الثلاثاء، 17 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"







            



الجزء ١٢

طبعا فاكرين يَزيد بن المُهلب 
القائد النجيب،،
 ابن القائد الأسطوري 
المُهَلَب بن أبي صُفْرة ،،

و كنا حكينا 
عن كرم يَزيد  و سخاؤه  و حكمته،
و كان زمان ،
خاف  منه الحجاج ،،
و سعي في إزاحته و سجنه،،

وبعدها دخل يَزيد 
في حماية سُليمان بن عبد الملك ،
و شارك معاه 
في مذبحة آل الحجاج،،
لتطهير الدولة
 من أذناب النظام السابق،
نظام  أخو سُلَيمان 
الخليفة السابق الوليد بن عبد الملك!!

و كانت فتوحات يَزيد
 هي تقريبا 
الفتوحات الوحيدة الناجحة 
الي حصلت في عهد سُليمان!!

و كان  سُليمان 
بعد ما قتل و ضيع القادة القدامي،،
و في ظل 
انعدام قدراته القيادية و الإدارية،،
ضَيَع نُص جيشه في مغامرة
 حصار القسطنطينية الفاشل،،

و بعد وفاة سُليمان ،
تكررت مأساة يزيد ابن المُهلب تاني،
و دخل السجن تاني ،
علي يد عُمر الثاني،

و حقر عُمر من شأنه و من قدره،
و لم يقبل فيه
 اي شفاعة او توسط!
و لم يقدر 
خدماته الجليلة للامبراطورية ،،
لانه كان ضد الامبراطورية اصلا !
Anti-empire
و مش شايف
ان خدماته هو و أمثاله 
ليها قيمة اصلاً!!

،،،
حتي ان  ابنه 
مُخَلد ابن يزيد
 جاء ليتشفع في أبيه،
عند الخليفة عُمر الثاني،،
و وزع الفلوس و الهدايا في البلاط،
كان فاكر ان ده النظام زي زمان،،

فرفض عُمر الشفاعة،
الا بعد ما
 يدفع الملايين الي كان بيقول
انه اغتنمها من فتوح جُرْجان!!

و زي ما شفتم ،
الفوس كانت بعشرات الملايين،،
ان كان فعلا عنده
 مش هيدفعها،،

و ان كانت مش عنده 
اكيد مش هيقدر عليها،،

موقف مشابه
 ل موقف بهدلة و مرمطة
موسي بن نصير في آخر أيامه،،
،،،،

مُخَلد ده 
مات فجأة 
بعد وصوله القصر  بكام يوم!!؟

يمكن صراعات داخلية 
أو ثأر قديم   او سُم،،
و يمكن وفاة طبيعية!!

المهم ان يَزيد 
فقد ابنه الحبيب ،
و اتبهدل آخر بهدلة،،

و امتلأ قلبه غيظا و كمدا،
علي الدولة الأموية و أمراءها كلهم،،

مين الي قتل مخلد بن يزيد،
ان كان اتقتل؟

حد له مصلحة في قتله،
حد من داخل البلاط الملكي،
حد أقوي من مُخلد،
حد له ثأر عند مُخلد،،،

لو فيه حد بالمواصفات دي،
ف المرشح الأقوي هو
الخليفة - ولي العهد وقتها-
 يزيد بن عبد الملك و عائلته!!
لان زوجته و أم ابنه الاكبر الوَليد،

كانت السيدة "أم الحجاج" 
ابنة أخو الحجاج بن يوسف!!
سيف الدولة الأقوي،
اللي زي ما قلنا
كان انغدر بأهله
علي يد الخليفة سُليمان 
و ذراعه اليمين  يَزيد ابن المُهلب !!

،،،،

و بكده نقدر نفهِم 
الحقد والغضب المدمر
الي شالهم يزيد بن المُهلب ،
ل يزيد الثاني - ابن عبد الملك-،،

و توقعه للدمار التام
 لكل آل المُهلب،، 
بمجرد تولي 
يزيد الثاني مقاليد الحكم،،

و ده يوريكم
 ازاي عُمر الثاني
ساهم في الثورة دي بغير قصد،،

 لما حبس ابن المُهلب ،
ووضعه و عائلته 
تحت رحمة من لهم ثأر عنده،،

،،،،
الروايات بتقول 
ان يَزيد بن المُهلب
كان اتخانق مع يزيد بن عبد الملك،،
وقت خلافة سليمان !!

لما كانت الريح  وقتها 
في صف ابن المُهلب ،
و كان لسه يَزيد ابن عبد الملك 
أمير عادي من عشرات الأمراء،،

و حصل شتائم و تشابك بينهم!!!
وصل الامر لحد
 ان كل واحد توعد التاني 
بالقتل و الذبح لو تمكن منه!!!

،،
رأيي انها 
مبالغات كالعادة،،

مهما كان وزن ابن المهلب،
الا ان اولاد عبد الملك هم سادة الدولة،،

و الامبراطورية الأموية
 كانت متميزة 
بالقَبلية العربية و الأفضلية للعرب 
بحسب قبائلهم و مجدهم،،،

إيش جاب واحد 
من أَزد عُمان المَراكْبِية- ابن المُهلب -
ل واحد من نسل الامويين - ابن عبد الملك-
و هم  كبار قريش و العرب؟؟

بس دايماً  برده
الروايات بتقول  الحقيقة
بس بكلام علي المِِداري،،

و بكده تتضح الصورة
 من حيث العداءالشديد
و الثأر المكتوم 
 بين بيتي ال "يَزيدَين"
،،،،

نرجع للقصة،،

هرب يَزيد ابن المُهلب من السجن
لما عرف إن 
عُمر الثاني مريض و بيموت،
و راح علي البصرة بهدؤ و مهارة،،

و كان لسه الوالي هناك، 
هو الشيخ الفقيه عَدي بن أرطأة
الي كان عُمر الثاني متضايق منه،
و قاله "تحت العِمة قرد"!!
بس مات قبل ان يعزله عن الولاية،،

،،،

دخل ابن المُهلب البلد
و الناس عارفة
 انه هربان من الخليفة،،
و رغم كده 
رحب به غالبية اهل البلد
لما له من قيمة و محبة كبيرتين بينهم،،
و أفضال الاسرة كبيرة علي بيوت كتير،،

،،،

جمع قوته و أعوانه،
و نشر الخبر
 انه بيجمع رجال و مقاتلين،،
و وزع الفلوس علي الناس
زي البومبوني الي بنرميه في الأفراح،،
و طبعا في فترة بسيطة،

قدر يستولي علي البصرة،
من الوالي القليل الحيلة أمامه،

و انتقم من عَدي بن أرْطَأة
شر انتقام ،،

لان زي ما قلنا،
 عَدي ده 
كان هو الي عزله زمان
في خلافة عُمر الثاني،،

و كان عمَلُه محاكمة محلية 
جاب فيها شهود ادعوا ان 
ابن المُهلب ده راجل مفتري و حرامي!!!

و بكده اثبت بصورة شرعية 
 دعوي ان 
ابن المُهلب حرامي و نصاب!!
و عزز الصورة السلبية عنه لدي الخليفة،
و شارك في أسباب حبسه و بهدلته،،

،،،،،

ابن المُهلب لقي 
ان البصرة كلها بقت معاه،
و كل ما جاورها في العراق
وصولا ل خراسان طبعا 
الي فيها حبايبه و رجالته !!!

فأكمل خطته الانتقامية ،
و دعا لعزل الخليفة يزيد بن عبد الملك!!
و نادي بنفسه خليفة!!

و قال للناس 
انه جاي يطبق العدل و الحق،
و يسير فيهم سيرة عُمر بن عبد العزيز !!
وينتقم من بني أمية 
الظلمة المتجبرين!!؟؟؟
الي سفكوا الدماء و أحلوا المحارم!!؟؟

و صدقه كثير من الناس،
و توافدوا علي جيشه،،،
و لقي الحكاية كبرت فعلا
 و الامر بقي بجد،

و الظاهر انه في الاول
 مكنش عامل حسابه 
الموضوع يوصل للدرجة دي،،

لانه كان بعت ابن اخوه
 ل  الخليفة يزيد الثاني
يطلب الأمان و العفو !
،

عايز يبدأ صفحة جديدة؟
 يمكن!
و يمكن برده  يكون
 بيكسب وقت لغاية ما يحكم 
السيطرة علي العراق!!

،،،،،
علي ما جواب العفو 
من الخليفة يزيد وصل،
كان هو أحكم السيطرة
 علي العراق فعلاً،

و نادي بنفسه خليفة !
و تسمي ب " القَحْطاني"
نسبة لانه جذور قبيلته  القديمة
من اليَمن القحطانيين،

و بكده ب يستنفر الحِمية القبلية
اليمنية ضد الامويين،،
الي جزء كبير من جيشهم ،
كان أصوله يمنية!
 
و ده كان تقريباً
أول انشقاق و ثورة كبري
تحمل بوضوح و صراحة ،
الدعوي القَبلية بتاعة 
اليمنيين الشغيلة ضد المُضَريين السادة!!!

ورشة ابن الاشعث الكبري السابقة،
كان غطاءها جزء منه ديني،

و جزء منه تنافس النُبلاء 
بين ابن الاشعث الكِندي 
و عبد الملك القُرشي ،

و جزء منه ثورة طبقية
من الفقراء و الغلابة 
ضد الامبراطورية
اللي بِ تسحقهم و تمُص دماءهم 
و تعطيهم اقل القليل،،

بس وقتها
ابن الأشعث لم برفع اطلاقاً
راية الثورة اليمنية القحطانية
ضد الامبراطور المُضَري و سلطانه!!!

الدماء اللي تم سفكها
علي مر السنين التالية
في صراعات قبلية مشابهة
بين اليمنيين و المُضَريين ،،

هي اكثر دماء تم سفكها 
من العرب و المسلمين،،
بالمقارنة مع كل الفتوحات
و الصراعات القَبلية الأهلية السابقة،،



و طبعاً في الآخر
لما الجيوش تجمعت 
و الرجال بقوا يهتفوا ب حياته،،

نادي يَزيد المُهَلبي 
بعزل الامويين كلهم!!
و بداية حكم اليمنيين للامبراطورية
بأنفسهم و بقوتهم ،
مش نيابة عن المُضَريين
اللي مبيقدروش التفاني و الإخلاص،،
 
،،

و هنا بقي،
 الخليفة يزيد الثاني،
لقي الموضوع كِبِر و تضخم،
و لقي نفسه هيروح في الضياع،،

ف لجأ ل عمه مسلمة بن عبد الملك،
-الصقر الوحيد الباقي،
من الجيل اللي بني الامبراطورية،
بعد التقاتل الداخلي ما أكل الباقين- ،،

و بعته علي رأس جيش،
و معاه ابن أخوه العباس بن الوليد،
علي رأس جيش تاني!!!

ليه قائدين و جيشين؟؟
تقريبا الموضوع فيه تخوين و خوف،
احسن مَسلَمة يفوز
 و يلاقي نفسه
أقوي قائد في الامبراطورية،
يقوم يطلب الامر لنفسه!!

بعت معاه 
ابن اخوه العباس بن الوَليد ،
و كانوا الاتنين ما بِ يطقيوش بعض!!
بس مضطرين برده 
يحاربوا مع بعض 
ضد عدوهم المشترك
لان فوزه يعني فناءهم و أهلهم كلهم!!!
،

و احتمال يكون الخليفة يَزيد
بعت قائدين كبار  بس عشان يعمل 
قائد احتياطي من البيت الأموي،
لو القائد الاول مات!!
،،

اللعبة دي كبيرة و جامدة جداً،،
و مَسلَمة لعب لعبة جامدة زيها،،

راح ل يزيد الثاني،
يقوله انت الخليفة و القائد
و الجيش كله خارج بره البلد،
و الأعمار بيد الله!

و نخاف لو 
حصل حاجة لا قدر الله،
و انت مالِكش ولي عهد،
يقوم الجيش ينكسر و يضيع!!
لازم توصي ب ولي عهدك!!
و قبل ما نمشي نحلف له الولاء!!

،،،،

يزيد الثاني
مكنش عنده
 اي التزامات وارثها
ناحية أحد من اخواته،،

و كان زي سُليمان كده،
ممكن يوصي لأولاده من بعده!!
و محدش هيقدر يتكلم،،،

إنما هو
كان شاب و اولاده لسه 
مراهقين صغار،
لا تصح الولاية لهم،،
،،

كان وقتها لسه 
تولية العهد ل أطفال و مراهقين،
لا يُعترف بيه و لا يصح شرعاً،
،،

رشح  أخوه مَسلمة  
قائد الحملة الي رايحة 
تحافظ علي الامبراطورية،،
ان يكون أخوهما الغير شقيق
هشام بن عبد الملك
 علي ولاية العهد!

و من بعد هشام  ييجي 
ابن  الخليفة يزيد الاكبر : 
الوليد بن يَزيد!

و ده بعد ما كان فيه
 آراء تانية في البلاط،
بتدفع يَزيد  انه يوصي
لواحد من ابناء 
أخوهم الخليفة السابق الوليد!!

بس طبعاً 
في وضع زي ده،
أمير الجيش مسلمة 
الي رايح ينقذ الامبراطورية،
كلامه لازم يمشي و يتنفذ،،

بالذات انه 
كبير بني مروان وقتها،
و كان كل اخواته من أبوه،
أصغر منه في زمان حكايتنا دي،

يعني الحكمة
 و الخبرة و الهيبة بتاعته
 تقف بجانب 
القوة و السيف الي في ايده ،،
مين بقي هيقدر يعارض ؟؟!

تمت البيعة
لِ هشام بن عبد الملك 
الأخ الغير شقيق كَ ولي للعهد،
و من بعده الوليد بن يزيد
وَلي وَلي العهد،،

و تحرك الجيش 
الامبراطوري الضخم
المكون من جيشين و قائدين ،،
و توجه للبصرة 
مقر قيادة الثورة و التمرد،،

مَسلمة كان 
راجل بتاع تكتيك و خداع،
قبل الزعيق و الضرب و الخبط في المعركة،،

و قدر يعمل نقطة استراتيجية ،
بانه بَعت الوحدات
 البحرية و الميكانيكية،

و خرب النهر حول مدينة الكوفة!!
عشان يغرق الارض و يعزلها،
و تفضل بعيدة 
عن سيطرة يزيد ابن المُهلب ! 

و دي نقطة بداية جيدة،
تخليه يدخل المنطقةً
 و ليه نقطة اتصالات و تموين متابعة،،
 بينما عَدوه مَعزول،،

دي كانت طريقته المعتادة،
كان بيكسب
اغلب معاركه بالخداع 
و الضرب بسرعة في مقتل!!
و الحروب النفسية
و ممكن بطرق التفافية و مفيهاش 
مواجهة مباشرة ،،

،،،

كان رجال ابن المُهلب في الوقت ده
جهزوا انفسهم
 و اخذوا في تجييش الناس
و المناداة ب الحِجة المتكررة أبد الدهر،

تطبيق شرع الله!
و ازالة الطغاة الظلمة!
و رد المظالم لأهلها!

و الجديد هنا 
كان ان ابن المُهلب ناوي
علي السير بالناس 
سيرة الخليفة عُمر الثاني !!
،،،

بس ده كان
 موطن خلل شديد 
في الثورة المُهَلبية دي،
،،،،
-  يقال ان سبب تسمية 
طبق المِِهَلبية باللبن بالاسم ده 
ان يزيد ابن المُهَلب 
كان  اول من صنعت له ؟؟-
،،،،

نرجع ل موطن الخلل
في الثورة اللي كان في رأيي ،، 
ان آل المُهلب بقالهم 
اكتر من تلاتين سنة
شغالين مع الدولة الأموية ،

و كانوا سيف من سيوف 
غضب الخلفاء ،،

و ياما مشيوا وراء الخلفاء،
و اقسموا يمين الطاعة لهم،،

في وجود كافة أسباب الثورة
 الي بيتحجِجوا بيها دلوقتي!!!

اشمعني دلوقتي يعني 
أخدتوا بالكم 
ان الغُولة عينها حمرا؟؟

طبعا الإجابة الحقيقة
هي الغضب من الاهانة
 و الإذلال المتكررين،
و الخوف من مجزرة اخري قادمة،،
مع الخليفة يزيد،،

فإن كان من الموتِ بُدٌ
ففي ساحة الوَغَي تَحلو المَصارِعُ،،

يعني 
" احنا مش هـ نرجع السجن تاني"
او
يا نعيش عيشة فُل 
يا نموت احنا الكُل،،

و هو السبب الواضح 
للحركة او الثورة دي،،

عايزين تعرفوا كانت ايه نهاية
الثورة المسلحة و الخلافة البديلة دي؟؟

تابعونا،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق