السبت، 14 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"






  

                             
      






الجزء الثالث 

بعد ما شُفنا اعمال يزيد بن المُهلب
و الفتوحات الي قام بيها،،

نرجع للجبهة الشمالية
 بتاعة الامبراطورية القسطنطينية،،

صمم  الخليفة سُليمان 
علي تمام إنجاز الفتح 
و تدمير الامبراطورية المجاورة،،

و بعت أخوه مَسلَمة
 علي رأس جيش عظيم،،
و أسطول مَهول 
و تجهيزات خُرافية،،

و توجه الجيش ده  
بِ نِية إخضاع الُقسطَنطينية 
بعد حصارها و تجويعها،
جرياً علي المتعارف عليه في مثل هذه الظروف،،

الروم حاولوا يصالحوهم
و يدفعوا الجِزية،،
بس الجيش مرضيش 
لانهم جايين يخَلَصوا
 و يجيبوا عاليها واطيها!!

بس  النتيجة 
كانت غير كده خالص
و الحملة دي كانت 
من الحملات الفاشلة بامتياز،،
و كانت الخسائر فيها
 مهولة في الرجال و الاموال،،

و ده بسبب
 استِماتة أهل القُسطَنطينية 
و تلاحُمهم مع ملكهم و قياداتهم، 
و استخدامهم للمُتفجرات، 
و مَتانة حصونهم،
و قوة جيشهم،،

و من ناحية تانية ،،
واضح أن جيش الأمويين
كان مُعتمد علي
القوة المُفرطة و الإرهاب المعنوي بالأساس،،
 
و أسرَف في استخدام كتائبه
يمين و شمال ،،
لغاية ما لَقي الخسائر بقت بالآلاف 
و الروح المعنوية للجيش هَبطت ،،

فيه تفسيرات بسيطة
ب يذكرها المؤرخين القدامي لفشل الحملة ،، 
بتقول ان البِيزنْطيين
 كان عندهم قائد خائن و عميل مزدوج!! 

اتفق مع الامويين الأول  
علي تسليم البلد،،
و بعدين رِجع في كلامه و غَدَر بعَهده!!!!!

بقي ده بالذمة
تبرير تقابلوا بيه ربنا؟؟ 
واحد غَدار و غَدَر بينا!!!
،،

المهم ان 
كان فيه عامل مُهم جداً تاني،،
الشتاء و الثلوج،،

لما الخسائر زادت 
و الحصار طول،
الجيش لقي نفسه وسط الثلج في الشتا!!

و طبعا دي
 حاجة غير معتادة خالص
بالنسبة لجيش الامبراطورية!!

واضح كمان
 انهم لم يكونوا مستعدين،،
و ان خطوط الإمداد
 الطويلة الخلفية انقطعت،،
و التموين الغذائي انقطع لفترة طويلة!!

لدرجة ان الجيش 
بقي أفراده  الي بيموتوا
 من الثلج و الجوع و الالتهاب الرئوي
اكتر من الي بيموتوا في الحرب!!!
،،

مأساة جيش نابليون 
في حربه في روسيا،،
،،

و الجيش الي يوصل
 للدرجة دي من الفشل الاستراتيجي، 
مستحيل يقدر يكسب
 او يوصل لنتيجة مرضية حتي،،
بس سُليمان صمم 
علي ان الجيش يفضل مكانه ،
و يحاربوا حتي النهاية!!!!

،،،،
،،،
 
فيه حكايات تُروي عن سليمان
 و انه كان راجل كويس 
و متدين و وَرِع و طيب!!!

مثلا تلاقي الي يقولك 
انه قَرَّب ابن عمه عُمر بن عبد العزيز
و خلاه وزيره و مُشيره،
و مَشَّي كلامه في حاجات كتير،،

و عُمر كان وقف  قبل كده
ضد رغبة الوَليد 
في خلع أخوه سليمان
من ولاية العهد 
و تحمل في سبيل ذلك السِجن و الجوع!!!

سُليمان شال له الجميل ده،
و قَرَبه بشده بعد تولي الخلافة،،
و اخد برأيه في ازالة نفوذ 
رجال الحَجاج و سُلطَتهم،،

و تولية رجال
 من بتوع رَبنا الطيبين
في بعض الولايات الهادئة
زي اليَمن و الحِجاز كده،،

،،،،،
 يقال كمان انه
 أكرم أحفاد
 عَلِي بن ابي طالب
و كان بيديهم فلوس و هدايا،،

و في مرة 
كان قاعد عنده
عَميد العائلة الطالبية
عبد الله حفيد الحَسَن ،،
و كان ابوه برده اسمه الحَسَن،،
و اشتهر باسم عبد الله بن الحَسَن المُثَني 
- الحَسَن أُس اتنين يعني-

المهم كانوا مسافرين و مبسوطين،،
قام جالهم رسالة
 من حَمْلة القُسطنطينية 
بالفوز في بعض المعارك،،
و كان فيه أسري بالعشرات،،
مبعوتين مع الرسالة دي!!!!!

قام سليمان
 أحب انه يِكْرم عبد الله المُثني،،
ف قاله
 قوم خُد لك سيف من الحُراس،
و اقطع رأس قائد الأسري دول،،
و فعلا عبد الله قام
 و ضرب الأسير بسيف حامي وِلعة،
هووب قطع راسه من أول ضربة ،،
وسط تصفيق الخليفة سليمان و رجاله!!!!!

و كانت قعدة لطيفة جداً
يسودها الود و الحب بين الجميع!!!!
و فيها ضحك و تهريج جامد
و صفاء نفس بين كل الحاضرين،،
 
،،،،
و مش بس العائلة الطالِبية،
ده كمان أكرم الفرع العباسي ،،

فيه حكاية غريبة كده بتقول ان
 عبدُ الله بن عَباس الصحابي الكبير،
و كان فعلا بقي 
كبير في السن وقت حكايتنا دي،،

كان عنده جارِية شَقراء ملك يمينه ،
و كان يواقِعها و يطارحها الغرام،
مالُه و هو حُر فيه عادي ،
و بعدين سابها شوية!!
زَهَق أو انشِغال متعرفش،،

قامت هي  برده زِهقت تقريبا!!
 و شافت عبد لطيف كده 
و مشيت معاه شوية!!
و  لعله كان بينهما كما بين الأزواج !!!

و بعدين البنت دي بقت حامل!
و الي في بطنها ده
 بقي مش معروف
مين أبوه بالظبط!!

قام ابن عباس
طالب ب ملكية الولد 
باعتباره مالك الأم ،
 يعني "صاحب الفِراش" !!

فاكرين حكاية
" الولد لِلفراش"
و ازاي ان المالك الشرعي للأم
هو صاحب الحق في إدعاء طفلها،
مش الشخص التاني 
الي هي  بتحبه
 و بتلعب معاه في السِر،،

بس هنا بقي نقطة خلافية،،
ناس بتقول انه طالَب بيه
باعتباره عَبد!!!
و ناس بتقول انه حَسَبه ابن !!
و ناس بتقول 
حَسبه عَبد
 و بعدين ابن 
و بعدين عَبد!!!

و ناس بتقول انه
 كان شاكِك بس كان متأكد،
فأوصى للشاب ده في وصيته قبل ما يموت،
و ان كان لم يعترف بيه 
مية في المية ك ابن !!!

المهم الشاب ده
سموه سَليط،
-و ده مش اسم تهزيق و لا حاجة
، ده  جاي من السُلطة في الكلام -

كان ماشي مع "أخوه"
عَلِي بن عبد الله بن عباس،،
باعتباره عبد! 
بس مش عبد قوي يعني!!!
و كان ذكي و ظريف و شكله حلو
و قيل انه كان شبه عَبد الله بن عَباس!!

 سَليط ده بقي 
 كان عايش في الشام وقتها
 مع مولاه " أخوه" عَلِي ،
لان عَبد الله بن عَباس،

و من بعده ابنه 
عَلي بن عبد الله،،
كانوا أصدقاء للخلفاء الامويين،،
و بياخدوا عطاء و هدايا كويسة منهم!!

واضح كمان
 انه كان محبوب عند الخليفة
الوليد بن عبد الملك،،
اللي تقريباً كده
 خلاه يرفع دعوي
إثبات نَسب ل " أبوه" 
عَبد الله بن عَباس!!
،،
دعوي "استِلْحاق  " يعني زي 
استِلْحاق "زياد" الشهير 
 ب "أبوه" الافتراضي 
أبو سفيان بن حرب،،
،،

 سَليط راح جاب شهود و قرائن،
و راح للقاضي ،،
و القاضي حكم باستلحاقه!!!
و بكده بقي ليه
 انه يطالب بالميراث
من أبوه عبد الله بن عباس
 رسمياً و شرعاً!!

أخوه
 عَلِي بن عبد الله بن عباس،
كان هَ يْطَق منه طبعاً !!!

و في مَرة  بعدها
كان سَليط مع " أخوه"  عَلِي 
في جِنينَة مِلك الاخ الاكبر عَلِي ،،
و اختفي من بعدها!!

أمه و أصحابه راحوا يشتكوا
للخليفة الوليد  صديقه 
ان الراجل اختفي،
و ب يِتهموا الأخ الاكبر عَلِي 
 انه قتله  في الجنينة!!!

قام الخليفة
 بعت ناس فَتشت
 و حفرت الجنينة،
و لقوا الجثة فعلاً!!!

و باستجواب المتهم 
 عَلِي بن عبدُ الله بن عباس
قاللهم انه هو الي قتله!!
أو انه هو اللي  أمر بقتله!!!
" عبدي و أنا حُر فيه"!!!!

فيه رواية تانية بتقول 
انه أنكر علاقته بالقتل!!
و  ان القاتل كان  
مجرد صديق من أصدقاؤه !!! 
تقريبا كان عايز يخدم و يجامل!!!
و يخلص الفقيه الجليل عَلِي بن عبد الله 
من الواد السَوْ اللي معكنن عليه عيشته
سَليط ال.لب ده،،

،،
و ده هو الصاحب الصح
الي يعزِم علي صاحبه
بانه يخلص علي الناس الي مزعلينه،،
و يعمل كده فعلاً
محبة و إنسانية !!
،،

المهم ان في الحالتين 
الوليد اعتبر عَلِي 
القاتل أو المحرض علي القتل،،
و جلده و عذبه 
و خلاه عِبرة لمن يعتبر،،
و رماه في الحبس الانفرادي  ،،
،،،

فِضل في الحبس بقي،
لحد سُليمان بن عبد الملك 
ما مسك الخلافة،،
ف أطلق سراحه 
و خرجه من الحبس!!!

ايه العقوبة الغريبة دي؟
و ايه العفو الأغرب ده؟؟
اذا كان القتيل حرا و له عصبية،
ف مكنش فيه جزاء غير القتل،
او دِية ياخدوها أهله بعد العفو ،،

بس القتيل  في حالتنا 
"حُر"  كده و كده مش بجد،
و الي قتله أصلا 
هو "أخوه" يعني،،

فَ مفيش ولي للدم يطالب بيه،،
دمه راح فِطيس يعني،
و العقوبة كانت من عند الوليد،
و العفو كان من عند سليمان ، 
كل واحد بمزاجه و دماغه!!
،،، 

و قد كان العباسيون
بعد كده بعشرات السنين،،

مُمتنين ل سُليمان
كونه أطلق سراح 
ابيهم عَلِي بن عبد الله بن العباس،،
يمكن لو كان مات في الحبس،،
كانت كل دعوتهم انتهت و ماتت!!!

و كان من امتنانهم
 ل جميل سليمان عليهم ،،
انهم لم ينبشوا قبره!
و لم يحرقوا جثته!!
 او يدنسوا حرمته!!!
عندما تم لهم الامر
و تملكوا السلطة
 بعد حوالي ثلاثين سنة
من تاريخ حكايتنا دي!!!

،،،،،

كده شفنا ازاي ان سليمان
كان لَين الجانب 
مع الطالِبيين
و العباسيين،
و كمان كان بِ يَصل رَحم آل الزُبَير!!

و تجاوز في ذلك 
حتي أفعال الوليد،،
الي كان اتجوز من الطالِبيين
و أكْرم عبد الله  بن عباس
و ابنه عَلي 
-قبل ما يقلب عليه طبعاً-
و كان برده
 بِ يصل آل  الُزبير
بالهدايا و المكافآت،،

و ده شئ اعتقد انه طبيعي،
هما قرايب و أولاد عم في النهاية
و المُلك كل ما يَقوي
 و يزيد و يتأصل،،

كل ما الأريَحِية
 و التسامح و الكرم
بيتضاعفوا و يتزايدوا ،،

و فيه برده 
الكرم العربي
بتاع تَحميل الجمايل 
و كَسر العِين بالفُلوس،،

و كمان
 أصل الصراع القديم
كان عَدي عليه تلاتين سنة
في وقت حكايتنا دي،،

و الدنيا مِزَهزَهة للكل،
و كلهم أغنياء و مبسوطين،،

و عندهم أراضي و فلوس
و عبيد و إماء
و بيجيلهم كل كام شهر
 فلوس في زكايب
و هم متنعمين و مرتاحين،،،
،،،
تابعونا

،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق