السبت، 14 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ "احتضار امبراطورية و نهاية زمان







                       


الجزء الأول


وقفنا عند قمة مجد
 الامبراطورية الأموية العتيدة،،
تعرضت الامبراطورية
 ل هزات و زلازل شديدة
لكنها تجاوزتها بنجاح حتي الآن،،

رجال مثل
 الحجاج و مَسلمة بن عبد الملك
كانوا الأوتاد التي أبقت الخيمة ثابتة
و مَنعَت طيرانها مع الريح،،،

و دول كانوا كبار رجال الدولة 
في عهد عبد الملك و ابنه الوَليد
و أعطوا الامبراطورية الفرصة للازدهار و اللَعْلَعَة!!
فتم وضع الأساس
من داخل البيت الأموي الحاكم 
و من داخل البيت العربي بقبائله المتنازعة
فكان ما كان من عهد إمبراطوري نادر الوجود،،

من بعد وفاة الوليد بقي،
و الامبراطورية دخلت
في  طور الكُهولة و الاحتضار البطئ،،
صحيح انها لسه عندها ماتْشات كتير هتكسبها
و بطولات كتير هـ تفوز بيها،،
بس كل ده هَ يتم بتأثير 
 قوة الدفع الي متملكة روح الامبراطورية،

لكن زي ما هنشوف
من بعد وفاة الوليد 
و كل شئ بِ يتحلل ببطء!!

فيه نظرية تاريخية شهيرة بتشوف
 ان أي امبراطورية
 بِ تعتمد علي الفتوحات و الغزو
كمصدر للعظمة و المجد،،
هي إمبراطورية بتشرب السِم بنفسها!!
و بِ ترتكب فعل الانتحار!
من لحظة ما بتدخل في الطريق ده،،

لان الغزو و الفتح 
بيبقي جميل في الاول،
عظمة و مجد و كبرياء،،

بس الفلوس  المهولة الي بتيجي من وراه،،
و الشعوب المغلوبة و المقهورة من أثره،،
و التنافس علي السلطة الي بتيجي بيه،،

في النهاية كل ده
بِ يؤدي للانهيار و الانكماش،
مهما طال الزمان،،

الامبراطورية هي سَراب الدنيا الأعظم
الذي كلما قاربت ان تصل اليه،
تجده يَبعد عنك اكثر 
و يناديك بشدة في نفس الوقت،،
حتي يُهلكك و يَستَنفذك،،
،،،،

كنا شفنا ازاي 
سُليمان بدأ عهده
بِ إبادة رجال دولة أخيه الوليد
اللي كانوا  وافقوا علي 
تَنحِية سليمان عن ولاية العهد!
و وافقوا علي تحويل الأمر لأبناء الوليد!!

فَرأينا كيف هَلَك قُتَيبة بن مُسلم 
و عُذِب محمد بن القاسم الثَقَفي
و تم إذلال و إهانة مُوسي بن نُصَير،،،
،،،

كمان تم 
عزل و تعذيب و مَرمَطِة
 آل عَقيل الثَقَفيين،،
 و دول يبقوا عائلة و عِزوة الحَجاج ،
اللي كانوا بيحكموا المشرِق كله تقريبا 
من اليمن جنوبا
 مرورا بالبَحرِين - الخليج العربي-
صعودا للكُوفة و البَصرة و واسِط
اختراقا للسِند و خُراسان 
وصولاً لحدود الصِين،،،

ممالك مُتناهية كان علي حُكمها 
آل عَقيل و مَواليهم و رجالهم،،

و ده طبعا جاب معاه
 حسد و كراهية و عداوة
و نفوس مُتَشوقة لِ هلاكهم 
و فَش غِلَّها منهم،،
،،
كان أهم الاعداء دول
يَزيد بن المُهلب بن أبي صُفرة،،
،،

فاكرين حكايته مع الحجاج 
و ازاي الحجاج 
سعي في عزله و حبسه،،
و أوقع ما بينه و بين الخليفة عبد الملك ،،

و فاكرين حكينا قد ايه 
عن كرمه و شهامته
و حب الناس له 
و تألُفه ل قلوب البسطاء،،
و حكاية الحلاق 
الي حلق له زلبطة بعد الحج،،
قام اداله ييجي خمستلاف درهم!!
 مقابل  الحمد و الشكر و اللهفة
 الي شافهم من الحلاق ،،
،،،

كان وارث فُلوس
 ليس لها أول من آخر 
من أبوه المُحارب القَدير
 المُهلَب بن أبي صُفرة ،،
و كانت  عِزوته و اخوته و عائلته
  و مَواليه موجودين 
بأعداد كبيرة و عظيمة،،

كان أبوه المُهلب
 ساب  أموال و رجال تفوق العقل !!

قيل انه كان عنده
ييجي ٣٠ ولد ذَكر غير البنات!!
و وصل الامر لانه قيل
 انه أنجب ٣٠٠ ولد و بنت!!!؟؟؟

اما عن الاموال،
قد خاض المُهلب الكبير 
فتوحات و حروب لا نهاية له،،
و كل مَوقعة و حرب
كان فيها غنائم و مكاسب هائلة،،

تولي المُهَلب  مع رجاله
 فتح خراسان الثاني
بعد نهاية الحرب الأهلية الثانية
بين عبد الملك و اعدائه ،،

بالاضافة لانه كان 
سَيفاً حراً من بداية الحرب
ضد الخوارج و بلادهم ،،

و شفنا ازاي انه هو تقريبا 
الي هَزم دولة 
الُمختار الثَقفي الشِيعية،
لما نَصَر دولة مُصعَب ابن الزبير 
حاكم  البصرة  وقتها 
ضد المُختار حاكم الكوفة،،

و شفنا ازاي انه بَرده
 وَقَّع دولة مُصعب بعد كده، 
لما تَخاذل عنه
 و سابُه يحارب عبد الملك لوحده!!

و شفنا ازاي 
انه كان حَويط و ذكي
فلم يتدخل بين الحَجاج و بين ابن الأشْعَث 
و سابهُم يَِولَعوا في بعض ،،
و قَعد يتفرج من بعيد!!!

انهارَت ممالك 
و طارَت رؤوس 
و ذُلت رقاب،،
و المُهلب ثابت لوحده ،،
بِ ينمي ثروته و قوته
 و دولته في حكمة و هدؤ،،

حتي مات المُهلب  قرير العين،
و ترك الفلوس و العيال و الأطيان ،،
و أوصي اولاده
 علي فراش موته وصية
 " عيدان  الحَطب الُمتجمع العَصِية الكسر"
الي دخلت التاريخ 
و مقررات  التربية و التعليم ،،

،،،

يزيد ابنه بقي
كان "وَلي عهده " 
و قائد الأخوة الكثيرين
الي كانوا قادة و زعماء كلهم ،،
رجال دولة متربيين في مدرسة المُهلب الاكبر،،

و انحنوا كلهم بقيادة 
الأخ الأبرز يَزيد
لِ غضب الخليفة عبد الملك بن مروان 
و وشاية الحَجاج في حقهم،،

و شافوا ايام
 أسود من قرن الخروب المغلي،،
حبس و ذُل و تشتيت و خوف،،
و تعذيب من الي بتشوفه
 في أفلام زي "فجر الاسلام"
بتاعة تعذيب الكفار للمسلمين!!

مع ان  الحجاج 
كان صِهر لِ يزيد و ال المُهلب
بِزواجه من أختهم
 " هند بنت المُهلب"!!!

بس رغم كده
لم  يتراجع عن
حبسهم و قَصفهم 
و تشتيت جَمعهم،
 مخافة تنافسهم معاه،
و حسدا عليهم ل ثرائهم و عزِّهم،
و يمكن بِ يُرد علي
 تخاذل أبوهم المُهلب في نصرته
وقت ثورة ابن الاشعث و حربه معاه،،
،،،

حتي رأي يزيد 
بقراءته للمستقبل،،
و معلوماته من داخل البيت الأموي
ان "سُليمان " ولي العهد،
 يكره الحجاج
و لا يطيقه لا هو و لا  أصدقاؤه الولاة الآخرين  ،،

ف راسَل يَزيد 
الأمير سُليمان  و اتفق معه
 علي الولاء و الطاعة
و هرب من سجنه في العراق!!
و انطلق للشام و وصل لقصر سليمان!

الذي أخذ بيده
 و ادخله علي الخليفة الوليد
و أخذ له العهد و الأمان بضمانته !!
فرضي الوليد و وافق علي ذلك!!
،،،،

دي كانت فرصة
 الانعتاق الذهبية لِ آل المُهلب 
بقيادة يزيد بن المُهلب ،،

فظل يَزيد بعدها
 بجوار سليمان ناصحاً و مشيراً
حتي توفي الوليد
 و تولي سليمان الخلافة،،

و كان تقريبا اول أوامر سليمان الامبراطورية  : 
توجيه يزيد ابن المُهلب للعراق
و معاه صالح بن عبد الرحمن السَجِستاني
و معاهم أوامر واضحة
 بالتنكيل ب آل الحجاج بني عقيل!!

انتقاماً من الحجاج 
لسابق موافقته علي تغيير ولاية العهد!!
و تحت تأثير الكلام السئ الكثير 
الذي سمعه عن الحجاج
 من صديقه يزيد بن المُهلب،،

والحجاج نفسه 
كان حاسس بالمصير ده!!
فكان يدعو دائماً
 ان تكون وفاته قبل وفاة الخليفة  الوليد،،
عشان مُتوقع من سليمان 
لو مسك المُلك  انه يبهدله و يهزقه،،
،،،

 شرب آل الحجاج و رجاله
 من نفس كأس العذاب
و الاهانة و التحقير و التنكيل
الي شربه قبلهم آل المُهلب ،،

و كان ابرز القتلي و الضحايا
 من آل الحجاج 
محمد بن القاسم الثقفي
 الفاتح الشاب القدير،
الإسكندر الصغير،،
زوج بنت الحجاج
 و ابن ابن عم الحجاج،

،،،،
الصراع بين البيتين العظيمين دول
بيت "الحجاج " Vs بيت "المُهلب" 
كان من أهم أسباب انهيار الدولة الأموية
لانه  تقريبا 
كل رجال الحكم
 طوال العشرين سنة السابقة
كانوا من رجال الحجاج او المُهلب !!!
  
و ده أدي لصراعات متعددة
و  ناس كتير جداً راحت في الرجلين ،،
و أحقاد و عداوات
 تم توارثها لأجيال متوالية،،
الي ان دَفنوا كلهم
 دولتهم و إمبراطوريتهم 
بأيديهم قبل أيدي الاعداء،،
،،،،

مش ممكن تقوم داخل قصرك 
و بين أوفي رجالتك
حرب و عداوة طاحنة كده،
و تقدر تتعافي منها اطلاقاً ،،

،،،،،
يزيد بن المُهلب
 كان من أهم ولاة سليمان،

و زي ما الحجاج عمل  
 مع عبد الملك و الوليد،
و كان كلامه مُصدق و رأيه مُقرب،،

كانت لابن المُهلب 
نفس المكانة تقريبا
في ولاية سليمان،،

حتي انه كان 
من الأسباب و الوساطات
 الي أبقت علي حياة
"موسي بن نصير" والي افريقية المخلوع،،
و المغضوب عليه،،
 لأسباب سبق ذكرها في الكتاب السابق،

فكان من أسباب
 تلطيف الحكم من القتل
للغرامة و حظر التجول،،

،،،،،
المهم،،

تولي يزيد العراق و خراسان،،
و انطلق  للعراق و استلمه
و نظرا لسابق معرفته بأهل العراق
و انهم أُس المصايب و الصراعات،،
و لانه مش فاضي يضيع وقته كتير معاهم،،
قعد كام شهر 
و اطمأن علي خراب بيت آل عقيل،،
و ظبط شوية مسائل،،

و بعدين طلع علي خراسان،،
المملكة الخاصة بيه و ب عائلته
 من ايام ابوه المُهلب الكبير،،
و السَبوبة اللي 
عملوا فيها الملايين و الأطيان،،

و ساب صالح  بن عبد الرحمن السجستاني
المولي المُحرَر 
وأحد كتاب الحجاج و موظفيه السابقين!!
والياً علي العراق،

و صالح ده 
كان راجل قِفل في مسألة الفلوس،،
وصل بيه الأمر
 انه لم يصرف فلوس
ل ناس كان اخد منهم
 ابن المُهلب  بضاعة بالآلاف ،

و اداهم صَك- شيك مصرفي-
و قالهم اصرفوه من 
 "صالح السجستاني  " أمين بيت المال،،
،،
ما هو شايفها أبعَدِية أبوه بقي!!

بس أبداً،،
صالح قال لهم لأ مفيش!!
معنديش و ميخصنيش!!

الناس  رجعوا ل يزيد 
بوجوه مكفهرة غاضبة،

هو انت والي خُرُنج 
و لا إيه يا كبير؟؟

قام يَزيد راح لِ صالح 
و باس راسه و قاله معلش
مَشيها المرة دي و مش هكررها تاني!!!
،،

الموظف الأمين 
و القفل علي الفلوس
مفيش حد يكسر عينه مهما اشتد أمره ،،
لان صاحب المال الكبير - الخليفة-
بِ يسنِده و يصدقه و يمشي كلامه
علي أصدقاؤه و أهله نفسهم!!!

الموقف ده 
عَجِل برحيل ابن المُهلب من العراق،
فخرج ل خراسان يديرها كما يشاء
بدون تدخل  من أشباه السجستاني ده !!

عمل ايه هناك ؟
تابعونا،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق