الاثنين، 9 مايو 2016

ابْن الزُبَيْر و ابْن مَرَوَانْ







الجُزء ٣١

فضل الوضع الغير مستقر ده
لمدة ثلاث سنوات 
حتي سنة ٨٣ هجري

ابن الاشعث و جيشه و فقهاؤه
 و الموالي الي معاه،،،
ب يسيطروا علي
نصف الامبراطورية الشرقي
وصولا للبصرة و الكوفة،،

و عبد الملك و معاه الحجاج
واقفين علي نصفها الغربي،،

،،،
 الخليفة عبد الملك كان
 اول ما سمع بفوز ابن الاشعث 
علي الحجاج و فتحه للبصرة
و انضمام الفقهاء و الموالي اليه،،

رُكبه سابت و بطنه كركبت!!
و شعر ان المُلك هـ يضيع 
لان الجيش الي بِ يحاربه،
هو جيشه في الاصل!!

هو الي صارف عليه
و مجهره أحسن تجهيز
و حاطط فيه الشجعان و الفرسان!!

و ده غير اما تحارب 
واحد من بره البيت،،
معندوش التجهيزات 
و الاستعدادات بتاعتك،،

المُهم انه قال للثوار:
انا فهمتكم
و هـ نفذ كل مطالبكم!!

انتم عايزين الحجاج يتشال مش كده؟؟
و شايفين انه ظالم و مفتري 
و متعدي لحدود الله،،
مفيش مشكلة!!!
نشيله!!!!

،،،
بس طبعاً هو مش عبيط،،
انه يعمل كده من موقف الضعف،،

بعت جيش من قواته الامبراطورية
" جند الشام"،،،

الكلمة المرعبة لكل الثوار
 و الخارجين علي الطاعة،،،

الجيش الي
 لم يعرف الا الانتصار 
و ان تأخر عدة جولات،،،
،،،
و بعت ابنه عبد الله، 
و اخوه محمد بن مروان
علي رأس الجيش ده،،

و اخوه محمد ده
 كان قائد كبير
و ليه صولات و جولات،،

و ابنه مروان بن محمد
هيكون آخر خليفة للأمويين
و هيقتلوه العباسيين في مصر
بعد ييجي خمسين سنة،،، 
،،

 كان معاهم رسالة للثوار:

أمير العراق و فارس:
هو محمد بن مروان
 اخو الخليفة،،
ان رضيتم بعزل الحجاج،،
،،،

هنا بقي 
الثوار كالعادة،،

لازم بطبيعة الثورة الجامحة
يتمادوا في المطالب،،

و يعتبروا
 الحلول الوسط و الدبلوماسية
خنوعاً و حماقة و تفريط،،،

و الصوت العالي وقتها
بيكسب أنصار الحكمة و العقل،،
،،،

ليه نرضي بعزل الحجاج
و ما هو الا ألعوبة عبد الملك!!!

احنا نضرب رأس الفساد
و نكسب المعركة كلها!!!؟؟؟؟
،،،،

ابن الاشعث مقدرش 
يسيطر علي الجيش،،

و مقدرش ياخد قرار قوي 
و يفرضه علي 
باقي الثوار و الاتباع،،،

و دي مأساة قائد الثوار دائماً،،
ملوش كلمة حاسمة 
يقدر يفرضها علي الكل،،
،،،

و في نفس الوقت 
لو جازف و فرضها
 بالقوة او الغصب،،

بينفرط منه قيادة الثوار
 الي اصلا اتوحدوا ضد الظلم،،

و اكيد مش منتظرين من قائدهم 
يبقي ظالم و دكتاتور زي الي قبله،،
،،،

ما يجمع الثوار 
هو فكرة مستحيلة التحقق غالباً!
لانها خليط من مليون فكرة!!

و لازم في وقت ما 
كلهم يضربوا بعض!!
و أقوي و أخبث واحد
هو الي يمشي كلامه!!!

ده لو نجحت الثورة طبعاً،،
،،،

و ابن الاشعث لسه منجحش،،
و هو مش خبيث زي الحجاج،،
و مش ثعلب زي عبد الملك،،،،
،،
هو طاووس جميل
و يمكن يكون قائد كويس،،

بس مش ده المطلوب دلوقتي،،
،،،

طبعاً الاتفاق كان مستحيل
و الفريق الأكثر خيالية
فرض رأيه بالقتال حتي النهاية،،
،،،

الحجاج بقي كان وقتها
شعر بالخيانة و الضياع!

بقي كده يا أمير المؤمنين
تبيعني في اول زنقة؟؟

،،،
و الله لو لِنت لهم و خضعت اليوم
بكره هيركبوك و مش هينزلوا،،
،،

عبد الملك الأريب
كان متوقع الرد الرافض ده
و مجهز الخطة البديلة،،،

محمد بن مروان
بسط يده برسالة تانية للحجاج:

انت القائد 
و انا و ابن الخليفة
و جيش الشام ،،
كلنا،،
تحت طوعك و أمرك
يلا نفعص ولاد ال،،خة دول،،
،،،،

الحجاج رجعت له الروح،،
و امتلأ كعادته
 بالعزيمة التي لا تلين،،
و عمل خطة حربية التفافية،،

تظاهر فيها بالانسحاب
 بعد معركة قوية،،

و هجم  بعدها علي جيش 
عبد الرحمن بن الاشعث
الي كان بيستريح بعد المعركة القوية دي،،،

و أعمل فيهم السيف
و خَرَطهُم زي الملوخية كده!!

بعد اكثر من خمسين معركة
صغيرة و كبيرة،،

انتهت ثورة و انتفاضة
عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث
في معركة اسمها يليق بها،،،

معركة "دير الجماجم"!!!
سنة ٨٣ هـ
،،،

عبد الرحمن كان متوقع الهزيمة دي!!
و عامل حسابه علي وجود خطة بديلة؟؟
بس كانت خايبة شوية!!!

كان في الفترة الي فاتت
اتصاحب علي الملك رتبيل
 ملك سجستان!!!

كثرة الصراع بينهم
تحولت لنوع غريب من الصداقة!!

و اتفق معاه علي انه يحميه
و يسانده لو انهزم
مقابل اعفاء الملك من الجزية؟؟
،،

و اول ما انهزم عبد الرحمن،
ركب حصانه و جري
 أخد السكة
الف كيلو او اكتر،،

حتي سجستان
و اترمي في حضن الملك رتبيل
الي أكرمه و احسن وفادته!!

عدو الأمس ، صديق اليوم،
و العكس صحيح ،
هي السياسة كده،،

،،،
بعض بقايا الجيش المهزوم 
كانوا انسحبوا  للمنطقة دي،،
بعتوا له يقولواله:
 تعال و خليك القائد يا عبد الرحمن،،

راحلُهُم لقاهُم 
مش مجتمعين علي كلمة
و ب مليون رأي كالعادة،،،

شعر باليأس و الإحباط
و فارقهم و 
هو بيلومهم علي كل شئ،،

و هم بيتهموه
 بالجُبن و قلة الحيلة،،
،،،

طبع الثوار المعتاد
بعد نهاية الأحلام الوردية!!!
بكوابيس الواقع المظلم،،
ان يلوموا بعضهم البعض،،

لأنهم بعقولهم الخيالية
يرفضون الاعتراف بالواقع
و التسليم بالأخطاء 
 الي ارتكبوها في كل خطوة
 من خطوات ثورتهم الفاشلة،،،

،،،،
الجيش التائه  ده
 عمل مع نفسه دولة و نظام!!

و فرضوا الجزية
 علي المناطق الي حواليهم!!

كان فيه أراضي شاسعة بلا حاكم
منذ بداية الأحداث دي
و الحرب الأهلية من ايام ابن الزبير،،،
،،

طبعا هما بقوا في الحقيقة
 بلطجية و قطاع طرق!!!!

بس لسه فاكرين نفسهم 
ثوار من اجل  قضية سامية ،،،

في النهاية، 
يزيد ابن المُهلب
حاكم خراسان،،
 
حاربهم و قضي عليهم 
و كانوا بالآلاف
و كالعادة
 قُتلوا صبراً كلهم تقريباً،،
،،،،
النهاية المُفضلة لأغلب الثوار،،
،،،،،

القائد المهزوم
عبد الرحمن بن الاشعث
فضل قاعد 
ضيف ثقيل علي رتبيل،،

و كل شوية يسمع الرسائل 
الي الحجاج باعتها،؟

بيهدد باجتياح البلاد 
لو لم يُسَلم عبد الرحمن من اجل عقابه،،

صارت الدنيا 
أضيق من خرم الإبرة،،

و ابن العز و المجد و الملوك
لقي نفسه زي الفأر الجبان
مستخبي في آخر الدنيا،،

دخل في طور اكتئاب حاد!
و في النهاية،
رمي نفسه من فوق 
سور القلعة الي كان فيها !!

و انتهت حياته بيديه
بدلاً من الذبح و التعليق علي خشبة
كسائر من سبقوه من ثوار،،،

و ده كان سنة ٨٥ هجري،،،
،،،

فيه شاعر 
كان من ضمن ثوار جيش عبد الرحمن،،
اسمه ابو جَلدة
من قبيلة بكر بن وائل الكبيرة،،

كان أول المعركة مع الحجاج
مليان فخر و حماسة
و ثقة بالنصر و قال:

فقل للحَوارِيات يبـكين َ غـيرَنـا.  
     ولا تَبكِنا إلا الكـلاب الـنـوابـِحُ


بَكَيْن َ إلينا خشـيةً أن تُـبِـيحـهـا. . 
   رِماح ُ النصارى والسيوف الجوارِحُ


ونادينـا أين الـفـرار وكـنـتـم.  
    تَغارون أن تبدو البرٓى والوشـائِحُ


أأسلمتمونا للعدو عـلـى الـقـنـا.
   إذا انتزعت منها القرون النواطـِحُ


فما غارَ منكـم غـَائرٌ لـحَـلـيلةٍ.  
         ولا عَزبٌ عَزَّت عليه المنـاكِـحُ
.......


طَمِنوا الصاحبات و الزوجات 
     انهم ميبكوش و ميصيحوش،،،

مبيصيحش علينا 
    الا الكلاب اما نروح الصيد،،

هما خايفين نسيبهم للنصاري
- قصده جيش الشام الرومي - و السيوف،،
و نسلمهم بالرخيص و نفلسع،
 و نتركهم للعار و البهدلة،،

بعد ما كن من الشريفات 
الي مبيظهروش لحد،،

و مرعوبين نكون  
نسينا الغيرة و الحماسة
و يهون علينا عِرضِنا و شرفنا!!!

و احنا ميهونش علينا اي واحدة منهن!!!
،،،،

و ساعة لقاء الجيشين
عمل حركة زي حركة 
ميل جيبسون و رفاقه في فيلم
 brave heart 

لما نزلوا البنطلونات لا مؤاخذة
عشان يغيظوا جيش الإنجليز !!!!!
،،
و كان قصده يقول لرفاقه 
في جيش الثوار،،

أنكم هـ تبقوا نسوان
و يتعمل فيكم الفواعيل،
لو انهزمتم النهاردة
و أنشد:

"ما لك يا حجاج منا مَنْجَى
لتُبْعَجَن بالسيوف بَعْـجَـا
أو لتَفِرَّنَ فذاك أحـجـى"

هنعمل و نسوي فيك يا حجاج
و هننقرشك بالسيوف!!!!!

،،،،
طبعا بعد الهزيمة
و بعد ان ولي الأدبار
 مع فريقه المهزوم
طِلع وِش الكآبة و الشحتفة:

"أيا لَهفي ويا حُزني جميعاً. 
ويا غَم الفؤاد لما لَقينـا


تركنا الدينَ والدُنيا جميعاً.
 وخَلَيْنا الحلائل والبَنينـا


فما كنا أُناسـاً أهـل دينٍ.
 فنصبر للبلاء إذا بُلِينـا


ولا كنا أُناساً أهـل دُنـيا.
 فنمْنَعُها وإن لم نرجُ دِينا


تركنا دُورَنا لطغام عـكٍ. 
وأنباط القُرى والأشْعَرينا"
،،،،

يا خيبتنا
 و ضياع الي في الإيدين
خسرنا الدنيا و الدين 
و ضاع المال و البنين

لو كنا اهل دين كنا صبرنا
لو كنا اهل دنيا كنا وفينا

و آخرتها الهلافيت من قبيلة عك اليمنية
 
و الفلاحين من الانباط
- عرب الشام المتفرنجين
الي كان وصفهم بِ النصاري قبل كده-

و شوية تُحف من اهل اليمن الاشاعرة
خدوا فلوسنا و أموالنا ،،،،
،،،


كلمة "عك"  و "الاشاعرة" و التحقير لهم
هي من موروث قبلي قديم يفخر فيه
أهل نجد زي قبيلة بكر بن وائل،

انهم أعلي وأحسن و أشرف
 من العرب المتمدينين،
اهل الحضارة اليمنية القديمة
لان الحضارة عكس البداوة
و بتخلي في أهلها 
بعض الاحترام و الذوق،
و ضبط النفس و تأدب المدن،،

و ده بيشوفه البدوي خنوعاً و ذلاً،،

بالاضافة لان الأنساب في المدينة 
مش بنفس النقاء الي في اهل البادية،،

نظرا للاختلاط بين الأعراق و القبائل
بدرجة كبيرة و بغير اهتمام بذلك
في الحضارات و المدن،،،
،،،،
،،،،

دي حقيقة الثورة و الثائرين،،

شعراء مطرقعين،
و مشايخ مغتاظين،، 
و غلابة ضايعين،،،
و ناس ملهاش في حاجة،،،
وسط كل دول تايهين،،

و ابن الاشعث
 وسط كل دول مع رجالته
كانوا منظرهم متمكنين !!!
بس الحقيقة الأكيدة
انهم اول الفاشلين،،،،
،،،،،
للحديث بقية

تابعونا،،،
،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق