الثلاثاء، 17 يناير 2017

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"








         


الجزء ١٤

تم القضاء علي آل المُهلب 
قضاءً مبرماً،
بمعني الكلمة،،
و كتبت الامبراطورية بِ يدها،
فصلا جديدا في كتاب احتضارها البطئ،،

و انتهي عهد
كبار القادة العرب 
من الصف الاول،
الذين بنوا الامبراطورية و شيدوها،
و بقي رجال الصف الثاني،

الذين سيحملون لواء حروبها
 و يدافعون عنها
ل ثلاثين عاماً قادمة،
،،،

طبعاً القائد المحنك
مَسلَمة بن عبد الملك،
بعد ما أنقذ الامبراطورية،
من خطر الهزيمة علي يد،
واحد من أقوي فرسانها،،

بقي ملك غير متوج
علي شرق الامبراطورية،
و العراق بأقاليمه،

 كان فيه وقتها متمرد آخر،
مُرابط جنب الكوفة،
اسمه شَوْذَب الخارجي،

من الخوارج الي 
كانوا نشطوا تاني،،
بسبب يد الدولة الحِنَينة
في عهد الخليفة العطوف عُمر الثاني،

اللي كان لا يري جواز قتالهم،
لمجرد خروجهم عن الطاعة!
و سب الحاكم و التحقير من شأنه!!
و الثورة و قطع الطريق!!

و كمان كان
منع الشرطة بتاعته 
و جواسيس الدولة،
من تعقبهم او اجتثاث جذور مقاومتهم،،
،،،

 شَوذب ده 
كان مُرابط خارج الكوفة،
و بعد وفاة عُمر الثاني ،
الخليفة  يَزيد أمر والي الكوفة ،
 عبد الحميد "من آل عُمر بن الخطاب"،
انه يبعت فرق عسكرية لقتال شَوذب ،

و بعت فعلا فرقتين عسكريتين،
و كالعادة ،
جيوش العراق 
فشلت في قتال الخوارج،
و هزمهم شَوذب برجاله القليلة،، 

و بقي ليه دولة و نفوذ،
و جَبي الخراج و الجزية،
من المناطق المحيطة بالكوفة،
لكونه يعتبر نفسه خليفة !!

و فضل كده فترة،
لغاية ما جه مَسلمة
 بالجيش الضخم عشان يحارب 
يَزيد ابن المُهلب،،

و بعد ما تم التدمير التام 
ل يَزيد ابن المُهلب و رجاله،

بعت مَسلَمة 
 فرقة حربية علي رأسها
واحد اسمه سَعيد الحَرَشي،
من ابطال الصف الثاني الي قلنا عليهم،،
و ليه معانا حكايات قادمة،،

سعيد الحَرَشي  راح ب 
الجيش المحترف الامبراطوري بتاعه،
و قضي علي شَوذب و رجاله و دولته الصغيرة،،
،،
و بكده كل العراق تم تأمينه ،
و فضل النواحي الخارجية،
ناحية ايران و طاجيكستان و أوزبكستان ،

النواحي دي
من ساعة ما عُمر الثاني،
امر الجيوش بالانسحاب منها،
و هي بقت بدون حاكم قوي،
و بقت الامبراطورية ب تَتَحَكَم فقط
في مدن كبيرة زي سمرقند و غيرها،،

إنما كل الفراغ الي بينها بقي
تحت رحمة القبائل التركية هناك،
،،،،

نقطة توضيح،،
كلمة " التركية" دي مقصود بيها
خليط من الأعراق
الأوكرانية و المنغولية 
و الطاجيكية و الأوزبكية ،
و البلغار و الروس و الأذربيجانيين ،،

برابرة المناطق دي يعني،،

و ليس "الأتراك" الموجودين
في تركيا الحالية،،

الاتراك الحاليين دول
هما صحيح خليط من قبائل
من شرق آسيا حتي منغوليا،،
بس دول استوطنوا تركيا الحالية 
 بعد سنين كتيرة،،
،،،،

عَيَّن مَسلَمة بن عبد الملك 
زوج بنته 
سعيد بن عبد العزيز الأموي ،
ك والي ل خراسان!!!

و كان سعيد ده
إنسان تربية قصور الشام،
شيك و أنيق و متعطر و متأنق،،
و ملوش في ركوب الخيل و حمل السيف!!،

و دي كوسة طبعاً،
و دليل علي درجة التحكم التام 
في شرق الامبراطورية ،
علي يد مَسلمة !!

،،،
سعيد ده 
مكنش مناسب  ل ولاية خراسان،
الي محتاجة فرسان و وحوش جامدة،،
تقدر تواجه القبائل ال" تركية" هناك،
ب قلوب من صخر و نفوس كالثلج!!

و كان منظره
 و هو  لابس اللبس الشيك
الأنيق و قاعد وسط الطنافس 
و الأثاث الي علي آخر موضة،،
و في نفس الوقت 
مش قادر يمسك سيف،!!
كان ده منظر مثير 
للتريقة و السخرية من قِبٓل الأتراك ،،

حتي انه طلع عليه
 اسم مليان تهزيق،
و احتفظت بيه كتب التاريخ،

سعيد "خُذَينة"!!
و "خُذَينة" دي 
هي  الجارية القهرمانة
حاجة زي الماكييرة كده!!

زي ما تقول 
" ايه الواد المُّز ده"

يعني تقدر تقول،
انه الكلمة دي معناها انه
مشكوك في رجولته و ذكورته!!!
،،،
مش بس طريقة لبسه
 و عدم قدرته علي قيادة الجيوش،
هما سبب شيوع الاسم،

كمان ميله للسلام
 و حقن الدماء،
و حاجات تانية هنشوفها،
خلت الاسم الهُزُء ده يشتهر،،
،،،
علي فكرة
سعيد مكنش متفرد 
ب الأناقة و الشياكة و تنعيم الذقن!!

كتير من أمراء الدولة الأموية،
كانوا اتعودوا علي الرفاهية ،
و اتربوا في قصور ناعمة 
 وسط الجواري الناعمات 
و الرقة و الجمال،
و اتأثروا ب  المشية المتمخترة،
و الحركات المايصة،،

و الخليفة عُمر الثاني نفسه،
اتأثر بالحكاية دي،،
لما كان أمير قبل الخلافة،
و كان مهتم باللبس الناعم اللامع ،
و العطور الغالية الثمينة !!

بس الفرق الأساسي ،
ان الامراء اللي زي 
سعيد عبد العزيز "خُذَينة  " ده،
كانوا غالبا
  مبيخرجوش من القصر ،،

و الامراء الأكثر قساوة ،
هما اللي كأنو بيتولوا الإمارة و الحكم و الحرب،،

بس هي الكوسة الي خلته ،
يروح يمسك حتة صعبة
 زي خراسان كده،،
،،،،

رغم ذلك
كان من شباب  الامراء الامويين
و لا يتردد في قرارات الحسم ،،،

سعيد بعت
 يقبض علي الحكام العرب
و الامراء اللي كانوا بيحكموا 
تحت حكم العهد البائد
 ل يَزيد ابن المُهلب ،،

 قبض عليهم
 و حبسهم و أخد فلوسهم،
و عذبهم وبهدلهم ،،
و  بعضهم ماتوا من التعذيب!!

مش هو بنفسه اللي عمل كده صحيح ،
 بس فوض ناس تانية في مدن زي 
سمرقند و غيرها يعملوا كده،،

في خضم حفلة التعذيب
للولاة السابقين ذوي الولاء 
ل يَزيد ابن المُهلب ،،
مات بعض من الولاة دول،،

هنا بقي،
سعيد  أتضايق شخصياً
من قتل  بعض الناس دول،
 من مُساعدي
و رجال ابن المُهلب،،
 
 لان  كان منهم
 ناس قدرهم كبير،
تقريبا  السجانين الي بيعذبوهم 
اتحمِسوا شوية في الدور ،

كمان واضح فعلا
 انه  سعيد ده
كان ذو قلب رُهَيف!!

،،،،

ممكن نشبه الضعف اللي حصل 
في الامبراطورية وقتها،
بالضعف الي حصل وقت الحرب 
الأهلية  العربية الأولي و التانية،،

هو صحيح ،
الضعف لم يصل 
لدرجة دفع الجزية
للبيزنطيين مقابل السلام و عدم الاعتداء،

زي ما عمل معاوية
 و عبد الملك بن مروان 
زمان أثناء الحربين دول،،

بس اليد الباطشة للامبراطورية، 
ضِعفت جداً من آثار 
اعمال عُمر الثاني و الحرب المُهلبية ،

حتي ان قبائل الترك،
حاصروا بلدة بجوار سمرقند،
كان فيها جالية من العرب ،،

و اشتد الحصار عليهم،
لدرجة ان 
عثمان بن الشِخِّير والي سمرقند،
كلف متطوعين من الحامية،

بقيادة قائد عربي
 اسمه  المُسَيَب الرَياحي
انهم  يروحوا ينقذوهم،،
بس القوة دي
تآكلت لأقل من الخُمس!! 

بعد تراجع
اغلب الجيش من قبل 
الوصول للمعركة،
 و انسحابهم،
خوفا من الاتراك و الطريق المهلكة!!
و بسبب حاجة تانية هتعرفوها حالا،،،
،،،

 لما التحم الجيش الباقي بشجاعة ،
مع القوة التركية 
المحاصرة للعرب في مدينتهم،

و قِدروا يدخلوا المدينة،
مكنش فيه عبيد او سبايا 
او غنائم كبيرة ياخدوها،
مكافأة علي حربهم دي،
- عرفتوا سبب انسحاب اغلب الجيش -

 قائدهم الرَياحي،
قالهم محدش ياخد
 اي حاجة من غنائم القصر!!

( هي ناقصة كمان يا سي الرياحي
ده الغزوة دي ناشفة خالص كده)

احنا لازم نبقي خُفاف
 و نمشي بسرعة!
قبل ما الاعداء يرجعوا لنا!
شيلوا بس الناس الي في القصر،
أطفال و ستات و رجال،

و  الي هيشيل اي واحد او واحدة
من العرب المُحاصرين علي فرسه،
له مكافأة أربعين درهم لو عايز!!

،،،،،
للدرجة دي
 انهارت هيبة الامبراطورية،
اللي زمان ايام الحجاج،

بعتت جيش عرمرم
 يغزو السند كلها،
و يقتل ملكها،
عشان واحدة صَوَتت
 و قالت "يا حجاج"!!!

دلوقتي "الرَياحي" الشهم
بيدفع من جيبه فلوس 
عشان عرق المحاربين الشجعان!!!
الي بينقذوا الحرائر العربيات،

،،
لكن زمن الحجاج و إمبراطوريته 
انتهي ،،
،،،،

عشان كده بقي،
سعيد بن عبد العزيز- خُذَينة AKA -
بعت السرايا و الجيوش،
تقاتل الأتراك نواحي داغستان الحالية،
تثبيتاً لكيان الدولة و الامبراطورية،،
و استرجاعا للهيبة و المجد،،
،،،

و هزم بعض القبائل
 في بعض المعارك،،
في مرة  انسحبوا الاتراك،
 و جريوا من جيشه،،

قام الجيش ما صدق ،
و تدافع أفراده
 لنيل الغنائم و السبايا،،

فنهرهم و زعق فيهم
الوالي  سَعيد خُذَينة ،
و قاللهم البلد دي و خيرها،
بتاعة الخليفة  شخصياً،،
و بطلوا تخريب فيها!!

الناس استغربت الكلام،،
قام سعيد قالهم موضحا:

هو انتم يا أهل العراق
- الجيش فيه ناس من العراق- 
مش خرجتم و ثُرتم 
 علي الخلفاء مرات عديدة؟؟
شفتونا أخدنا منكم سبايا أو غنائم؟؟
،،
الكلام  مُفحِم الحقيقة،،
،،

و كان كل ما الجيش 
يعمل غزوة او ضربة،

و ييجوا شايلين 
البنات و الستات السبايا 
و الاطفال و الرجال العبيد،
و ناهبين فلوس البلد كلها،،

سعيد كان وقتها،
يغضب و يزعق فيهم،
و يجبرهم يسيبوا الناس دي
و يدوهم حاجتهم عشان يرجعوا بلادهم!!

لانه شايف 
ان ده تخريب للامبراطورية،
اللي لازم تتبني من جديد،
و ترجع التجارة و الزراعة تزدهر فيها،
و الخراج و الجزية و المكوس تكبر و تكتر،،

و كل ده عمره ما هيتحقق،
بالنهب و التخريب
 لكل قرية صغيرة،
او مدينة كبيرة،،
لان السكان المحليين AKA "العُلوچ" 
هما المادة الاساسية للاقتصاد و الفلوس،

زي ما زمان
زياد بن معاوية
 AKA  زِياد " ابن أبيه"
قال لرجاله انهم 
 يحافظوا علي العُلوج و يحموهم،
"لانهم مصدر كل الفلوس و العز الي احنا فيه"!!!!

يمكن سعيد بن عبد العزيز 
كان متعلم و متنجر
 و فاهم في الاقتصاد،

لان تربية القصور
 مش كلها مسخرة و مياصة،
فيها كمان 
احسن أساتذة 
و أفضل تعليم 
و اهم مستشارين،،

و بالاضافة ل رقة طبعه الي خلته 
يزعل علي قتل رجال ابن المُهلب ،،
كمان زعل علي نهب و سلب العُلوج ،،
،،

لو كان عُمر الثاني هو الي قال كده
- و فعلا قال
 و عمل الكلام ده و اكتر-

كنت هتلاقي 
قصائد مديح في العظمة و الجمال،
و التدين الحقيقي و الوجه الحضاري ،،

إنما سعيد بن عبد العزيز يعمله!!
يبقي الواد سعيد ال،ول،،،
او سعيد خُذَينة !!!!

،،،،
 
أتضايق منه كتير 
من الفرسان و القادة،
الي كانوا شايفين 
ان السبايا و الغنائم دي،
" عَقِيرة الله"
يعني زي البهائم الحلال أكلها كده،،
مين يقدر يمنعنا نأكلها حلالاً بلالاً؟؟

،
و لان كلهم تقريبا ،
اجمعوا علي كده،
ف اشتهر في التاريخ ب "خُذَينة "،
و طلعوا عليه الاسم المسخرة ده،
لانه منعهم من " عَقِيرة الله"
حقهم الي بياخدوها جزاء قتالهم
و حق عرقهم و جهدهم الغزير!!

،،،،
بس رغم الجهود بتاعة سعيد،،
و يمكن برده
  بسبب غياب قائد قاطع فاتك،
وحش كبير يقود الجيوش بحزم و صرامة،،

 و مع غياب الحافز الاقتصادي!!
و قلة الغلة من الغنائم ،،
كانت النتيجة ضعيفة،
من حيث استعادة هيبة الامبراطورية،،

و المثال الي قلناه فوق 
القائد  الرَياحي 
الي طَلَع من جيبه يدي الجيش،
و سعيد اللي منع النهب ،
يؤيدان رأيي،
في تخاذل الجيوش ،،

عشان كده،،
الامبراطورية فضلت إيدها ضعيفة 
و بعض جيوشها انهزمت من الترك،،

،،،،،،
و دي كانت قصة سعيد خُذَينة ،،
معبرة عن مأساة الامبراطورية،،

تابعونا،،

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"








              
     

الجزء ١٣

وصل الجيش
الأُمَوي  الامبراطوري المزدوج
للقاء الثائر 
الذي خلع عصا الطاعة
يَزيد ابن المُهلب،،

اللي كان انضم ل جيشه
ملك محلي من ايران 
اسمه "صول" ،
من أصدقاءه القدامي
ايام حروب جُرجان و غيرها،

و انضم اليه ناس مَوْتُورِين 
من عائلة ابن الاشْعث،
و عائلة الاشْتر النُّخعي ،
و غيرهم من الناس الكتير
 الي ليهم ثأر عند الامويين،،
،،

تلاقي الجيشان ،
و خطب ابن المُهلب خطبة مؤثرة
في جيشه و جنوده ،
اللي اصفَر وِشُهُم
 لما شافوا الجيش الامبراطوري،
المبهر و القوي و المنظم ،،

و قالهم:
( أيها الناس،
إني أسْمع قول الرًعاع:

 قد جاء العَبّاس،
قد جاء مَسْلمة،
قد جاء أهلُ الشام.

وما أهل الشام إلاّ تِسْعة أسْيَاف،
منها سَبْعة مَعِي،
واثنان عَليّ؛

 وما مَسْلمة إلا جرادة صَفْراء؛
 وأما العبَّاس، فبسطوس بن بسطوس،
أتاكم في بَرابرة،
وصَقالبة وجَرَامقة
وأقْباط وأنْباط وأخْلاط
، أقبل إليكم الفَلاّحون 
والأوباش كأشلاء اللحم،

 واللهّ ما لَقُوا قطُّ حدًّا كحدّكم،
 ولا حديداً كحَديدكم.
أعيرُوني سواعِدَكم ساعةَ من نهار،
 تصفقون بها خراطيمَهم، 
فإنما هي غَدْوة أو رَوْحة،
 حتى يحكم اللهّ بيننا 
وهو خيرُ الحاكمين).

،،،،
جميلة و معبرة،،
و بتقول كتير مما سبق و شرحناه،،

بيْهوِن عليهم
 امر الجيش الامبراطوري،
و يقولهم ان مسلمة
 مجرد فارس من بتوع حروب الروم، 
ملوش في حروب العرب زي كتير غيره!

و ان العباس  ابن الوليد
دُغُف ابن دُغُف ميفهمش حاجة،
بيشتم  الولد و أبوه الخليفة الوليد 
اللي كان مخه بسيط و علي قده،،

و ان الجيش الامبراطوري المختلط ده
الي فيه من الامازيغ، 
و الأرمن،
و الأتراك،
و المصريين،
و الأردنيين ،،
كلهم أوباش و منظر علي الفاضي،
- نظرة متعالية عنصرية طبعاً-

و انه عاجنهم و خابزهم كويس،
و هو لوحده
 يوزن اكتر من كل الجيش ده!!

اصبروا معايا 
و خليكم جنبي و متهربوش،،
و اضربوهم علي بوزهم- خراطيمهم-
و النصر حليفنا آخر النهار بإذن الله !!!

،،،،
خطبة مهمة
 تؤكد اعتقادنا من الاول،
بإن جيش الامبراطورية،
كان محترف و مختلط 
و متنوع و كبير الخبرات،،

ورثة الامبراطورية الرومانية،
الي جيشها كان يضم 
بجانب فيالق روما الاساسية،

يضم المليشيات الكثيرة
 متعددة الجنسيات،
و الخبرات القتالية المختلفة ،،
للتكيف مع مختلف انواع و أراضي المعارك!!

،،،

فاكرين 
جيش مُسلم بن عقبة،،
الي هزم زمان  جيش 
ال" مدينة" المَحلي باكتساح،

و بعدها نصب المنجانيق
علي جبال مكة حول الكعبة ،
و ضرب حصاراً لشهور حولها،

و ده كان قبل
  ييجي خمسين سنة،
من وقت حكايتنا الحالي ،،

يعني الخبرات المتعددة دي،
كانت هي مصدر
 القوة و الاحتراف الامبراطوري ،
اللي أذل أعناق الثوار 
من مختلف الأنحاء ،،
،،،

نرجع لحكايتنا،،

الناس عاهدوا ابن المُهلب
 علي الفوز و الثبات،،
،،

و في الناحية التانية،
مَسلَمة عرض علي ابن المُهلب 
العفو و الصلح،
في بعض الروايات و الحكايات،
و ان كنت أشك في ذلك،

لم يفوضه الخليفة يزيد في ذلك،
و ما حدث لا يمكن نسيانه،
و الرجوع لما قبله،،

في المناوشات الي قبل الالتحام
بين الفرسان من الطرفين،
كان النصر ل رجال ابن المُهلب،

و لا غرابة،
هما محترفين حروب 
و ماكينات قتل فعالة جداً،،
بس هل جيشهم كله 
علي نفس الكفاءة و الجاهزية ؟؟

،،،

فلاش باك،،

قبل الحرب بأسابيع،
كان فقهاء البصرة،
الحَسَن البَصْري و قَتَادة الدَوسي،،
يذِمون في ابن المُهلب
 و يشككون في نواياه،
و يقولون بانه كذاب منافق!!

و انه مجرد قائد 
و اتخلع و راحت عليه،
و بِ يبيع الوهم للبسطاء،

و ان الحرب معاه ،
مش مقدسة و لا حاجة،،
و مش بس كده 
ده خروج علي الوالي،
و تخريب و إفساد في الارض!!

الكلام ده 
خرب حملة ابن المُهلب المعنوية،
و خلي الناس 
رايحة بتقدم رجل و تأخر رجل،،

و مقدرش هو و رجاله
يعذبوا او يقتلوا الفقهاء دول،
لان ده ممكن يقلب عليهم الموضوع اكتر!!
،،،
،،

نرجع للمعركة،،
بمجرد الالتحام،،
عمل مسلمة خدعة،
بانه احرق الكوبري 
الي وراء جيش ابن المُهلب !!
تقريبا استخدم المراكب 
و السفن الي في النهر!!

و في نفس الوقت 
امر وحدة خاصة من قواته،
بالهجوم المفاجئ علي جيش ابن المُهلب ،
بعد ما تسللوا من خلفهم،،
و ده غير الهجوم المعتاد
 بين الجيشين من الأمام، 

و ده أوحي لجيش  ابن المُهلب 
ان المؤخرة تم اختراقها،
و ان جيش الشام
 تمكن من الالتفاف عليهم !!
ف خافوا علي أهاليهم
 و تراجعوا و انسحبوا!!

و بكده  نقدر نفهم
 التأثير السلبي لمشايخ البصرة
علي الروح المعنوية اللي انهارت بسرعة ،،،،

،،،،

الناس قالوا ل ابن المُهلب ،
الجيش تراجع و بينهزم!!
قام استغرب جداً،
هو لسه محصلش حاجة في الحرب!!
لسه بِ نْسَمي،،

حاول يضرب الناس
 عشان يرجعوا الحرب،
بس الامور كانت وصلت درجة انهيار مزلزلة،،
،،،

أيقن بالهزيمة،
بص لجيش العدو،
أخد نفس عميق،
و تلا الشهادة،،
و اندفع نحو مسلمة بن عبد الملك،،
يضرب يميناً  شمالا ،
و يدخل في السيوف المشرعة،
ب درعه و سيفه،،
سهم ناري،،

بس تكالبت عليه الرجال و قتلوه!!
و قُطعت راسه و أحضرت للقائد مسلمة،،
و قُتِلَ أخواه
 حبيب و محمد!!
و قُطعت رؤوسهم،،

و ظل اخوه "المُفَضل" 
يحارب ب جيشه بقوة،
حتي انفض عنه الناس ،
لما عرفوا ب مقتل القائد يَزيد ،،

،،،
الأسري تم وضعهم في صفوف،
و بدأت مجزرة قطع الرقاب المعتادة،
بعد حوالي ثلاثمائة رأس مقطوعة،
الامير مَسلمة
 أصدر الامر بالعفو عن الباقي،،

تقريباً كانت رائحة الجثث المقطوعة
علي الفاضي و بلا حرب حقيقية،
اكثر مما يتحمله الفارس الشهم
مسلمة بن عبد الملك،،

،،،

،،
المُفَضل هرب
 و راح عند ابن أخوه
معاوية بن يزيد
والي مدينة واسط،،

قتلوا كل الأسري الي كانوا عندهم،
و منهم الشيخ
عَدي بن أرطأة والي البصرة المخلوع
و رجاله و بعض من أهله،،

و شالوا الفلوس و الحريم و الأولاد،
و حطوهم في مركب و طلعوا علي البحر،،
رايحين مدينة في السند- باكستان-
فيها صديق قديم 
ل يزيد ابن المُهلب،
 و يَزيد  كان وصاهم 
بالخطة دي في حالة الهزيمة!!

،،،،،
بس مسلمة
 كان ناصح و عرف الخطة،
و بعت لهم ناس معاه
 ب السفن و المراكب،
الي كانت جاية معاه
 من اول الحملة،
و ماشية في نهر الفرات 
من فوق عند " الجزيرة" شمال العراق،،
و فيها بحارين مصريين و شوام،
،،،

المُهلبيين وصلوا المدينة،
و طلبوا الدخول و اللجؤ ليها،
بس أمير المدينة رفض !!
و طلع دنئ و ناقص،
و سابهم لوحدهم في العراء،،

وصل الجيش الي بعته مسلمة،
ودقت ساعة النهاية ،، 

تقابل الفريقان،
اثبت المُهلبيين شجاعة و فروسية
كبيرتين و عظيمتين،،
بس الماكينة الضخمة المرتبة،
تهزم الموهبة الفائقة العشوائية،،

في النهاية ،
رجالهم انفسهم سابوهم،
و انضموا للجيش الامبراطوري،،
شُغل النَقص  و الخيانة 
بقي مُعدي،

و  طبعا هزم فريق مسلمة 
فريق المُهلبيين،،

و قتلوا البقية الباقية 
من رجال آل المُهلب،،
،،،

في اللحظات الاخيرة،
 واحد من آل المُهلب،
اخد سيفه 
و راح يدبح الستات و العيال!!!
احسن من البهدلة 
و انهم يتاخدوا عبيد و جواري!!

قام المُفَضل اخوه مسكه و قاله،
بلاش مش ضروري،
ربنا معاهم و حيسترهم!!

تعال معايا انت،
نروح معركتنا الاخيرة،
و نلحق ب اخواتنا،،

و انطلقا وحدهما
ضد الجيش الامبراطوري ،
يضربان و يقاتلان كأسدين جريحين،،
كأبطال  محاربين عظام عاشوا،
و  ك قامات الأساطير الخالدة ماتوا ،،
،،،

اللي شاف نهاية فيلم 
the last Samurai
ل توم كروز،
و ازاي مات زعيم الساموراي
و حيداً بشجاعة و هو أمام مئات الجنود،
يرمونه بالطلقات القاتلة،
و هو واقف زي الشجرة الشامخة،
حتي النهاية،،

حيفهم ازاي كانت نهايتهم 
المأساوية القدرية،، 

رحم الله آل المُهلب ،
و تجاوز عن الكثير من سيئاتهم،
فقد فعلوا الكثير من الحسنات،،
،،،
،،،،،

خاتمة:

جمعت رؤوس آل المُهلب 
و علي كل رأس رقعة فيها اسمه،
و نصبت علي رماح ،
و تم الدفع بها مع الحريم و الاطفال،
الي قائد الجيش مسلمة بن عبد الملك،،

اللي علق الرؤوس خارج مدينة الكوفة،،
و عرض الحريم و الأولاد للبيع!!
- the usual show-

قام القائد الجَرَاح الحكمي
-والي خراسان السابق
  في عهد عُمر الثاني-
اشتراهم ب مئة الف ،،
و اطلق سراحهم!!

و راح يدفع الفلوس
 ل مسلمة بن عبد الملك،
الي رفض 
ياخد منه حاجة من الفلوس دي!!

كرم و شهامة الجَراح
لا يصح ان يقابل 
الا بكرم آل عبد الملك الاعظم،،

،،،،
الطباع العربية في الكرم دي
و الترفع عن الصغائر ،،
كانت من شيم الامويين،،

قارن ده بما فعله
القائد مُصقلة مع أهله،
زمان في الحرب الأهلية الأولي ،
لما جيش الامام عَلِي
 أسر ناس من الثائرين
من أعزاء قبيلته و كِرامهم ،

و كان مُصقلة
لما شافهم في السلاسل 
اتنحرر و خدته الشهامة
و  اشتراهم و حررهم من الأسر،

و بعدها طالبه الإمام علي بن ابي طالب
بالفلوس و ألح عليه في طلبها،
لدرجة انه طِفِش منه و راح عند معاوية!!
الأموي الكريم 
الي يقدر أفعال الفرسان الكرام دول،،
 illuminating comparison
،،،

فضل بعض الأسري من آل المُهلب ،
بعتوهم ل يزيد الثاني،
حاول بعض الناس التوسط لهم،
و ذكروا يزيد
 ب مكارمهم و سابق عملهم،،
بس هو الحقد كان مالي قلبه،
- جيل أموي ناقص 
ذهب عنه كرم الأجداد -

و امر ب قطع أعناق كل الأسري ،،
في الآخر فضل ولد صغير،
عنده تلاتاشر سنة كده،،
سابوه و محدش حاول يقتله،
عشان لسه لم يبلغ الحلم،
مش راجل يعني فقهياً،،

الولد قعد يزعق و يقولهم،
انتوا سبتوني ليه،
اقتلوني انا كمان،
انا بالغ و كبير،
و فاهم الدنيا كويس،
و راجل ملو هدومي،
و "واقَعت "جواري كانوا عند ابويا!!!
يلا اقتلوني!!!

يزيد قالهم ،
اكشفوا عن سؤته،
شوفوا عنده شعر العانة و لا لأ؟

لقوه عنده شعر العانة
-" أنْبَت يا مولانا الخليفة"

طلع له شعر يعني 
و في حكم البالغ جنسياً،
راجل في عُرف الشرع،،

-"خلاص اقتلوه زي باقي أهله" ،
و ضربوا عنقه،،

و لله الامر من قبل و من بعد
،،،

تابعونا،،،،

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"







            



الجزء ١٢

طبعا فاكرين يَزيد بن المُهلب 
القائد النجيب،،
 ابن القائد الأسطوري 
المُهَلَب بن أبي صُفْرة ،،

و كنا حكينا 
عن كرم يَزيد  و سخاؤه  و حكمته،
و كان زمان ،
خاف  منه الحجاج ،،
و سعي في إزاحته و سجنه،،

وبعدها دخل يَزيد 
في حماية سُليمان بن عبد الملك ،
و شارك معاه 
في مذبحة آل الحجاج،،
لتطهير الدولة
 من أذناب النظام السابق،
نظام  أخو سُلَيمان 
الخليفة السابق الوليد بن عبد الملك!!

و كانت فتوحات يَزيد
 هي تقريبا 
الفتوحات الوحيدة الناجحة 
الي حصلت في عهد سُليمان!!

و كان  سُليمان 
بعد ما قتل و ضيع القادة القدامي،،
و في ظل 
انعدام قدراته القيادية و الإدارية،،
ضَيَع نُص جيشه في مغامرة
 حصار القسطنطينية الفاشل،،

و بعد وفاة سُليمان ،
تكررت مأساة يزيد ابن المُهلب تاني،
و دخل السجن تاني ،
علي يد عُمر الثاني،

و حقر عُمر من شأنه و من قدره،
و لم يقبل فيه
 اي شفاعة او توسط!
و لم يقدر 
خدماته الجليلة للامبراطورية ،،
لانه كان ضد الامبراطورية اصلا !
Anti-empire
و مش شايف
ان خدماته هو و أمثاله 
ليها قيمة اصلاً!!

،،،
حتي ان  ابنه 
مُخَلد ابن يزيد
 جاء ليتشفع في أبيه،
عند الخليفة عُمر الثاني،،
و وزع الفلوس و الهدايا في البلاط،
كان فاكر ان ده النظام زي زمان،،

فرفض عُمر الشفاعة،
الا بعد ما
 يدفع الملايين الي كان بيقول
انه اغتنمها من فتوح جُرْجان!!

و زي ما شفتم ،
الفوس كانت بعشرات الملايين،،
ان كان فعلا عنده
 مش هيدفعها،،

و ان كانت مش عنده 
اكيد مش هيقدر عليها،،

موقف مشابه
 ل موقف بهدلة و مرمطة
موسي بن نصير في آخر أيامه،،
،،،،

مُخَلد ده 
مات فجأة 
بعد وصوله القصر  بكام يوم!!؟

يمكن صراعات داخلية 
أو ثأر قديم   او سُم،،
و يمكن وفاة طبيعية!!

المهم ان يَزيد 
فقد ابنه الحبيب ،
و اتبهدل آخر بهدلة،،

و امتلأ قلبه غيظا و كمدا،
علي الدولة الأموية و أمراءها كلهم،،

مين الي قتل مخلد بن يزيد،
ان كان اتقتل؟

حد له مصلحة في قتله،
حد من داخل البلاط الملكي،
حد أقوي من مُخلد،
حد له ثأر عند مُخلد،،،

لو فيه حد بالمواصفات دي،
ف المرشح الأقوي هو
الخليفة - ولي العهد وقتها-
 يزيد بن عبد الملك و عائلته!!
لان زوجته و أم ابنه الاكبر الوَليد،

كانت السيدة "أم الحجاج" 
ابنة أخو الحجاج بن يوسف!!
سيف الدولة الأقوي،
اللي زي ما قلنا
كان انغدر بأهله
علي يد الخليفة سُليمان 
و ذراعه اليمين  يَزيد ابن المُهلب !!

،،،،

و بكده نقدر نفهِم 
الحقد والغضب المدمر
الي شالهم يزيد بن المُهلب ،
ل يزيد الثاني - ابن عبد الملك-،،

و توقعه للدمار التام
 لكل آل المُهلب،، 
بمجرد تولي 
يزيد الثاني مقاليد الحكم،،

و ده يوريكم
 ازاي عُمر الثاني
ساهم في الثورة دي بغير قصد،،

 لما حبس ابن المُهلب ،
ووضعه و عائلته 
تحت رحمة من لهم ثأر عنده،،

،،،،
الروايات بتقول 
ان يَزيد بن المُهلب
كان اتخانق مع يزيد بن عبد الملك،،
وقت خلافة سليمان !!

لما كانت الريح  وقتها 
في صف ابن المُهلب ،
و كان لسه يَزيد ابن عبد الملك 
أمير عادي من عشرات الأمراء،،

و حصل شتائم و تشابك بينهم!!!
وصل الامر لحد
 ان كل واحد توعد التاني 
بالقتل و الذبح لو تمكن منه!!!

،،
رأيي انها 
مبالغات كالعادة،،

مهما كان وزن ابن المهلب،
الا ان اولاد عبد الملك هم سادة الدولة،،

و الامبراطورية الأموية
 كانت متميزة 
بالقَبلية العربية و الأفضلية للعرب 
بحسب قبائلهم و مجدهم،،،

إيش جاب واحد 
من أَزد عُمان المَراكْبِية- ابن المُهلب -
ل واحد من نسل الامويين - ابن عبد الملك-
و هم  كبار قريش و العرب؟؟

بس دايماً  برده
الروايات بتقول  الحقيقة
بس بكلام علي المِِداري،،

و بكده تتضح الصورة
 من حيث العداءالشديد
و الثأر المكتوم 
 بين بيتي ال "يَزيدَين"
،،،،

نرجع للقصة،،

هرب يَزيد ابن المُهلب من السجن
لما عرف إن 
عُمر الثاني مريض و بيموت،
و راح علي البصرة بهدؤ و مهارة،،

و كان لسه الوالي هناك، 
هو الشيخ الفقيه عَدي بن أرطأة
الي كان عُمر الثاني متضايق منه،
و قاله "تحت العِمة قرد"!!
بس مات قبل ان يعزله عن الولاية،،

،،،

دخل ابن المُهلب البلد
و الناس عارفة
 انه هربان من الخليفة،،
و رغم كده 
رحب به غالبية اهل البلد
لما له من قيمة و محبة كبيرتين بينهم،،
و أفضال الاسرة كبيرة علي بيوت كتير،،

،،،

جمع قوته و أعوانه،
و نشر الخبر
 انه بيجمع رجال و مقاتلين،،
و وزع الفلوس علي الناس
زي البومبوني الي بنرميه في الأفراح،،
و طبعا في فترة بسيطة،

قدر يستولي علي البصرة،
من الوالي القليل الحيلة أمامه،

و انتقم من عَدي بن أرْطَأة
شر انتقام ،،

لان زي ما قلنا،
 عَدي ده 
كان هو الي عزله زمان
في خلافة عُمر الثاني،،

و كان عمَلُه محاكمة محلية 
جاب فيها شهود ادعوا ان 
ابن المُهلب ده راجل مفتري و حرامي!!!

و بكده اثبت بصورة شرعية 
 دعوي ان 
ابن المُهلب حرامي و نصاب!!
و عزز الصورة السلبية عنه لدي الخليفة،
و شارك في أسباب حبسه و بهدلته،،

،،،،،

ابن المُهلب لقي 
ان البصرة كلها بقت معاه،
و كل ما جاورها في العراق
وصولا ل خراسان طبعا 
الي فيها حبايبه و رجالته !!!

فأكمل خطته الانتقامية ،
و دعا لعزل الخليفة يزيد بن عبد الملك!!
و نادي بنفسه خليفة!!

و قال للناس 
انه جاي يطبق العدل و الحق،
و يسير فيهم سيرة عُمر بن عبد العزيز !!
وينتقم من بني أمية 
الظلمة المتجبرين!!؟؟؟
الي سفكوا الدماء و أحلوا المحارم!!؟؟

و صدقه كثير من الناس،
و توافدوا علي جيشه،،،
و لقي الحكاية كبرت فعلا
 و الامر بقي بجد،

و الظاهر انه في الاول
 مكنش عامل حسابه 
الموضوع يوصل للدرجة دي،،

لانه كان بعت ابن اخوه
 ل  الخليفة يزيد الثاني
يطلب الأمان و العفو !
،

عايز يبدأ صفحة جديدة؟
 يمكن!
و يمكن برده  يكون
 بيكسب وقت لغاية ما يحكم 
السيطرة علي العراق!!

،،،،،
علي ما جواب العفو 
من الخليفة يزيد وصل،
كان هو أحكم السيطرة
 علي العراق فعلاً،

و نادي بنفسه خليفة !
و تسمي ب " القَحْطاني"
نسبة لانه جذور قبيلته  القديمة
من اليَمن القحطانيين،

و بكده ب يستنفر الحِمية القبلية
اليمنية ضد الامويين،،
الي جزء كبير من جيشهم ،
كان أصوله يمنية!
 
و ده كان تقريباً
أول انشقاق و ثورة كبري
تحمل بوضوح و صراحة ،
الدعوي القَبلية بتاعة 
اليمنيين الشغيلة ضد المُضَريين السادة!!!

ورشة ابن الاشعث الكبري السابقة،
كان غطاءها جزء منه ديني،

و جزء منه تنافس النُبلاء 
بين ابن الاشعث الكِندي 
و عبد الملك القُرشي ،

و جزء منه ثورة طبقية
من الفقراء و الغلابة 
ضد الامبراطورية
اللي بِ تسحقهم و تمُص دماءهم 
و تعطيهم اقل القليل،،

بس وقتها
ابن الأشعث لم برفع اطلاقاً
راية الثورة اليمنية القحطانية
ضد الامبراطور المُضَري و سلطانه!!!

الدماء اللي تم سفكها
علي مر السنين التالية
في صراعات قبلية مشابهة
بين اليمنيين و المُضَريين ،،

هي اكثر دماء تم سفكها 
من العرب و المسلمين،،
بالمقارنة مع كل الفتوحات
و الصراعات القَبلية الأهلية السابقة،،



و طبعاً في الآخر
لما الجيوش تجمعت 
و الرجال بقوا يهتفوا ب حياته،،

نادي يَزيد المُهَلبي 
بعزل الامويين كلهم!!
و بداية حكم اليمنيين للامبراطورية
بأنفسهم و بقوتهم ،
مش نيابة عن المُضَريين
اللي مبيقدروش التفاني و الإخلاص،،
 
،،

و هنا بقي،
 الخليفة يزيد الثاني،
لقي الموضوع كِبِر و تضخم،
و لقي نفسه هيروح في الضياع،،

ف لجأ ل عمه مسلمة بن عبد الملك،
-الصقر الوحيد الباقي،
من الجيل اللي بني الامبراطورية،
بعد التقاتل الداخلي ما أكل الباقين- ،،

و بعته علي رأس جيش،
و معاه ابن أخوه العباس بن الوليد،
علي رأس جيش تاني!!!

ليه قائدين و جيشين؟؟
تقريبا الموضوع فيه تخوين و خوف،
احسن مَسلَمة يفوز
 و يلاقي نفسه
أقوي قائد في الامبراطورية،
يقوم يطلب الامر لنفسه!!

بعت معاه 
ابن اخوه العباس بن الوَليد ،
و كانوا الاتنين ما بِ يطقيوش بعض!!
بس مضطرين برده 
يحاربوا مع بعض 
ضد عدوهم المشترك
لان فوزه يعني فناءهم و أهلهم كلهم!!!
،

و احتمال يكون الخليفة يَزيد
بعت قائدين كبار  بس عشان يعمل 
قائد احتياطي من البيت الأموي،
لو القائد الاول مات!!
،،

اللعبة دي كبيرة و جامدة جداً،،
و مَسلَمة لعب لعبة جامدة زيها،،

راح ل يزيد الثاني،
يقوله انت الخليفة و القائد
و الجيش كله خارج بره البلد،
و الأعمار بيد الله!

و نخاف لو 
حصل حاجة لا قدر الله،
و انت مالِكش ولي عهد،
يقوم الجيش ينكسر و يضيع!!
لازم توصي ب ولي عهدك!!
و قبل ما نمشي نحلف له الولاء!!

،،،،

يزيد الثاني
مكنش عنده
 اي التزامات وارثها
ناحية أحد من اخواته،،

و كان زي سُليمان كده،
ممكن يوصي لأولاده من بعده!!
و محدش هيقدر يتكلم،،،

إنما هو
كان شاب و اولاده لسه 
مراهقين صغار،
لا تصح الولاية لهم،،
،،

كان وقتها لسه 
تولية العهد ل أطفال و مراهقين،
لا يُعترف بيه و لا يصح شرعاً،
،،

رشح  أخوه مَسلمة  
قائد الحملة الي رايحة 
تحافظ علي الامبراطورية،،
ان يكون أخوهما الغير شقيق
هشام بن عبد الملك
 علي ولاية العهد!

و من بعد هشام  ييجي 
ابن  الخليفة يزيد الاكبر : 
الوليد بن يَزيد!

و ده بعد ما كان فيه
 آراء تانية في البلاط،
بتدفع يَزيد  انه يوصي
لواحد من ابناء 
أخوهم الخليفة السابق الوليد!!

بس طبعاً 
في وضع زي ده،
أمير الجيش مسلمة 
الي رايح ينقذ الامبراطورية،
كلامه لازم يمشي و يتنفذ،،

بالذات انه 
كبير بني مروان وقتها،
و كان كل اخواته من أبوه،
أصغر منه في زمان حكايتنا دي،

يعني الحكمة
 و الخبرة و الهيبة بتاعته
 تقف بجانب 
القوة و السيف الي في ايده ،،
مين بقي هيقدر يعارض ؟؟!

تمت البيعة
لِ هشام بن عبد الملك 
الأخ الغير شقيق كَ ولي للعهد،
و من بعده الوليد بن يزيد
وَلي وَلي العهد،،

و تحرك الجيش 
الامبراطوري الضخم
المكون من جيشين و قائدين ،،
و توجه للبصرة 
مقر قيادة الثورة و التمرد،،

مَسلمة كان 
راجل بتاع تكتيك و خداع،
قبل الزعيق و الضرب و الخبط في المعركة،،

و قدر يعمل نقطة استراتيجية ،
بانه بَعت الوحدات
 البحرية و الميكانيكية،

و خرب النهر حول مدينة الكوفة!!
عشان يغرق الارض و يعزلها،
و تفضل بعيدة 
عن سيطرة يزيد ابن المُهلب ! 

و دي نقطة بداية جيدة،
تخليه يدخل المنطقةً
 و ليه نقطة اتصالات و تموين متابعة،،
 بينما عَدوه مَعزول،،

دي كانت طريقته المعتادة،
كان بيكسب
اغلب معاركه بالخداع 
و الضرب بسرعة في مقتل!!
و الحروب النفسية
و ممكن بطرق التفافية و مفيهاش 
مواجهة مباشرة ،،

،،،

كان رجال ابن المُهلب في الوقت ده
جهزوا انفسهم
 و اخذوا في تجييش الناس
و المناداة ب الحِجة المتكررة أبد الدهر،

تطبيق شرع الله!
و ازالة الطغاة الظلمة!
و رد المظالم لأهلها!

و الجديد هنا 
كان ان ابن المُهلب ناوي
علي السير بالناس 
سيرة الخليفة عُمر الثاني !!
،،،

بس ده كان
 موطن خلل شديد 
في الثورة المُهَلبية دي،
،،،،
-  يقال ان سبب تسمية 
طبق المِِهَلبية باللبن بالاسم ده 
ان يزيد ابن المُهَلب 
كان  اول من صنعت له ؟؟-
،،،،

نرجع ل موطن الخلل
في الثورة اللي كان في رأيي ،، 
ان آل المُهلب بقالهم 
اكتر من تلاتين سنة
شغالين مع الدولة الأموية ،

و كانوا سيف من سيوف 
غضب الخلفاء ،،

و ياما مشيوا وراء الخلفاء،
و اقسموا يمين الطاعة لهم،،

في وجود كافة أسباب الثورة
 الي بيتحجِجوا بيها دلوقتي!!!

اشمعني دلوقتي يعني 
أخدتوا بالكم 
ان الغُولة عينها حمرا؟؟

طبعا الإجابة الحقيقة
هي الغضب من الاهانة
 و الإذلال المتكررين،
و الخوف من مجزرة اخري قادمة،،
مع الخليفة يزيد،،

فإن كان من الموتِ بُدٌ
ففي ساحة الوَغَي تَحلو المَصارِعُ،،

يعني 
" احنا مش هـ نرجع السجن تاني"
او
يا نعيش عيشة فُل 
يا نموت احنا الكُل،،

و هو السبب الواضح 
للحركة او الثورة دي،،

عايزين تعرفوا كانت ايه نهاية
الثورة المسلحة و الخلافة البديلة دي؟؟

تابعونا،،،

" من سُلَيمَان حتي مَرَوَانْ احتضار امبراطورية و نهاية زمان"







        





الجزء ١١

الخليفة عُمر الثاني
راجل متميز و محبوب مفيش كلام،

و زي ما شُفتم قبل كده،،
الناس اللي بتحبهم 
العامَة من الناس،،
بيطلع عليهم أدب شعبي،
و روايات خارقة و معجزات و كرامات،،

من الحكايات دي،
اللي طلعت علي 
الخليفة عمر الثاني بعد وفاته:

حكاية الراجل الي 
مر ب راعي في الصحراء،
ف لقي ييجي تلاتين "كلب"
نائمين وسط الغنم!!!

قام استغرب جداً،
و قاله انت عايز الكلاب دي 
كلها ليه يا حاج؟؟

الراعي بص له و قاله:
دي مش الكلاب بتاعتي يا ابني
دي ذئاب الصحراء!!!

و من ساعة ما الخليفة
 عُمر بن عبد العزيز
- الله يكرم أصله-
ما مسك الحكم ،
و هي حالها بقي زي مانتَ شايف،،
هو أصلح ما بين الناس،
ف أصلح ربنا ما بين الذئاب و الغنم!!!!

حاجة تخلي الواحد يقشعَر يا أخي،،
،،،،

واحدة تانية:
ناس من المقاتلين في الحرب
بتاعة  حصار القسطنطينية الفاشل،، 
أُسِروا و مات أغلبهم في الأَسر ،،

واحد كان معاهم 
وِ قدر يهرب من السجن بعد فترة،،
و بعدين و هو لسه خائف
 و  بيجري في أرض العدو،،
بص لقي غبار كثيف ،
و ظهر بعده جياد بيضاء جميلة،،
و فوقها راكب زملاؤه
 الي ماتوا في الحرب و الأَسْر دول!!

قام استغرب جدا،
 و قالهم انتوا اسُتشهِدتوا
و انا شفتكم بتموتوا!!

قالوله ايوه صحيح،
بس النهارده 
الخليفة الصالح 
عُمر بن عبد العزيز مات،

و ربنا أذِن للشهداء،
يروحوا دمشق
 عشان يصَلوا عليه و  يعزوا فيه !!!؟؟
تعال معانا نوصلك معانا!!
و أخدوه علي ظهر حصان معاهم،،
و مفيش كام ساعة ،
الا و بقي في دمشق وسط أهله ،،،،

،،،،،

الحكايات دي مش بحكيها
بغرض السخرية و لا حاجة،،
بالعكس،،

هي مثال جيد علي مدي خصب 
الخيال العربي الشعبي ،،
و حبه و تقديره للناس الي بيحبهم،
ب إضفاء المعجزات الإلهية عليهم،،

،،،

من الناحية الاخري،
اعتقد ان رواية 
"تجديد الدين كل مائة سنة
 علي يد مُجدد مُصلح"

تم إيجادها و نشرها،
 تأثراً ب مقدار الزهد و الورع 
و العلم الديني الكبير 
لدي الخليفة عُمر الثاني ،،

لم يكن هناك في بداية الاسلام
أي ترقب أو إشارة
من احد من الصحابة
لأي مُجدد مُنتظر 
او مُرمم لخروقات الدين!!
كما تفترض هذه الرواية ما سيحدث!!

بالعكس خالص،
كان فيه شعور عند البعض،
ان الارض و ما عليها،
سيرثها الله عن قريب!!!

لان الساعة اقتربت جدا،
و ما فات من عُمر البشر 
فاضل له اقل منه بكتير و القيامة تقوم،،

لم يكن احد من الصحابة و التابعين
يتصور ان الحياة فوق الارض،
ستمتد الف و خمسمائة سنة كمان!!

بالكتير هما جيل و لا جيلين 
و تقوم القيامة،،
كما في الرواية عن النبي،
- برده خد بالك-
بانه أجاب عن  وقت قيام الساعة،
بأنها اقتربت جدا،
و ان الصغير وقت السؤال ده
 لن يموت شيخا عجوزاً،
بل غالبا سيموت من قيام الساعة!!!

و ده طبعا متناقض مع الاعتقاد في
ان كل مائة سنة ،
هييجي راجل مجدد يجدد للناس دينهم،،
- رواية عن النبي برده-

بالنقد البسيط ده،
تقدر تعرف أصول
 الروايات المتضاربة شكلا دي،

و انها غالبا بِ تمثل نفسية الرواة 
في عصور الاسلام الأولي ،
و ده احتمال اكبر من  انها تكون 
روايات حقيقية في مجملها،،،

،،،
و كمان حكاية المُجدد كل مائة سنة دي،
هي رواية تدخل
 في باب التنبؤ بالغيب،
و ده زي ما قلنا ضد صفات النبي،
الي لا يعلم الغيب او القدر،،
طبقا للقرآن نفسه،،

و إنما يُنبئ البشر 
ب رسالة الخالق القدير،،

،،،،،
،،،،

تركت وفاة عُمر بن عبد العزيز
صدمة هائلة علي كل الناس،،
حتي أفراد العائلة الأموية ،
اللي زِعلوا و بَكوا بشدة!!!

اقرب الامراء ليه 
كان ابن عمه 
القائد العسكري الكبير
مَسْلمة بن عبد الملك،،
كان بجواره في لحظاته الاخيرة،،

كما أتاه أقاربه ،،
و حضر ولي عهده ابن عَمُه  
الأمير يزيد بن عبد الملك ،
و تلقي منه الوصايا و النصائح،،

و نودِيَ ب " يزيد" خليفة للمسلمين،،
في بداية القرن الثاني للهجرة،،
سنة   ١٠١ هجري،،،

النهاية العاطفية دي وسط 
حب و حماية 
و تقدير العائلة الأموية كلها ،
و وصيته ل يَزيد بكل 
قوة و حماس و اخلاص،
كل ده ينفي اطلاقا
 مسألة انه عمر الثاني مات مسموم ،
و انه يَزيد هو اللي  سممه
 طمعا في وراثة الحكم بسرعة،،

بس الحكايات 
الي فيها شتايم للأمويين 
بِ تْسمَع اكتر من الي تمدح فيهم ،
لأسباب كتيرة ذكرناها،،

،،،،

تسمع كثيرا من المشايخ
البكاء علي عُمر بن عبد العزيز
و انه لو فيه راجل زيه
الدنيا هـ تتغير بكره الصبح!!!

ده في رأيي يدخل في باب النَصب!!
هما إما مش عارفين
أو عارفين  او مقلوش ليك- كالعادة-،
انه فيه تجربة مشابهة حصلت بعد كده
و فشلت فشل ذريع،،
،،

مفيش في التاريخ كله
الا عُمر بن عبد العزيز واحد بس،،
و ده مش بس بسبب 
ورعه و زهده و عدله،،
دي مش أسباب كافية
 لانه يكون خليفة و حاكم قوي خالص،،

تجربة عُمر الثاني 
نجحت أساساً،،
لانها أتت في امبراطورية مستقرة
متوطدة الدعائم و العصبية ،

تحميها جيوش فتاكة ،
و أمن داخلي  لا يرحم،
و انتهي من علي الارض
 اغلب أعدائها الاقوياء ،،
تُغرد فيها الطيور و العصافير
و تمرح الفراشات آمنة،،
 
و لا يعارض الخليفة
 فيها أحد علي ظهر الارض،،
فان مشي يمين قال الناس :آمين
و ان راح شمال صرخوا: هو ده الكمال،،
،،،
و الدليل علي كده ،
ان محاولة استنساخ
تجربة عُمر الثاني مرة أخري،،
حَصَلت و فشلت بتفوق،،
 
 التجربة  كانت لخليفة عباسي 
جاء في عصر 
انحطاط الخلافة العباسية،،
لما بقت الخلافة 
 لا تحتكم الا علي بغداد،
و كام بلد حواليها!!

و باقي البلاد 
فيها ملوك محليين،
كل واحد فيهم
 بِ يبعت قرشين كويسين،،
و ياخد التصريح المقدس للحكم
مختوماً من الخليفة العباسي البَرَكة،،

جاء الخليفة ده
و هو أحمد المستعين  بالله 
حفيد الخليفة الشهير المعتصم
و حكم خمس سنين
بعد حوالي ١٥٠ سنة من تاريخ
خلافة عُمر الثاني،،

و كان يلبس جِبة صوف،
 و يمشي بين الناس في الاسواق،
و يأكل من أبسط الطعام،
و يجالس الفقهاء ،
و يمنع مجالس اللهو و الطرب،
و يقول وسط الناس،
انه يقتدي بالخليفة العادل
عُمر بن عبد العزيز!!

 في الآخر
 اتقتل الخليفة الصالح
المُستَعين بالله ،
 في حرب أهلية داخل بغداد 
بين مختلف طوائف الجند،،

و حبسه و عزله 
جنوده الأتراك ،
و عذبوه و قتلوه!!!؟؟

و محصلش الأمن و الأمان ،
و الذئاب لم تنم وسط الأغنام !!!

،،،،
تجربة عُمر الثاني 
يلزم لاستنساخها أولا ،
امبراطورية قوية مستقرة 
تم ارهاب و قتل كل المعارضين بيها،،

و برده غالبا التجربة
 هـ تفشل بعد شوية،
لانها زي ما شفتم ،
تجربة تقتل الامبراطورية ذاتها ،
و لو بعد حين،،
،،،،

،،،،
نرجع ل حكايتنا الأصلية 

كنا قلنا ان يزيد 
ابن عبد الملك بن مروان 
من زوجته بنت الخليفة يزيد بن معاوية،،

يزيد كان مواليد سنة ٧٢ هجري،
يعني ابن جاي 
 علي كِبَر ل عبد الملك و زوجته،،

و الابن ده  غالبا
بيكون متدلع 
و مش بيتحمل المسئولية!!

بالذات لما يتربي 
في بلاط محاط بالبذخ و الرفاهية،،
وسط الجواري اللطيفات،،
و وقت الفراغ الهائل،،

و لما تعرف انه كان
 لسه في العشرينيات
من عمره لما تولي الحكم وقتها،،

تفهم ايه أسباب
التدهور الي حصل  في عهده 
و لما تحط ده ،
جنب إسهامات سليمان
و عُمر الثاني في تحطيم الامبراطورية،،
هتعرف ان يزيد بالتاتش بتاعه،،
جاب أجَل الامبراطورية ،،،
،،،،

يزيد ابن عبد الملك
- يزيد الثاني بعد يزيد بن معاوية- 
كان متربي 
وسط المشايخ و الفقهاء في طفولته،،

و كان له حظ 
لا بأس به من الورع الديني
و لا يعرف عنه قبل تولي الخلافة،
شئ مُنكر او سئ،،،

مش بس كده،
ده فضل فترة 
بعد وفاة عُمر الثاني
في زُهد و نُسُك و اعتدال
مشابهين لما كان فيه عُمر الثاني!!
،،
و لان تجربة عُمر الثاني 
وحيدة و فريدة،
مقدرش يزيد الثاني
 يعيش كتير في الدور،،

و رجع كل حاجة زي ما كانت،
لانه كان شاب مشبعش من الدنيا،
و لسه عايز منها كتير،،

ف رجع شغل الامبراطورية
بتاع القهر و الاحتلال و السَلب،

و حَلْب الفلوس من الرعية،
بالضرائب القاسية المتعددة،
عشان يقدر يجيب مصاريف البلاط 
التي تقدر بالملايين و كان ألغاها 
عُمر الثاني من قبل،،

بالاضافة لانه 
الامراء و الحاشية كلها
كانوا قضوا سنتين ناشفين جداً،،

و الزهد و التقشف 
حاجة حلوة يومين تلاتة كده،
زي الريچيم و الدايت و التمارين الرياضية ،،
إنما كون الموضوع 
يطول شهور و سنين،
فده موضوع صعب قوي،،

و زمان
 بعد وفاة عُمر الاول ،
الانصار و المهاجرين
 كان أغلبهم زهقوا،،
من التقشف و الزنقة
 الي أجبرهم عُمَر عليها،،

ف اختاروا عثمان بن عفان
كَ خليفة و حاكم،
لانه إيده فِرطة و هيفتح عليهم 
الفلوس و العيشة اللذيذة،،
و فعلا عمل كده 
و فتح حنفية الفلوس علي الكل،،

تكرر الامر برده 
في عهد يزيد الثاني
اللي الحاشية بتاعته 
حرضته بكل الطرق
علي انه يرجع ايام العز و السلطنة،،

حتي انه فيه مقولة غريبة،
بتقول ان لما يزيد الثاني  طَوِل
 في الزهد و اتباع سيرة عُمر الثاني،،

الامراء و رجال  البلاط جابوا له 
أربعين شيخ و فقيه،
حلفوا له بأغلظ الأيمان ان الخلفاء 
لا حساب عليهم و لا عذاب!!!

فَ لما ارتاح 
من الخوف من عذاب الله،
توجه للدنيا و نعيمها يغرف منهم،
بعد ما ضمن نعيم الآخرة!!!؟؟

،،

الحكاية مبالغ فيها
و شكلها مفضوح الكذب،،
كان الفقهاء يا سيدي 
 حِلفوا لسابقيه من الخلفاء،
اللي كلهم ماتوا و هم خايفين 
من عذاب ربهم و سؤ المنقلب!!

بس الحكاية مغزاها واضح،،
كفاية بقي تقشف و زهد كده،
زهقنا و طهقنا،،

انتوا عارفين 
ان الملك هو الشمس  بالنسبة للأمراء
و دول عبارة عن  كواكب 
تدور حولها أقمار النبلاء،،
و دول كويكبات
 تدور حولها العامة و تقلدهم،،
فمن الملك و سلوكه
 ينتقل الامر للرعية و الشعب،،

و بكده كل الظروف الشخصية
و الامبراطورية و الشعبية
 تحالفت ل إرجاع العهد القديم،،

فيه حاجة مهمة تانية حصلت،
خلت الامبراطورية لازم ترجع لسابق عهدها،،

ثورة جديدة خطيرة،
ضربت قلب الامبراطورية ،
و ضعضعت منها و من قوتها،،

هي ثورة الفارس القدير 
يزيد بن المُهلب بن ابي صُفرة،

الي هددت كل شئ بالزوال،،
و مثلت أخطر تهديد للامبراطورية
من ايام ثورة ابن الاشعث،،

حكايتها حكاية الثورة دي،
تابعونا،،