعادة التفكير 
في كثير من القضايا الدينية،،

ف ظهر في عهده 
بدايات المذاهب العقلانية في التفكير
و اللي ب "تُؤوِل" ما يخالف العقل 
من ظاهر آيات القرآن،،

زي مثلا
" و انك لبأعيننا"
" يد الله فوق ايديهم"
" و نفخت فيه من روحي"
" و استوي علي العرش"
" و الله خير الماكرين"
" إلي ربها ناظرة"

و كلها ممكن فهمها ظاهريا 
بان الله- تعالي شأنه-
له صفات بشرية
- عين و يد و نفس 
و مِقعدة و مَكر و جسم و وجه-

و عقلانياً
 - بالنسبة للعقول النقدية التحليلية-
لا يستقيم ذلك اطلاقاً،،
و بُناء عليه،،
تم "تأويل"    الآيات دي
 بمعاني مجازية،،

و دي كانت بداية 
ل سلسلة من المذاهب
العقلية و الآراء المختلفة ،
في كيفية و سَببية التأويل،،

و كل الكلام ده كان جديد
 و حصل نتيجة العلم النقدي،
و الفلسفة التحليلية الي اتعلمها الناس،
من الحضارات الي تم هضم ثقافتها،،

و نظرا لان الكلام ده 
 لم يكن مدار أي نقاش
في العصور الأولي
 بين النبي و الصحابة
أو بين الصحابة و التابعين،،

فكان رجال الدين 
غير قادرين علي مجاراته!!
و كمان خللي قوتهم المعنوية
 و سلطتهم الروحية تهتز،،

فكان لا بد من تكفير الناس دول
و مواجهتهم بأنهم بيخربوا الدين !!
و ان كلامهم ده بِدَع 
و لم يرِد في قرآن أو سُنة!!!

و كانت  دي بداية المواجهة،
بين الفريقين،
فريق العقل و فريق النقل،،
-الي استمرت ييجي  ثلاثمائة سنة قادمة-

 حصلت البداية في عهد
 عُمر الثاني الفقيه الجليل،،
الي وقف طبعا
 مع رجال الدين التقليديين
بحكم تعلمه علي ايديهم،،

و ابتكر وسيلة معينة
ل قتل الانسان 
المُشتبه في كونه
 " خارج عن الدين" أو مُرتد،،
بربطه علي خشبة القتل و تهديده،،
ثم تهديده و السيف مرفوع فوقه،،
ثم و السيف مضغوط علي صدره،،
بانه يرجع عما هو فيه،،

فإن رجع و تاب،،
سابوه،،
و ان لم يرجع،،
خلاص بقي يتقتل،،

دي كانت بداية انتشار فكرة 
قتل ال " مرتد"،،،
و ده مش" حَد" شرعي
واضح او  ثابت   علي فكرة،
 اطلاقاً ،،

ده عقوبة ابتكرها،
 عُمر الثاني باجتهاد خاص منه،،

بدليل ان ال " مُرتدة " الانثي ،،
كان حُكمه انها لا تُقتل!!
و إنما تحبس و تتباع عبدة!!!

مع ان كل الحدود،،
القتل و السرقة و الزني و القذف ،،
العقوبة فيها مماثلة بين الجنسين!!
،،

و طبعا فيه
 روايات و آراء فقهية مختلفة ،
في الموضوع ده من زمان،
و الرأي الي تبناه عُمر هو الي انتشر بعدها،،

،،،،،

كان برده ليه آراء كتيرة فقهية
فيها رحمة و تيسير علي الناس،،

بس فيه رأي ،
تقريبا هو اول واحد قاله،،

جواز تزويج الُمنتِهكة ممن هَتك عرضها،،
يعني  الست الي واحد ضحك عليها،
و خِلي بيها،
 و عَشِمها و خلع،،
يحل له زواجها و سترها،،

لانها باظت خلاص،،
و محدش هيرضي بيها!!

طبعا ده رأي له وجاهته وقتها،
و يمكن حتي الآن ناس تقبله،،
و لا تعاقب الرجل علي فعلته الخسيسة،

،،،،
في عهده،
 بدأ علي استحياء
كتابة الأحاديث و الروايات عن النبي،،
بعد حوالي ٩٠ سنة من وفاته،،

قام واحد أو اتنين من العلماء
بتوجيه من عُمر الثاني ،
بتسجيل كتابي توثيقي لأول مرة،
ل روايات عن النبي،،
و ان لم تتجاوز العشرات من الروايات،،

و لكنها كانت اللَبِنة الأولي،
ل تدوين و تسجيل الأحاديث ،
تمهيداً بعد كده للرجوع اليها
كمصدر من مصادر التشريع،،
،،،

يعني حتي وقت حكايتنا دي
سنة ١٠٠ هجري،،
مكنش فيه حاجة اسمها
 صُحف او كتب ال" سُنة"
او تسجيل الأحاديث و مقارنتها،،
او  تحديد ايها حديث صحيح و أيها مزيف،،
أو قواعد ل تمييز مدي" صدق" الرواة،،

معني كلمة " السنة "
بانه تسجيل روايات متناثرة  عن النبي،
لم يكن موجودا وقتها،،

و كان  وقتها 
كل الاحتجاج يكون بال" قرآن"
او ب مواقف شهيرة جداً  عن النبي،،
و ليس ب رواية سمعها شخص
و لم يسمعها آخر،،

و شفتوا معانا 
علي مدي الحكايات،،
ازاي تعددت الروايات التنبؤية
المنسوبة  لل النبي،
من كل فريق ل تحقير الفرق الاخري
او إثبات تفوقه عليهم،،

و محدش كان بيعرف 
يمسك الكدب من الحق
في الحاجات دي،،
،،،

ايه سبب أمر عُمر 
 بال شئ المُحدَث ده !؟؟؟

بالاضافة ل كذب الرواة علي النبي،،
و محاولة تجنب ذلك،
 
رأيي فيه سبب  تاني مهم،،

 كان وقتها
  زي ما قلنا بدأت تحصل
المناظرة و الجدال مع
المذاهب الحديثة العقلية
 الي قلنا عليها،،

و اللي آيات القرآن
 ب عموميتها و شموليتها
 و احتمال تأويلها،
   ممكن تحتمل تأييد كل مذهب !
 و لا تنفي او تؤكد
 صحة او خطأ المذاهب دي،،

عشان كده
ظهرت الحاجة ل تسجيل موثق 
لمصدر آخر من الروايات عن النبي،،
للاعتماد عليه في المناظرات دي،،

ف أعطي عُمر الثاني 
الضؤ الأخضر للعلماء،
ل توثيق الأحاديث عن النبي،،
للرجوع اليها في هذه المناظرات،،، 

و غيرها من الأسباب ،،،

،،،،

كمان نظرا ل زهده الشديد،
فقد أعطي دفعة قوية
 ل رجال الدين الزاهدين

زي الحَسَن البصري و غيره،،
انهم يكونوا قضاة للدولة
و أعوان لها ،،
و هما رضيوا فقط
 ل احترامهم له و ثقتهم فيه،،

،،،،

في النهاية 
توفي عُمر الثاني
الحاكم الرحيم
و الخليفة الزاهد
و عدو الامبراطورية الأشد ،،

بعد ان مات ابنه الاكبر عبد الملك
في ريعان الشباب،،

و بعده بفترة قصيرة،

مات عُمر بن عبد العزيز نفسه،
بعد فترة مرض قصيرة،،

،،،
اعتقد ان وفاة الاتنين 
كانت طبيعية و منطقية،،
إجهاد شديد
و توتر علي مدار اليوم،،
مع سؤ تغذية مميت،،
و ظروف غير صحية في المنزل،،

كل ده يخلي المناعة ضعيفة،
و مع تكرار أمراض وبائية ،
زي  الطاعون  و الأمراض المُسهِلة ،
و الحميات في العاصمة المزدحمة دمشق،،
و كراهية عُمر ل طلب العلاج عند الأطباء ،،

اكيد النتيجة الحتمية هي الوفاة السريعة،،
،،،
مشهور بين الرواة،
ان عُمر مات مسموما
بأيدي الامراء الامويين !!!

كرها منهم ليه،
و لانه كان ناوي
 يعزل يزيد بن عبد الملك
من ولاية العهد !!!

يعني بالتحديد،
يزيد بن عبد الملك
 و أعوانه هم القتلة!!؟؟
و ده طبعا كلام لم يثبت اطلاقاً !!!

و عُمر نفسه مقالش كده،
و أوصي ل يزيد ب ان يسير 
السيرة الحسنة في الرعية،،
و أكد علي بيعته و هو بيموت!!

حكاية القتل و السُم دي،
بتقول ان عُمر عرف انه اتسمم!!
و الخادم بتاعه الي سممه،
 اعترف له بانه الي عمل كده!!
و ب إن الامراء الامويين - يزيد-
هما الي حرضوه!!!
قام أعتق الخادم و عفا عنه!!

أُمال فين القاضي الدقيق
الي بيتقصي القصاص و العدل!!
و الي بيطبق الشريعة ب حسم و قوة؟
ازاي يسيب ناس قَتَلة يملكوا الخلافة؟؟
و جريمة شنعاء بلا عقاب ؟؟

تلاقي الحكاية التعبانة دي
الرواة مصدقينها و بيعيطوا!!

بينما احتمال قتل سليمان بالسم،
و هو الأكثر منطقية في رأيي،
لا تجد احداً يذكره نهائيا!!

،،،،

توفي الخليفة
 النادر الأوحد في شأنه
عُمر بن عبد العزيز
عن أربعين سنة،
بعد ان قضي في الخلافة سنتين تقريباً

ف سبحان الحي الذي لا يموت،،

تابعونا،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق