الجُزء ٣٢
قُتِلَ عبد الرحمن ابن الاشعث
- او انتحر متفرقش كتير-
و بموته انتهت آخر موجات الثورات
المتلاحقة التي انهمرت علي المسلمين
منذ وفاة معاوية بن سفيان،،،
و زي ما "معاوية"
قعد في هناءة و سعادة
و دانت له الناس و الامبراطورية
ييجي عشرين سنة،،
برده الامبراطورية" المروانية"
قدرت كده تقضي
علي آخر الاعداء الأقوياء
و أنهت حروب و صراعات
بدأت منذ سنة ٦١ هـ
بخروج الحسين،،،
و زي ما شفتم كده
ييجي ٢٥ سنة من الاحتراب الداخلي
و القتال و الفرم و العجن
بين كل أطياف القبائل العربية المسلمة،،
اشترك فيها تقريبا
كل التابعين
بشكل او آخر،،
و بقايا من
الصحابة العواجيز
بشكل او آخر،،،
مع أن النبي قد حذرهم
قبل وفاته في خطبة الوداع
"لا ترجعوا بعدي كفارا
يضرب بعضكم رقاب بعض "
فكأنه كان يود
لو كانت الحروب لتوحيد العرب
علي دين الاسلام
هي آخر الحروب الداخلية،،،
و بعدها يتفرغون
لصلاح دنياهم
و رفعة دينهم،،،،
و لكن القتال بدأ
بعد وفاته مباشرة كما رأينا،،
و لم يتوقف الا
في ولاية عُمر بن الخطاب
و نصف ولاية عثمان الاول،،،
،،،،
و للأسف أن
المسلمين و الصحابة و التابعين،
"رجعوا كفاراً"
" يضرب بعضهم رقاب بعض"
لفترة وصلت ٣٥ عاماً
من مجمل ٧٥ عاماً
من وقت وفاة النبي
حتي وصلنا لوقت حكايتنا الحالي،،،
،،،
لا غرابة او استغراب اذن
فيما تراه في عصرنا الحالي
من جنون و لوثة عقل،
يصاب بها كل متعصب لفريقه
او كل صاحب مذهب لمذهبه،،،
فينطلق كالمجنون يسفك الدماء
و يستحل الأموال و الأعراض!!!
و قد كان بالأمس انساناً محترماً عاقلاً!!!
لم ينجُ من هذا الداء
الصحابة و التابعين انفسهم
فما بالك بذوي الضحالة
في العلم و العمل
من الجهلاء و الغوغاء؟؟
،،،،،
،،،
فتنة ابن الاشعث
و فرقة الفقهاء و القُراء
الي انضموا ليه،،
و ضحايا معركة دير الجماجم
الي بالآلاف المؤلفة،،
و انتصار الحجاج و عبد الملك
للمرة العشرتاشر
علي أعداءهم و الخارجين عليهم،،
كان ليها اكبر الأثر
علي الفقه الاسلامي
و شكلت نقلة كبيرة
في فقه الصبر علي الحاكم الظالم،،،
و تم تثبيت الفكرة دي
في ما عُرف بعد كده
ب فقه السُنة و الجماعة،،
و ده علي يد فقيه كبير جداً
اسمه " الحَسَن البصري"
من التابعين الكبار،،
و كان اكثر من مرة
اعتذر عن الخروج علي الحجاج
و عن الانضمام للفقهاء الثائرين،،
حتي في وقت
زهوتهم و عُلُو كعبهم،،
رفض الانضمام للثورة دي
و كانت أدلته منصبة علي ان
الثورة- الفتنة- دي
ليس لها ما يبررها مهما كان،،
مادام الائمة- الخلفاء-
يقيمون الصلاة،
و يقودون الجيوش في الحروب،،
و يحفظون الأمان،،،
و يقيمون القانون،،،،
يبقي نصبر و نحتسب!!
و اكيد ربنا
مسلط الجبارين دول علينا،
جزاء علي سؤ أعمالنا!
و اختبار لإيماننا!
و تكفير لذنوبنا!!!
""""
و هذا هو مذهب الحسن البصري
" الأصل"
والمشهور عن الإمام أحمد بن حنبل
"التابع له"
وعامة " أهل الحديث" من بعدهم، و كمثال:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(... ولهذا كان مذهب "أهل الحديث"
ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة
والصبر على ظلمهم
إلى أن يستريح بر،
أو يستراح من فاجر...) .
""""
و هو رأي طبعاً و له وجاهته،،
و مبني علي خبرات شنيعة،،
بس كونه يُدَرس لينا
علي انه هو الدين الحق،،
و تنهال علي رأسنا
الروايات الي بتُكفر
الخروج علي الحاكم،،
فأظن ان بعد
كل الي شفتوه و قرأتموه،،
واضح تماماً
ان دي "وصاية"
من رجال الدين،،
علي الناس و العامة
وجدت طريقها للواقع
بإضفاء صفة " الصِحة"
و ختم ال" تقديس"،،،
ل روايات عن النبي
تقول هذا الكلام،،
،،،،
"كان مُسلم بن يسار
- الفقيه الكبير-
أَرْفَعُ عند أهل البصرة
من الحَسَن البصري ،
حتى خفَّ مع ابن الأشعثِ
- انضم للثورة-
وكَفَّ الحسنُ
- امتنع عن الثورة-
فَلَمْ يزلْ أبو سعيدٍ
- الحَسَن البصري-
في علوٍّ مِنها بَعْدُ،
وَسَقَطَ الآخرُ
- ابن يسار-"
،،،،،
طيب هو يعني الحَسَن البصري
كان من " شيوخ السلطة" و المبرراتية ؟؟
اطلاقاً يا جماعة،،
ده كان بيكره الحجاج كره العمي
و مبيطيقش سيرته!!
و شايف ان عبد الملك
خليفة ظالم و مفتري!!!
و كثيراً ما صرح بذلك،،
لدرجة انه قضي
فترة طويلة من حياته،،
مُطارد من الحجاج
و مستخبي عند الناس
من بيت ل بيت
و من بلد ل بلد،!!!
و لما مات الحجاج،،
سجد لله شكرًا
وحمد الله علي موته!!!
،،،،،
راجل صريح و واضح
و أجد سلوكه
اقرب للعقل و الحكمة،،
من سلوك بعض الثوار
و كنا اديناكم مثال،
علي واحد منهم:
ابو جلدة الشاعر.
تعالوا نشوف مثال تاني
ل فقيه من الثوار،،
هو الشعبي
و ده فقيه كبير
و محدث و تابعي معروف،،
بعد ما كان انضم للثورة
و أعطاها الشرعية الدينية،
و ازاي انها ثورة و قتال
ضد الكفار و البغاة،،
و ان قتلانا في الجنة
و قتلاهم في النار!!!!
،،
هرب من المعركة بعد الهزيمة
و لم يثبت للقتال
و نيل الشهادة المزعومة!!!
الي بتحريضه و دعواه
نالها الآلاف من الثائرين!!!
،،
كان الحجاج قد دعا في الناس
انه الي يروح الري- ايران-
عند قتيبة ابن مسلم
قائد الجيش المرابط هناك،
فهو آمن من البطش و السجن،،
قام الشعبي الفقيه
راح عند قتيبة،،
لما الحجاج عرف كده
بعت ل قتيبة يقوله
أبعت لي الشعبي،،
الشعبي اترحل يلاقي مصيره،،
دخل علي الحجاج
و هو متلبش في بعضه،،
الحجاج قاله
عملت عملتك السودة ليه؟
قاله احنا اتمردنا عليك
و ده غلط طبعاً
بس لم نكن من الُفجار في الثورة،،
و دلوقتي ربنا
هو الي أظفرك بنا،،
فان عاقبت فإحنا نستحق
و ان عفوت ف مَكرمة من جنابك،،
الحجاج قاله
علي الاقل
لم تنكر سؤ عملك
و تكذب و تدعي البراءة،،
طيب و ايه اخبار حكمي
و سياستي في الناس؟؟
قاله و الله كله تمام،،
بس انا الي بقيت مفزوع
و مش عارف أنام
و خايف طول الليل
و ياريت آخد الأمان و العفو،،
الحجاج قاله
روح يا شعبي
انت آمن ،،،
،،،
و لا تعليق،،
،،،،
فيه مثال "كوميدي"
علي تصرف الحجاج
مع مثال تالت من الثوار:
مسك اتنين منهم
و امر بإعدامهم ،،،
واحد منهم قاله
بس انا طالب العفو
و ليا عندك مكرمة!!
قاله ازاي اخويا يعني؟؟
قال:
مرة ابن الاشعث
شتمك بأمك!!
و انا كنت حاضر
و رددت غيبتك!
و قلتله عيب ما يصحش!!!
قاله يا سلام ؟؟
و ايه الي يأكد لي الكلام ده؟
قاله زميلي المقبوض عليه معايا ده!!
،،،
زميله المقبوض عليه
قاله فعلا حصل،،
،،
الحجاج استغرب
و افتكرهم بيشتغلوه مع بعض،،
قام قال لزميله
و طبعاً انت كمان
وقفت لابن الاشعث و رددت غيبتي؟؟
قاله الحقيقة لأ
انا كاره سيرتك
و سيرة اهلك كلهم!!!؟؟
،،،
قام الحجاج قال سيبوهم الاتنين
واحد لكرمه،،
و التاني ل صدقه،،،
،،،
رحم الله الجميع،،
تابعونا ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق