الجزء الثالث
بعد ما شُفنا اعمال يزيد بن المُهلب
و الفتوحات الي قام بيها،،
نرجع للجبهة الشمالية
بتاعة الامبراطورية القسطنطينية،،
صمم الخليفة سُليمان
علي تمام إنجاز الفتح
و تدمير الامبراطورية المجاورة،،
و بعت أخوه مَسلَمة
علي رأس جيش عظيم،،
و أسطول مَهول
و تجهيزات خُرافية،،
و توجه الجيش ده
بِ نِية إخضاع الُقسطَنطينية
بعد حصارها و تجويعها،
جرياً علي المتعارف عليه في مثل هذه الظروف،،
الروم حاولوا يصالحوهم
و يدفعوا الجِزية،،
بس الجيش مرضيش
لانهم جايين يخَلَصوا
و يجيبوا عاليها واطيها!!
بس النتيجة
كانت غير كده خالص
و الحملة دي كانت
من الحملات الفاشلة بامتياز،،
و كانت الخسائر فيها
مهولة في الرجال و الاموال،،
و ده بسبب
استِماتة أهل القُسطَنطينية
و تلاحُمهم مع ملكهم و قياداتهم،
و استخدامهم للمُتفجرات،
و مَتانة حصونهم،
و قوة جيشهم،،
و من ناحية تانية ،،
واضح أن جيش الأمويين
كان مُعتمد علي
القوة المُفرطة و الإرهاب المعنوي بالأساس،،
و أسرَف في استخدام كتائبه
يمين و شمال ،،
لغاية ما لَقي الخسائر بقت بالآلاف
و الروح المعنوية للجيش هَبطت ،،
فيه تفسيرات بسيطة
ب يذكرها المؤرخين القدامي لفشل الحملة ،،
بتقول ان البِيزنْطيين
كان عندهم قائد خائن و عميل مزدوج!!
اتفق مع الامويين الأول
علي تسليم البلد،،
و بعدين رِجع في كلامه و غَدَر بعَهده!!!!!
بقي ده بالذمة
تبرير تقابلوا بيه ربنا؟؟
واحد غَدار و غَدَر بينا!!!
،،
المهم ان
كان فيه عامل مُهم جداً تاني،،
الشتاء و الثلوج،،
لما الخسائر زادت
و الحصار طول،
الجيش لقي نفسه وسط الثلج في الشتا!!
و طبعا دي
حاجة غير معتادة خالص
بالنسبة لجيش الامبراطورية!!
واضح كمان
انهم لم يكونوا مستعدين،،
و ان خطوط الإمداد
الطويلة الخلفية انقطعت،،
و التموين الغذائي انقطع لفترة طويلة!!
لدرجة ان الجيش
بقي أفراده الي بيموتوا
من الثلج و الجوع و الالتهاب الرئوي
اكتر من الي بيموتوا في الحرب!!!
،،
مأساة جيش نابليون
في حربه في روسيا،،
،،
و الجيش الي يوصل
للدرجة دي من الفشل الاستراتيجي،
مستحيل يقدر يكسب
او يوصل لنتيجة مرضية حتي،،
بس سُليمان صمم
علي ان الجيش يفضل مكانه ،
و يحاربوا حتي النهاية!!!!
،،،،
،،،
فيه حكايات تُروي عن سليمان
و انه كان راجل كويس
و متدين و وَرِع و طيب!!!
مثلا تلاقي الي يقولك
انه قَرَّب ابن عمه عُمر بن عبد العزيز
و خلاه وزيره و مُشيره،
و مَشَّي كلامه في حاجات كتير،،
و عُمر كان وقف قبل كده
ضد رغبة الوَليد
في خلع أخوه سليمان
من ولاية العهد
و تحمل في سبيل ذلك السِجن و الجوع!!!
سُليمان شال له الجميل ده،
و قَرَبه بشده بعد تولي الخلافة،،
و اخد برأيه في ازالة نفوذ
رجال الحَجاج و سُلطَتهم،،
و تولية رجال
من بتوع رَبنا الطيبين
في بعض الولايات الهادئة
زي اليَمن و الحِجاز كده،،
،،،،،
يقال كمان انه
أكرم أحفاد
عَلِي بن ابي طالب
و كان بيديهم فلوس و هدايا،،
و في مرة
كان قاعد عنده
عَميد العائلة الطالبية
عبد الله حفيد الحَسَن ،،
و كان ابوه برده اسمه الحَسَن،،
و اشتهر باسم عبد الله بن الحَسَن المُثَني
- الحَسَن أُس اتنين يعني-
المهم كانوا مسافرين و مبسوطين،،
قام جالهم رسالة
من حَمْلة القُسطنطينية
بالفوز في بعض المعارك،،
و كان فيه أسري بالعشرات،،
مبعوتين مع الرسالة دي!!!!!
قام سليمان
أحب انه يِكْرم عبد الله المُثني،،
ف قاله
قوم خُد لك سيف من الحُراس،
و اقطع رأس قائد الأسري دول،،
و فعلا عبد الله قام
و ضرب الأسير بسيف حامي وِلعة،
هووب قطع راسه من أول ضربة ،،
وسط تصفيق الخليفة سليمان و رجاله!!!!!
و كانت قعدة لطيفة جداً
يسودها الود و الحب بين الجميع!!!!
و فيها ضحك و تهريج جامد
و صفاء نفس بين كل الحاضرين،،
،،،،
و مش بس العائلة الطالِبية،
ده كمان أكرم الفرع العباسي ،،
فيه حكاية غريبة كده بتقول ان
عبدُ الله بن عَباس الصحابي الكبير،
و كان فعلا بقي
كبير في السن وقت حكايتنا دي،،
كان عنده جارِية شَقراء ملك يمينه ،
و كان يواقِعها و يطارحها الغرام،
مالُه و هو حُر فيه عادي ،
و بعدين سابها شوية!!
زَهَق أو انشِغال متعرفش،،
قامت هي برده زِهقت تقريبا!!
و شافت عبد لطيف كده
و مشيت معاه شوية!!
و لعله كان بينهما كما بين الأزواج !!!
و بعدين البنت دي بقت حامل!
و الي في بطنها ده
بقي مش معروف
مين أبوه بالظبط!!
قام ابن عباس
طالب ب ملكية الولد
باعتباره مالك الأم ،
يعني "صاحب الفِراش" !!
فاكرين حكاية
" الولد لِلفراش"
و ازاي ان المالك الشرعي للأم
هو صاحب الحق في إدعاء طفلها،
مش الشخص التاني
الي هي بتحبه
و بتلعب معاه في السِر،،
بس هنا بقي نقطة خلافية،،
ناس بتقول انه طالَب بيه
باعتباره عَبد!!!
و ناس بتقول انه حَسَبه ابن !!
و ناس بتقول
حَسبه عَبد
و بعدين ابن
و بعدين عَبد!!!
و ناس بتقول انه
كان شاكِك بس كان متأكد،
فأوصى للشاب ده في وصيته قبل ما يموت،
و ان كان لم يعترف بيه
مية في المية ك ابن !!!
المهم الشاب ده
سموه سَليط،
-و ده مش اسم تهزيق و لا حاجة
، ده جاي من السُلطة في الكلام -
كان ماشي مع "أخوه"
عَلِي بن عبد الله بن عباس،،
باعتباره عبد!
بس مش عبد قوي يعني!!!
و كان ذكي و ظريف و شكله حلو
و قيل انه كان شبه عَبد الله بن عَباس!!
سَليط ده بقي
كان عايش في الشام وقتها
مع مولاه " أخوه" عَلِي ،
لان عَبد الله بن عَباس،
و من بعده ابنه
عَلي بن عبد الله،،
كانوا أصدقاء للخلفاء الامويين،،
و بياخدوا عطاء و هدايا كويسة منهم!!
واضح كمان
انه كان محبوب عند الخليفة
الوليد بن عبد الملك،،
اللي تقريباً كده
خلاه يرفع دعوي
إثبات نَسب ل " أبوه"
عَبد الله بن عَباس!!
،،
دعوي "استِلْحاق " يعني زي
استِلْحاق "زياد" الشهير
ب "أبوه" الافتراضي
أبو سفيان بن حرب،،
،،
سَليط راح جاب شهود و قرائن،
و راح للقاضي ،،
و القاضي حكم باستلحاقه!!!
و بكده بقي ليه
انه يطالب بالميراث
من أبوه عبد الله بن عباس
رسمياً و شرعاً!!
أخوه
عَلِي بن عبد الله بن عباس،
كان هَ يْطَق منه طبعاً !!!
و في مَرة بعدها
كان سَليط مع " أخوه" عَلِي
في جِنينَة مِلك الاخ الاكبر عَلِي ،،
و اختفي من بعدها!!
أمه و أصحابه راحوا يشتكوا
للخليفة الوليد صديقه
ان الراجل اختفي،
و ب يِتهموا الأخ الاكبر عَلِي
انه قتله في الجنينة!!!
قام الخليفة
بعت ناس فَتشت
و حفرت الجنينة،
و لقوا الجثة فعلاً!!!
و باستجواب المتهم
عَلِي بن عبدُ الله بن عباس
قاللهم انه هو الي قتله!!
أو انه هو اللي أمر بقتله!!!
" عبدي و أنا حُر فيه"!!!!
فيه رواية تانية بتقول
انه أنكر علاقته بالقتل!!
و ان القاتل كان
مجرد صديق من أصدقاؤه !!!
تقريبا كان عايز يخدم و يجامل!!!
و يخلص الفقيه الجليل عَلِي بن عبد الله
من الواد السَوْ اللي معكنن عليه عيشته
سَليط ال.لب ده،،
،،
و ده هو الصاحب الصح
الي يعزِم علي صاحبه
بانه يخلص علي الناس الي مزعلينه،،
و يعمل كده فعلاً
محبة و إنسانية !!
،،
المهم ان في الحالتين
الوليد اعتبر عَلِي
القاتل أو المحرض علي القتل،،
و جلده و عذبه
و خلاه عِبرة لمن يعتبر،،
و رماه في الحبس الانفرادي ،،
،،،
فِضل في الحبس بقي،
لحد سُليمان بن عبد الملك
ما مسك الخلافة،،
ف أطلق سراحه
و خرجه من الحبس!!!
ايه العقوبة الغريبة دي؟
و ايه العفو الأغرب ده؟؟
اذا كان القتيل حرا و له عصبية،
ف مكنش فيه جزاء غير القتل،
او دِية ياخدوها أهله بعد العفو ،،
بس القتيل في حالتنا
"حُر" كده و كده مش بجد،
و الي قتله أصلا
هو "أخوه" يعني،،
فَ مفيش ولي للدم يطالب بيه،،
دمه راح فِطيس يعني،
و العقوبة كانت من عند الوليد،
و العفو كان من عند سليمان ،
كل واحد بمزاجه و دماغه!!
،،،
و قد كان العباسيون
بعد كده بعشرات السنين،،
مُمتنين ل سُليمان
كونه أطلق سراح
ابيهم عَلِي بن عبد الله بن العباس،،
يمكن لو كان مات في الحبس،،
كانت كل دعوتهم انتهت و ماتت!!!
و كان من امتنانهم
ل جميل سليمان عليهم ،،
انهم لم ينبشوا قبره!
و لم يحرقوا جثته!!
او يدنسوا حرمته!!!
عندما تم لهم الامر
و تملكوا السلطة
بعد حوالي ثلاثين سنة
من تاريخ حكايتنا دي!!!
،،،،،
كده شفنا ازاي ان سليمان
كان لَين الجانب
مع الطالِبيين
و العباسيين،
و كمان كان بِ يَصل رَحم آل الزُبَير!!
و تجاوز في ذلك
حتي أفعال الوليد،،
الي كان اتجوز من الطالِبيين
و أكْرم عبد الله بن عباس
و ابنه عَلي
-قبل ما يقلب عليه طبعاً-
و كان برده
بِ يصل آل الُزبير
بالهدايا و المكافآت،،
و ده شئ اعتقد انه طبيعي،
هما قرايب و أولاد عم في النهاية
و المُلك كل ما يَقوي
و يزيد و يتأصل،،
كل ما الأريَحِية
و التسامح و الكرم
بيتضاعفوا و يتزايدوا ،،
و فيه برده
الكرم العربي
بتاع تَحميل الجمايل
و كَسر العِين بالفُلوس،،
و كمان
أصل الصراع القديم
كان عَدي عليه تلاتين سنة
في وقت حكايتنا دي،،
و الدنيا مِزَهزَهة للكل،
و كلهم أغنياء و مبسوطين،،
و عندهم أراضي و فلوس
و عبيد و إماء
و بيجيلهم كل كام شهر
فلوس في زكايب
و هم متنعمين و مرتاحين،،،
،،،
تابعونا
،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق