الجُزء ٢٦
بعد ما تم القضاء علي
الخوارج النَجدية،،
بقي الخوارج الازارقة،،
و دول كانوا ارضهم
في فارس و الأهواز،،
و كانوا وصلوا زمان
ايام الانفلات الأمني
لأنهم قربوا يملكوا البصرة،،
و كان علي رقابهم و بدمائهم
بدأ مجد المُهلب،،
الي كان زي ما قلنا
بيعمل فيهم خدع و مقالب!
و يضرب وقت الضرب!
و يكذب وقت الكذب!
و يدس عليهم الجواسيس
و المخربين من الداخل وقت اللزوم،،
و كان مكافئ لهم في الجَلَد و العنف
و يتفوق عليهم في انه عنده مدد كبير
من الامبراطورية وراه،،
بينما هما مبيحاربش معاهم الا
الانصار المخلصين
المقتنعين بالمبدأ و الرسالة،،
الموضوع عندهم جهاد في سبيل الله
لإحقاق الحق و إسقاط الطاغوت
و رؤوس الكفر و الظلم!!
،،،،،،
قلنا ان الخوارج دول
كانوا اغلبهم من عرب نجد
بنو ربيعة يعني و كده،،
و نجدة الحنفي
و بنو حنيفة قومه
خير مثال علي كده،،،
،،،،،،
نيجي بقي لرأسين كبيرين
و عند أصحابهم هما
خليفتين و أميرين للمؤمنين،،
و الاتنين انتهت مغامراتهم الباهرة
علي يد الحجاج و رجاله
قطري بن الفُجاءة،،،
و شبيب الشيباني،،،
،،،،
قطري كان خليفة للخوارج الازارقة
و كان حصل انشقاق عندهم
و واحد اسمه عبد ربه
اخد نص الازارقة
و نصهم راح للفُجاءة،،
و قعدوا يقتلوا في بعض
-كالعادة برده-
لان البأس بيكون شديد جداً
بين الي كانوا امبارح
حبايب و نايمين مع بعض،،
مُركب نقص و خوف و حقد
من انكشاف الخفايا
امام أصدقاء الأمس،،،
و عدم وجود هيبة بينهم
تمنع الاحتكاك و تقلله،،،
و تشابك المصالح و اختلاطها
و عدم الاستعداد
للتنازل عن اي شئ
الخونة ناكري الجميل !!!
و نهاية
استنكار اي نجاح
للعيال الخائبة دي
الي ضحكت علي الناس الغرباء!!
و استكردتهم
بينما احنا الي فاقسينهم و عارفين
انهم شوية نصابين و حلنجية!!
زامر الحي لا يُطرِب
مش بس كده
ده لازم يموت كمان،،
،،،،،
قَطري ده يُنسب
لمنطقة علي الخليج العربي
تقريباً دولة " قطر" الحالية ليها علاقة بيها،،
و كان فارس مهول و شاعر فحل
و لا يخجل الفرسان من الهروب من مبارزته!!!
لانه بيلعب في level من الفروسية
مفيش معاه حد ينافسه فيه
مستحيل اي حد يهزمه يعني،،
و للأسف وقتها
كتير من فرسان العرب
كانوا زي قطري كده،،
بيستنكفوا خدمة الخلفاء من قريش
و شايفنهم نصابين و كدابين
- فاكرين الأسد عبيد الله بن الحرة
و حكاية ضربه بالسهام و ضحكه منها-
طبيعتهم البرية المتمردة
كان مستحيل تخضع لأي خليفة
مهما كان شأنه او " جنته و ناره"!!
علي رأي المغدور
عمرو بن سعيد الأشدق،،
الي قتله عبد الملك بعد محاولته الانقلابية،،
،،،،،
نكمل مع قطري
كان شغال ضرب و طحن في الناس
من قبل حتي مُصعب بن الزبير،،
و كان بِ يبارز قائدين كبيرين
المُهلب بن إبي صُفرة
و عُمر بن عبيد الله التيمي،،
و لما تولي الامويين المنطقة
حاول الوالي الجديد
انه يروح يحارب الخوارج،،
و قال للمُهلب اقعد علي جنب
و اتفرج علي الشغل الصح
انت بس حكاوي و لُكلُك!!!
كان اسم الوالي خالد بن أسيد
و عزل المُهلب عن قيادة الجيوش
و راح هو ياخد المجد!!
كان هيروح فطيس هو و جيشه
لما حاربوا قطري و رجالته،،
و لحقه المِهلب بنصيحة انه يتخندق
و سمع كلامه و نجا،،
بس برده الكِبر ملي دماغه
جاب اخوه و اسمه عبد العزيز
و قاله روح مع الجيش
و اقضي علي قطري،،
طبعاً عبد العزيز ده فشل
فشل أشد من الذريع
أبيد جيشه كله و أُسرت الستات
و تم سبيُهُن بما فيهم مرات عبد العزيز!!؟؟
،،،
و هنا تم عزل خالد الخايب ده
و جابوا الحجاج!
الي جاب واحد اسمه ابن مخنف
و قاله تأخذ جيش
و تطلع مع المُهلب،،
و نادي في الناس بالخروج للجهاد،
محدش طلع خالص
الرُعب و الفزع مالي قلوبهم!!!
قام الحجاج كالعادة
شغل ال كرباج بتاعه
و طلعلهم غصب و عافية!!!
ابن مخنف كان راجل شجاع
بس برده مرضيش يسمع كلام المُهلب،
و كانت النتيجة انه أبيد مع رجالته
و لجأ الي نجوا لجيش المُهلب !
الحجاج كان مش عايز
يرفع مقام المُهلب جامد،،
بالذات انه مش من أشراف العرب
و كان من رجال الدولة البائدة،،
و استفز المُهلب انه يهجم
او انه يبقي جبان،،
طبعا المُهلب مش عبيط
و عارف ان نص الفوز
تكتيك و توقيت و
ضربة مركزة في مقتل،،
مش ضرب و زعيق و سيوف بس،،،
و رفض ينفذ أوامر الحجاج،،
و أخذ بالحيلة و المقالب
لتفريق صفوف الازارقة
مع التحصن و حسن الاستعداد،،
،،،،
في النهاية الحجاج
استنجد بالخليفة
الي بعت له قائد عربي "روماني !!"
من بني كلب
اسمه سفيان بن الأبرد
و معاه كتيبة حرس إمبراطوري مهولة،،
ضربوا قطري و ردوه
و هزموا و كسروا جيشه شوية شوية
و هو انسحب حتي بحيرة طبرية
شمال ايران كده،،
و هناك مات وحيداً
بسبب كسر في رجله
منعه من مواصلة القتال لآخر لحظة،،
و طبعا طقوس
قطع الرأس و الصلب إياها
تم تنفيذها بحماس كالعادة،،،
،،،،
قطري صاحبنا ده
كان له شعر جميل جداً
فيه أبيات قالها في الحماسة
و احتقار الموت و التوهين من شأنه
تعد من أقوي الأبيات في الشعر العربي،،
بيكلم " نفسه " او " روحه"
كأنها واحدة سِت خائفة من المعركة و القتل:
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شعَاعا
مِنَ الأَبطال وَيحَكِ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سألت بَقاءَ يَوم
على الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَن تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراًً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
" متخافيش من الأبطال و متتفزعيش
لو طلبتي يوم زيادة عن أجلك مفيش
و اصبري علي النهاية ،
الوصول للخلود ده مجرد حكاية"
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
" كل الناس مسيرهم لبطن الارض
و الي يفلت شوية يعجز و يخرف
و برده هـ يزحف علي الارض
و ايه لازمة العيشة
من غير شرف و لا عِرض"
،،،،،
فيه حاجة غريبة جداً
وسط المجتمع ده،،
فاكرين ازاي عقيلات مكة
كن أحرار في الكلام
و في التصرفات
و ان النادر فيهن من كانت
بِ تخضع للراجل خضوع المعيز،،
،،،،،
سيدات الخوارج بقي
كانوا بيحاربوا بأنفسهن!!!
و هن في ذلك متأسيات
بِ سيدات الصحابة
الي كانوا في قلب المعركة
في كتف الرجال،،
طبعاً دي حاجة
بِ تتقال عن فجر الاسلام،،
بس محدش بيفكر ليه اختفت؟؟
زيها زي صلاة السيدات في الجامع
جنب الرجالة و حواليهم!!
،،،
اختفت لان المجتمع ذكوري؟
و حس التملك،
و الصراع علي الممتلكات،
تغلب علي حس التكافؤ بين الجنسين،،
فاختفي سلوك
عقيلات مكة المستقلات،،
و اختفي موضوع الصلاة في الجامع،،
و اختفي موضوع خروج السيدات للقتال،،
و شيئاً فشيئاً
تحول سلوك مثل هذا،،
لسلوك مُستهجن و منبوذ
و الست تعتبر مسترجلة
و أهلها مش عارفين يلموها،،
و ممكن كمان يُعتبر
خروج علي تعاليم الاسلام؟؟؟
،،،،
طبعاً لما تعرف ان
سيدات الخوارج
كانوا يقاتلوا في الصفوف الأمامية
و كانوا بيقودوا الرجال!!!
و كان الرجال بتوعهم
بيقولوا فيهم شعر و غزل
في نفس الوقت!!!
هـ تفتكر اني بتكلم
عن قبيلة الأمازون!!
او فيلم خيال علمي
عن كوكب تحكمه السيدات!!
،،،
لا ابداً
الخوارج الي كانوا في قمة
التمسك بالظاهر من النصوص
و الورع و التقوي،،
مكانوش شايفين ان الاسلام
فيه اي حاجة ضد ثورة السيدات،،،
و ان الست مش مجرد
درة مصونة،،
و جوهرة مكنونة،،
و حتة بنبونة،،
مكانها في الظل
وراء الأستار،،
في صناديق مغلقة،
و ميصحش تتلوث
بالظهور امام الغرباء!!؟؟
ناهيك طبعا عن الكلام معاهم!!؟؟
فما بالك بالنزال بالسيف!!؟؟؟
،،،،،
و ده معناه ان كل التراث
الي ورثناه
و بيقول ان الست
مكانها البيت،،،
بِ يكذبه سلوك
عقيلات مكة
مهبط الوحي،،
و سيدات الخوارج
اشد المسلمين تزمتاً،،،
،،،،
و انه غالبا التراث ده
منحول و مزور،،
لزوم الحفاظ علي
سيطرة الرجال
و استقرار الأوضاع،،
،،،،
واحدة من "الخوارج" الأوليات
كانت ثائرة ضد المهول
زياد بن ابيه- ابي سفيان-
و كان بيتجنبها في الاول،،
إنما في الآخر
مسكها و قتلها
و قطع أيديها و رجليها
و خلاها عريا،ة
و رماها وسط البصرة !!!؟؟؟
،،،،
واحدة تانية كانت
حبيبة او زوجة قطري بتاعنا ده،،
اسمها ام حكيم،،
و ده دلع و كناية
مخلفتش ابن و لا حاجة،،
كانت بتقف امام الجيوش كده
تقول شعر و تخطب
زيها زي الرجالة القواد!!
و تقول:
أحمل رأسا قد سَئمت حمله
و قد مللت دهنه و غسله
ألا فَتىً يحمل عني ثقله؟؟
الست بتتدلع و تتمايل
و هي واقفة امام الجيش
و بتحكي عن رأسها الجميل
و شعرها الطويل المنسدل
الي مدهون و معطر بالطيب!!!
و ازاي
انها زهقت من كده،،،
و بتقول للأعداء
مفيش فيكم راجل
يقدر كده ييجي
و يطير راسي الجميلة دي؟؟!!!
،،،،
و كان طبعا الرجال من فريقها
بيتنافسوا و يتسابقوا للموت
دفاعا عن عقيلتهم الحُرة!!
...
قال فيها حبيبها قطري شعراً
فكان يصف شوقه لها
و زهده الحياة ما عداها
و شفاهها التي تشفي المرضي:
لعمرك أني في الحياة لزاهد
وفي العيش ما لم ألق أم حكيم
من الخفرات البيض لم ير مثلها
شفاه لذي بث و لا لسقيم
،،،،
رحم الله الفارس الكبير
قطري بن الفجاءة
،،،،
تابعونا،،،،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق