الاثنين، 9 مايو 2016

ابْن الزُبَيْر و ابْن مَرَوَانْ






الجُزء ٣٠

عبد الرحمن بن الأشعث
إتعين قائد 
علي جيش الانتقام المِتْفَخفَخ
الي أنفق الحجاج عليه الكثير
و جهزه بأحسن سلاح و عتاد،،،
،،،

واضح ان الانتقام
 من أفعال اهل سجستان
و ملكهم "ارتبيل"
وَ استعادة الهيبة الامبراطورية،،

كانت في غاية الأهمية وقتها،
و الاحتياج لنصر كاسح 
كان مهم  و حيوي جداً،،،
،،،،

الجيش دهَ
 من كُتر الأبهة و المنْجهة
الي كان فيها 
اتسمي ب "جيش الطواويس"

و اعتقد ان ده لأن الحجاج
أسسه بمساعدة
 ناس من جيوش الشام،،

الي أسسوه علي الأساس
 الإمبراطوري الروماني
المتشيك و المتزوق،،

،،،
المهم ان الجيش المهول ده
توجه ل سجستان
للانتقام الزؤام،،

و كالعادة
ملك سجستان
لا يملك غير نفس التكتيك،،
تقديم الضحايا 
من ناس و قري و أموال، 

لاستدراج الجيش 
اكتر و اكتر
و تشتيت قوته،،

أملا في اصطيادهم 
في كمين او وادي او عند نهر
مرة في التانية في التالتة،،

،،،،
بس المرة دي 
عبد الرحمن القائد بتاعنا
لم ينخدع بِ التكتيك ده
و كان كل ما يستولي علي بلد،

يقعد فيها شهر او اكتر
يظبطها و يأمنها و يؤسس،
لقواعد للجيش تؤمن له
 الإمداد و المساندة،،،

،،،
و هو كان اتعلم الحكاية دي
من داهية العرب 
المُهلب بن ابي صُفرة
في حروب الخوارج،،

لانه كان طلع زمان
مع بعض الجيوش
الي حكينا عنها،،

و كانت اتهزمت من الخوارج،،
لان بعض القادة اتغروا
 بعدد الجيش و عديده
ف باؤوا بشر هزيمة،،

بينما المُهلب الي كان بيهتم
بالتأمين الدفاعي و التحصين،
قبل الهجوم و الاندفاع
هو الي كان بِ ينجح و يفوز،،

،،،،،


الموضوع طبعاً كده بيطول
و من سنة ٧٩ هجري 
في بداية خروج الجيش،،

و صلنا ٨٠ هجري 
و الجيش لسه في الطريق
يمشي الهوينا،،
،،
الحجاج بعت يستعجلهم
و يقولهم لازم تهاجموا
 و ايه اللكاعة دي؟

عبد الرحمن قاله علي فكرته
و فلسفة التقدم ببطء و ثقة،،

الحجاج لم يقتنع
و قاله بقي  بعد 
المصاريف الي انا صرفتهم
و التدريب و التسليح و المرتبات،،،

جاي تقولي التقدم ببطء و ثقةء؟؟
ما كنت ابعت 
اي جيش تاني 
و اي حد غيرك،،
من غير مصاريف و لا حاجة
و كان هيعمل  احسن منك كمان،،

عبد الرحمن اتضايق،
و الناس في الجيش 
قعدت تتوشوش
ان الحجاج كل الي يهمه الانتصار ،،،

بصرف النظر عن الضحايا،،

و قاعد في بيته متدفي
و هما الي في الغُربة و البهدلة،،

و القائد عبد الرحمن بن الأشعث 
أتأكد ان تعيين الحجاج له 
برغم خلافهم السابق،،

كان عشان يخلص منه 
و يضمن هلاكه 
في الحرب البعيدة دي!!!!

قام بعت للحجاج:
 ان الجيش عايز يرجع
و يريح في البصرة شوية،،

الحجاج قاله:
 محدش يرجع
الا بعد تمام المهمة
و تدمير سجستان و قتل ارتبيل،،
،،

أرتبيل في الوقت ده
كان بدأ يزهق من الحرب
و يقتنع انها خراب علي بلده،،

و ان الانتصار تمنه 
أغلي من الاحتمال،،

و كان بيراسل عبد الرحمن 
علي السلام و العودة 
تحت حكم الامويين
و دفع الجزية زي زمان،،،

بس طبعا
 الحجاج لم يوافق اطلاقاً،،
و قال للجيش 
انتم مش في غُربة!!

البلد الي انتوا فيها
 بقت هي بلدكم
و تعايشوا مع كده!!!
،،،،

الغضب ضده ازداد
و الكلام بقي صوته عالي ،،
ضد الظالم المفتري
عدو الله سافك الدماء!!!

و ان واحد زيه 
و زي الخليفة الي مِعَيِنه،،
ناس مفترية و ظالمة،
و ميستاهلوش أبدا
الطاعة و الحرب تحت رايتهم!!

و بدأ النداء ب 
شق عصا الطاعة يعلو،،

و كانت القشة الاخيرة
لما الحجاج بعت 
يأمر عبد الرحمن
بالتنحي و تسليم 
قيادة الجيش لأخوه إسحاق ،،،

هنا بقي،
 أعلن الجيش العصيان رسميا!!
و خلعوا طاعة الحجاج و عبد الملك
و رجعوا علي البصرة غاضبين !!!

المُهلب كان في ايران وقتها
و شايف الوضع و فاهمه،،

قام بعت للحجاج قاله 
الناس دي غضبانة و متحفزة،،
سيبهم يرجعوا
 و يدخلوا البصرة،،
و بعد ما 
كل واحد يروح بيته
 و يهدي من أخلاقه،،

 ساعتها بقي اعمل الصح و ابقي  
 اضرب علي يد القادة بتوعهم!!؟؟
،،،

الحجاج معجبوش الكلام ده
و عمل جيش بسرعة
-و طبعا مكنش بقوة جيش الطواويس-

و هجم عليهم و هما راجعين
و طبعاً جيشه انهزم!!

و أدرك صحة نصيحة المُهلب الداهية،،
،،،،،

و هنا بقي
 اصبح الكابوس حقيقة،،

انقلب جيش الدولة عليها
و قامت حرب أهلية حقيقية
بين جيوش الدولة الواحدة،،

مش بين ثوار و متمردين من ناحية
و بين الحكام الشرعيين من ناحية تانية،،
،،،،

و بكده سيناريو
مطرف بن المغيرة
تم تكراره
 بس  المرة دي علي 
نطاق و عمق و حجم أضخم بكثيير،،،

و اصبح هناك
" شِبه خليفة " جديد،
عامل زي المختار الثقفي كده
فيه ناس تحت حكمه
و بِ يجبي الضرائب و الزكاة!!!!

و من عند باكستان
 مرورا بجنوب ايران
حتي الأحواز وصولا للبصرة
كل ده بقي تحت إيده ،،،

و زي المختار
 ما حصل معاه برده،،
تقاطر اصحاب المظالم
 و المقهورين في الارض،،

من الموالي و العبيد و الفقراء
للانضمام ليه 
خلاصاً من حياتهم البشعة،،

و طمعاً في منصب 
و مركز اجتماعي 
احسن بعد انضمامهم كمحاربين
لجيش فائز و دولة جديدة،،،

بعد ان اسودت الدنيا أمامهم 
في الدولة الماثلة أمامهم
و أصبحت الحياة بلا قيمة،،
 
،،
وصلنا سنة ٨٠ هجري
و أصبحت الدولة منقسمة
 لجناح شرقي تحت قيادة
عبد الرحمن بن الأشعث و جيشه 

و جناح غربي
من الكوفة و انت طالع للشام
بقيادة الحجاج و خلافة عبد الملك
،،،

ده تقريبا الي حصل 
في الثورة "البلشفية"
الي حولت روسيا من
 "ملكية قيصرية"
ل "جمهورية شيوعية"،،،

في نهاية الحرب العالمية الأولي
انقلب الجيش الي في الجبهة
علي القيصر !!
و تمرد عليه!!

و نفخ في الحكاية دي
ناس كتير من الثوار!
الي كانوا انضموا للجيش
بالغَصب او بِنِية التحريض
 و تجنيد الاتباع و اكتساب خبرة قتالية!!

و رجع الجيش ده
و اسمه "الجيش الأحمر" 
و قاتل ضد الجيش الموالي للقيصر
و اسمه "الجيش الأبيض" 

حتي استطاعوا دخول العاصمة
 و إعدام القيصر و أسرته،،
،،،،
،،،،

بس فيه نقطة مهمة جداً
ايه المرجعية الدينية 
لعبد الرحمن بن الأشعث؟؟

الي تخلي المسلمين
 يقاتلوا مسلمين آخرين؟؟

و يقتلوا ناس أبرياء في النص
و  يموتوا هما نفسهم في الحرب؟؟
،،،،

هو لم يكن من آل النبي
"ثورة الحسين"،،

و حتي لم يتقنع براية آل النبي
"المختار"،،

و لم يكن قرشياً فقيهاً
 من السلالة الملكية 
"ابن الزبير"،،
 
و لم يكن أميراً أموياً متمرداً
"عمرو بن سعيد بن العاص"،، 

و لم يكن
 من اهل نجد المتمردين
ذوي الفقه المختلف 
"شبيب و قطري و ابن فديك و نجدة"،،



،،،،
فين الشرعية الدينية
الي تضمن
 ان الناس تقاتل باستماتة
طمعاً في النصر أو الشهادة
و هما مطمئنين لسلامة موقفهم،،،
،،،
جاءته من حيث لا يحتسب،،

انضم له أفواج 
من القُراء و حفظة القرآن،،
،،
زي المختار برده،،
،


و زاد عليه
ان كبار العلماء في البصرة وقتها
انضموا لجيشه
و قادوا كتيبة استشهادية
اسمها كتيبة "القُراء"،،

حاجة كدة زي 
كتيبة او جيش " التوابين"
بقيادة ابن صُرد،،

الي راحوا
 هاجموا الدولة الأموية
انتقاماً من قتل الحسين،،
و كانوا كلهم متدينين و متحمسين
و فيهم من الصحابة و العلماء و القُراء،،،
،،،،

بس هنا بقي
كتيبة " القُراء"دي
بقت جزء من جيش ضخم
و مملكة لها وجود علي الارض،،
،،،

و بوجود مشايخ 
في ثقل و حجم:

سعيد بن جُبير، 
و ده من الموالي،،

و الشعبي، 
من بني همدان اليمنيين،،

و ابن ابي  ليلي، 
 من الانصار،،

و انضم معنويا كمان
أنس بن مالك الصحابي 
العجوز جداً وقتها،،
،،،، 
و دول ناس 
من   الصحابة و التابعين
و من رواة الأحاديث الكبار 
عن اهل مكة و المدينة من الصحابة ،،،

و كان لهم ثِقل معنوي كبير
أعطي ثورة ابن الأشعث،، 
زخم روحاني كبير
لم يكن ليصل اليه لولا انضمامهم اليه،،
،،،، 

طبعا ده يأكد اكتر و اكتر
ان كل الأحاديث و الروايات،،
المشهورة عن حُرمانية
 الخروج علي الامام الظالم
 و خلع الطاعة،،،

وصولا لدرجة
 تكفير فاعل ذلك،،
هي من قبيل  المحدثات في الدين!!؟؟؟

خصوصا و ان 
الحجاج زي ما قلنا
و عبد الملك زي ما وضحنا،،،

ناس علماء في الدين 
مقيمين لفروضه و حدوده
واضحي الإيمان 
و عميقي القدر في الفقه و أصوله ،،

و تقريبا مفيش حد جه بعدهم
من الخلفاء و الوزراء
كان في درجة علمهم الديني دي
الا مثال او اتنين،،

و بكده لا ينطبق عليهم اطلاقاً
الكُفر و الخروج من الملة،،،،
الي يبرر حربهم و الخروج عليهم،،
،،،،،

التغير في شكل الاسلام ده
حصل مع الوقت،،

بنية حسنة طبعا
هدفها سد أبواب الخلاف و الفرقة،،

و اتكرر حاجة زي كده برده 
مع حقوق و كينونة المرأة،،

الي اتبهدلت و ضاعت 
من كونها شريكة و إنسانة مستقلة،،

وصولاً لانها متقدرش تفتح بقها
 في اي شئ
قدام اصغر طفل في عائلتها!!!

و متشوفش نور الشمس
غير جوه حوش بيتها بس!!!

و جوزهامن حقه  يضربها بالجزمة
لو غضبت عليه و خاصمته!!!!

التاريخ ده عِبَر،،
،،،،
 
بكده توفرت 
كل أسباب النجاح
لثورة بن الاشعث،،

حشد مهول من الناس،،
مساندة دينية،،
 روح معنوية عالية،، 
مملكة حقيقية،، 
و مصادر دخل مستديمة،،،

طيب حصل ايه بعد كده

تابعونا،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق